بوابة الوفد:
2024-09-09@00:47:01 GMT

قضايا

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

ماذا يتبقى من تراث الشاعر حلمى سالم (١٩٥١ -٢٠١٢ ) أول دواوينه (حبيبتى مزروعة فى دماء الأرض). عام ١٩٧٤ و(سكندريا يكون الالم عام ١٩٨١. ثم (الأبيض المتوسط) عام ١٩٨٤ ثم (سيره بيروت) عام ١٩٨٦. أنا شخصيا كنت أجد نفسى فى الدواوين الثلاثة الأولى. كان الحس التقدمى والإيقاع النقدى الاجتماعى الحاد الذى يتسم بروح التجديد فى شكل القصيدة التى عاشت تحديات كبيرة من جيل السبعينيات هذا الجيل تحمل على عاتقه إصلاح ما تراجع من جيل الستينيات الذى وصل إلى طريق مسدود؛ وكان يمثله صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى.

. كادت قصائدهم أن تتكلس. جيل السبعينيات حسن طلب وحلمى سالم وعلى قنديل وأمجد ريان وعبدالمقصود عبدالكريم وأحمد زرزور.. وأحمد طه وغيرهم. هؤلاء غيروا–ما استطاعوا–من خريطة القصيدة الحديثة؛ كان فقط ينقصهم التشتت مع كل الاشكال الإبداعية الأخرى؛ وكان يميزهم الترابط الذى جعلهم يعتصمون تحت لواء مجلة نجحت وجعلت أديبا كبيرًا مثل إدوارد الخراط يتبنى هذا الجيل ويراهن على نجاحه.

بالنسبة لحالة حلمى سالم أرى أنه بعد الدواوين الثلاثة الأولى؛ استسلم لما يمكن أن نسميه الفوضى الخلاقة وهى مقولة كوندليزا رايس..! هذه الفوضى جعلته يخلط بين عبقرية تركيباته الشعرية وبين الألفاظ والمعانى المتداولة وبعضها شعبى وبعضها سوقى مما أفقد دواوينه على مدى سنوات؛ تميزه الخاص وصارت كثير من قصائده مجرد ثرثرة لا مبرر لها واستمر حلمى للأسف دون قيود من ضميره الأدبى؛ تحكم أشعاره وتكبح طموحه غير الشرعى. لكن ما تركه من قصائد ترسم روحه الحقيقية كثير ولا يحتاج أى شاعر أكثر من هذا ليخلد اسمه.

 

 [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما قضايا نادر ناشد روح التجديد جيل الستينيات

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. الصديق الخائن

تفضح حرب الإبادة اليومية المستمرة منذ قرابة العام تقريباً فى غزة، الوجه الحقيقى للولايات المتحدة الأمريكية، وتنزع ورقة التوت عن عورتها وعارها. إن مشاركة ومباركة أمريكا فى المجزرة، يضعنا أمام أسئلة كثيرة أبسطها: بأى وجه تتواصل الولايات المتحدة مع العرب، وبأى وجه تدخل كمفاوض أو داعم لعملية وقف إطلاق النار فى غزة، وكيف تجلس على مائدة المفاوضات من أجل السلام وهى التى تسلم إسرائيل السلاح الذى تقتل به الأبرياء، وكيف تطالب بالسلام بينما حاملات طائراتها تقف فى البحر المتوسط قبالة شواطئ غزة لحماية قَتَلة الأطفال؟

لقد شاركت أمريكا فى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف إنسان أعزل، كل ما اقترفوه أنهم يعيشون فى جزء من وطنهم المحتل، ويريدون أن ينعموا بالحرية بعد أكثر من ٧٠ عاماً من الذل على أيدى عصابات الصهاينة.

إن أمريكا التى تتحدث عن حقوق الإنسان، والحيوان، وتطالب بالحرية وتندد بالقمع فى رسائلها لكل شعوب الأرض، هى نفسها التى تمنح الضوء الاخضر لإراقة دماء الأبرياء، بل وتمنحهم الأسلحة والمال.

لقد أصبحت أمريكا صاحبة مائة وجه، ولم يعد لها أى مصداقية بين شعوب العالم الحر، بل إن شرائح واسعة من الشعب الأمريكى نفسه تنظر حالياً لمن يحكمها نظرة سخط، وشعور غاضب، أما الشعوب العربية فقد تأكد لها أن أمريكا هى السلاح الذى تستخدمه إسرائيل لتحقيق أغراضها فى الدمار والقتل والتوسع الاستيطانى بشكل مفضوح. 

ورغم أن أمريكا تشارك فى المفاوضات لإيقاف القتل والتجويع فى غزة، إلا أنها وافقت يوم 13 أغسطس الماضى، على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لدعم العصابة الإسرائيلية بمقاتلات أمريكية من نوع إف-15 وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ومن المؤسف أن توافق أمريكا على هذه الصفقة، وترسل فى نفس الوقت مندوبها للجلوس على مائدة المفاوضات لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، بل ربما يكون المفاوض أو الوسيط الذى يجلس على طاولة المفاوضات هو نفسه الذى يحمل معه لإسرائيل خطاب الموافقة على أسلحة دمار غزة.

إننا كعرب لن ننسى التاريخ الدموى لأمريكا قديماً وحديثاً، فهى التى منحت الضوء الأخضر للرئيس العراقى صدام حسين لاحتلال الكويت، وبعد أن احتلها، شاركت فى حرب تحرير الكويت، وهى نفسها أمريكا التى دخلت العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وبعد أن تم تدمير العراق، ألقت بصدام فى السجن، ثم أعدمته فى أول أيام عيد الأضحى، واكتشفنا فيما بعد أن العراق لم يكن يمتلك أى أسلحة محرمة دولياً، وأن ما حدث كذبة كبيرة صنعتها أمريكا لتدمير دولة كبيرة بحجم العراق، وتركتها تعانى الفقر والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وأمريكا نفسها هى التى أعطت الضوء الأخضر لقتل الرئيس الليبى معمر القذافى تحت ستار الثورة عليه من شعبه، وبعد قتل القذافى فى 2011 لم تذق ليبيا طعم الهدوء والسلام، والآن هى مقسمة بين حكومة فى الشرق وأخرى فى الغرب، وأصبحت ثروات ليبيا من البترول نهبا للقوى الغربية والمرتزقة، ما دفع كثيرين من أبناء الشعب الليبى للعيش خارجها بين مصر وتونس ودول العالم الأخرى. 

إن أمريكا تمثل حالياً بالنسبة للعرب، الصديق الخائن، الذى يبتسم فى وجهك، وسرعان ما يطعنك به بمجرد أن تعطيه ظهرك. وما أكثر طعنات أمريكا فى ظهورنا طوال عقود عديدة. 

 

مقالات مشابهة

  • رحيل بطعم البقاء.. حلمى التونى عراب الألوان والفرحة
  • الزنان
  • «نجيب محفوظ».. حياً
  • حلمي التوني.. الوريث الشعبي
  • موعد ومكان عزاء الفنان التشكيلي حلمي التوني
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مصر تدين قتل النشطاء المتضامنين مع غزة: مثال جديد على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
  • سيناريوهات ردع أثيوبيا!
  • حضور جماهيري كبير في مباراة الأساطير بصلالة