فى عصر يتسم بالترابط العالمى والتقدم التكنولوجى السريع، يعد قطاع التأمين من الركائز الأساسية لتحقيق استدامة الطيران. فالطيران يعتبر من أهم وسائل النقل الحديثة التى ساعدت على النمو الاقتصادى والتبادل الثقافى والاتصال على نطاق غير مسبوق فى تاريخ البشرية. وعلى الرغم من أثره الإيجابى، يتعرض قطاع الطيران للانتقاد بسبب تأثيره الكبير على البيئة، ولا سيما مساهمته فى انبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ.

أدركت صناعة التأمين أهمية دورها فى دعم الاستدامة داخل قطاع الطيران، فبدأت شركات التأمين فى تقديم حلول مبتكرة وفعّالة لتحقيق هذه الأهداف. تشمل الاستدامة فى مجال الطيران نهجًا متعدد الأوجه يتضمن الحد من انبعاثات الكربون، والاستخدام الفعّال للموارد، وتقليل النفايات، ومراعاة الآثار الاجتماعية والاقتصادية. تستعرض هذه النشرة التحديات التى تواجه قطاع الطيران للتحول نحو الاستدامة، الابتكارات التكنولوجية التى تقود هذا التحول، الأطر الاقتصادية والتنظيمية التى تشكل مساره، بالإضافة إلى دور التأمين فى دعم هذه الرحلة نحو الاستدامة.

التحديات التى تواجه رحلة قطاع الطيران نحو الاستدامة

تساهم صناعة الطيران فى انبعاثات الكربون العالمية الناجمة عن النشاط البشرى سنويًا، والتى تصل إلى ما يزيد قليلًا على 2٪. كما تمثل 12% من إجمالى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن وسائل النقل. وعلى الرغم من أن قطاع الطيران يمثل حصة صغيرة نسبيًا بالنسبة للانبعاثات العالمية، إلا أنه يمثل أكثر القطاعات صعوبة فى إزالة الكربون. ومع ذلك، التزم قطاع التأمين بتحقيق صافى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وتعتبر الرحلات الجوية المتوسطة والطويلة أكثر صعوبة فى إزالة الكربون وأقل ملاءمة للتكنولوجيات المبتكرة مثل الهيدروجين والطاقة الكهربائية، حيث تمثل هذه الرحلات نسبة 73% من انبعاثات الكربون فى صناعة الطيران. لذلك يعتبر العنصر الرئيسى لخفض انبعاثات رحلات الطيران المتوسطة والطويلة هو الوقود المستخدم فى الطيران، والذى من المرجح أن يعتمد على وقود الطيران المستدام (SAF).

يعرف وقود الطيران المستدام بالوقود البديل المصنوع من مواد أولية غير بترولية، والتى تساعد على تقليل الانبعاثات الناتجة عن النقل الجوى. ومن المزايا الأساسية فى استخدام وقود الطيران المستدام: توافق المحرك والبنية التحتية، وانبعاثات أقل، ومزيد من المرونة.

ووفقًا لمنظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO)، اعتمدت أكثر من 360,000 رحلة جوية تجارية على وقود الطيران المستدام فى 46 مطارًا مختلفًا يتركز معظمها فى الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، هناك تحديان رئيسيان مرتبطان بوقود الطيران المستدام: زيادة الطلب وارتفاع التكلفة.

دور التأمين تجاه انبعاثات قطاع الطيران

يلعب تأمين الطيران دورًا حيويًا فى الاستدامة بطرق أخرى، على سبيل المثال: تمكين طائرات الإمداد وسيارات الإسعاف الجوى من الوصول إلى الأماكن التى تقع بها كوارث. تغطية التأمينية للطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية وغير ذلك. تقييم محفظة تأمين الطيران وفقًا للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG).

وتحدث علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين، والعضو المنتدب لشركة جى اى جي- مصر، عن استراتيجيات شركات التأمين لتقليل الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطيران من خلال تقييم المخاطر والتسعير، والالتزام بأهداف خفض الانبعاثات، وتقديم منتجات التأمين المستدامة، والتعاون مع الجهات المعنية لتطوير معايير لتقليل الانبعاثات، وتمويل الشركات الناشئة أو المشاريع التى تعمل على حلول الطيران المستدامة، والشفافية وإعداد التقارير، والكشف عن المخاطر والإجراءات المتعلقة بالمناخ للحد من البصمة الكربونية.

وأكد أن السنوات القليلة المقبلة قد تشهد عددًا لا يحصى من التغييرات مع انتقال صناعة الطيران إلى عصر تكنولوجى جديد، مع تقليل مساهمتها فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشرى فى الوقت نفسه. وأشار إلى أهمية التعرف على فرص وتحديات صناعة الطيران، ومع قيام القطاع بإنشاء نماذج أعمال أكثر استدامة، فمن المرجح أن تظهر أنواع جديدة من المخاطر. لذلك تحتاج الشركات إلى تحديد وقياس تأثير تغير المناخ على أعمالها فى المستقبل القريب والبعيد، مع وجود فهم قوى للتغير فى ملف المخاطر الناجم عن التحول إلى كربون منخفض.

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عام 2050 قطاع التأمين قطاع الطيران الشركات تتبنى وقود الطیران المستدام صناعة الطیران قطاع الطیران الناجمة عن

إقرأ أيضاً:

الطيران الإسرائيلي يشن غارة عنيفة على برج الرزان بمحيط مستشفى كمال عدوان في غزة

أفاد مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارة عنيفة على برج الرزان بمحيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

ونشرت الفصائل الفلسطينية، في وقت سابق، مقطع فيديو جديد، تداوله رواد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موسع، تحت عنوان «صيد الثعابين» لاستهداف قوة إسرائيلية، مؤكدة أنها أوقعتهم بين قتيل وجريح، لكن الغامض في هذا المقطع أنه انتهي بصورة فارغة، وتعليق «للحديث بقية».

وبحسب مقطع الفيديو، فإن العملية العسكرية وقعت أمس الاثنين، في منطقة دوار التعليم في قطاع غزة، باستدراج القوة الإسرائيلية إلى أحد المنازل المدمرة، حيث زرعت عبوتان ناسفتان مسبقًا داخله وخارجه.

مقالات مشابهة

  • الطيران الإسرائيلي يشن غارة عنيفة على برج الرزان بمحيط مستشفى كمال عدوان في غزة
  • «ترامب» يهدد بضم كندا وبنما للولايات المتحدة لتقليل رسوم عبور السفن
  • كيف يمكن للمحيطات أن تعزز من جهود العالم في تقليل انبعاثات الكربون؟
  • «بالتوعية نستطيع».. التأمين الصحي بالقليوبية ينظم حملة توعية بالكشف المبكر لعاملات الشركات
  • «التأمين الصحي» بالقليوبية يزور إحدى الشركات لتوعية العاملين بالأورام السرطانية
  • الزراعة والسلامة الغذائية تؤكد التزامها بتحقيق الأمن الغذائي المستدام في أبوظبي
  • للمساهمة في مبادرة تطوير الوقود المستدام للطيران.. وفد مصري يشارك في اجتماع مجموعة العمل الفنية بأديس بابا
  • السماح بتركيب ألواح شمسية فوق المباني الأثرية يثير جدلا واسعا في أمستردام
  • «ميرال» تطلق استراتيجية تعزيز تجارب الاستجمام والترفيه
  • ميرال تطلق استراتيجية الاستدامة لتعزيز تجارب الاستجمام والترفيه والسياحة المسؤولة في أبوظبي