الشركات تتبنى استراتيجية لتقليل الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطيران
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
فى عصر يتسم بالترابط العالمى والتقدم التكنولوجى السريع، يعد قطاع التأمين من الركائز الأساسية لتحقيق استدامة الطيران. فالطيران يعتبر من أهم وسائل النقل الحديثة التى ساعدت على النمو الاقتصادى والتبادل الثقافى والاتصال على نطاق غير مسبوق فى تاريخ البشرية. وعلى الرغم من أثره الإيجابى، يتعرض قطاع الطيران للانتقاد بسبب تأثيره الكبير على البيئة، ولا سيما مساهمته فى انبعاثات الغازات الدفيئة وتغير المناخ.
أدركت صناعة التأمين أهمية دورها فى دعم الاستدامة داخل قطاع الطيران، فبدأت شركات التأمين فى تقديم حلول مبتكرة وفعّالة لتحقيق هذه الأهداف. تشمل الاستدامة فى مجال الطيران نهجًا متعدد الأوجه يتضمن الحد من انبعاثات الكربون، والاستخدام الفعّال للموارد، وتقليل النفايات، ومراعاة الآثار الاجتماعية والاقتصادية. تستعرض هذه النشرة التحديات التى تواجه قطاع الطيران للتحول نحو الاستدامة، الابتكارات التكنولوجية التى تقود هذا التحول، الأطر الاقتصادية والتنظيمية التى تشكل مساره، بالإضافة إلى دور التأمين فى دعم هذه الرحلة نحو الاستدامة.
التحديات التى تواجه رحلة قطاع الطيران نحو الاستدامة
تساهم صناعة الطيران فى انبعاثات الكربون العالمية الناجمة عن النشاط البشرى سنويًا، والتى تصل إلى ما يزيد قليلًا على 2٪. كما تمثل 12% من إجمالى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن وسائل النقل. وعلى الرغم من أن قطاع الطيران يمثل حصة صغيرة نسبيًا بالنسبة للانبعاثات العالمية، إلا أنه يمثل أكثر القطاعات صعوبة فى إزالة الكربون. ومع ذلك، التزم قطاع التأمين بتحقيق صافى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وتعتبر الرحلات الجوية المتوسطة والطويلة أكثر صعوبة فى إزالة الكربون وأقل ملاءمة للتكنولوجيات المبتكرة مثل الهيدروجين والطاقة الكهربائية، حيث تمثل هذه الرحلات نسبة 73% من انبعاثات الكربون فى صناعة الطيران. لذلك يعتبر العنصر الرئيسى لخفض انبعاثات رحلات الطيران المتوسطة والطويلة هو الوقود المستخدم فى الطيران، والذى من المرجح أن يعتمد على وقود الطيران المستدام (SAF).
يعرف وقود الطيران المستدام بالوقود البديل المصنوع من مواد أولية غير بترولية، والتى تساعد على تقليل الانبعاثات الناتجة عن النقل الجوى. ومن المزايا الأساسية فى استخدام وقود الطيران المستدام: توافق المحرك والبنية التحتية، وانبعاثات أقل، ومزيد من المرونة.
ووفقًا لمنظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO)، اعتمدت أكثر من 360,000 رحلة جوية تجارية على وقود الطيران المستدام فى 46 مطارًا مختلفًا يتركز معظمها فى الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، هناك تحديان رئيسيان مرتبطان بوقود الطيران المستدام: زيادة الطلب وارتفاع التكلفة.
دور التأمين تجاه انبعاثات قطاع الطيران
يلعب تأمين الطيران دورًا حيويًا فى الاستدامة بطرق أخرى، على سبيل المثال: تمكين طائرات الإمداد وسيارات الإسعاف الجوى من الوصول إلى الأماكن التى تقع بها كوارث. تغطية التأمينية للطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية وغير ذلك. تقييم محفظة تأمين الطيران وفقًا للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG).
وتحدث علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين، والعضو المنتدب لشركة جى اى جي- مصر، عن استراتيجيات شركات التأمين لتقليل الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطيران من خلال تقييم المخاطر والتسعير، والالتزام بأهداف خفض الانبعاثات، وتقديم منتجات التأمين المستدامة، والتعاون مع الجهات المعنية لتطوير معايير لتقليل الانبعاثات، وتمويل الشركات الناشئة أو المشاريع التى تعمل على حلول الطيران المستدامة، والشفافية وإعداد التقارير، والكشف عن المخاطر والإجراءات المتعلقة بالمناخ للحد من البصمة الكربونية.
وأكد أن السنوات القليلة المقبلة قد تشهد عددًا لا يحصى من التغييرات مع انتقال صناعة الطيران إلى عصر تكنولوجى جديد، مع تقليل مساهمتها فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشرى فى الوقت نفسه. وأشار إلى أهمية التعرف على فرص وتحديات صناعة الطيران، ومع قيام القطاع بإنشاء نماذج أعمال أكثر استدامة، فمن المرجح أن تظهر أنواع جديدة من المخاطر. لذلك تحتاج الشركات إلى تحديد وقياس تأثير تغير المناخ على أعمالها فى المستقبل القريب والبعيد، مع وجود فهم قوى للتغير فى ملف المخاطر الناجم عن التحول إلى كربون منخفض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عام 2050 قطاع التأمين قطاع الطيران الشركات تتبنى وقود الطیران المستدام صناعة الطیران قطاع الطیران الناجمة عن
إقرأ أيضاً:
استراتيجية تفاوضية.. باحثة في الشأن الافريقي تستبعد اندلاع حرب بين إثيوبيا وإريتريا
استبعدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، تطور الصراع بين إثيوبيا وإريتريا إلى حرب شاملة، موضحة أن هناك عدة أسباب رئيسية لذلك، أبرزها التكلفة الاقتصادية الضخمة لهذه الحرب في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها كلا البلدين، والصراعات الداخلية التي تواجه الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، مثل التوترات مع إقليم أمهرة ومنطقة أوروميا، وكذلك تداعيات حرب تيجراي التي أضعفت الجيش الإثيوبي، موضحة أن هذه الاسباب قد تجعل من غير المرجح أن يتصاعد الصراع إلى مواجهة شاملة.
وأضافت إيمان الشعراوي أنه كان هناك صراعات سابقة بين البلدين لم تحسم بشكل نهائي، مشيرة إلى الحرب الحدودية العنيفة التي دارت بين 1998 و2000 وأودت بحياة نحو عشرات الالاف ، دون أن تؤدي إلى حل نهائي للنزاع، موضحة أن الذاكرة الجماعية لتلك الحرب لا تزال حية في أذهان الشعوب والنخب، مما يدفعهم للتردد في خوض مواجهة مشابهة، كما أن الاشتباكات المحدودة أو الحرب بالوكالة تعد السيناريو الأكثر احتمالًا في العلاقات الإثيوبية-الإريترية، خصوصًا في ظل استمرار الخلافات التاريخية والعقبات التي تحول دون التوصل إلى تسوية دائمة.
وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي، إلى أن أي محاولة من إثيوبيا لفرض الوصول إلى البحر الأحمر من خلال الضغط العسكري أو السياسي، أو بتوقيع اتفاقيات مع أقاليم انفصالية، تعد انتهاكا صريحًا للقانون الدولي، مؤكدة أن إريتريا تعتبر أي مطالبة إثيوبية بالوصول إلى البحر الأحمر عبر أراضيها استفزازا مباشرا، خصوصا في ظل استمرار النزاع الحدودي حول مناطق مثل بادمي.
وعن مظاهر التصعيد بين أديس أبابا وأسمرة، ذكرت الشعراوي أبرز هذه المظاهر والتي تمثلت في وجود تعزيزات عسكرية إثيوبية على الحدود مع إريتريا، والتي تعتبر رسالة واضحة بقدرة إثيوبيا على التهديد الميداني إذا لزم الأمر، ووجود حملة إعلامية رسمية تؤجج المشاعر القومية الإثيوبية، عبر التذكير بـ"الحق التاريخي" في الوصول إلى البحر الأحمر، وربط هذا الملف بمسائل الهوية والكرامة الوطنية، فضلًا عن تصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد التي تصف الميناء بأنه قضية وجودية، مما يعطي الانطباع بأن إثيوبيا مستعدة لخوض صراع طويل الأمد لتحقيق هذا الهدف.
وفسرت الباحثة إيمان الشعراوي هذا التصعيد الإثيوبي الأخير تجاه إريتريا، على أنه استراتيجية مخططة تهدف إلى رفع سقف المطالب الإثيوبية وخلق ورقة ضغط استباقية قبل أي وساطة إقليمية أو دولية، مما يمنح أديس أبابا موقعًا أقوى في المفاوضات، وإجبار إريتريا على تقديم تنازلات مثل تسهيل الوصول إلى الموانئ أو إعادة ترسيم الحدود لتجنب مواجهة عسكرية مكلفة، وتحسين صورة آبي أحمد داخليا كزعيم قوي يدافع عن مصالح إثيوبيا الحيوية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.