مسيرة حاشدة بجامعة صنعاء تنديداً بجريمة اغتيال المجاهد إسماعيل هنية
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
وردد المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام بوابة جامعة صنعاء مروراً بشارع الدائري الغربي وصولاً إلى الجامعة القديمة الهتافات المنددة بجريمة اغتيال الشهيد المجاهد إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران.
ورفع المشاركون الذين تقدمهم رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس، ونوابه وعمداء الكليات والمراكز البحثية والكادر الأكاديمي والإداري، العلمين اليمني والفلسطيني، والشعارات المنددة باستمرار العدوان الصهيوني على مدى عشرة أشهر في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة بحق سكان غزة في ظل صمت وتواطؤ دولي وخذلان عربي وإسلامي.
وأعلنت الحشود الطلابية والأكاديمية الجهوزية العالية والاستنفار لخوض "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" والتحرك وفق توجيهات قائد الثورة للتصدي للعدوان ومخططاته ومؤامراته.. مشيدين بالملاحم البطولية التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية للتنكيل بالعدو الصهيوني، وبصمود الشعب الفلسطيني الذي أدهش العالم رغم مأساته الكبرى.
وجددوا التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي في مناصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والاستمرار في العمليات العسكرية المتصاعدة ضد العدو الأمريكي والصهيوني.
وأكدوا المضي في المرحلة الخامسة من التصعيد بكل عزيمة وثبات لمواجهة الكيان الصهيوني ومساندة الشعب الفلسطيني، معتبرين هذا الخروج تنديداً بجرائم الاغتيالات التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق قيادات فصائل المقاومة، واستشعاراً للمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية في نصرة الحق.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الغاضبة أنه وبعد 298 يوماً من الحرب الوحشية والإبادة الجماعية ارتكب العدو الإسرائيلي فجر اليوم جريمة غادرة وجبانة استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد إسماعيل هنية.
وأشار إلى أن خروج قيادة ومنتسبي وطلاب جامعة صنعاء اليوم هو تجديد للعهد في السير على درب شهيد فلسطين والأمة وتأكيداً على الموقف الثابت والمؤيد لغزة ومقاوميها الأحرار، وهو جزء لا يتجزأ من موقف قيادة وشعب اليمن في نصرة فلسطين.
وأكد أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة في المضي على خطى الشهداء حتى تحرير الأرض والمقدسات.
وحيا البيان صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري أمام كل الجرائم الوحشية والإجرامية التي لم تشهدها الإنسانية من قبل، معبرا عن التعازي في استشهاد المجاهد هنية وكل استشهدوا في هذه المعركة المقدسة.
كما حيا ثبات أبطال المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل وصمودهم الأسطوري منقطع النظير وهم يسطرون أعظم البطولات ضد ألد أعداء الأمة.
وأدان البيان العدوان الأمريكي الغادر على العراق ولبنان، مؤكدا أن هذا الاستهداف يثبت الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في استهداف الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة.
وطالب القوات المسلحة بمواصلة التصعيد في المرحلة الخامسة التي دشنت في قلب العدو "يافا" وأصابته بالرعب.. مشيدا باستمرار الحراك الطلابي والتظاهرات في الجامعات الأمريكية والغربية المناهض للعدوان الصهيوني على غزة والداعي إلى وقف العدوان ومحاكمة القتلة والمجرمين الصهاينة.
واعتبر الحراك الطلابي في تلك الجامعات انتصاراً للإنسانية المقتولة، والحرية المسلوبة، ونبذاً للعنصرية والوحشية.
ووجه المشاركون رسالة للعالم العربي والإسلامي "أما آن للكرامة أن تتحرك وللنخوة أن تثور، إنه لعار وخزي أن يقف الكونغرس لمجرم قاتل 58 دقيقة وهو يسرد جرائمه ووحشيته بحق أهاليكم في غزة وهم يصفقون بحرارة تأييداً ودعما وإعجاباً، فيما أنتم 57 دولة عربية وإسلامية تستغيث بكم نساء وأطفال غزة لإنقاذهم، لكنكم عاجزون أن تقفوا وقفة واحدة لدينكم وشرفكم وكرامتكم".
وأضاف البيان "يُدخل الغرب من فوق أراضيكم أطناناً من الأسلحة المحرمة لإسرائيل وأنتم عاجزون عن إدخال كسرة خبز لأهالي غزة".. داعيا منتسبي الجامعة إلى الالتحاق بالمرحلة الثانية من دورات "طوفان الأقصى" المفتوحة.
وكان رئيس الجامعة ألقى كلمة عبر فيها عن خالص التعازي والمواساة للأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني وقيادات محور وفصائل المقاومة، في استشهاد القائد المجاهد إسماعيل هنية.
وأكد أن آلة القتل الصهيونية تمادت اليوم في استهداف قيادات المقاومة، والضاحية الجنوبية للبنان وأبناء المقاومة في العراق ما يستدعي التحرك الجاد وإعلان النفير العام والجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني وأدواته.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: المجاهد إسماعیل هنیة الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف معاناتهم
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
وأشار وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال الدكتور محمد الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار محمد الضويني خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع، حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف الدكتور محمد الضويني أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة، لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: فلسفة القرآن لا مكان فيها لعلاقات الصراع والقتال مع المسالمين
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجان تحت شعار «أديان من أجل كوكب أخضر»
وكيل الأزهر: الربط بين التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليس غريبا على الفكر الإسلامي