(1)
كم هو عالم منافق، وكاذب ذلك العالم الذي يرى ملايين الفلسطينيين محبوسين في أرضهم، جائعين، ومشردين، ثم يدّعي الدفاع عن الحرية.
(2)
كم هو عالم مخادع ذلك الذي يملأ فمه بحقوق الإنسان، وهو يرى جنود الاحتلال الإسرائيلي ينتهكون أبسط حقوق الإنسان في غزة، فيصاب بالخرس.
(3)
كم هو عالم متخلف هذا الذي يدّعي الحضارة، والتمدن ثم يمنع الدواء والغذاء عن الأطفال في غزة، ليموتوا جوعا، ومرضا.
(4)
كم هو عالم غير أخلاقي هذا الذي يدفع مليارات الدولارات لتمويل قتل الأبرياء في غزة، بينما يبحث الضحية عن ملجأ آمن.
(5)
كم هو عالم مزدوج المعايير ذلك الذي «يشيطن» المدافعين عن أوطانهم، بينما يرى في المحتل نموذجا للديمقراطية.
(6)
كم هو عالم تافه ذلك الذي يتشدق بحرية الرأي، بينما هو مستعد لسجنك أو قتلك، إذا تفوّهت أو انتقدت إسرائيل، والتهمة جاهزة ..«معاداة السامية»..
(7)
كم هو عالم منافق هذا الذي يسخّر كل إمكانياته المادية والعسكرية والبشرية لمساندة القاتل، بينما يعلن في وسائل الإعلام عن ضرورة إيقاف الحرب في غزة.
(8)
كم هو عالم فظيع هذا الذي يمنع المساعدات عن المنظمات الطبية، كي تستطيع إسرائيل إنجاز مهمتها، بسلام.
(9)
كم هو عالم مقلوب المفاهيم، هذا العالم الذي يصفق للاغتيالات السياسية، بينما يثور حين يُدان مجرم حرب.
(10)
كم هو عالم منفصم الشخصية هذا الذي يعاقب كل من يُنكر «الهولوكوست»، بينما يغض النظر عن مئات المجازر اليومية التي يقوم بها «ضحايا» المحرقة المزعومة.
(11)
كم هو عالم مختل عقليا ذلك الذي يغطي على جرائم الإبادة الجماعية، ثم يهدد منظمات العالم بقطع المساعدات عنها إن هي تجرأت، وذكرت شيئا عن تلك الإبادات.
(12)
كم هو عالم جاهل ذلك الذي يشجع المثلية ويعتبرها حرية شخصية، ويجرّم من ينتقد الشذوذ ويعتبره مساسا بالقيم الأخلاقية!!.
(13)
كم هو عالم مرعب ذلك الذي يمارس الإرهاب النفسي، والديني، ثم يدعو إلى التسامح.
(14)
كم هو عالم متناقض ذلك الذي يرفع شعارات الإنسانية، بينما يمارس أسوأ أنواع الاستبداد، والعبودية.
(15)
كم هو مضحك أن تدين حكومات الغرب الاضطهاد الديني والإنساني حين يتعلق الأمر بـ«محور الشر»، وتنسى ذلك الاضطهاد حين يتعلق الأمر بمصالحها القومية.
(16)
سيظل العالم الغربي نموذجا للتناقض الأخلاقي، والحضاري، والثقافي، ذلك العالم الذي يمارس الرذيلة في أبشع صورها، ثم يدّعي دفاعه عن الطهارة.
مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ذلک الذی هذا الذی فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.