د.سميرفرج: لن تكون هناك حرب إقليمية
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
خبراء صاروخ هنية يكشف ضغف ايران امنياً
صراعات وحروب وردود متبادلة ليست لها نهاية إلا بوقف إطلاق النار فى غزة، وعمليات اغتيالات انتهجتها إسرائيل، كان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، الأمر الذى يشعل نيران الحرب التى تعهد كل من حزب الله واليمن وإيران خوضها لدعم المقاومة الفلسطينية ونصرة أهل غزة، بينما الاحتلال لا زال محتميًا بالشيطان الأبيض «أمريكا» من جانب يحاول نتنياهو المماطلة لمد الحرب حتى تستمر حكومته، وإلى أن يتولى حليفه دونالد ترامب رئاسة أمريكا الداعم الأكبر له، والرافض لفكرة حل الدولتين، ومن جانب آخر، يسعى الرئيس الأمريكى جو بايدن لحل الأزمة قبل أن تنتهى مدة رئاسته ليكون عمل يرضى المجتمع الأمريكى الذى سأم من شيخوخته وعقله المتأرجح.
اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، قال إنه لن يكون هناك حرب إقليمية بعد اغتيال هنية، ولكن حماس وحزب الله سيكتفون ببعض الضربات ضد إسرائيل، لافتًا إلى أن خطة أمريكا لإسرائيل هو الاكتفاء بالاغتيالات دون الدخول فى حرب.
وأضاف المفكر الاستراتيجى فى تصريح لـ الوفد، أنه بالنسبة لإيران لن تقوم بالدخول فى أى أعمال قتال، وأبسط مثال لهذا عندما ضربت العاصمة الإيرانية فى دمشق، وقُتل عدد من قادتها لم تفعل شيئًا فى المقابل إلا عملية محدودة.
أما بالنسبة عمن سيخلف إسماعيل هنية، أشار إلى أن حماس لديها قواعدها وحساباتها لاختيار خليفه هنية، ويجب أن يتوافر فيه شرط حسن العلاقات مع قطر ومصر للاستمرار فى نفس مسيرة هنية، مؤكدًا أن اغتياله لن يضعف من عزيمة حماس بل سيزيد من عزيمتها فى القتال.
وبعد استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية فى بيروت واغتيال فؤاد شكر عضو المجلس العسكرى الأعلى لحزب الله، أوضح اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي، أنه قبل استهداف بيروت كان هناك 2 سيناريو أولهم اجتياح كامل للبنان وضربها، ولكنه احتمال بعيد لأن الجميع ضد ضرب بيروت.
وأضاف أن السيناريو الثانى هو مجرد ضربات محدودة مثل ضربة بيروت التى حدثت، لأن إسرائيل متخوفة من قوة حزب الله التى لم يستخدم منها حتى الآن إلا 10% فقط.
ولفت إلى أن عملية هدد 1 وهدهد 2 سببت رعب لإسرائيل وكأن تل أبيب تعرت تمام وأصبحت مكشوفة، لافتًا إلى أن حزب الله مؤخرًا أرسل مسيرة فوق حقول الغاز وإسرائيل أسقطتها، ومن الجائز أن ترسل عددًا من هذه المسيرة لضرب أحد الحقول وهو أمر سهل لذلك تتخوف إسرائيل من المواجهة القوية مع حزب الله.
وحول الرد اليمنى على إسرائيل الذى تأخر، أوضح اللواء سمير فرج، أن الحوثيين سيردون ولكن بشكل محدود أيضًا، متوقعًا أن ترد بضرب مركب إسرائيلية أو هدف واضح، خاصة أن إسرائيل لم تصيب أهدافًا كبيرة فى اليمن.
أما حول الجديد فى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، فأشار اللواء سمير فرج، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لا يرغب فى السلام، رغم محاولات جو بايدن لإنهاء فترته بعد تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، متوقعًا أن يستمر نتنياهو فى المماطلة ليطول أمد الحرب حتى 5 سبتمبر وهو موعد نهاية حكمه.
وأكد المفكر الاستراتيجي، أن ترامب أكبر خطر للقضية الفلسطينية، وهو الداعم الأكبر لنتنياهو لأنه لا يعترف بالدولتين وهو ما يرغبه نتنياهو، لذلك رئيس الوزراء يماطل حتى يأتى ترامب، ولا أحد يعلم موعد نهاية الحرب فى غزة.
جماعة الحوثي
منذ نوفمبر الماضى نفذت جماعة الحوثي، هجمات عدة فى البحر الأحمر وخليج عدن، ضد السفن إسرائيلية أو أى سفن متوجهة إلى إسرائيل، دعما ونصرة للشعب الفلسطينى.
ومن أبرز الهجمات وآخرها التى أثارت غضب إسرائيل، هجمات على مدن إسرائيلية بما فى ذلك أشدود وحيفا وإيلات، وكان الهجوم على تل أبيب الأول الذى اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، الأمر الذى دفع إسرائيل للرد الفوري، ونفذت هجومها على ميناء الحديدة، وأسفر عن الهجوم عدد من القتلى والمصابين، وتوعدت اليمن برد قوى وقاسى.
وأكدت جماعة «أنصار الله» فى جميع بياناتها، أنها لن توقف هجماتها ضد جيش الاحتلال، حتى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أنحائه كافة.
حصيلة عمليات الحوثى ضد الاحتلال
أعلن زعيم جماعة «أنصار الله» اليمنية، عبدالملك الحوثي، 11 يوليو، عن حصيلة السفن المستهدفة فى إطار عمليات الحوثيين الداعمة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ووصلت إلى 166 سفينة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلى والولايات المتحدة وبريطانيا منذ بداية العمليات فى نوفمبر عام 2023، مشيرًا إلى أن عشرات اليمنيين قتلوا جراء الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن، وهذه الهجمات تسببت فى مقتل أكثر من 57 يمنيًا وإصابة 87 آخرين، مؤكدًا أن عملياتهم البحرية المساندة لقطاع غزة مستمرة.
حزب الله
بعد عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية، انضم حزب الله لحماس وقام فى 8 أكتوبر 2023، بقصف مزارع شبعا المحتلة كتضامن وإسناد للفلسطينيين والمقاومة.
لم يترك حزب الله سلاحًا قويًا إلا واستخدمه ضد إسرائيل حتى اليوم، وكانت ضرباته الموجهة قوية ومخيفة لدرجة أن إسرائيل ترددت أكثر من مرة فى الرد على الهجمات، لأنها تعلم جيدا أن أمام كل رد عملية دامية من حزب الله.
وصعد حزب الله من عملياته فى الجنوب، ضد المستوطنات ومواقع لجنود الاحتلال، وأعلنت إسرائيل عن أنه لا مفر من الحرب مع حزب الله.
قدرات حزب الله العسكرية
وكشف حزب الله مؤخرًا عن أسلحة استخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، كان آخرها صواريخ S5 جو-أرض للمرة الأولى، وأطلقها من مسيرة على أحد المواقع الإسرائيلية، وأثار استخدام صواريخ S5 مخاوف إسرائيلية من تطور الأسلحة الهجومية، وهى المرة الأولى التى استخدم فيها حزب الله طائرة مُسيرة مسلحة بالصواريخ، بدلًا من المتفجرات التى كثيرًا ما استخدمتها منذ أشهر.
كما استخدم حزب الله فى هجماته ضد إسرائيل، النيران ذات المسار العالي، ومنها صواريخ غراد، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار «مُسيرة» ويمتلك صواريخ روسية قوية من طراز ياخونت المضادة للسفن، والمعروفة بدقة إصابتها، وهى قادرة على تدمير منصات النفط والغاز.
وتقدر عدد صواريخ حزب الله بـ130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها صواريخ أرض – أرض صغيرة وغير موجهة، من طراز (كاتيوشا-غراد) كما تملك أسلحة صواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات، وصواريخ موجهة، يقال إنها قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل.
أما المسيرات فيمتلك حزب الله طائرات بأحجام مختلفة، منها طائرات استطلاع ومراقبة أو تجسس، وطائرات هجومية وأخرى انتحارية مفخخة، قادرة على حمل الذخيرة.
هدهد حزب الله
استخدم حزب الله مسيرة الهدهد لتصوير العمق الإسرائيلى فى يوليو، وكشفت عمليات استطلاعية من قلب إسرائيل، ونشرت المقاومة اللبنانية، مقاطع فيديو التقطتها مسيرة الهدهد، صورت قاعدة رامات دافيد الجوية، التى تضم مقاتلات حربية، ومروحيات قتالية، وطائرات النقل والإنقاذ، وطائرات الاستطلاع.
ولم تكن هى المرة الأولى التى استخدم فيها حزب الله الهدهد، حيث نشرت الجماعة فى يونيو الماضى مقطعا مصورا هو الأول لما عادت به مسيرته «الهدهد» وكانت مدته 9 دقائق، وتضمن مسحًا دقيقًا لمناطق بشمال إسرائيل.
إيران
هى الداعم لقوى المقاومة والتحرير داخل فلسطين وخارجها، والمُدافع عن القضية الفلسطينية، دون أن تدخل بشكل مباشر فى عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بل تكتفى بالتمويل والدعم للمقاومة فى لبنان والعراق وفلسطين.
الوعد الصادق
هى ضربة وجهتها ضد إسرائيل، بعدد من طائرات مُسيرة وصواريخ البالستية شنها الحرس الثورى الإيراني، بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية فى العراق، وحزب الله اللبنانى وأنصار الله الحوثى اليمني، 14 أبريل 2024 على إسرائيل.
وكانت هذه العملية الهجومية رد فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية فى دمشق فى 1 أبريل، والتى قتل فيها 16 شخصًا منهم مسئول إيرانى كبير فى فيلق القدس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط صفيح ساخن صراعات وحروب خبراء صاروخ اللواء سمیر فرج ضد إسرائیل حزب الله الله ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
وضعت الحرب الفلسطينيين فى حالة استثنائية.
منحتهم شهورا من «القشعريرة» الوطنية لا تحدث فى حياة الشعوب المحتلة إلا نادرا.
فجرت مياه «التحرر» الجوانية فى أعماقهم وأضاءت قناديل العدالة فى نفوس كارهى الظلم فى الدنيا كلها.
دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا يصعب تقديره ليعثر العالم على وعيه الضائع وضميره الغائب وذاكرته المنسية ويعترف بقضيتهم المزمنة ثم يعيد إليهم ما اغتصب منهم.
انتظر الفلسطينيون نهاية الحرب لتتسلم الدبلوماسية ملف القضية لتكافئهم بحلها على قدر ما حاربوا وعلى قدر ما ضحوا وعلى قدر ما استشهدوا أليست الحرب سياسة بأسلوب أشد.
وجاء من أقصى الغرب «رئيس» يسعى إلى إيقاف الحرب كما وعد العرب والمسلمين أربع مرات حين التقى بهم فى حملته الانتخابية.
وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض فى يناير القادم ليصبح سيده سلم القضية للدبلوماسية مبكرا.
لكن الدبلوماسية خطفت القضية من أيدى أصحابها وأنصارها وصادرت بياناتها وأحلامها ومستقبلها وثيابها وطعامها وأرضها وتاريخها بل اسمها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات إذا حدثت مفاوضات.
اختار «دونالد ترامب» الذى نلقى بكل الرهان عليه «مايك هكابى» سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل لنجد أنفسنا فى صدمة وربما صاعقة.
كان مجرد إعلان الاسم وقبل أن يوافق الكونجرس عليه وقبل أن يتسلم عمله كفيلا بسقوط الستار على الفلسطينيين قبل أن يصلوا إلى خشبة المسرح بل ربما وضعوا فى الثلاجة حتى يصبحوا أسماكا متجمدة.
الرجل يعشق إسرائيل ويذوب فى هواها ويلثم التراب الذى تمشى عليه ولا يتخيل الحياة بدونها.
«ترامب» نفسه اختاره للمنصب لأنه حسب ما أعلن أنه «يحب إسرائيل وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل «فلم يحرم العاشقين من رقصة «تانجو» طال انتظارها على الأرض المحتلة؟ لم لا يمنحهم فرصة المناجاة فى ليلة قمرية على شاطئ «تل أبيب»؟
والمثير للدهشة أن «هاكابي» ليس يهوديا ولكنه يموت فى هوى إسرائيل أكثر من كل السفراء اليهود الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إليها منذ عين «جورج بوش» عام ٢٠٠٨ «جيمس كانينجهام».
فى ٥٢ سنة زار «هاكابى» إسرائيل ١٠٠ مرة فى رحلات جماعية مدفوعة حاملا «الإنجيل» فى يد «والتوراة» فى اليد الأخرى.
وهو لا يرى إسرائيل بعيون سياسية وإنما يراها بعيون دينية.
يراها «مشيئة الرب» التى جمعت شعبه «المختار».
يراها أمة «داوود» الذى حارب «جوليات» وأنقذ اليهود من غزوات الكنعانيين.
ولد «هاكابى» فى مدينة «هوب» (ولاية تكساس) يوم ٢٤ أغسطس عام ١٩٥٥(٦٩ سنة) وبسبب بيئته المتواضعة المحافظة اتجه إلى الكنيسة لتعلمه وتأويه وتطعمه وتدربه على التبشير بمعتقداتها.
وفى سن الخامسة عشرة ألقى أول موعظة على منبرها.
درس «الإلهيات» فى جامعة «أواشيتا بابتيست» المعمدانية التى شكلت أفكاره وتوجهاته التى نشرها بسهولة بعد أن أصبح قسا فى ولاية «أركنساس» التى توجد فيها الجامعة بالتحديد فى مدينة «أركدلفيا».
قدم برنامجا تليفزيونيا حمل اسمه «هاكابي» ساهم فى انتشاره حتى أصبحا نجما يمشى وراءه المتشددون.
على الشاشة رفض الإجهاض حتى ولو كان سبب الحمل الاغتصاب أو زنى المحارم.
رفض أيضا الجنسية المثلية وطالب بتعديل دستورى يحظر زواجهما من بعضهما البعض.
ودعا إلى عزل مرضى الإيدز بعد سنوات من تأكيد الطب أن المرض لا يمكن أن ينتشر من خلال المعايشة الاجتماعية.
وعارض الرعاية الصحية الشاملة التى يستفيد منها الفقراء.
واعتبر أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التى عالجت أمراضا مستعصية نوعا من الكفر وتدخلا فى مشيئة الرب.
ووصف نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء بأنها رجس من عمل الشيطان.
وفيما بعد رأس قناتين تليفزيونيتين تروجان لما يسمى «المسيحية الصهيونية» التى تؤمن بأن قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ كان ضرورة سماوية سامية لأنها تكمل نبوءة الكتاب المقدس بقدوم المجيء الثانى للمسيح إلى الأرض ملكا منتصرا بعد حرب سيخوضها ضد الشر فى العالم.
وتعتقد «الصهيونية المسيحية» أنه من واجب أتباعها الدفاع عن الشعب اليهودى بشكل عام والدولة العبرية بشكل خاص ويعارضون انتقادها ويعتبرون جزءا من اللوبى الذى يؤيد إسرائيل.
ويتبع المؤمنون بها «هاكابي» فى كتابة قصائد تعبر عن لوعة الحب الذى يحرق قلوبهم على إسرائيل.
لا نجرؤ بالطبع أن نلوم عاشقًا على ما يحب ولا على ما يكره فالعواطف قناعات داخلية يصعب تجنبها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها.
هو حر فى حبه وهو حر فى كرهه وليس من طبيعتنا العربية أن نفرض على أحد حبا لا يريده ومشاعر لا يحس بها.
لكن عواطف الحب عنده ليست عواصف صوفية أو رومانسية وإنما هى عواطف سياسية وعملية وواقعية تقوم على السيطرة المطلقة سواء فى جلسات الحب الإسرائيلية أو جلسات المفاوضات العربية.
على أن العاشق الخرافى الذى بدا مستعدًا أن ينتحر حبا فى إسرائيل استفاد منها كثيرا.
بأصوات اليهود الذين انتخبوه أصبح حاكما لولاية «أركنساس» فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٦ و٢٠٠٧ وجمع للمرة الأولى بين السياسة والموعظة وفيما بعد ستتولى ابنته «ساندرز» المنصب نفسه وتصبح ابنته الأخرى «سارة» متحدثا رسميا باسم البيت الأبيض خلال رئاسة «ترامب» الأولى.
المثير للدهشة أن «ترامب» لم يعجبه فى البداية ووصفه بأنه «ديكتاتور» لا يقل تسلطا عن «هتلر» بل رشح نفسه ضده فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ لكنه فشل كما سبق أن فشل فى عام ٢٠٠٨.
على أنه وقع فى هوى «ترامب» بعد أن قرر فى ٦ ديسمبر ٢٠١٧ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وفى ١٤ مايو ٢٠١٨ بدأت السفارة الأمريكية عملها من القدس فى ذكرى إعلان «مناحم بيجن» المدينة المقدسة عاصمة موحدة وأبدية للدولة الصهيونية.
لم يكف «هاكابي» عن دعم «ترامب» وحشد أتباعه فى الكنائس ومتابعيه فى التليفزيون لانتخاب «ترامب» بل رافقه فى زيارته الدعائية للسبع ولايات المتأرجحة التى تحسم عادة الانتخابات.
ورد «ترامب» الجميل باختياره سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل والمؤكد أن اختيار «ترامب» اختيارا تماما فهو يعرف مسبقا أن «هاكابى» سيخدم إسرائيل برموش عينيه أكثر من اليهود المتشددين الذين سبقوه فى تولى المنصب.
كل تصريحات «هاكابى» تثبت ذلك.
حسب شبكة «سى. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية فإنه يرفض استخدام مصطلح «المستوطنات».
ويقول: «إن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة» وهما الاسم التوراتى الرسمى الذى يطلق على الضفة الغربية.
فى عام ٢٠١٥ قال:
«إن مطالبة إسرائيل بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن» أشهر منطقة فى مدينة نيويورك.
وفى عام ٢٠١٧ زار مستوطنة «معاليه أدوميم» ليعلن:
«لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. ولا يوجد شىء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات وأحياء ومدن. ولا يوجد شىء اسمه احتلال (إسرائيلى) فاليهود هم أصحاب الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة».
لم يكتف بذلك وإنما أعلن فى بداية شهر نوفمبر ٢٠٢٤ معارضته القوية لـ «إٌقامة دولة فلسطينية» مضيفا: «لا يوجد شىء اسمه فلسطين».
وعندما نفذت عملية «طوفان الأقصى» حتى سارع بالسفر إلى إسرائيل ليزور تجمع «كفار غزة» الذى هاجمه مقاتلو حماس قائلا:
«إن هذه الزيارة ضربة قوية عززت تصميمه على التعبير عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلى».
بل أكثر من ذلك انتقد «جو بايدن» بسبب ضغطه على إسرائيل قائلا:
«إذا كنت شخصا مؤيدا لإسرائيل فكيف يمكن أن تكون مؤيدا لبايدن الذى أوضحت إدارته أنها ستقدم تنازلات لحماس».
هكذا تحدث سفير «ترامب» فى إسرائيل.
قطعا سيوافق الكونجرس عليه لوجود أغلبية للجمهوريين.
لكن المهم أن الرجل واضح وصريح ومباشر فى تصريحاته وتوجهاته وأهدافه ونحن نشكره على ذلك حتى لا نضيع وقتنا فى تمنيات طيبة بالتغييرات.
يجب أن تصل رسالة جديدة إلى «ترامب».
صدقنا أنك ستوقف الحرب وتأتى بالسلام ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية.
لو نفذت سياسة سفيرك «هاكابي» بشطب فلسطين من على الخريطة فإن الفوضى ستضرب المنطقة ولن تكون إسرائيل بعيدة عنها.
إن الاستقرار الذى تتحدث عنه لن يأتى بالسيطرة الإسرائيلية وإلا ستتكرر عملية طوفان الأقصى وسبعة أكتوبر سيواصل العد حتى ثلاثين أكتوبر.
لكن فى الوقت نفسه لم لا تخرج من المنطقة مبادرة جماعية (عربية وتركية وإيرانية) لمواجهة مخططات ومؤامرات باتت معلنة.
ألم يخرج «نتنياهو» على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة جديدة ليس فيها فلسطين؟
ألم يعد الحديث من جديد إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات؟
إن الحكومة الإسرائيلية القائمة حكومة دينية يمينية متطرفة تؤمن بتحويل النصوص التوراتية إلى نصوص سياسية.
وفى التوراة (سفر التكوين) عباراة تشير إلى أرض إسرائيل الكبرى:
«فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير فى الفرات».
حسب هذا التصور فإن حدود إسرائيل تشمل كل أراضى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وغزة إلى جانب مرتفعات الجولان.
وهناك من يرى أن النص يسمح بالتمدد إلى أراضى دول أخرى.
ومن ثم فالوقوف فى وجه التهام فلسطين هو خطوة ضرورية لحماية دول أخرى حسب المثل الشائع:
«أكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود».
نتنياهو وسفير ترامب الجديد فى إسرائيل
ترامب ومايك هكابى
خريطة نتنياهو تضم الضفة وغزة والجولان سفر إسرائيل الكبرى
من النيل إلى الفرات أصبح نصا سياسيا شطب القضية الفلسطينية سيفجِّر فوضى شاملة فى المنطقة لن تنجو منها إسرائيل
ترامب لفريق الأحلام الذى اختاره لإدارته: لنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى
عن «هآرتس» الإسرائيلية
لاحظ أن كل المرشحين كلهم يضعون نجمة داوود