هاريس وحماس الناخبين.. إلى متى يستمر شهر العسل؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
تساءلت صحيفة نيويورك تايمز عما إذا كانت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، التي باتت على أعتاب خوض سباق الرئاسة رسميا، قادرة على الاستمرار بـ"شهر العسل" التي تقضيه حاليا مع الناخبين الأميركيين.
وبرزت هاريس باعتبارها المرشحة الأوفر حظا لنيل بطاقة الحزب الديموقراطي بعد قرار الرئيس، جو بايدن، الانسحاب من خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر.
ولم يترك ذلك الكثير من الوقت للديمقراطيين لتنسيق حملتهم للانتخابات، لكن دخولها أثار أيضا حماسا بين شريحة كبيرة من الناخبين سئموا من السجال المكرر بين بايدن والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، كما سلط الضوء على أن ترامب البالغ 78 عاما، هو أكبر المرشحين الرئاسيين الأميركيين سنا.
وأحدث صعود نائبة الرئيس في السباق الانتخابي هزة كبيرة، وأضعف الزخم الذي حصل عليه الرئيس السابق من محاولة الاغتيال ومؤتمر الحزب الجمهوري.
ورغم استطلاعات الرأي التي أظهرت أن ترامب كان يبني تقدما على بايدن، بعد مناظرتهما، الشهر الماضي، تراجعت حظوظ ترامب قليلا مع انسحاب بايدن ودخول هاريس حلبة الصراع الانتخابي، وباتت المرشحة الأقرب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
زخم هاريس وشعبية ترامب.. ماذا يحدث بسباق الرئاسة بعد انسحاب بايدن؟ أحدث صعود نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في السباق الانتخابي هزة كبيرة، وأضعف الزخم الذي حصل عليه الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، من محاولة الاغتيال ومؤتمر الحزب الجمهوري.وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن "كل شيء أصبح مختلفا بالنسبة للديمقراطيين، إذ بدأت حشودهم ترقص... وبدأ المشاهير من مغني الراب الجنوبيين إلى ممثلي هوليوود في الظهور" لدعمها.
وبحلول الوقت الذي صعدت فيه هاريس إلى المسرح، ليلة الثلاثاء، في أتلانتا بولاية جورجيا، كان من الواضح أن بايدن أصبح مجرد ذكرى بعيدة، ولم يُذكر اسمه حتى في تصريحاتها.
وأعلنت هاريس أمام الحشد الكبير أن "الزخم في هذا السباق يتحول. هناك علامات تشير إلى أن دونالد ترامب يشعر بذلك".
لكن الاختبار الحقيقي، تقول نيويورك تايمز، "هو ما إذا كانت هاريس قادرة على تحويل موجة الطاقة الليبرالية المكبوتة إلى زخم مستدام".
وفي حين تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الأساسيين للحزب احتشدوا خلف هاريس، فإن السباق لايزال متقاربا، مما يعكس حالة الانقسام الشديدة في البلاد.
وبعد أشهر من "الاستنزاف" في الحزب بوجود بايدن "ضعيف الأداء انتخابيا"، يتعين الآن على هاريس "إعادة بناء التحالف الذي مكن الديمقراطيين من الفوز في عام 2020".
وورغم أن هاريس ورثت نحو أصوات 1300 مندوب من بايدن و96 مليون دولار من التبرعات لحملتها، فإن خططها لإعادة تشكيلها لاتزال غير مستقرة.
ولم تكشف هاريس بعد بشكل كامل عن رؤيتها الخاصة للحزب والبلاد، وقد تستفيد من عامل الوقت لتجنب ذلك.
ويمكن أن يؤدي الجدول الزمني المكثف قبل موعد الانتخابات إلى تمديد دعمها بما يكفي للاستمرار، أو التعرض إلى الانهيار.
ويتساءل نيل نيوهاوس، أحد خبراء استطلاعات الرأي الجمهوريين: "كم من الوقت سيستغرق شهر العسل؟" ويضيف: "عندما يكون لديك حدث غير مسبوق مثل هذا، يأخذ الناس الوقت الكافي لاستيعابه".
وتحاول حملة هاريس حاليا تحويل الحماس إلى دعم أكثر ديمومة، و"كلما طالت مدة قدرة حملة هاريس على تصويرها باعتبارها ظاهرة ثقافية، كلما طال أمد قدرتها على تجنب التعبير عن تفاصيل أجندتها السياسية التي قد" تظهر انقسامات".
وقال ريك ديفيس، الذي كان مدير حملة السيناتور جون ماكين الرئاسية لعام 2008،"أعتقد أننا على بعد ثلاثة أسابيع من معرفة ما إذا كانت تستطيع الصعود إلى سلم أوباما، إذ يتعلق الأمر بها وليس بأي سياسات محددة لديها".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ما الذي تخفيه أجندة دونالد ترامب؟
سلطت الكاتبة الصحافية هيذر ديغبي بارتون الضوء على الآثار المحتملة للإدارة الثانية المحتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتقدةً تعييناته غير التقليدية، وأسسه الإيديولوجية، واعتماده على "مشروع 2025"؛ وهو مخطط محافظ لإصلاح الحكومة الفيدرالية.
ولاية ترامب الثانية قد تؤدي إلى تكثيف الانقسامات الإيديولوجية
وقالت الكاتبة في مقالها بموقع "صالون" الإخباري الأمريكي، إن اختيارات ترامب لمجلس الوزراء تعطي الأولوية في كثير من الأحيان للولاء والشهرة الإعلامية على حساب الخبرة. ويتمتع العديد من المعينين بمؤهلات محدودة، مما يعكس اعتقاد ترامب بأن الشهرة والولاء يفوقان المؤهلات التقليدية.
What Donald Trump's revenge agenda is hiding https://t.co/kVFqn1vyvM
— Salon (@Salon) November 20, 2024وتشمل الأمثلة البارزة شون دافي، نجم تلفزيون الواقع السابق، الذي تم اختياره لمنصب وزير النقل، والدكتور محمد أوز، المقرر أن يشرف على الرعاية الطبية. ومن المتوقع أن يتعاون الدكتور أوز مع روبرت إف. كينيدي جونيور، وهو شخصية مثيرة للجدل معروفة بترويج نظريات المؤامرة، مما يشير إلى أن الإدارة تميل بشدة إلى الاستقطاب الإيديولوجي.
ويمتد هذا الاتجاه إلى معظم رؤساء الوكالات، وكثير منهم عديمو الخبرة أو متطرفون أيديولوجياً، حيث رأت الكاتبة أن هدفهم الأساسي هو تعطيل وظائف الحكومة بدلاً من تحسينها.
وأشارت الكاتبة إلى "مشروع 2025"، وهو دليل استراتيجي كتبه ناشطون يمينيون لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية لتنفيذ أهدافهم القديمة. ويرتبط ممن يعينهم ترامب في المناصب المختلفة ارتباطاً وثيقاً بهذه الأجندة:
• تم تعيين ستيفن ميلر وتوم هومان في مناصب تسمح لهما بإطلاق مبادرة ترحيل موسعة. ومع التحضير الكبير من جانب القطاع الخاص، بما في ذلك العقود الخاصة بمرافق الاحتجاز وخدمات الطيران، يمكن أن تتسبب مبادرتهما باضطراب اجتماعي واسع النطاق، يستهدف المهاجرين غير المسجلين وأولئك الذين يساعدونهم.
• بريندان كار، المعين من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية، ينسجم مع مظالم ترامب الإعلامية، مستخدماً السلطة التنظيمية لمعاقبة خصومه المفترضين. وأشارت الكاتبة إلى اقتراح كار بمنع الاندماج الذي يشمل شركة باراماونت غلوبال بسبب التحيز السياسي المزعوم من قِبَل شبكة "سي بي إس نيوز"، مما يوضح كيف يمكن للانتقام الشخصي أن يشكل قرارات السياسة.
• بَرَزَ راسل فوغت، شخصية محورية في تشكيل سياسات ترامب في فترة ولايته الثانية. ومن المتوقع أن ينفذ فوغت، الذي كان رئيساً سابقاً لمكتب الإدارة والميزانية، خطط الإصلاح الفيدرالية لمشروع 2025. ويؤكد نفوذه على التوافق بين قيادة ترامب والطموحات الإيديولوجية المحافظة الأوسع.
وانتقدت بارتون أيضاً الدور المتزايد الذي يلعبه أباطرة الأعمال مثل إيلون ماسك في إدارة ترامب. وتتوافق مصالح ماسك، بما في ذلك مشروع ستارلينك التابع لسبيس إكس ومشروع كويبر التابع لأمازون، مع الأهداف المحافظة لتوسيع البنية التحتية المخصخصة.
Trump promised to get revenge. Here are his targets. https://t.co/KiT1APa6p9
— POLITICO (@politico) November 6, 2024وفي حين يتم الاحتفال بالابتكارات التكنولوجية التي قام بها ماسك، أشارت الكاتبة إلى أن هذه الأشكال من التعاون تطمس الخطوط الفاصلة بين السياسة العامة وأرباح الشركات، مما يثير مخاوف أخلاقية.
ويجسد هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد وحليف ماسك، هذه الديناميكية. فرغم خبرته في مجال التمويل، فإن تعيين لوتنيك المزعوم وزيراً للتجارة يعكس تفضيلاً لرجال الأعمال المستعدين لدفع أجندة ترامب. ومع ذلك، فإن قربه الوثيق من ترامب تسبب بحدوث توترات، مما يشير إلى مزيج متقلب من الدوافع الشخصية والمهنية.
ورغم النأي العلني الذي أبداه ترامب عن "مشروع 2025"، أكدت بارتون أن مبادئ المشروع تتوافق مع أسلوبه في الحكم. وخدم العديد من المساهمين في المشروع، بما في ذلك فوغت وميلر، في فترة ولاية ترامب الأولى وأظهروا ولاءً لا يتزعزع. ويشير وجودهم إلى أن مشروع 2025 سيؤثر بشكل كبير في رئاسة ترامب الثانية، خاصةً في مجالات مثل الهجرة وإلغاء القيود التنظيمية. التداعيات السياسية والتحديات الاقتصادية وسلطت الكاتبة الضوء على السياسة الاقتصادية باعتبارها مجالاً رئيسياً للقلق. ويعكس بحث ترامب عن وزير للخزانة حاجته إلى شخص قادر على إدارة ثقة السوق مع تنفيذ سياسات التعريفات الجمركية المثيرة للجدل.
وقالت الكاتبة إن هذا الطلب المزدوج يؤكد توقعات ترامب غير الواقعية وإعطائه الأولوية للولاء على الخبرة.
بالإضافة إلى ذلك، تكشف أجندة الخصخصة التي تتبناها الإدارة، وخاصة في قطاعات مثل الاتصالات والدفاع، عن اعتمادها على الشراكات مع الشركات الخاصة. وانتقدت الكاتبة هذا النهج باعتباره قصير النظر، ويعطي الأولوية للمكاسب السياسية الفورية على الحكم المستدام. مخاطر الانقسام الأيديولوجي وحذرت الكاتبة من أن ولاية ترامب الثانية قد تؤدي إلى تكثيف الانقسامات الإيديولوجية. وفي حين قد يتعثر العديد من المبادرات بسبب عدم الكفاءة، تخشى بارتون أن ينجح المعينون الأكثر تمسكاً بالأيديولوجيات في تنفيذ تغييرات جذرية. ومن المرجح أن تكون سياسة الهجرة وتنظيم وسائل الإعلام وإعادة الهيكلة الفيدرالية مجالات ذات تأثير كبير.
كما أثارت الكاتبة مخاوف بشأن التآكل المحتمل للقواعد المؤسسية من جانب الإدارة الأمريكية. فمن خلال إعطاء الأولوية للولاء على الخبرة، يخاطر ترامب بتقويض الثقة العامة في الحكومة، مما يخلق تحديات طويلة الأجل للإدارات المستقبلية.