هكذا تم تشييع ضابط يمني أمريكي بعد مقتله على يد مدمن مخدرات في أمريكا ”شاهد”
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
هكذا تم تشييع ضابط يمني أمريكي بعد مقتله على يد مدمن مخدرات في أمريكا ”شاهد”.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
هاشم الغيلي.. شاب يمني يلفت انتباه العالم
بات الشاب اليمني هاشم الغيلي أحد الأشخاص الملهمين الذي لفت انتباه العالم نتيجة نشاطه العلمي في مواقع التواصل الاجتماعي الذي حظي باهتمام واسع.
الغيلي الذي يتابعه حاليا عبر فيسبوك 34 مليون ولد عام 1990، واستطاع التغلب على العديد من العقبات في حياته، خصوصا أن نشأ في منطقة جبلية زراعية ريفية بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
تابعت له حوارا مرئيا من إنتاج قناة اليمن بودكاست على يوتيوب وتقديم الشاب أسامة عادل، ولفتت انتباهي كثيرا هذه الحلقة المميزة المكونة من ساعتين وبضع دقائق، ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة استنادا على معلومات المقابلة.
في هذا البودكاست تحدث الغيلي عن سلسلة من مشوار حياته ابتداء من الدراسة الأساسية في المحابشة بمحافظة حجة، والصحو عادة قبيل أذان الفجر من أجل الذهاب إلى مزرعة والده لقطف نبتة القات وهي مادة منشطة شهيرة في اليمن ويمضغها لساعات معظم السكان يوميا.
وبعد القيام بمهمة قطف القات يتجه إلى المدرسة مباشرة، حيث غلب عليه التميز في دراسته الأساسية والثانوية، ونشاطه في الإذاعة المدرسية.
في شهادة الثانوية العامة استطاع الحصول على نتيجة 89.50 بالمئة أهلته لأن يكون من بين الحاصلين على منحة للدراسة الجامعية في الخارج، وكانت هذه بمثابة نقطة تحول للفتى الريفي الذي استطاع بعدها زيارة العاصمة صنعاء لأول مرة.
كان والده حينها رافضا لفكرة خروج ولده إلى دولة أخرى، ما جعله يقرر الهروب من محافظة حجة إلى صنعاء، وبعد أن وجد الأب إصرارا من هاشم على مواصلة تحقيق طموحه، كان له ذلك، حيث حصل على منحة لدراسة البكالوريوس في باكستان تخصص “تقنية حيوية”.
ورغم إنه اختار الدراسة في بلدان أخرى غير باكستان وفي تخصص غير التقنية الحيوية، إلا أنه رضخ في النهاية لاقتراح وزارة التعليم العالي التي هي من قررت التخصص والبلد.
قرر هاشم السفر إلى باكستان وفي جيبه فقط 100 دولار، فهو لم يحظَ بداعم مالي يكون عونا له في هذه المرحلة الحرجة كزملائه الذين صعدوا معه الطائرة وفي جيوبهم مبالغ مالية قد تزيد عن 2000 دولار أو أكثر.
هبطت الطائرة في المرة الأولى بمطار أبوظبي كمحطة ترانزيت وكانت بمثابة “صدمة مفاجئة” بالنسبة له من حيث مسألة التطور العمراني وجودة البنية التحتية مقارنة بالوضع في اليمن، وكان هذا في نهاية عام 2007 أو مطلع 2008.
انتقل بعدها إلى باكستان، وكان في استقباله مع زملائه أفراد من الملحقية الثقافية اليمنية الذين لم يقدموا له أي إسناد في تكاليف المأوى والسكن حينها، ما جعله يقتطع من المائة دولار تكاليف الفندق والنقل إلى مدينة أخرى تحتضن الجامعة.
وصل إلى مدينة بيشاور وكان في استقباله وزملائه أعضاء من الاتحاد العام لطلاب اليمن هناك.. لم يبق في جيبه سوى قرابة 30 دولارا!
ونتيجة للتضامن اليمني المعروف كقيمة أصيلة، تسهلت أموره المادية بعد أن اقترض مبلغا من المال من زملائه في الاتحاد ريثما يتسلم أول دفعة مالية من وزارة التعليم العالي اليمنية والمقررة بعد ثلاثة أشهر.
واجه صعوبات في البداية لأن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية ولم يكن ثمة نظام لدراسة اللغة أولا لمدة عام كما هو معروف في عديد دول، ما جعله يكثف جهده بشكل شخصي من أجل تعلم اللغة الإنجليزية حتى استطاع الوصول إلى مستوى مناسب بعد ثلاثة أشهر.
في عام 2012 تقريبا استطاع التخرج من الجامعة في تخصص التقنية الحيوية رغم إنه واجه صعوبات تمثلت بالافتقار إلى التطبيقات العملية وتعميق الجانب النظري على حساب العملي.
بعدها عاد إلى اليمن، وكان هناك صعوبة في الحصول على وظيفة لأن تخصصه غير موجود في البلد، ما جعله مضطرا أن يعمل لأسابيع أستاذا للغة الإنجليزية في أحد معاهد صنعاء قبل أن يلتحق في العمل بهيئة المواصفات والمقاييس بنظام التعاقد وليس موظفا رسميا.
استمر في مواصلة التقديم من أجل دراسة الماجستير في الخارج، حتى جاءه الخبر المفرح بحصوله على منحة للدراسة في ألمانيا في تخصص التكنولوجيا الحيوية الجزيئية.
واجه في البداية صعوبات كادت أن تحرمه من المنحة، لكنه أصر في سبيل حلمه وبذل جهدا كبيرا في دراسته حتى أنه كان يعود من الجامعة في الساعة 2 قبيل الفجر.. اجتاز مرحلة الماجستير بتفوق وبعدها كان الانتقال الأكبر للجانب العلمي والنشاط المصاحب له في مواقع التواصل الاجتماعي.
في عام 2015 كان لديه في صفحته على فيسبوك 27 ألف مشترك، لكن ثمة فيديوهات علمية أنتجها بطريقة لافتة كان لها الدور الكبير في حصوله على شعبية كبيرة تشمل ملايين المتابعين.
واللافت أنه في هذا العام حصد خلال فترة وجيزة على 7 ملايين متابع في أسبوع صعودا من 27 ألف متابع، وكان ذلك بسبب نشره فيديوهات لفتت انتباه الكثيرين.
استمر الغيلي في كسب مزيد من الجمهور العالمي، وفي بداية 2018 كان يتابع صفحته 16 مليون شخص، وفي نهاية العام نفسه وصل عدد المتابعين إلى 30 مليون، وكل ذلك تأثرا بالفيديوهات المنشورة في صفحته التي حظيت برواج كبير.
وهذه الفيديوهات يتم إنتاجها استنادا على أبحاث علمية يتم شرحها بشكل مبسط للجمهور، وتتضمن مواضيع طب وعلوم وفلك وتكنولوجيا.. وكانت حسب حديثه فيديوهات بسيطة احترافية وجذابة، وتتكون من نص وموسيقى وصور.
واللافت أن بعض هذه الفيديوهات العلمية تحولت إلى مثار اهتمام وأحدثت ضجة في وسائل إعلام عالمية.
ومن بين الأفكار والتصورات الخاصة بالغيلي، فكرة الرحم الصناعي، حيث أنتج فيديو أصبح حديث الأوراق العلمية دوليا ، وهناك جهات بدأت تعمل على الفكرة، لكن تحقيق ذلك على الواقع مازال مرهونا بعامل الوقت وموافقة القوانين الدولية خصوصا وسط الجدل الدائر بشأن مدى أخلاقية هذا الأمر.
وتكمن الفكرة في أن هذا الرحم الصناعي سيقوم بنفس الدور الذي يقوم به الرحم الطبيعي، فهو عبارة عن بويضة مخصبة تنمو كليا في هذا الرحم المصنوع حتى يتشكل تماما، وهو بمثابة فرصة للأزواج الذين يعانون العقم، أو للنساء اللواتي أزيلت أرحامهن.
وقدم أيضا تصورا لافتا يتمثل بآلة تقوم بزراعة رأس على جسد مصاب بأمراض مُزمنة.. كمصاب بالسرطان في مرحلة خطيرة شارف على الموت ولا يوجد علاج آني.. يتم أخذ الرأس الذي لم يصل السرطان إليه ويزرع في جسم خالٍ من السرطان.. هذا الجسم الأخير لشخص “ميت سريريا” أي أنه لا يتحرك ودماغه لا يقوم بدوره ويغذيه جهاز معين إذا انطفأ يموت تلقائيا.
وبعد زراعة الرأس من سيعيش هو صاحب الرأس أو الدماغ الذي استولى على جسد شخص آخر لديه معضلة صحية في الدماغ!
الغيلي لم يزر اليمن منذ عام 2013، ولا ينوي العودة حاليا نتيجة للظروف الصعبة في البلاد.
وبشأن ما إذا كان قد تم التواصل معه من قبل الجهات الرسمية أو الخاصة من أجل خلق شراكات لتطوير الجانب التعليمي أو العلمي في البلد يقول إنه لم يتلق أي تواصل من السلطات الرسمية أو الجهات الخاصة.
وحاليا هو يعتقد أنه ينبغي التركيز على الحاجة الأساسية المتمثلة بتوقف الحرب في اليمن وإعادة الأمن والأمان، لكنه في نهاية المطاف يرى أن التعليم أهم شيء رغم إن الوضع الراهن لا يسمح بتطوير ذلك.
ومع ذلك، يأمل ويطمح بإنشاء منظمة خيرية لمساعدة تعليم الأطفال في اليمن الذين يعانون الكثير في سبيل الحصول على حق التعليم نتيجة الظروف الصعبة المعقدة.