آخرها اغتيال هنية.. أبرز عمليات الموساد في إيران
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أثارت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ردود فعل واسعة إقليميا ودوليا، وسلطت الضوء على سلسلة الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، طالت علماء الطاقة الذرية والنووية وعسكريين بالإضافة إلى شخصيات أجنبية مهمة.
وبحسب وكالة فارس للأنباء، فإن عملية الاغتيال حدثت حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل بمحل إقامته في إحدى المساكن الخاصة بقدامى المحاربين شمالي العاصمة طهران، وذلك بعد مشاركة هنية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ولم يفصح الحرس الثوري عن تفاصيلها أو طريقة تنفيذها.
ونشر المرشد الإيراني علي خامنئي بيان تعزية باستشهاد إسماعيل هنية، واعتبر أن الحادثة تعد انتهاكا للأراضي الإيرانية وأن الانتقام له واجب إيران، وأكد أن "النظام الصهيوني المجرم والإرهابي بهذه العملية وفرّ الأرضية لعقابه بشكل حازم".
من جهته، أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن إيران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح، رفيق درب المقاومة الدائم وقائد المقاومة الفلسطينية الشجاع، شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية.
وأثار هذا الحادث ردود فعل دولية، وبينما أشار البيت الأبيض إلى معرفته بالتقارير المتعلقة باغتيال هنية، امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الحادثة، وتزامن ذلك مع تعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين بعدم التعليق على الاغتيال.
ويلقي هذا الهجوم الضوء على تاريخ الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي على الأراضي الإيرانية التي شهدت سلسلة طويلة من الاستهدافات والاغتيالات طالت علماء الطاقة الذرية والنووية وعسكريين بالإضافة إلى شخصيات أجنبية مهمة.
إذا جاء شخص لقتلك فانهض واقتله أولافي كتابه الذي نشر عام 2018 "انهض واقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل" يقدم الكاتب رونين بيرغمان -وهو صحفي استقصائي إسرائيلي ومراسل كبير للشؤون العسكرية والاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية في إسرائيل- رواية مفصلة عن تاريخ وإستراتيجية وتنفيذ الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها إسرائيل حتى قبل إعلان قيامها عام 1948.
ويستند الكتاب إلى وثائق سرية للغاية وبحث أرشيفي وأكثر من ألف مقابلة أجراها مع مسؤولي الاستخبارات السابقين والحاليين.
وبحسب الكتاب، فإن عقيدة الاغتيالات الإسرائيلية هي مشتقة من مقولة تلمودية تنص على "إذا جاء شخص لقتلك، فانهض واقتله أولا" بحيث أصبح هذا المفهوم مبدأ توجيهيا لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب بيرغمان، فإن مئير داغان الذي أصبح رئيسا للموساد عام 2002 بعد أن عينه رئيس الوزراء أرييل شارون لإعادة تنشيط الوكالة، رأى أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، فأعاد تنظيم الموساد لمعالجة هدفين رئيسيين: أولا، لمواجهة الدول المعادية التي تحاول الحصول على أسلحة نووية (مع التركيز بشكل خاص على إيران)، وثانيا، لمواجهة الفصائل المسلحة القادرة على مواجهة تل أبيب مثل حزب الله وحماس وفصائل أخرى.
وتم منح داغان موارد ودعما كبيرا لتنفيذ هذه المهمة، وقام بتفكيك هيكل الموساد السابق وأعاد تجميعه للتركيز بشكل مؤثر على المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ والتي يمكن أن تؤدي إلى عمليات استباقية ووقائية مثل التخريب والكمائن والقتل المستهدف والاغتيالات، وكان هدفه تحويل الموساد إلى وكالة محاربة قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أعدائها خارج الحدود.
مئير داغان أصبح رئيسا للموساد عام 2002 بعد أن عينه رئيس الوزراء أرييل شارون لإعادة تنشيط الوكالة (غيتي) تامير باردو.. العقل المدبر لاغتيال علماء إيران النوويينولقيادة العمليات ضد البرنامج النووي الإيراني عين داغان الضابط السابق في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تامير باردو نائبا له.
وفي مايو/أيار 2003، قدم باردو خطة شاملة وسرية للغاية إلى القيادة العليا للموساد، موضحا أن الإستراتيجية لوقف طموحات إيران النووية تكون من خلال مجموعة من التدابير المباشرة وغير المباشرة، وشملت:
ضغوطا دبلوماسية قوية. عقوبات اقتصادية. دعم الأقليات وجماعات المعارضة ومساعدتها على التخريب داخل إيران. تعطيل نقل المعدات والمواد الخام للبرنامج النووي. العمليات السرية بما في ذلك تخريب المنشآت النووية واغتيال شخصيات مهمة في البرنامج النووي الإيراني.وبناء على هذه الخطة أعد الموساد قائمة بأسماء 15 باحثا مهما كأهداف للاغتيالات، معظم هذه الأسماء كانت مسؤولة عن تطوير البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيراني.
تامير باردو قدم خطة شاملة وسرية للغاية بناء عليها أعد الموساد قائمة بأسماء 15 باحثا إيرانيا كأهداف للاغتيالات (غيتي) التنفيذكان مسعود علي محمدي أول من اغتيل في 12 يناير/كانون الثاني 2010. قُتل أستاذ الفيزياء والمشارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني بقنبلة تم التحكم فيها عن بعد زرعت على دراجة نارية بالقرب من منزله في طهران، انفجرت القنبلة أثناء مغادرته منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وفي أعقاب ذلك، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، اغتيل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري بقنبلة مغناطيسية مثبتة بسيارته بواسطة راكبي دراجات نارية في طهران.
قُتل شهرياري، وهو عالم نووي كُلّف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، على الفور عندما انفجرت القنبلة أثناء قيادته لسيارته، مما أدى أيضا إلى إصابة زوجته.
وفي اليوم نفسه، نجا رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني بأعجوبة من مصير مماثل، إذ تم تثبيت قنبلة مغناطيسية بسيارته، لكنه تمكن من القفز منها قبل أن تنفجر.
بعد ذلك، تم اغتيال طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية داريوش رضائي نجاد، في 23 يوليو/تموز 2011، حيث أطلق عليه مسلحون يستقلون دراجات نارية النار عدة مرات خارج منزله في طهران بينما كان مع زوجته التي أصيبت أيضًا في الهجوم.
وفي 11 يناير/كانون الثاني 2012، قتل المهندس الكيميائي ومشرف في منشأة تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان، ومعه سائقه في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعها راكبو دراجات نارية على سيارته في شمال طهران، وسارعت السلطات الإيرانية في ذلك الوقت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
اغتيال العقل المدبر للبرنامج الصاروخي وعقيد فيلق القدسلم تكتف إسرائيل باغتيال العلماء النوويين، بل استهدفت شخصيات عسكرية مرموقة في الأراضي الإيرانية، بهدف إضعاف القدرات الإستراتيجية والدفاعية لإيران، ومن أبرزها كانت عملية اغتيال حسن طهراني مقدم.
ولعب طهراني مقدم، الذي يُشار إليه غالبا بـ"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني"، دورا محوريا في تطوير قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وكان له دور فعال في تصميم أنظمة صواريخ سجيل وشهاب ويعد شخصية رئيسية في قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. وعززت جهوده بشكل كبير تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية والردع الإستراتيجي.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وقع انفجار هائل في قاعدة "بيد غنه" العسكرية بالقرب من طهران، حيث كان هناك مقدم و17 عضوا من الحرس الثوري الإيراني.
وفي البداية، عزت المصادر الإيرانية الرسمية الانفجار إلى حادث وقع أثناء اختبار ذخائر جديدة. ومع ذلك، زعمت العديد من التقارير ومصادر الاستخبارات، بما في ذلك مقال في مجلة تايم نقلا عن مصدر استخباراتي غربي أن الموساد كان وراء الانفجار.
حسن طهراني مقدم يُشار إليه غالبا بـ"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني" (الصحافة الإيرانية) الاغتيال الأكثر تعقيداتعتبر عملية اغتيال محسن فخري زاده، كبير العلماء النوويين في إيران، على يد الموساد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بالقرب من طهران، واحدة من أكثر العمليات تعقيدا التي قامت بها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق.
وبحسب رواية صحيفة نيويورك تايمز، فقد تم استهداف زاده باستخدام مدفع رشاش تم التحكم فيه عن بعد، والذي تم تركيبه على شاحنة صغيرة، تم تشغيل السلاح من مسافة كبيرة، مما يضمن عدم وجود عملاء على الأرض أثناء التنفيذ.
واستخدمت إسرائيل في عملية الاغتيال تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدقة، كانت العملية تتويجا لأشهر -إن لم يكن سنوات- من المراقبة التفصيلية وجمع المعلومات الاستخبارية، درس عملاء الموساد روتين العالم الغيراني وتحركاته، كما تم تهريب السلاح المخصص إلى إيران في أجزاء ثم أعيد تجميعه.
وفي يوم الاغتيال، تعرض موكب فخري زاده لكمين على طريق ريفي بالقرب من طهران، وأطلق السلاح الآلي عدة طلقات، مما أدى إلى مقتله.
اغتيال حسن صيادكما اغتيل العقيد حسن صياد خدايي، وهو شخصية عسكرية إيرانية بارزة، في 22 مايو/أيار 2022. وكان عضوا في فيلق القدس النخبوية، والذراع العملياتي للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية.
قُتل خدايي بالرصاص خارج منزله في طهران من قبل مسلحين على دراجات نارية، وهي الطريقة المشابهة لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
ألقى المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني، باللوم علنا على إسرائيل ووعدوا بالانتقام الشديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البرنامج النووی الإیرانی الثوری الإیرانی دراجات ناریة بالقرب من فی طهران
إقرأ أيضاً:
إيران ترفض ادعاء تدريب الحوثيين في طهران
بغداد اليوم - طهران
نفى سفير إيران لدى الأمم المتحدة الادعاءات أمير سعيد إيرواني، اليوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، التقارير التي تحدثت عن قيام الحرس الثوري بتدريب ومساعدة عناصر من حركة أنصار الله الحوثيين في مواقع عسكرية داخل طهران، معتبراً أن ذلك لا أساس له من الصحة بأن إيران دربت أو قدمت المساعدة لقوات أنصار الله في اليمن"، قائلاً إن "مثل هذه الاتهامات مدفوعة بأجندات سياسية".
وقال إيرواني في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عمار بن جامع رداً على التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن، واطلعت عليها "بغداد اليوم"، إنني "أنفي بشدة الادعاءات التي وردت في تقرير فريق خبراء اليمن، والتي زعمت أن الحوثيين تلقوا تدريبات عسكرية في قواعد إيرانية".
وأضاف أن"هذا التقرير يفتقر إلى أي دليل يدعم هذه الادعاءات، وإيران ترفضها بشكل قاطع ودون أدنى شك"، معتبراً أن عملية الوعد الصادق التي شنها الحرس الثوري ضد إسرائيل العام الماضي، كانت مبادرة عسكرية إيرانية خالصة، نفذت في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس، وفقًا للقوانين الدولية".
وتابع ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعتمد على أي وكلاء في المنطقة، ولا تعترف بمفهوم الجماعات الوكيلة، وحركة أنصار الله هي جزء من الحكومة الشرعية في صنعاء وتعمل باستقلال سياسي كامل".
وبين ممثل إيران بالأمم المتحدة، ان "أوجه التشابه المفترضة بين الأسلحة المصادرة عند الحوثيين والإنتاج الإيراني. إن أوجه التشابه بين الأسلحة وحدها لا تكفي لإثبات أصلها أو إثبات تورط إيران، ومثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، حيث يمكن تصنيع أسلحة مماثلة في جميع أنحاء العالم من خلال الهندسة العكسية، والتكنولوجيا المعنية ليست متقدمة ولا حصرية لإيران، وعلاوة على ذلك، تفتقر الصور التي قدمتها اللجنة إلى المصداقية وتفشل في تلبية معيار الأدلة الموثوقة، ومن المؤسف أن اللجنة قد أضعفت مصداقيتها بالاعتماد على افتراضات تخمينية بدلاً من تقديم حقائق مؤكدة وقابلة للتحقق".
ودعت دوروثي شيا، نائبة السفيرة الأمريكية وممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن وأنصارهم خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 15 كانون الثاني، مشيرة إلى التهديدات المتزايدة التي تشكلها الجماعة للسلم والأمن الدوليين.
وخلال هذه الجلسة، التي ركزت على الوضع المتأزم في اليمن، سلطت شيا الضوء على هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيرة أيضًا إلى أنه بالإضافة إلى أنشطتهم التخريبية في المياه الدولية، بدأ الحوثيون مؤخرًا في احتجاز اليمنيين الأبرياء وحتى استهداف موظفي السفارة السابقين وعمال المنظمات غير الحكومية.
كما أدانت شيا احتجاز الحوثيين لطاقم سفينة "جالاكسي ليدر" التي تم احتجازها لأكثر من عام. وأكدت أنه حان الوقت لمجلس الأمن الدولي لمحاسبة الحكومة الإيرانية على دعمها لجميع أنشطة التخريب الحوثية.
وصرحت القائمة بأعمال المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تدعو إلى اتخاذ إجراءات جدية لقطع الموارد المالية عن الحوثيين واستخدام العقوبات المستهدفة لمنع ارتباطهم بجماعات إرهابية أخرى مثل حركة الشباب.
وأكدت شيا التزام الولايات المتحدة بتخفيف معاناة الشعب اليمني. وأشارت إلى أنه في حين لا يزال أكثر من نصف سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية، فإن الحوثيين يواصلون فرض القيود، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع. وباعتبارها أكبر مانح لليمن، تحث الولايات المتحدة المجتمع الدولي على زيادة الدعم المالي لمعالجة هذه الأزمة.
المصدر: وكالات