البرهان: لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من اي متمرد ومرتزق
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
(سونا)- قال رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من اي متمرد ومرتزق وماضون في سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية والقضاء عليها.
وأوضح لدى مخاطبته اليوم حفل تخريج الدفعات المتخرجة من الطلبة الخريجين أن تخريج هؤلاء الضباط اليوم يعد هدية للشعب السوداني وإضافة حقيقية للأبطال الذين يخوضون غمار معركة الكرامة وقال سيادته " معركتنا مستمرة مع العدو ، ولن نتراجع أو نستسلم ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من ضياء إلى دقلو
البرفيسور عبد اللطيف البوني على صفحته بالفيسبوك:
من ضياء إلى دقلو
بدأتُ الكتابة الصحفية في مايو 1985، أي في أجواء ثورة أبريل، تلك الثورة التي جاءت لإزالة حكم نميري. وقد شاركتُ فيها من موقعي كمواطن عادي يتظاهر، ويضرب عن العمل، ويرشق بالطوب إذا اقتضى الأمر.
ولكن، لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لما شاركتُ فيها، إذ أرى الآن أن هذه الثورات هي التي أهلكت السودان، منذ الثورة المهدية وحتى يومنا هذا.
بالطبع، هذا لا يعني أنني ضد التغيير وضرورة إزالة أي وضع سيئ، لكنني أرى أن طريق الإصلاح هو الأنسب للتغيير، لأن الثورة كلفتها عالية.
يمكنني أن أُصنّف نفسي إصلاحيًا، ولستُ ثوريًا، وهذه قناعة ذاتية لا تقلل من احترامي للذين يرون أن “طريق الثورة هُدى الأحرار”، كما غنّى محمد الأمين لهاشم صديق، رحمهما الله، فقد عطّرا حياتنا بإبداع لا أجمل منه.
استمررتُ في الكتابة الصحفية، الراتبة وشبه الراتبة، في عهد سوار الذهب/الجزولي الانتقالي، ثم سنوات الصادق المهدي الحزبية، وطوال عشريات الإنقاذ الثلاث، وعهد البرهان، ثم مرحلة البرهان/حميدتي/حمدوك.
وتوقفتُ عن الكتابة تمامًا في مارس 2021، أي في عهد البرهان/حميدتي/حمدوك، ثم أصبح التوقّف إجباريًا بعد أن كان اختياريًا، وذلك بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023.
بعد التوقف، عدتُ إلى الحواشة التي ورثتُها عن الوالد، فأصبحتُ مزارعًا محترفًا، بعد أن كنتُ أتعامل معها مجبرًا في الطفولة، وهاويًا بعد التخرّج، ثم مراقبًا بعد وفاة الوالد في 2013، رحمه الله رحمة واسعة.
أما عودتي الأخيرة للحواشة، فقد كانت مختلفة؛ إذ أدمنتها وأحببتها كما أحبها الوالد، والأهم أنني طوّرت اهتمامي الأكاديمي والإعلامي بمشروع الجزيرة، فالتجربة العملية علّمتني ما لم أكن أعلم.
في تلك الأيام “الحواشية”، زارني في القرية الصديق العزيز ضياء الدين بلال، الذي كان قادمًا من قطر في أول إجازة له. ولضياء الدين حاسّة صحفية متقدة، وقدرة عالية على تحويل كل ما تقع عليه حواسه إلى عمل إعلامي متقن.
فلا شك أنه لاحظ هيئة المنزل المتغيرة، حيث كانت جولات المحاصيل المختلفة، المرفوعة في اللساتك والمغطاة بالمشمع، تحتل صدر الحوش، والكارو عند الباب، وحاجات تانية “حامياني”.
أخرج ضياء جواله الذكي، وثبّت كاميرته، وأوقفني أمام المحاصيل، وسألني سؤالًا مباشرًا: إلى ماذا وصلتَ في تجربتك الجديدة؟
رغم أنه فاجأني، أجبته بما جاد به الذهن، وبثّ ضياء ذلك الفيديو في صفحته الواسعة الانتشار، فأقام ذلك الفيديو الدنيا، بعد أن ظننتُ أنني أصبحت خارج ذاكرة الناس.
بذل ضياء جهدًا مقدّرًا لإقناعي، وإقناع الأستاذ عمار فتحي شيلا، مدير قناة النيل الأزرق، بعودة برنامج “سبت أخضر” الذي كنتُ أقدّمه، لكن “الدعامة” كانوا أسرع!
لقد قلتُ لضياء إنني توصلتُ إلى وعيٍ بالمشروع، لو قرأتُ مجلدات، لما وصلتُ إليه. ومن تجربتي الخاصة، أرى أنه يمكن مضاعفة العائد من المشروع، في ظل أوضاعه الحالية، شريطة أن يُغيّر المزارع فهمه وعلاقته بالحواشة.
وقلتُ: مثلما اختفى المفتش أو كاد، يجب أن يختفي “مندوب المزارعين”، فكلاهما أقعد بالمشروع. وهذا لا يعني الاستغناء عن الزراعيين، بل إن المشروع بحاجة إلى عشرات الآلاف من الزراعيين، إن لم نقل مئات الآلاف، بمعدل خبير زراعي – وليس مفتش – لكل ألف فدان. وساعتها، ستكون نسبة الدخول إلى كليات الزراعة أعلى من كليات الطب.
قمتُ بتخطيط ذهني لتقديم ما توصلتُ إليه، وناقشتُ بعض المزارعين والمهتمين فيما وصلتُ إليه، وقررتُ إقامة جلسة تفاكرية لبعض الذين أثق في معرفتهم، لتقويم أو تصحيح أو حتى رفض الرؤية التي توصلتُ إليها.
وبينما كنتُ في تلك الحالة من “اللملمة الذهنية”، اندلعت الحرب الحالية، فحدث ما حدث، وأصبحنا في أنفسنا المجروحة، وقريتنا المنكوبة، ووطننا الكبير المغدور…
ألم أقل لكم إن هذه الحرب، بإصرارها غير المرئي، لا تُعدّ ولا تُحصى؟