د. أحمد بن علي العمري

شَهِدتُ الكثير من اللقاءات مع ضيوف ورحالة ونجوم ومبدعين من خارج السلطنة، بل إنَّ البعض منهم من داخل السلطنة، والجميع بلسان واحد يقولون: كنَّا نسمع عن صلالة وعن خريف ظفار، وكنَّا نعتقد أنَّ المشاهد لعدة مواقع محدودة أو في نطاق جغرافي ضيِّق، ولكن عندما وصلنا وجدنا سلسلة طويلة تبدأ ولا تنتهي من المواقع الخلابة والآسرة للأفئدة والقلوب، بل وهناك الكثير من المواقع النادرة التي لا تعد ولا تحصى وفيها مكنونات طبيعة لا يُمكن لنا سوى الاستمتاع بها والتناغم معها، وأغلبهم يقولون: إن زيارتنا كانت لأيام، ولكن مدَّدناها لأننا لم نتمكن من الإبحار في الكون الطبيعي الجذاب لتعدد المشاهد وكثرتها.

وهنا يتبادر إلى ذهني دائماً سؤال: لماذا لم تروج سلطنة عُمان لنفسها بالشكل الأمثل؟ ولماذا لم تعطَ كنوز السلطنة حقها من الانتشار؟ لا عبر القنوات التليفزيونية الرسمية، ولا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والمنتشرة بشكل واسع في هذا الزمن، ولا حتى من خلال الناشطين الاجتماعيين كما يقولون وهم كُثر؟

وكلما فكرت، أعود لأقول إنَّ من سجايا العمانيين أنهم لا يحبون التحدث عن أنفسهم كثيرا، ولا يحبذون التمدح فيما عندهم. ثم أقول: ليس المطلوب أن يكون الحديث بالمبالغة الزائدة والتفاخر بما ليس موجودا، ولكن بذكر الحقائق والوقائع كما هي بدون أي زيادة أو إضافة وإعطاء المشاهد والمواقع حقها فقط.

وهنا.. أتذكر توجيهات جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- أنه لا تنشروا تدفق المياه من الجبال إلا إذا كانت فعلاً كذلك حتى لا يتفاجَأ الزوار بعدم وجودها وانقلوا الحقيقة كما هي، نعم فلننقل الحقيقة كما هي وبصورتها الواقعية. هناك من السياح من يستهويه البحر وآخرون السهول، وغيرهم الجبال، بل هناك من يهوى الصحاري، ولكن في ظفار يمكن أن تنتقل بين هذه البيئات جميعًا في نصف ساعة وبمسافة أقصاها 80 كيلومترا، وتحديداً عندما تنتقل من صلالة إلى ثمريت مثلا، فأنت تبدأ من البحر ثم السهل وبعده الجبل، ليوصلك إلى الصحراء، هذا إذا استثنينا منطقة القطن -وهي منطقة ظلال المطر- وهي التي تفصل بين الجبل والخريف والصحراء.

ثم ما بعد الخريف، فسلطنة عمان زاخرة بمكوناتها وتضاريسها نادرة الوجود في كل محافظاتها، فلماذ لا نتحدث عن بلادنا ونفتخر بمكوناتنا التي لا تضاهيها مكونات في العالم. فلنتحلل من أنَّ العمانيين لا يحبون الحديث والمدح في أنفسهم، ولنذكر الواقع كما هو دون زيادة أو نقصان، خاصة ونحن لدينا روية "عمان 2040"، وطبيعتنا متميزة ولا تحتاج إلى أي تدخل بشري.. فقط بعض اللوجستيات والتجهيزات البسيطة وغير المُكلفة.

تخيلوا أعزائي الكرام، لو كان لدى الدول الأخرى ما هو موجود في عُمان، لكانوا ملأوا الدنيا ضجيجاً ودعاية وإعلانًا، وهنا أُحمِّل ترويج الاستثمار ووزارة التراث والسياحة المسؤولية الكاملة، وأدعوهم للفزعة بالتعاون مع بلدية مسقط وبلدية ظفار وبلديات المحافظات للقيام بالواجب المنوط بهم. كما أدعو رواد التواصل الاجتماعي للمساهمة الجادة في هذا الأمر الوطني المهم.

وأخيرا صلالة تقول:

إذا ما شربت مشلي...

كأنك ما وصلت لي

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هآرتس تتحدث عن آخر المستجدات بالضفة الغربية وتأثير غزة

تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد 8 سبتمبر 2024، عن أخر مستجدات الأوضاع في الضفة الغربية عقب العملية العسكرية الموسعة التي شنتها إسرائيل، وتاثير ما يجري في ساحة غزة عليها.

وقالت الصحيفة، إن "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحلفاؤه يسعون لتحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وقطاع غزة إلى الضفة الغربية، هاتان عمليتان عميقتان متوازيتان تنتجان واقعا خطيرا في محورين مترابطين تسارعتا بشكل كبير منذ حرب السابع من أكتوبر وتبعاتها".

إقرأ أيضاً: استشهاد المنفذ - مقتل ثلاثة إسرائيليين في عملية إطلاق نار عند معبر الكرامة

وأضافت أنه "في الضفة الغربية ترفع الحرب في غزة حاجز التصعيد على كافة المستويات تقريبا، فعلى الجانب الفلسطيني، تتزايد الدوافع للعنف جنبا إلى جنب مع الزيادة في تهريب الأسلحة ويتفشى عنف المستوطنين أكثر من أي وقت مضى تحت رعاية حكومة اليمين المتطرف".

وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي بدأ في استخدام وجوده المتزايد في الضفة الغربية بالوسائل والقوات التي تأثرت بشكل مباشر بالقتال في غزة، وأصبح قتل الأبرياء أمرا روتينيا بالفعل بأعداد لم يكن من الممكن تصورها قبل الحرب في غزة، حيث أن ما يجري من قمع اقتصادي للفلسطينيين وكذلك سياسي للسلطة الفلسطينية ستؤدي حتما إلى تفجر الأوضاع بالضفة وتزايد العنف والاحتكاك اليومي بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش وستكون هذه غزة ثانية".

إقرأ أيضاً: أسيرة سابقة في غزة تكشف: الشاباك لا يعرف شيئاً عن الأنفاق

وأعلنت أنه "في غزة نفسها، لا تسعى حكومة نتنياهو إلى ترك وجود عسكري إسرائيلي دائم في المنطقة فحسب بل تسعى أيضا إلى فرض نظام عسكري، ويتجلى ذلك من بين أمور أخرى في التسريبات والتقارير التي تفيد بأن إسرائيل تعتزم تولي عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة قريبا، وفي الوقت نفسه تعمل حركة الاستيطان بالفعل على إعداد البنية التحتية للمستوطنات المدنية في عمق قطاع غزة قدر الإمكان".

وتابعت "نحن نعرف كيف تحدث هذه الأمور لأننا رأيناها في الضفة الغربية وفي غزة قبل فك الارتباط، أولا سوف تخدم المواقع الجيش ثم سيكون هناك حاخامات ومدارس دينية دائمة وبعد ذلك ستصبح كل هذه "مستوطنات"، وسوف يستقر فتيان المستوطنين فيها ويتم إجلاؤهم مرارا وتكرارا من المقطورات حتى يتم "غزو" البؤر الاستيطانية في غزة بالكامل".

إقرا أيضاً: مكان: هذا ما تطالب به حماس مقابل مختطفين مرضى ومسنين

وقالت "أمامنا أيام تاريخية وصعبة، بمعنى أنها قد تحدد التاريخ لأجيال عديدة إذا لم يتم إيقاف هذه الاتجاهات قريبا، فمن المحتمل جدا أن تصبح الاختلافات بين الضفة الغربية وقطاع غزة غير واضحة بشكل لا رجعة فيه، ولقد تعرضت كل من الضفة الغربية وقطاع غزة للإبادة والتطرف يوميا في ظل الاحتلال والنظام العسكري الإسرائيلي، إلى جانب المستوطنات والبؤر الاستيطانية والاحتكاكات العنيفة اليومية بين المواطنين، كل هذا في مواجهة تهديد مستمر بدرجات متفاوتة من أي جبهة أخرى في المحور الإيراني من الشمال والشرق والجنوب جحيم، وحتى توسيع "اتفاقيات أبراهام" في هذه الحالة يمكن التخلص منه، وبدلا من التحالفات الإقليمية سنحصل على حرب يأجوج ومأجوج التي يتمناها أنصار ترامب الإنجيليون".

وأشارت إلى أن "صفقة عودة المختطفين ووقف إطلاق النار في غزة قد تكون فرصتنا الأخيرة لمنع هذه الرؤية المروعة، لأن الهدوء في غزة سيسمح ببعض الهدوء في الضفة الغربية أيضا، وبالطبع لن ينهي هذا دوامة العنف، لكن سرعة التدهور ستتباطأ قليلا فيما سيكون بالإمكان التخطيط لبدائل إذا كان هناك من يروج لهم".

وأعلنت أن "تسلسل الأحداث في الضفة الغربية في الأسبوع الماضي من محاولات تنفيذ هجمات بما في ذلك استخدام السيارات المفخخة إلى العملية العسكرية الواسعة في المنطقة الشمالية منها يشير إلى أن الحملة قد وصلت إلى مستوى آخر وأن حكومة نتنياهو تقود توسيع الحرب ضد الفلسطينيين ليس فقط في قطاع غزة، بل في الساحة الفلسطينية باتوا يفهمون بأنه لا يوجد في إسرائيل من يستطيع أن يقود تحركا فعالا ضد خطة نتنياهو وشركائه، كما أنهم فقدوا الأمل من المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا".

وأوضحت الصحيفة، أنه "يبدو في الساحة الفلسطينية لم يدركوا ما هو أبعد من ذلك بعد، حيث أن أبعاد القتل والدمار في القطاع تجعل من الممكن الحديث عن النكبة ولن يكون ذلك مبالغة، لكن في الضفة الغربية لا تقل هذه الخطط خطورة عن إخلاء التجمعات السكانية وتقليص الوجود الفلسطيني في المنطقة (ج) والضغط على مخيمات اللاجئين وهدمها كما يحدث في جنين ونور شمس وطولكرم إلى جانب خطط علنية وممولة لتسريع عملية التطهير من قبل مؤسسات استيطانية".

وأكدت أن "قطاع الرئيس محمود عباس زيارته للسعودية لم يكن لها أي أهمية، وفي الحقيقة السلطة ممزقة، وهناك تراجع دولي بالاهتمام بالقضية الفلسطينية كما أن هناك تراجعا في زخم المسيرات المؤيدة للفلسطينيين وحتى لجلسات الجنائية الدولية، وكل شيء بات مفقودا والفلسطينيون يتركون يواجهون وحدهم الموت والدمار".

ولفتت إلى أنه في ظل الظروف الراهنة ما بين أزمة القيادة الفلسطينية والضغوط الدولية الفضفاضة ووجود حكومة يمينية متشددة في إسرائيل يعني ذلك شيئا واحدا وهو أنه يجب أن لا يتفاجأ أحد إذا استمرت الحرب لعدة أشهر وسوف تتوسع العمليات في الضفة الغربية ويزداد عدد الضحايا حتى من الإسرائيليين".

وقالت إنه "رغم التشاؤم تواصل الولايات المتحدة صياغة اقتراح جديد يركز على الأسرى والانسحاب من غزة ".

وقال دبلوماسي أجنبي مطلع على المحادثات للصحيفة "نحن لا نتقدم إلى أي مكان، والقرار بشأن نشر المسودة النهائية للوثيقة التي من المفترض أن تسد الفجوات بين حماس وإسرائيل تأخرت لأننا نشعر أن أيا من الطرفين لا يريد تبنيها".

كما قال مصدر آخر، إن "انطباعنا هو أنه سيكون من الممكن تنفيذ الصفقة لكن ذلك لن يحدث إلا عندما يقرر الطرفان أنهما مهتمان به، هذا ليس هو الحال في الوقت الراهن، وهناك حلول منطقية لمعظم النزاعات، وبمجرد أن يشير نتنياهو والسنوار إلى اهتمامهما سيكون من الممكن المضي قدما".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • توقع بتراجع جديد للتضخم في مصر.. ولكن
  • حرب مصرية إسرائيلية مستبعدة.. ولكن!!
  • إيقاف وإنهاء الحرب – ولكن كيف؟ (7-8)
  • هآرتس تتحدث عن آخر المستجدات بالضفة الغربية وتأثير غزة
  • 800 دولار بالساعة.. ما سبب الكلفة المرتفعة لهذه التجربة السياحية في أوغندا؟
  • الأمم المتحدة للحق في الغذاء تتحدث عن حرب التجويع بغزة
  • محمد مغربي يكتب: قوانين الذكاء الاصطناعي.. ولكن!
  • "صحار الصناعية" الأعلى.. 7.6 مليار ريال استثمارات المدن الصناعية في السلطنة
  • عائشة الماجدي: يا (عمر النعمان) لا أحتمل أن أرثيك أو أقرأ عنك رثاء ولكن
  • تركيا: العراق أحرز تقدماً في مجال مكافحة الإرهاب ولكن لا نراه كافياً