"الديمقراطية الزائفة" تشجّع الانقلاب العسكري في النيجر
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
رغم تقييد الحريات، رحب الكثير من أبناء نيامي بالانقلاب العسكري في النيجر، لمعارضتهم الرئيس المخلوع محمد بازوم، وأملاً بإسماع صوتهم بعد أعوام من تجارب مريرة مع حكم بقي طابعه الديمقراطي أشبه بوعود فارغة.
واحتضن ملعب سييني كونتشه، وهو الأكبر في النيجر، نحو 30 ألف شخص أول أمس الأحد، في تحرك مؤيد للعسكر الذين أطاحوا في 26 يوليو (تموز) الماضي، الرئيس بازوم، وأنهوا حكم حزب الديموقراطية والاشتراكية في النيجر، الذي استمر أكثر من 12 عاماً.
وتزامن عرض القوة الذي يرجّح وقوف الحكام الجدد للبلاد خلف تنظيمه وإقامته، مع الساعات الأخيرة للمهلة التي حددتها لهم الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) لإعادة النظام الدستوري، وفكّ احتجاز بازوم، وإلا مواجهة تدخل عسكري محتمل.
وامتلأت مدرجات الملعب بالمشاركين الذين غلبت عليه مظاهر الفرح، وضجت أرجاؤه بأجواء احتفالية رفعت فيها شعارات مناهضة لإكواس والقوة الاستعمارية السابقة فرنسا، ومع انقضاء المهلة من دون أي مؤشرات على تدخل عسكري وشيك، بدت نيامي على طبيعتها أمس الإثنين، مع هدوء في الشوارع لا يخفي الحماسة التي لا زالت تسيطر على سكان العاصمة المؤيدين للانقلاب.
وقال الحسيني تيني إن "مجريات الأيام الماضية هي أقرب إلى عملية تحرير"، ووافقه الموظف الإداري الحسن أدامو الرأي بتأكيده أن سكان نيامي "يشعرون بأنهم باتوا أحراراً نظراً إلى الوضع الذي ساد البلاد خلال العقود الماضية".
دعم الانقلابوعكس كل من استطلعت الوكالة آراءهم موقفاً مماثلاً، في وقت آثر معارضو الانقلاب عدم الإدلاء برأيهم في العلن، وأعلن المجلس العسكري تعليق العمل بالدستور ومنع التظاهرات، وقام باحتجاز بازوم وتوقيف عدد من وزرائه. لكن العسكر لم ينفذوا حملات توقيف واسعة النطاق بحق السكان.
وعلى مدى الأعوام الماضية، لم يقتنع سكان العاصمة التي تعرف بكونها معقلاً للمعارضة، بأن النظام السياسي القائم كان ديمقراطياً بالممارسة، وأعرب التاجر إسماعيل عبد الرحيم عن دعمه للعسكر "100%"، وأوضح "في ظل النظام السابق كانوا يحدّثوننا عن الديموقراطية، لكن ذلك كان مجرد حبر على ورق. لم نكن نعيش في ظل ديموقراطية، بل ديكتاتورية".
وأعمال الشغب التي اندلعت غداة فوز بازوم بالانتخابات الرئاسية عام 2021، لا تزال ماثلة في أذهال سكان العاصمة، وهي أدت إلى مقتل شخصين وتوقيف 468، كما لم ينسَ السكان الحكم على المعارض أمادو هاما بالسجن عاماً لإدانته في قضية إتجار بالأطفال، اعتبرها مجرد "مؤامرة" لإبعاده عن خوض الانتخابات.
#FPWorld: A senior US #diplomat said coup leaders in #Niger refused to allow her to meet Monday with the #WestAfrican country’s democratically elected president, whom she described as under “virtual house arrest.”https://t.co/ieZMSVVjgX
— Firstpost (@firstpost) August 8, 2023 غضب متراكمووفق تصنيف لمجموعة "ذا ايكونوميست" صادر في 2022، كان نظام الرئيس المخلوع بازوم يعتبر "استبدادياً"، وشدد الحسيني تيني على أن الناس "كانوا يخشون التعبير. بمجرد أن تعبّر عن آرائك، سيتمّ استجوابك".
وتراكم الغضب على مدى الأعوام بسبب غلاء المعيشة وانعدام الأمن والفساد والطبقة السياسية، واعتبر الحسن أمادو أن هذه الأسباب "دفعت الناس للسير وراء هذا الانقلاب"، ولا يخفي سكان العاصمة انتقادهم لفرنسا القوة الاستعمارية السابقة، التي ما زالت تتمتع بنفوذ، ويعتبرون أنها دعمت بازوم وطبقة سياسية مكروهة.
واعتبر الأستاذ المتخصص بالشؤون الإفريقية في جامعة جورجتاون كين أوبالو، أن الأولوية بالنسبة للشركاء الدوليين في منطقة الساحل "كان الحد من تدفق المهاجرين ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على نفوذهم في المنطقة"، وأضاف "الديمقراطية والتنمية الاقتصادية خضعتا بشكل كبير لتلك الأهداف".
وجعلت الدول الغربية من بازوم شريكاً موثوقاً بصبغة ديموقراطية، في منطقة غالباً ما شهدت انقلابات عسكرية. ولقي انقلاب النيجر تأييد بوركينا فاسو ومالي المجاورتين، حيث يسيطر العسكر أيضاً على الحكم بعد خطوة مماثلة.
تغيير منشودورأت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير، أمس الإثنين، أن "بازوم بدأ مجهوداً صادقاً لإصلاح المؤسسات وممارسات السلطة"، إلا أنها أشارت إلى أن "قدراته على تغيير الممارسات الفعلية للدولة وممثليه كانت تقيّدها الحاجة إلى الحفاظ كذلك على التوازنات السياسية، التي أوصلته إلى الحكم".
ويبقى السؤال عما إذا كان قائد المجلس العسكري الانقلابي الجنرال عبد الرحمن تشياني، الذي يعدّ مقرّباً من الرئيس السابق محمد يوسفو، هو الشخص القادر على إحلال التغيير المنشود، ووفق استطلاع أجرته شبكة "أفروبارومتر" البحثية في مارس (أذار) 2022، أعرب أكثر من نصف النيجريين عن عدم رضاهم عن وضع الديمقراطية في بلادهم، لكن 61% أكدوا أنهم يفضلونها على أشكال أخرى من الحكم.
وشدد 84% على رفضهم التام لأي شكل من أشكال الديكتاتورية، وأكد التاجر عبد الرحيم أنه "في حال بدأ العسكر يتحولون لسياسيين، سننتفض ضدهم، نحن نؤيدهم اليوم فقط لأن وجودهم هو لصالحنا، لأن حالياً، نحن الشعب هو من يقرر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر إكواس دول غرب إفريقيا سکان العاصمة فی النیجر
إقرأ أيضاً:
حصيلة: الأخبار الزائفة المتعلقة بالأمن تراجعت بشكل قياسي هذا العام
سجلت مصالح الأمن الوطني تراجعا كبيرا في منسوب الأخبار الزائفة التي تمس بشعور المواطنين بالأمن، وقد تجلى ذلك في عدد بيانات الحقيقة المنشورة هذه السنة التي بلغت 40 تكذيبا فقط، مقارنة مع 340 سنة 2017 و288 بيان حقيقة سنة 2018.
ذلك ما كشفت عنه الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني.
وبحسب المصدر ذاته، يعزى هذا التراجع الكبير إلى التفاعل الإيجابي من جانب المواطنين عن طريق التبليغ الفوري عن المحتويات الزائفة عبر منصة إبلاغ وحسابات الأمن الوطني على الشبكات التواصلية، مما عزز من مستويات الثقة في المرفق الأمني، وكذا من خلال التجاوب السريع لمصالح الأمن مع تبليغات المواطنين وانتهاجها لمقاربة تواصلية استباقية لقطع الطريق أمام الإشاعات والأخبار الزائفة الماسة بالإحساس بالأمن. أما بخصوص المحتويات العنيفة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكون لها تداعيات سلبية على الشعور بالأمن، فقد رصدت مصالح اليقظة المعلوماتية هذه السنة 208 محتوى يوثق لأفعال إجرامية أو يتضمن مشاهد عنيفة، مقارنة مع 260 محتوى خلال السنة المنصرمة، حيث باشرت بشأنها الخبرات التقنية الضرورية والتدخلات الأمنية اللازمة، وأخضعت المتورطين فيها لأبحاث قضائية، كانت متبوعة ببلاغات صحفية لتنوير الرأي العام وتدعيم إحساسه بالأمن.
وعلى مستوى مهام الإخبار والتواصل مع وسائل الإعلام والرأي العام، أنجزت مصالح التواصل الأمني ما مجموعه 5820 نشاطا إعلاميا، إذ نشرت 1674 بلاغا وخبرا صحفيا حول القضايا المرتبطة بالأمن، وشاركت في تنفيذ وإنجاز 3572 ربورتاجا صحفيا، وأذاعت 534 محتوى رقميا على حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على تعميم ونشر 40 تكذيبا أو بيان حقيقة.
كلمات دلالية أخبار أمن المغرب