جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@05:19:15 GMT

العشاء الأخير للغرب!

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

العشاء الأخير للغرب!

 

 

د. صالح الفهدي

لم يكن مفاجئاً لأوروبا ما فعلته فرنسا في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، الذي قدمت فيه العشاء الأخير للغرب؛ حيث قضت فيه على ما تبقى من معتقدات مسيحية، وقيم وآداب المجتمعات الأوروبية؛ حيث جسد الشواذ والمتحولون جنسياً لوحة "العشاء الأخير" التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي، ورغم أن هناك من صعق في الغرب مما شاهده إلا أنه كان نتيجة لانحطاط القيم الإنسانية في مجتمعاتهم، حيث تقف الأنظمة السياسية داعمةً للشذوذ والتحول الجنسي وجعله حقاً ملزماً، بل وفرضه على الأسرة، وتشريع القوانين الرادعة لمن يجابهه، ويعارضه!!.

لم يكن مفاجئاً لأوروبا وأمريكا وهي تتناول عشاءها الأخير بأيدي متحولين وشواذ جنسياً في منظر مُقزز، خارج عن الفطرة الإنسانية السوية، لأنها ترسمت هذا الاتجاه الوضيع، ودفعت مجتمعاتها إليه، بل وأرادت فرضه عالمياً على دول لها قيمها السامية، وآدابها السوية فرضاً خارجاً عن حدود السياسة والتهذيب والأدب.

لم يكن مُفاجئاً للمسيحيين ما حدث في "العشاء الأخير" لباريس بعد أن منح بابا الفاتيكان البركات للأزواج المثليين، وهو الذي كان يعد العلاقات المثلية "خطيئة بشكل موضوعي"! الأمر الذي نسف ما تبقى من فضائل وإن كانت على صعيد الشعارات والأقاويل!!

لقد وضع المنظمون للحفل مكان "السيد المسيح" كما يزعم في لوحة العشاء الأخير، ممثلاً ظهرً عارياً في الافتتاح، قيل إنِّه يمثل شخصية إله الخمر والاحتفالات الماجنة في الأساطير الإغريقية القديمة "ديونيسوس" والذي عرف أيضاً بمواكبه واحتفالاته وطقوسه الوثنية المتحررة من القيم الأخلاقية!

يقول رئيس النواب الأمريكي مايك جونسون عن "العشاء الأخير": "الاستهزاء من العشاء الأخير كان صادماً ومهيناً لجميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم، الذين شاهدوا حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، الحرب على عقيدتنا وقيمنا لا تعرف حدوداً اليوم، لكننا نعلم أنَّ الحق والفضيلة سينتصران دائماً"، كلام جميل خاصةً في جملته الأخيرة، وهذا ما سيحدث رغماً عمَّا يصدره الغرب من انحطاط، لكن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يُحيط نفسه بمجموعة من الشواذ والمتحولين جنسياً، وألغى القوانين التي تحظر شذوذهم وتحولهم، وكان أحرى أن ينتقد توجه رئيسه.

أما الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، فقد أصدرت بياناً مقتضباً خجولاً، قالت فيه: "تضمن هذا الاحتفال -للأسف- مشاهد استهزاء وسخرية من المسيحية، وهو ما نأسف له بشدة" إذن فالموضوع لم يتعد مستوى "الأسف" عند الكنيسة والأسف هو أضعف أنواع الاعتراضات والإدانات!

ما أعجبني في هذا الشأن مهاجمة المحامي الفرنسي فابريس ديفيزيو (Fabrice Di Vizio) لافتتاح أولمبياد باريس 2024، أقتطع منه فقرات مهمة، يقول فيها مهاجماً: "افعلوا ما شئتم مع أطفالكم، ودعوهم يشاهدوا كل ما تريدون أن يشاهدوه، ولكن اعتقوا أطفالنا بحق السماء. بأيِّ حق تفرضون أيديولوجياتكم على أطفالنا، ومن تظنون أنفسكم. أذكركم بأنَّ الآداب العامة هي جزء لا يتجزأ من النظام العام". ويضيف متهكماً: "طبعاً نسمع هنا وهناك بأنَّ حفل الافتتاح كان استثنائيا، ولكن كلكم أصبحتم مجانين!. أنا لا يهمني إذا كان الحفل استثنائياً، لكن ما يهمني هو أن لا تتم الإساءة طوال الوقت لمعتقدات الناس، وكذلك الآداب العامة التي تخص الجميع. وفي لحظة ما، كنتم في احتفال شيطاني، باستخدام الإثارة الجنسية البغيضة، ومع وجود أطفال يشاهدون هذه المقاطع" ثم يتساءل ساخطاً: "هل وصلنا لهذا الحد؟!".

ويضيف مبادراً: "وبما أنه لا يوجد أحد يريد التحرك ضد هذه المواضيع المتعلقة بالآداب العامة والمتحولين وكل هذه الأمور، فأنا سوف أتحرك. سوف أقوم بعمل اللازم لأنني سئمت من هذا الوضع. وأنا شخصيًّا لدي أبناء كبار ومحصنين من كل هذا، وسوف يقومون بالاختيارات التي يرغبون فيها، فهذه يخصهم، ولكنني سئمت لأنه يتوجب علينا في كل مرة الخضوع لهذا الهجوم الدائم" ثم يذكر بفضائل الإسلام فيقول: "علماً بأن المغرب مثلاً اعتبرت بأن كل هذه المشاهد تشكل تهديداً خطيراً للآداب العامة، فقامت بقطع جزء من هذه المشاهد. اسمحوا لي، ولكن هذه المرة أيضاً يقوم الإسلام بتذكيرنا بأن للأخلاق العامة معاني كبيرة"، ويوجه نداؤه إلى المسيحيين والأساقفة: "إخوتي المسيحيين، أين أنتم؟ يا أسقف فرنسا، أين أنت؟ هل بإمكانك الخروج لدقيقتين من كاثدرائيتك؟ هل بإمكانك الخروج لدقيقتين من امتيازاتك الني تتمتع بها؟ أيها السادة القساوسة، هل بإمكانكم الخروج لدقيقتين لتقولوا بأنه لا يمكن الاستمرار هكذا طوال الوقت؟!" ثم يرفع صوته عالياً وهو ينبه: "إن الآداب العامة جزء من النظام العام. وقد تمت الإساءة هذه الليلة للأخلاق العامة. وما هي الخطوة التالية لهؤلاء؟! اصحوا أيها الناس. اصحوا جميعكم. إن الذي حصل هذا المساء غير مقبول لي كمسيحي، وأتحمل المسؤولية كاملةً، وسوف أستمر حتى نهاية المطاف فيما يتعلق بالإجراءات القانونية، مع الذين يرغبون في القيام بهذه الإجراءات. ولكنني حرب أسرة وكمواطن أرفض تماماً وبشكل قاطع أن يكون أطفالنا ضحيةً بهذا الشكل لأيديولوجية شيطانية، يحب التوقف، فهذا يكفي".

خلاصة القول.. إنَّ العشاء الأخير للغرب الذي قدمته فرنسا إما أن يكون ساما فيقضي على ما تبقى من قيم وآداب ومعتقدات المجتمع الغربي، وإما أن تعقبه صحوة الضمائر التي انتبهت إلى الحد الذي وصله الغرب من الانحطاط والخساسة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تصميم لافت.. مي عمر تثير الجدل في ظهورها الأخير

نشرت الفنانة مي عمر، صور جديدة لها عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام بإطلالة لافتة وجذابة.

دون أدوية.. طرق طبيعية وفعالة لعلاج جفاف العينفستان لافت.. رضوى الشربيني تخطف الأنظار بجمالها

وأطلت مي عمر، مرتديه فستان لافت باللون الأبيض، وجاء الفستان بمجموعة من الرسومات الملونه ليكشف عن جمالها وأناقتها .

ومن الناحية الجمالية تعتمد مي عمر، في المكياج على اللون الأسود الذي يبرز جمال عيونها ، واختارت أحمر الشفاه باللون البيج الناعم الذي يبرز جمال أنوثتها.

كما فضلت مي عمر، أن تترك شعرها البني الطويل منسدلا بين كتفيها بطريقة ناعمة وجذابة تتناسب مع إطلالتها المميزة.

ونعرض لكم صور الفنانة مي عمر 

طباعة شارك مي مي عمر صور مي عمر اطلالات مي عمر اخبار مي عمر

مقالات مشابهة

  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • موعد أذان العشاء.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين في مدن ومحافظات مصر
  • مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 28 أبريل 2025 في المدن والعواصم العربية
  • الكتاب الأخير للراحل محسن بني ويس.. رباعيات بابا طاهر العريان بالإملاء الكوردي لأول مرة
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الأحد 27-4-2025
  • خاص ل الفجر «عادات وتقاليد».. الزواج فى سوهاج والشباب هم الضحية
  • ترامب: لهذا لم أقدم هدية لميلانيا في عيد ميلادها
  • تصميم لافت.. مي عمر تثير الجدل في ظهورها الأخير