طارق الحسيسن *

يحتفل الشعب المغربي في الثلاثين من يوليو الجاري، بالذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، عرش أسلافه الميامين، وهي مُناسبة جليلة تحمل في طياتها العديد من الرموز، مليئة بالدلالات التي تُعبر عن عمق أواصر الولاء والبيعة والتلاحم الوثيق بين القيادة والشعب المغربي الوفي، وتكريس الالتزام الراسخ بمواصلة مسار التنمية والبناء والتحديث، وتحقيق النموذج التنموي المغربي المتميز الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة، نصره الله، باعث نهضة المغرب الحديث، وفق مُقاربة قوامها النمو الاقتصادي المستمر والتنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي والحكامة الجيدة.

إن إحياء هذه الذكرى الغالية علينا نحن أبناء المملكة المغربية لعيد العرش المجيد، يشكل لدى كل المغاربة مناسبة للتأمل في منجزات العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي لحظة سياسية مهمة لرسم معالم العشرية الثالثة من حكم جلالته الزاهر، والتي جعلت من إرساء الدولة الاجتماعية هدفا إستراتيجيا ومحورا أساسيا لها يقوم على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة؛ من خلال تعزيز المكتسبات المحققة، والعمل على انتهاج النموذج التنموي الجديد وفق الرؤية الملكية المتبصرة والسديدة.

فعلى الصعيد الدبلوماسي، تواصل المملكة المغربية بقيادة جلالته الإسهام الفاعل والمؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، وفق رؤية ملكية سامية سديدة، مبنية على الحوار وحسن الجوار واحترام سيادة الدول ودعم الأمن والسلم الدوليين وتكريس التعاون الدولي وترقية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، فإن المغرب يعمل جاهدا منذ سنوات، من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، والدفاع عن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار حل الدولتين ووفقا للمرجعيات الأممية ذات الصلة. كما أن التوجه الإفريقي أضحى محددا ثابتا واستراتيجيا في السياسة الخارجية المغربية، والتي بفضل ديناميتها حققت نتائج مهمة على مستوى دعم التنمية في عدد من البلدان الإفريقية، وفق قاعدة الكسب المشترك والمنفعة المتبادلة، والتنمية الجماعية المستدامة للقارة.

وفيما يخص واقع العلاقات المغربية العمانية وآفاقها، فلابد من التذكير بأنَّ هذه العلاقات الأخوية المتينة والراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين والقائمة على الثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المثمر والبناء والتضامن المتواصل، عرفت وستعرف مزيدا من التقدم والتطوير إلى آفاق أرحب، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لقائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهما الله ورعاهما- والذي نتمنى لجلالته بهذه المناسبة السداد والتوفيق في قيادة الشعب العماني الشقيق نحو مزيد من التقدم والازدهار والرخاء.

وفي هذا الصدد، ينبغي التذكير بأنَّ العلاقات المغربية العمانية، تعززت خلال الفترة الأخيرة بالتوقيع بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية العمانية بالرباط بتاريخ 04 يوليو 2023 برئاسة معالي وزيري خارجية البلدين الشقيقين على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم شملت العديد من القطاعات الحيوية والهامة، كالنقل البحري وحماية المستهلك والسكك الحديدية وفي مجال التدريب الدبلوماسي، إضافة إلى استمرار التشاور والتنسيق على مختلف المستويات بين مسؤولي البلدين الشقيقين، من أجل إبرام اتفاقيات جديدة تخص مجالات تعاون أخرى كالتعاون الأمني والطاقات المتجددة وغيرها، فضلاً عما تعرفه العلاقات الثقافية والعلمية من زخم متميز.

ويظل الطموح قائما للدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين إلى مستويات أرحب، خاصة في ظل توافر كل الظروف المؤاتية لتحقيق ذلك من موقع استراتيجي متميز، ومؤهلات اقتصادية كبيرة، وبيئة استثمارية جاذبة، فضلاً عن وجود إطار قانوني غني يغطي كافة مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.

وفي الختام.. أغتنم هذه المُناسبة لأتقدم إلى كافة أفراد الجالية المغربية المقيمة بسلطنة عُمان بأحر التهاني بهذه المناسبة الغالية، وأتمنى لهم مزيدا من التقدم والنجاح، كما لا يفوتني أن أعبر عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير العالي لكل المُؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة بهذه الأرض الطيبة المعطاء، التي أبت إلا أن تُعبر لنا عن تهانيها بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد.

 

* عميد السلك الدبلوماسي.. سفير المملكة المغربية لدى سلطنة عُمان

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عدد حملة العرش كما ذكر في القرآن.. «السر في رقم 8»

قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، إن الأقوال الفقهية في ذكر عدد حملة عرش الرحمن تعددت، مؤكدا أن الفقهاء اتفقوا على حقيقتهم، مستشهدا بما أخبرنا القرآن الكريم بخصوصهم، موضحا أن حملة العرش حقيقة ثابتة لقوله تعالى في سورة الحاقة: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).

عدد حملة العرش

وأضاف الخطيب بالأوقاف، في تصريح لـ«الوطن» خلال حديثه عن عدد حملة العرش، أن بعض الفقهاء قالوا إن حملة عرش الرحمن عددهم ثمانية، وقيل ثمانية آلاف، وقيل ثمانية صفوف، وغير ذلك من تفسيرات طيبة يتسع لها علم العقيدة والفقه والتفسير.

وصف حملة العرش

وفي سياق الحديث عن عدد حملة العرش، تطرق الداعية الإسلامي إلى وصف حملة العرش من الملائكة، موضحا أنه وصل إلينا أحاديث عدة تلقاها أهل العلم بالتنقية والتحقيق خرج منها ماهو صحيح ومنها ما هو غير ذلك، لافتا إلى أن مما ذكر فيه وصف حملة العرش ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف بعض من حملة العرش مم يشهد بعِظَم صورهم، ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.

تفسير وصف حملة العرش

ولفت الشيخ خالد الجمل، إلى أن الحديث السابق تلقاه المفسرون بسعة تفسير وتوضيح ماتع فمنهم من قال أن هذا الوصف للتشبيه لمجرد بيان عظم وهيبة خلق حملة العرش حتي يستطيع أن يتخيل السامع ما يسمع، وغير ذلك من أقوال تفسيرات تخبرنا عن عظم حملة العرش فما بالك بعظم العرش الذي قد يستحيل تصوره وعظم الخالق العظيم جل وعلا الذي ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى عما يصفون.

 

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الزلزال المدمر.. عشرات القتلى والمفقودين بسبب كارثة جديدة بالمغرب
  • حزب المصريين: لقاء الرئيس بوزير الداخلية السعودي يعكس عمق علاقات البلدين
  • استعراض العلاقات الثنائية والتعاون الأمني بين البلدين الشقيقين.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يلتقي الرئيس المصري
  • وزير الخارجية يبحث مع وزير الصناعة الإماراتي العلاقات المتميزة بين البلدين
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يستقبل سفير فرنسا بالقاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • السفير المصري ببوليفيا يبحث تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • التوفيق: شبكة الطرق الصوفية مكنت من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية
  • الدبيبة يبحث مع رئيس الحكومة الموريتانية تطوير العلاقات بين البلدين
  • عدد حملة العرش كما ذكر في القرآن.. «السر في رقم 8»
  • عضو بـ«النواب»: زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين