بناء الوطن.. مسؤولية جماعية ووعي مستدام
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
سالم بن سعيد الكلباني
إنَّ بناء الأوطان هو أمر مُقدَّس وواجب وطني يتطلَّب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع. ويعتبر رأس المال البشري حجر الزاوية في هذا البناء؛ حيث يلعب دورًا حيويًّا في تشكيل الوعي الذاتي للأفراد وحمايتهم من الأفكار والسلوكيات الخاطئة. في ظل العهد الميمون والنهضة المتجددة بقيادة مولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- تولي المؤسسات الحكومية اهتمامًا كبيرًا بتطوير هذا الجانب، إدراكًا منها لأهمية الإنسان في عملية البناء والتنمية.
وفي عصر المعلومات والتكنولوجيا، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين. فمن جهة، تتيح للأفراد التعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم، ومن جهة أخرى، تُسهم في نشر الشائعات والأخبار غير الموثوقة. هذه الظاهرة تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الاجتماعي؛ حيث يمكن أن تثير القلق والخوف بين أفراد المجتمع. لذا، فمن الضروري أن نكون واعين للمسؤولية الملقاة على عاتقنا في التعامل مع المعلومات، وأن نتحلى بالوعي النقدي في استهلاك الأخبار.
تتطلب عملية بناء الوطن أيضًا تعزيز القيم الأصيلة والهوية الوطنية. فكل فرد في المجتمع له دور في الحفاظ على سمعة الوطن، من خلال تصرفاته وأفكاره. يجب أن نكون حذرين فيما ننقله من معلومات، وأن نتحقق من مصادرها قبل مشاركتها. فهناك جهات رسمية هي الأقدر على تقديم الأخبار الدقيقة والموثوقة، ويجب أن نوليها الثقة في هذا السياق.
إنَّ بناء الوطن ليس مجرد شعارات تُرفع، بل هو عمل يومي يتطلب التزامًا من الجميع. يجب أن نعمل معًا على تعزيز الوعي المجتمعي، وتثقيف الأفراد حول أهمية المعلومات الصحيحة، وكيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والشائعات. فكلما زاد وعي الأفراد، زادت قدرتهم على المساهمة في بناء وطنهم وحمايته من التحديات.
وفي الختام، إنَّ بناء الوطن هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود والوعي المستدام؛ فلنكن جميعًا حراسًا لسمعة وطننا، ولنسهم في نشر القيم الأصيلة التي تعكس هويتنا وثقافتنا؛ فالوطن يحتاج إلى كل فرد من أبنائه ليكون قويًّا ومتماسكًا، ولنبنِ معًا مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مواطنون: «عام المجتمع» يعزز تلاحم الأسر
مريم بوخطامين (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الإمارات: نعمل على نشر مفاهيم السلام بين مختلف المجتمعات المدرسة في «عام المجتمع».. دور تعليمي يتجاوز الفصول الدراسية عام المجتمع تابع التغطية كاملةأكد مواطنون أن الإعلان عن عام 2025 عام المجتمع، يدلل على أن القيادة الرشيدة لا تستثني من أجندتها التنموية المجتمع، وبالتحديد الأسر، والتي تؤمن بدور الفرد عماد ورهان نجاح أي مبادرات أو قرارات، وأنها مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك، يتسم بالقوة والتلاحم.
وقالت خديجة العاجل: «إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تركز على تحقيق استراتيجيتها وخططها التنموية وفق أسس وقواعد راسخة، تأتي الأسرة في مقدمتها، كونها النواة الأساسية لنجاح أي برامج مستقبلية، وتولي حكومة الإمارات اهتماماً كبيراً بالأسرة في مختلف الجوانب، انطلاقاً من إيمانها بأن استقرار الأسر وثباتها يشكل الركيزة الأساسية لنجاح الخطط الوطنية، وتحقيق رؤية الإمارات في بناء مجتمع متماسك ومزدهر».
وبينت أن عام 2025 يركز على «المجتمع» من خلال تمكين الأفراد والأسر والمؤسسات وتطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في مجالات مختلفة، بما في ذلك ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأولويات الوطنية، وذلك بهدف تحقيق نمو شامل ومستدام يسهم في تعزيز قصة نجاح دولة الإمارات، وبناء مستقبل مشرق لجميع أفراد المجتمع.
بدروها، أشارت مهرة صراي، إلى أن المبادرات المجتمعية تخدم الدولة بشكل مباشر وغير مباشر، وتركز على الأسرة، التي تعدّ النواة الأولى لتكوين المجتمع، منوهة بأن الاستقرار الأسري يسهم في بناء أفراد يتمتعون بالتوازن النفسي والاجتماعي، مما يعزز من قدرتهم على التفاعل الإيجابي داخل المجتمع، كما أن العلاقات الأسرية المتينة تقوم بدور أساسي في تنمية القيم والأخلاق، مما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة على المستوى الفردي والمجتمعي، وهذا ما ركزت عليه المبادرة التي أطلقتها القيادة الرشيدة، حفظها الله.
وأوضح محمد الحوسني، (تربوي متقاعد)، أن «عام المجتمع» يعتبر النهج الشامل الذي يهدف لتحقيق استقرار الأسرة وتنميتها على الصعد كافة، وكذلك التركيز على تحديد نقاط الضعف والقوة لقدرة الأسرة على مواجهة التحديات المختلفة، كما أن وضع آلية عمل وخطط واضحة يساعد على تحقيق أهداف طويلة المدى بشكل منظم، مؤكداً أنه عندما تشمل الخطة الجوانب، التعليمية والاقتصادية، الدينية، والاجتماعية والتعليمية، والصحية والمعيشية، فإنها تعمل على بناء أسرة متوازنة ومستدامة قادرة على تحقيق الرضا الفردي والجماعي، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع بأكمله.