متى يُغلق ملف الباحثين عن عمل؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
ازدهرت عمان منذ القدم بما حباها الله تعالى من نعم عديدة، تمثلت في جوانب حياتية واقتصادية واجتماعية وعلمية وعملية مختلفة، وفي ظل العهد الزاهر والميمون والقيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه- وبفضل توجيهاته السديدة، فإن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل تنظيم عملية توظيف المواطنين الذين هم رأس المال البشري في القطاعين العام والخاص، ورفع نسبة التوطين فيهما، أكدت بما لا يدع مجالا للشك اهتمام جلالته بأبناء شعبه الأوفياء بتوفير حياة كريمة لهم؛ من خلال العمل على توظيفهم واحتوائهم في مؤسسات الدولة المختلفة، وتوفير مصدر رزق ثابت لهم، بضمهم في سوق العمل.
فالتنمية البشرية لا تقوم ولا تتحقق إلا بسواعد أبناء الوطن الذين يتعاقبون عليه أجيالا بعد أخرى، ويحتاجون إلى الكثير والكثير؛ فالاهتمام الموجَّه للمواطن من أجل أن ينال حقه في الحصول على وظيفة وفرص عمل في القطاعين الحكومي والخاص بالسلطنة، ينبغي أن يكون إحدى أولويات الحكومة ذات الصلة بدعم المواطنين في تيسير عملية حصولهم على وظائف، وضمان حقوقهم بالتحاقهم فيها.
وترجمة للتوجيهات السامية الرامية لتوظيف المواطنين في كل المجالات المهنية والخدمات العملية، فإنَّ الحكومة استوعبت في أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية والأجهزة الأمنية والعسكرية، الكثير من شباب عُمان وشاباتها، الذين هم كفاءات عمانية قادرة على الاعتماد عليها، والظهور بمستويات مشرفة متميزة في جميع المحافل والمجالات، متى ما وجدت الاهتمام والرعاية والصقل والتدريب. وإذا ما علمنا أنَّ الإنسان بحاجة للعمل في هذه الحياة، إذ إنَّه لا يمكنه العيش من دونه مطلقا، ويتأثر إذا لم يحصل عليه، فإنه أمر طبيعي بأنَّ هذا المواطن لن يعيش مرتاحا إذا لم يحصل على عمل أو وظيفة أو مصدر رزق أو دخل يعفه عن السؤال ومذلة الحاجة والفاقة، ويعينه على قضاء حوائجه والتزاماته.
ونظرا لأوضاعه المعيشية الصعبة وحاجته للمال، فإن ذاك المواطن ربما يجنح إلى الخطيئة وإلى ارتكاب العديد من الجنايات والجنح، وعقب ذلك سيضيع مستقبله وحياته في السجون، بسبب ارتكابه للعديد من القضايا والمشكلات، لأنه لم يكن يمتلك مردودا أو دخلا يمكّنه أن يسترزق منه ويسد من خلاله احتياجاته المختلفة، مما يضع الحكومة أمام تحديات ومسؤوليات كبيرة وكثيرة. لهذا؛ فإنَّ الاهتمام بما يحتاجه المواطن اليوم من استقرار ودخل جيد ثابت، وحياة كريمة هانئة خالية من المنغِّصات والتعقيدات والصعاب والعراقيل المختلفة، أمر يجب أن يشغل بال الحكومة ومتخذي القرار في بلادنا، ومن هم مسؤولون عن التوظيف في هذا البلد، كوزارة العمل وغيرها من الجهات ذات العلاقة، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف جهود الجميع، من جهات معنية ومسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص.
إنَّ التوجهات العامة ينبغي أن تسعى لتحقيق الأهداف المرجوة في رفع نسبة التوظيف، وإغلاق ملف الباحثين عن عمل في البلد، وهناك الكثير من المواطنين المتضررين بالفقر والأحوال المعيشية السيئة، يطالبون بتوظيف أبنائهم كالذي ظهر مؤخرا في مقطع بأن لديه عددا كبيرا من الأبناء، لم يستطيعوا إيجاد أعمال ولا وظائف في الحكومة أو في القطاع الخاص، ومثل أولئك نرى أنه من الأهمية بمكان توظيف أبنائهم سريعا ليساعدونهم في معيشتهم وحياتهم الاجتماعية. فالأوضاع التي يرزح تحتها المواطن الشاب حاليا وغيره نتيجة الأوضاع الاقتصادية، أحدثت تكالب الكثير من المسؤوليات والالتزامات عليه؛ مما يُحتم ضرورة منحه العمل والوظيفة بشكل عاجل، ليعيش حياة مطمئنة ذات كفاف وعفاف، وهو ما يتطلب إيجاد حلول عاجلة ومتكاملة، تستجيب لاحتياجات وتطلعات المجتمع والأفراد، وتعزز وتدعم الكوادر الوطنية، كما ستضمن مرونة الاقتصاد، وتحريك عجلته في البلد، في حال حصل أبناء عمان على وظائف وأعمال، داخل أرضهم ووطنهم، وهو ما تعمل عليه حكومتنا الرشيدة أعزَّها الله.
إنَّ الأمل معقود على أن يتم استيعاب مخرجات الحادي عشر والثاني عشر وحملة الشهادات الجامعية كأصحاب مؤهلات البكالوريوس، في القطاع الحكومي العسكري والأمني، فهناك الكثير الذين تخرجوا منذ سنوات، وحتى كتابة هذه السطور لم يحصلوا على عمل ووظائف، رغم مناشداتهم الحكومة والمسؤولين.. والله الموفق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.