جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-24@19:59:40 GMT

وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

عندما يموت الأبطال تبكي الأرض والسماء، وعندما يأذن الله بالرحيل تُفتحُ لهم أبواب الجنان، وعندما ننعى الشجعان ننعى أنفسنا أولاً لتقصيرها عن أداء واجبها تجاه الأمة الصامدة على الحق واليقين، وعندما تُمجدُ الأنفس رجالًا ضحوا بأنفسهم في سبيل الله ومرضاته وإعلاء كلمة الحق على كلمات الضلالة نُمجدها بفخر واعتزاز، وعندما تسمو هذه الأنوار المضيئة المتلألئة التي ملأت الكون  بضياء شمسها الساطعة إلى درجات العُلا تطمئن الأنفس الزاكية.

رحيل بطل الأمة وشهيدها إسماعيل هنية في طهران والذي زفَّته الملائكة اليوم بعمل إجرامي ماكر سيزيد من قوة وصلابة المقاومة والقضية الفلسطينية، وسيخلف الله رجالا ورجالا من أمثاله يحملون لواء الجهاد ويحققون النصر المبين بإذن الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عموما وفلسطين خصوصا، وقد دأبت على ولادة الأخيار الذين رفعوا رايات العزة والكرامة والجهاد في وجه عدو خسيس جبان يستعمل أخبث أدوات الخداع والخيانة؛ حيث لا يُؤمن مكره في أي وقت، ولا أي عهد يعاهدون فيه، فلقد كذبوا على الله ورسوله من قبل ولُعِنوا في الدنيا والأخرة، قال تعالى: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ".

فقد نفَّذ السفهاء الغاشمون دنيئتهم وفق مخططهم ظانين أن النصر تحقق لهم، لكن هيهات هيهات؛ فأبطال غزة وفلسطين كُثر وبدل من الرجل الواحد هناك آلاف الرجال الصامدين والقادة المحنكين والشجعان المقدمين على ميادين الجهاد.

رحل القائد البطل هنية، لكنه سيبقى، فقد خلَّف أبطالاً سيواصلون المسير نحو درب الجهاد وتحرير فلسطين والاقصى المبارك من أذناب اليهود وحفدة القردة والخنازير -لعنهم الله- فمهما مكر اليهود وتباكوا للأمم بأنهم أصحاب الأرض، فلن ينالوا من مكرهم وخداعهم شيئًا؛ فالحق واضح كشمس الظهيرة في وسط السماء، وإن الغدر الذي يمارسونه على شرفاء الأمة سيعود كيده إلى نحورهم، وحادثة اليوم خير دليل على جبن وغدر الكيان المحتل الذي دأب على مثل هذه الأفعال عشرات المرات من قبل، ظانًا أنه قد اغتال أمة بأكملها.

إنَّ تداعيات أحداث اليوم ستعود بالويل والثبور على اليهود وأذنابهم، ومن دعمهم وشايعهم؛ فإسماعيل هنية حي يرزق في قلوب الأمة الصادمة، كما أنَّ الشيخ ياسين لا يزال حيًّا وموجودا في قلوب محبيه.

اليوم.. تنعى الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها شهيدها المناضل الحر، صاحب الكلمة الفصل في جميع المحافل، والذي لم يتنازل قيد أنملة عن حقوق وطنه وأمته وقدسه الشريف، وهي صابرة محتسبة، وتدعو له بالرضوان وجنة الرحمن؛ فالجزاء من جنس العمل، ولا جزاء  للشهداء سوى الجنة.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وارحم شهداؤهم وداوي جرحاهم وسدد رميهم وأذل أعداءهم، اللهم شتت اليهود واخزهم ومزقهم شر ممزق.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

روبرت هوارد.. نهاية مأساوية لأحد رواد قصص الخيال

يصادف اليوم 22 يناير (كانون الثاني) ذكرى ميلاد الكاتب الأمريكي روبرت إرفين هوارد، المولود في عام 1906، الذي عرف بكتابة القصص الخيالية، الخرافية والأسطورية والمغامرات، وترك أكثر من 300 قصة قصيرة و700 قصيدة.

ولد هوارد وعاش طفولته في ولاية تكساس، وعشق القراءة في عمر مبكر، وكتب القصص، وعندما بلغ 23 عاما حقق نجاحاً، ونشر العديد من كتاباته في الصحف والمجلات، لكنه توفيّ منتحراً، وهو في الثلاثين من عمره، وعقب وفاته نالت أعماله شهرة واسعة.
ويعتبر من رواد قصص الخيال في أمريكا، وتأثر بأسلوبه عدة كتَاب ممن جاؤوا بعده، وقلدوا أسلوبه، لكنه يظل كاتباً مرموقاً، ورغم رحيله المبكر وسنوات عمره القصيرة، إلا أنه ما زال من أفضل كتاب الخيال مبيعاً عبر الزمان.
ويعتقد الكثيرون أن انتحار هوارد كان نتيجة مرض نفسي، فقد عانت والدته من مرض السل طيلة عمرها، وعندما دخلت في غيبوبة، أطلق النار على رأسه وفارق الحياة بعد عدة ساعات، فقد كان تأثيرها كبيراً على موهبته الأدبية، وزرعت فيه حب الشعر والأدب ولم ينسَ فضلها؛ وبسبب مرضها نظر للوجود نظرة استخفاف.
وكان أبوه طبيبًا جوالاً يدعى إسحق هوارد، وأمه هستر إرفين، متطوعة في الأعمال الخيرية، وبسبب طبيعة عمل والده كان يتنقل، بين عدة مدن، ثم انتقل في عمر 13 عاما إلى وسط تكساس، وكمعظم كتَاب القصص، تأثر هوارد بحكايات جدته عن العبيد السابقين، والجنود القدامى في الحرب، وجوالة تكساس وزار الحصون والمواقع القديمة، وأثر ذلك كله على كتاباته.
كتب هوارد منذ كان في التاسعة من عمره، ونال تشجيع معلميه، وعندما بلغ 15 عاماً صار يراسل المجلات، في لندن، وعمل في مهن بسيطة ليستطيع إنتاج مجلة حكايات غريبة مع أصدقائه، وعرف من خلالها سلسلة من النجاحات والإخفاقات، وبدا من كتاباته أنه عانى من الكآبة، بسبب مرض والدته، ووحدته.
وازداد نوبات مرض الاكتئاب عنده، فقد تزوج أصدقاؤه وفارقوه منشغلين، بأمور حياتهم وأعمالهم، فعانى من الوحدة، حتى أطلق النار على رأسه، ومات في عام 1936، وماتت والدته في صباح اليوم التالي، ودفنا معا في جنازة مشتركة تركت أحزانا كبيرة بنفوس معارفهم.

مقالات مشابهة

  • حماس تنعى القياديين “روحي مشتهى” و”سامي عودة” اللذين ارتقيا خلال معركة طوفان الأقصى
  • نيابة الاحتلال تصر على سجن شقيقة هنية المقيمة في أراضي 48 بسبب أدعية بالنصر
  • حماس تنعى روحي مشتهى وسامي عودة
  • الجهاد الإسلامي: ندين إدراج حركة “أنصار الله” ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية
  • الجهاد الإسلامي تدين إدراج أنصار الله ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية
  • الشهيد القائد ..جمع بين صلابة الموقف ونقاء الإيمان
  • لماذا تراجعت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
  • روبرت هوارد.. نهاية مأساوية لأحد رواد قصص الخيال
  • فليك : كنت سأكون سعيدا بالتعادل لكن الفوز يجعلني فخورا بفريقي
  • ويسألونكَ عن أبطالِ الأنفاق