وارتقى هنية سعيداً إلى جوار ربه
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي *
عندما يموت الأبطال تبكي الأرض والسماء، وعندما يأذن الله بالرحيل تُفتحُ لهم أبواب الجنان، وعندما ننعى الشجعان ننعى أنفسنا أولاً لتقصيرها عن أداء واجبها تجاه الأمة الصامدة على الحق واليقين، وعندما تُمجدُ الأنفس رجالًا ضحوا بأنفسهم في سبيل الله ومرضاته وإعلاء كلمة الحق على كلمات الضلالة نُمجدها بفخر واعتزاز، وعندما تسمو هذه الأنوار المضيئة المتلألئة التي ملأت الكون بضياء شمسها الساطعة إلى درجات العُلا تطمئن الأنفس الزاكية.
رحيل بطل الأمة وشهيدها إسماعيل هنية في طهران والذي زفَّته الملائكة اليوم بعمل إجرامي ماكر سيزيد من قوة وصلابة المقاومة والقضية الفلسطينية، وسيخلف الله رجالا ورجالا من أمثاله يحملون لواء الجهاد ويحققون النصر المبين بإذن الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عموما وفلسطين خصوصا، وقد دأبت على ولادة الأخيار الذين رفعوا رايات العزة والكرامة والجهاد في وجه عدو خسيس جبان يستعمل أخبث أدوات الخداع والخيانة؛ حيث لا يُؤمن مكره في أي وقت، ولا أي عهد يعاهدون فيه، فلقد كذبوا على الله ورسوله من قبل ولُعِنوا في الدنيا والأخرة، قال تعالى: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ".
فقد نفَّذ السفهاء الغاشمون دنيئتهم وفق مخططهم ظانين أن النصر تحقق لهم، لكن هيهات هيهات؛ فأبطال غزة وفلسطين كُثر وبدل من الرجل الواحد هناك آلاف الرجال الصامدين والقادة المحنكين والشجعان المقدمين على ميادين الجهاد.
رحل القائد البطل هنية، لكنه سيبقى، فقد خلَّف أبطالاً سيواصلون المسير نحو درب الجهاد وتحرير فلسطين والاقصى المبارك من أذناب اليهود وحفدة القردة والخنازير -لعنهم الله- فمهما مكر اليهود وتباكوا للأمم بأنهم أصحاب الأرض، فلن ينالوا من مكرهم وخداعهم شيئًا؛ فالحق واضح كشمس الظهيرة في وسط السماء، وإن الغدر الذي يمارسونه على شرفاء الأمة سيعود كيده إلى نحورهم، وحادثة اليوم خير دليل على جبن وغدر الكيان المحتل الذي دأب على مثل هذه الأفعال عشرات المرات من قبل، ظانًا أنه قد اغتال أمة بأكملها.
إنَّ تداعيات أحداث اليوم ستعود بالويل والثبور على اليهود وأذنابهم، ومن دعمهم وشايعهم؛ فإسماعيل هنية حي يرزق في قلوب الأمة الصادمة، كما أنَّ الشيخ ياسين لا يزال حيًّا وموجودا في قلوب محبيه.
اليوم.. تنعى الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها شهيدها المناضل الحر، صاحب الكلمة الفصل في جميع المحافل، والذي لم يتنازل قيد أنملة عن حقوق وطنه وأمته وقدسه الشريف، وهي صابرة محتسبة، وتدعو له بالرضوان وجنة الرحمن؛ فالجزاء من جنس العمل، ولا جزاء للشهداء سوى الجنة.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وارحم شهداؤهم وداوي جرحاهم وسدد رميهم وأذل أعداءهم، اللهم شتت اليهود واخزهم ومزقهم شر ممزق.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي إسرائيلي يصف البابا فرنسيس بـ "المعاد للسامية" ويدعو لمقاطعة جنازته: "دم اليهود ليس بلا قيمة"
أثار السفير الإسرائيلي السابق لدى إيطاليا، درور إيدار، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته المثيرة للجدل بشأن وفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، حيث دعا إلى عدم مشاركة إسرائيل رسميًا في جنازته، واصفًا البابا الراحل بأنه "معادٍ للسامية"، وفق ما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وتوفي البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية يتولى الكرسي الرسولي، عن عمر ناهز 88 عامًا، أمس الإثنين، إثر أزمة صحية شديدة ناجمة عن التهاب رئوي مزدوج، حسب ما أعلنته قناة الفاتيكان الرسمية.
عاجل:- الفاتيكان يعلن تفاصيل جنازة البابا فرانسيس ونقل جثمانه إلى كنيسة القديس بطرس عاجل - رحيل البابا فرانسيس: جنازة رسمية يوم السبت واستعدادات لاختيار البابا الجديدوفي تصريحات حادة، قال إيدار: "لا ينبغي لإسرائيل أن تشارك في جنازة البابا فرنسيس إذا كان لدينا كرامة وطنية".
وأضاف أن البابا لم ينطق إلا بـ "بضع كلمات" لصالح إسرائيل، لكنه "واصل هجومه الشرس ضدنا، واتهمنا صراحة بارتكاب إبادة جماعية".
اتهامات بمعاداة الساميةوواصل الدبلوماسي الإسرائيلي هجومه، قائلًا إن البابا ركز في خطابه الإنساني على أطفال غزة، متجاهلًا ما وصفه بـ "معاناة الأطفال الإسرائيليين"، مما أعطى، حسب قوله، صورة مشوهة لإسرائيل أمام العالم، وقدّمها باعتبارها "الشر المطلق".
وحمّل إيدار البابا فرنسيس "مسؤولية كبيرة" في تصاعد موجات معاداة السامية عالميًا، قائلًا إن البابا "لم يكن مجرد زعيم ديني، بل كان صانع رأي عالميًا"، ما جعل كلماته ومواقفه تؤثر بعمق في الرأي العام الدولي.
وتابع تصريحاته المثيرة بالقول: "لا ينافس البابا فرنسيس في معاداة السامية إلا البابا بيوس الثاني عشر"، في إشارة إلى البابا الذي تولى الكرسي البابوي من عام 1939 حتى وفاته عام 1958، والذي يُتهم تاريخيًا بالصمت تجاه المحرقة النازية، وقال إيدار: "بيوس الثاني عشر هو بابا المحرقة الذي التزم الصمت، والبابا فرنسيس سار على خطاه".
دعوة لإرسال ممثل منخفض المستوىوفي ختام حديثه، دعا السفير الإسرائيلي السابق إلى عدم تجاهل وفاة البابا تمامًا، بل اقترح أن تكتفي إسرائيل بإرسال "ممثل رسمي منخفض المستوى"، كإشارة رمزية تؤكد أن "دم اليهود ليس بلا قيمة"، على حد تعبيره.
وفاة البابا فرنسيس: الفاتيكان في حدادوفي سياق متصل، أعلن الكاردينال كيفن فاريل، من بيت القديسة مرتا، وفاة البابا فرنسيس رسميًا عبر قناة الفاتيكان، قائلًا: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أعلن وفاة قداسة البابا فرانسيس".
ويُعد البابا فرنسيس، واسمه الحقيقي خورخي ماريو برغوليو، أول بابا من خارج أوروبا يتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية منذ ما يقرب من 1300 عام، كما كان شخصية مثيرة للجدل في عدد من القضايا الدولية، من بينها موقفه من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، واللاجئين، والفقر، والبيئة.