جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-09@00:02:18 GMT

عُمان والصين.. إبحار نحو المستقبل

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

عُمان والصين.. إبحار نحو المستقبل

 

 

محمد رامس الرواس

العلاقات بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية علاقات دولية يُحتذى بها في نسج الصداقة والتعاون بين الشعوب والدول؛ من خلال نشر قيم السلام وترسيخ الحوار؛ كونهما ينتميان للحضارة الشرقية التي ترتكز في جوهرها على التفاهم والوئام.

هناك شعوب قد لا تجمعها لغة أو دين أو حدود مشتركة، وقد لا تجمعها ثقافة واحدة، لكن تجمعها قيم ورؤى ومبادئ إنسانية تم الاتفاق عليها ضمنيًّا؛ من خلال ما تمتاز به هذه الشعوب من تصديرها للعطاء الإنساني والوجداني للبشرية.

وسلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية تعتبران مثالًا لهذا الطرح، فهما قد لا تشتركان في أشياء كثيرة، ولكن تجتمعان على أسس تقوم على أحترام الإنسان والأخلاق والمبادئ والحكمة؛ فلذلك لُقِّب ذاك التاجر العماني أثناء إقامته في الصين ومن خلال تعامله معهم بأنه "جنرال الأخلاق".. فالأخلاق هي مقياس أساسي لتعايش البشرية؛ لأنها تحمل هذه المنزلة العالية من حسن التفاهم والتآلف والتعايش والعطاء والخير وحسن التعامل.

ولقد كانت التجارة واحدة من أهم أسباب اختلاط الشعوب وتفاعلها وتعارفها وتواصلها، ولقد كان للتجار العمانيين باع طويل في هذا الشأن، فلقد كانوا يسافرون ببضائعهم شرقا وغربا، ويجلبون البضائع من أنحاء المعمورة رغم المشقة التي يكابدونها خلال ترحالهم بسفنهم، فيستوردون شتى أنواع البضائع ويعيدون تصديرها؛ مما أوجد خطوطَ اتصال وتلاقي ثقافات بينهم وبين حضارات العالم، ورغم بُعد المسافات بينهما ومشقة الترحال في البحار، كان للعلاقات العمانية الصينية السبق في وجود تبادل اقتصادي وثقافي وتكوين علاقات قوية وإقامة مصالح مشتركة قبل 1200 عام؛ من خلال التبادل التجاري والدبلوماسي بينهما، ولقد تكوَّنت العلاقات العمانية-الصينية على مر العصور والقرون عبر مراحل متعددة، فذكر لنا التاريخ رموزًا وشخصيات عمانية وصينية قامت بهذا الدور الثقافي؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر: العُماني جنرال الاخلاق عبد الله بن القاسم الشهير بأبي عُبيدة العماني، والأدميرال الصيني تشينج خه الذي عرفه العمانيون باسم "حجّي محمود شمس الدين"، الذي  يوجد له اليوم نصب تذكاري بمدينة صلالة؛ تخليدا لزياراته المتكررة وعلاقته الوثيقة من خلال جلبه اللبان من ظفار للصين.

والأمر لا يقف عند تبادل تجاري واقتصادي فقط، بل امتد للجوانب الثقافية وتعزيز التفاهم والتواصل والتعارف والتجارب، وهذا ما حدث بالضبط للعلاقات العمانية الصينية؛ فلقد كونت هذه العلاقات تعزيزا قويا لقيم التفاهم والاحترام المتبادل؛ من خلال نشر الأخلاق السامية؛ مما مهد السبل لنقل الافكار والرؤى والمعتقدات، بذلك كانت سماحة المتلقي والناقل من الطرفين في العلاقات الصينية العمانية قد سمحت لمثل هذه الأفكار والمعتقدات بأن تصل، فانتشر الإسلام بفضل من الله ثم بفضل هؤلاء التجار الذين ضربوا أروع الأمثلة عند تعاملهم مع الحضارات والشعوب الأخرى، لقد عزَّز التجار العمانيون الانفتاح على العالم من خلال سماحة دينهم وجمال أسلوبهم وروعة ثقافتهم وتنوع تواصلهم، واليوم من خلال ما نشهد من تبادل ثقافي بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية إنما يأتي من خلال نقاط التقاء قد تمَّت في الماضي، ورسخت بتواصل هذه العلاقات الثقافية والإنسانية والتجارية، وانعكس ذلك بلا شك على العلاقات السياسية التي يشهدها البلدان، فلقد أسهمت التأثيرات الإيجابية للعلاقات في امتداد هذه العلاقات وتواصلها وتطورها ونمائها واستدامتها من خلال المشروع الصيني العالمي "الحزام والطريق" ورؤية عُمان 2040، وإقامة الأسابيع الثقافية، ولا يزال سجل العلاقات العمانية الصينية يكتب في صفحاتة مزيدًا من التطورات والنماء في مجالات الصناعة والتجارة والصحة والتكنولوجيا والتعليم والادارة، إضافة إلى تنامي الاستثمارات المتنوعة بينهما حاليا ومستقبلا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المدونة الصينية “عائشة” تلتقط صور مع البرهان وتصفه بالزعيم: (تذوقت الطعام السوداني وتأثرت بصدق وتواضع ووفاء البرهان بعد أن دعا السائقين والموظفين الذين عملوا معه سابقاً في الصين للقاء لاستاضفتهم وتكريمهم)

نشرت المدونة صينية تدعى “عائشة”, صور قامت بالتقاطها من زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان, للصين.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد التقطت المدونة الصينية “عائشة”, صور مع البرهان, ووصفته خلالها بالزعيم.

وكتبت “عائشة” في تدوينتها: (التقطت أمس أول صورة لي مع زعيم من دولة عربية، كم أنا سعيدة ومشرفة يُعقد منتدى التعاون الصيني الإفريقي في بكين هذه الأيام، وقد دعتني صديقتي لحضور فعالية في سفارة السودان, وهي السفارة الوحيدة في بكين التي تحتوي على مسجد فيها.).

وتابعت بحسب ما نقل عنها محرر موقع النيلين: (لأول مرة، تذوقت الطعام السوداني. لكن ما أسعدني وأثر فيَّ أكثر كان أنني شهدت لحظة مؤثرة جدًا،فقد دعا الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بعد سنوات طويلة من عودته إلى الصين، السائقين والموظفين الذين عملوا معه أثناء تواجده في الصين سابقًا للقاء والاستضافة وتكريمهم. وتأثرت بصدقه ولطفه وتواضعه ووفائه.).

وختمت المدونة الصينية تغريدتها: (عندما التقطت صورة معه، سألته: “ما شعورك عند عودتك إلى الصين هذه المرة؟” فأجاب مبتسمًا وبدون أي تردد: “أشعر وكأنني عدت إلى منزلي.” آمل أن يشعر الشعب السوداني والشعوب الإفريقية حقًا بالدعم والأخوة من الصين، وسنعمل جنبًا إلى جنب لبناء مستقبل أفضل معًا.).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حاكم رأس الخيمة: نتطلع لدفع العلاقات مع الصين نحو مرحلة جديدة من التعاون
  • رئيس وزراء قرغيزستان: حريصون على تطوير العلاقات مع الصين
  • حاكم رأس الخيمة يؤكد حرص الإمارات على تعزيز العلاقات مع الصين
  • المدونة الصينية “عائشة” تلتقط صور مع البرهان وتصفه بالزعيم: (تذوقت الطعام السوداني وتأثرت بصدق وتواضع ووفاء البرهان بعد أن دعا السائقين والموظفين الذين عملوا معه سابقاً في الصين للقاء لاستاضفتهم وتكريمهم)
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين مصر والصين
  • «مدبولي» يشهد توقيع 5 مذكرات تفاهم للتعاون مع الصين في مجالات الاتصالات
  • توقيع 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في تكنولوجيا المعلومات بين مصر والصين
  • مدبولي يشهد توقيع 5 مذكرات لتعزيز التعاون في مجالات الاتصالات بين مصر والصين
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع 5 مذكرات تفاهم للتعاون مع الصين في مجالات الاتصالات
  • المغرب يتطلع ليصبح قاعدة عالمية للسيارات الكهربائية بتعاون مع الشركات الصينية