جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-11@16:04:17 GMT

رحلة إلى السلام الداخلي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

رحلة إلى السلام الداخلي

 

 

بلقيس الشريقية

في ليلة صيفية هادئة، وبين الجدران الصامتة، تكمُن تلك اللحظات التي يمر بها الإنسان حين يجد نفسه في مواجهة صراع داخلي مؤلم. إنه ذلك الشعور الذي يتسلل ببطء إلى الروح، حيث تتصارع الرغبات المتضاربة وتتشابك الأحلام المتنوعة في مشهد يعبر عن التناقض والتعارض بين ما يتمناه الفرد وما يواجهه في الواقع.

هذا الصراع الداخلي هو جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية؛ حيث يختبر كل شخص في مرحلة ما تلك اللحظات التي يشعر فيها بالعجز عن إشباع كل رغباته في آنٍ واحد. يُظهر علم النفس أن الصراع الذاتي هو ظاهرة اجتماعية تتجسد في عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر أو تعارض بين إرادتين. هذا التعارض يؤدي إلى اضطرابات في الشخصية وقلق دائم بشأن اتخاذ القرارات المناسبة.

يتفرع الصراع النفسي إلى أنواع متعددة؛ منها:

* صراع اقتراب - اقتراب

حيث يواجه الفرد خيارات إيجابية متعددة؛ مما يجعله في حيرة من أمره لتحديد الأفضل بينها.

* صراع اقتراب - ابتعاد

الذي ينطوي على خيارات تحمل جوانب إيجابية وسلبية في الوقت نفسه، مما يتطلب اتخاذ قرار قد يكون معقدًا.

* صراع ابتعاد ابتعاد

عندما يجد الإنسان نفسه أمام خيارين سلبيين، ويضطر لاختيار الأقل ضررًا.

* صراع ابتعاد اقتراب

حيث تتصارع الجوانب الإيجابية والسلبية معًا في خيارات متعددة؛ مما يستلزم التفكير العميق لاختيار الأنسب.

وتعود أسباب الصراع الذاتي إلى عدة عوامل؛ منها: الخوف من المستقبل وما يحمله من غموض وتحديات. كذلك، فإن الضغوط الخارجية ومحاولات الآخرين التدخل في حياة الفرد وأفكاره تسهم في زيادة حدة هذا الصراع. ولا يمكن إغفال دور الحيرة والكبت النفسي في تأزيم الوضع، حيث يجد الإنسان نفسه عاجزًا عن اتخاذ قراراته بحرية.

ولتجاوز هذا الصراع، ينبغي على الفرد مواجهة الأسباب الكامنة وراءه بجرأة. يمكن البدء بمواجهة الأفكار السلبية خطوة أولى فعالة تليها وضع أهداف واضحة  ومناسبة  تتوافق مع تطلعاته. والتحرر من قيود الماضي هو أيضا عنصر مهم و أساسي في عملية الشفاء النفسي. حيث يساعد الفرد على المضي قدمًا دون أن تُثقل كاهله الذكريات السلبية.

التفاعل الإيجابي مع الآخرين يشكل دعامة قوية في هذه الرحلة؛ إذ يعزز من شعور الفرد بالانتماء ويمنحه القوة لمواجهة تحديات الحياة. وبمرور الوقت، تتشكل العزيمة والإرادة كأدوات حاسمة في محاربة القلق والتوتر، حيث يدرك الفرد أن التصالح مع الذات هو السبيل لتحقيق الراحة النفسية.

وفي النهاية، يصبح الصراع الداخلي درسًا مهمًّا في الحياة، يعلِّم الإنسان أن السلام الداخلي ليس شيئًا يُمنح بل هدف يُسعى لتحقيقه. بالإرادة القوية والصدق مع الذات، يمكن للفرد أن يصل إلى حالة من الرضا النفسي، مستعدًا لمواجهة المستقبل بثقة وتفاؤل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رحلت بعد صراع مع المرض.. من هي الإعلامية ليلى رستم؟

رحلت الإعلامية المصرية الشهيرة ليلى رستم عن عالمنا اليوم الخميس 9 يناير 2025 عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. 

تعتبر ليلى رستم واحدة من أعلام الإعلام المصري والعربي، حيث تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ التلفزيون العربي بفضل مسيرتها الإعلامية الزاخرة التي امتدت لأكثر من ستة عقود.. فماذا تعرف عنها؟

وفاة الإعلامية ليلى رستم 

جدير بالذكر أن الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلمانى، قد نعت وفاة الإعلامية ليلى رستم التى رحلت بعد مسيرة طويلة من العطاء المخلص في العمل الإعلامي.

وبحسب بيان الهيئة، تعد ليلى من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاما مهنيا صادقا متميزا واسهمو فى تشكيل ثقافة ووعي المشاهد  المصري والعربي، حيث قدمت الإعلامية الراحلة عددا من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية و شهرة واسعة.

وتقدمت الوطنية للإعلام بخالص العزاء والمواساة لأسرة الإعلامية الراحلة ولأسرة العمل الإعلامي، داعين الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.

من هي ليلى رستم؟

ولدت ليلى رستم في 11 فبراير 1937 في القاهرة، لعائلة فنية وثقافية، إذ كان والدها المهندس عبد الحميد رستم وعمها فنانًا معروفًا. نشأت في بيئة محفزة على العلم والفن، مما شجعها على السعي وراء مسيرتها الإعلامية. 

بعد دراستها في مصر، سافرت إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة نورث وسترن، وعادت إلى مصر في أوائل السبعينات لتبدأ رحلتها الإعلامية.

بدأت مسيرتها الإعلامية في عام 1960 مع انطلاق التلفزيون المصري. كانت ليلى رستم من الأوائل على الشاشة، حيث لعبت دورًا بارزًا كمذيعة ربط ثم انتقلت لتقديم الأخبار والبرامج باللغتين العربية والفرنسية. 

في فترة كانت فيها شاشات التلفزيون حديثة، قدمت رستم نفسها كواحدة من أولى المذيعات اللواتي تركن بصمة واضحة في هذه الحقبة.

أهم برامج ليلى رستم

قدمت ليلى رستم العديد من البرامج المميزة التي تركت أثرًا كبيرًا في ذاكرة المشاهدين، ومن أبرزها:

نافذة على العالم: كان برنامجًا أسبوعيًا يغطى أهم الأحداث العالمية والمحلية.

الغرفة المضيئة: برنامج أعده الإعلامي الشهير مفيد فوزي، يتم فيه استعراض الأحداث المحلية الهامة.

نجمك المفضل: برنامج أسبوعي استضافت فيه مجموعة من الشخصيات البارزة في مجالات الفن والأدب والسياسة، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

قمم: برنامج قدمته بعد عودتها من لبنان، حيث استضافت فيه كبار المفكرين والشخصيات العامة.

مساهماتها في الإعلام الدولي

لم تقتصر أعمال ليلى رستم على التلفزيون المصري فقط، بل كانت لها مساهمات أيضًا في الصحافة والإعلام الدولي. 

عملت كمراسلة لجريدة "الهيرالد تريبيون" لمدة 20 عامًا، حيث تغطت خلالها العديد من الأحداث الهامة، مثل الحرب الأهلية اللبنانية.

حياة ليلى رستم الشخصية

تزوجت ليلى رستم من رجل الأعمال حاتم الكرداني، الذي هاجر إلى بيروت بعد قرار التأميم في مصر، مما دفعها للانتقال معه إلى لبنان. 

ومع ذلك، قررت العودة إلى مصر في عام 1980 لاستئناف مسيرتها الإعلامية. اشتهرت بحياتها الشخصية العاطفية والإنسانية، حيث كانت تبني علاقات صداقة مع العديد من الشخصيات العامة والفنية.

مقالات مشابهة

  • ???? قوات المليشيا في ولاية الخرطوم تدخل في صراع نفسي
  • أنواع الظلم .. احذر من الوقوع فيه
  • إنذار في مايوت مع اقتراب إعصار ديكيليدي
  • مع اقتراب موسم الحج 2025.. ضبط 5 شركات سياحية غير مرخصة بالمحافظات
  • غارة جوية في ميانمار تودي بحياة العشرات وسط تواصل الصراع الداخلي
  • صراع بين الريال وروشن لضم فينسيوس
  • رحلت بعد صراع مع المرض.. من هي الإعلامية ليلى رستم؟
  • «روبرت كوخ» يعلن اقتراب موجة الإنفلونزا في ألمانيا
  • ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يناقش المشاركة الاجتماعية في الإسلام
  • مع اقتراب موسم الحج 2025.. ضبط 5 شركات سياحية تخصصت بالنصب على المواطنين