دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— كانت بريتاني ييغر مسؤولة عن مجموعة من الفتيات بمخيم فتيات الكشافة في ولاية أيداهو بأمريكا خلال الصيف الماضي عندما قلبت لدغة بعوضة حياتها رأسًا على عقب.

وكانت ييغر، البالغة من العمر 30 عامًا، تمارس الركض، والمشي لمسافات طويلة، لكنها راهنًا تتناول 23 حبة دواء يوميًا كي تتحكّم بأعراض مثل تشمل الشلل، والألم، والنوبات، والتشنجات العضلية، والاكتئاب، ومشاكل في الذاكرة.

 

الأمريكية بريتاني ييغر مع ابنتها تشارلي.Credit: Courtesy of Kisstina Streby

وتعلمت ييغر أخيرًا كيفية الوقوف مجدّدًا والسير بضع خطوات، لكنّها تعتمد على كرسي متحرك كهربائي للتنقل، كما أنّها تعتمد على زوجها ووالديه لمساعدتها برعاية طفليها، الابن بلغ من العمر 7 سنوات، والابنة 10 سنوات.

وكان جون بريتنغهام، البالغ من العمر 67 عامًا، يهدم منصة في الفناء الخلفي لمنزله بنيو مكسيكو عندما تعرض للدغة. 

كان جون بريتنغهام في المستشفى لـ10 أشهر بسبب عدوى غرب النيل.Credit: Heather Brittingham

وبعد مرور عشرة أشهر، والخضوع لإعادة التأهيل، والعلاج الطبيعي، هو لا يزال في المستشفى، ويقاتل كل يوم حتى يتمكن جسده من أداء وظائفه مجددًا. 

وقد تم أخيرًا فصله عن جهاز التنفس الصناعي للمرة الثانية، وتأمل زوجته أن يشكل هذا بداية لشفائه.

وفي روزويل بجورجيا، كانت جول هامريك، البالغة من العمر 62 عامًا، تجلس في الفناء الخلفي لمنزلها عندما لاحظت تشكّل حكّة في كاحلها نتيجة لدغة بعوضة.

وقالت هامريك: "كنت مثل أي شخص آخر سمع عن (فيروس) غرب النيل، (اعتقدت) أنّه إمّا سيكون مثل الأنفلونزا، أو مميتًا. وما من حل وسطي".

وأضافت: "لم تكن هناك قصة عمّا حدث لي".

وخضعت هامريك للعلاج الطبيعي لأعوام حتى تتعلم كيف تمشي مجددًا بعد إصابتها بعدوى نتيجة فيروس غرب النيل.

أُصيبت جول هامريك بفيروس غرب النيل بعد أن لدغتها بعوضة في فنائها الخلفي.Credit: Courtesy Jule Hamrick

وييغر، وبريتنغهام، وهامريك هم ثلاثة من حوالي ألف أمريكي يدخلون المستشفى سنويا بسبب أقسى حالات فيروس غرب النيل، وخلالها تغزو العدوى الدماغ والجهاز العصبي. 

ويتم تشخيص إصابة 1،500 شخص آخر كمعدل وسطي بهذا المرض الذي ينقله البعوض بعد المعاناة من مرض يشبه الأنفلونزا، مع حرارة، وطفح جلدي.

وقد لا تبدو هذه الأرقام كبيرة، لكن الخبراء يتفقون على أنّ الحالات المُبلغ عنها سنويًا، ويبلغ عددها 2،500 حالة تقريبًا، تمثل جزءًا صغيرًا من الصورة الأكبر.

وانتعش نشاط فيروس غرب النيل في وقتٍ أبكر من المعتاد هذا العام، ويشعر الخبراء بالقلق من أنّ ذلك قد يعني عامًا حافلًا بالنسبة للفيروس.

وقالت الدكتورة كريستي موراي، الأستاذة ونائبة الرئيس التنفيذي للأبحاث في جامعة "إيموري" في أتلانتا: "هناك الكثير من النشاط الذي يحدث في البلاد الآن".

وكان موراي جزءًا من فريق محققي الأمراض في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، الذي أرسل لدراسة مجموعة من حالات التهاب الدماغ الغامضة في مدينة نيويورك، عام 1999. 

وتبين أنّ هؤلاء المرضى شكلوا الحالات الأولى لفيروس غرب النيل في الولايات المتحدة.

وخلال السنوات الـ25 التي أمضتها موراي ومسؤولو الصحة العامة الآخرون في تتبع المرض، شهد هؤلاء الخبراء زيادة كبيرة في نشاط فيروس غرب النيل كل 10 سنوات تقريبًا.

وكانت آخر زيادة كبيرة في الحالات سجلت في عام 2012.

وترى موراي أنّنا على وشك أن نشهد تفشيًا للمرض.

ويمكن للحالات الخفيفة حتى، التي لا تُرصد، أن تكون عواقبها وخيمة.

وشرحت موراي: "حتى إن كانوا (المصابين) أصغر سنًا ويعانون من حالة أقل شدة، فقد رأينا بالفعل أنّه يمكنهم أن يصابوا بمشاكل عصبية مع مرور الوقت. وهو يشبه إلى حدٍ ما ما تراه مع فيروس كورونا طويل الأمد".

ومشاهدة المرضى وهم يعانون من أجل التعافي من إصاباتهم جعلت موراي تتساءل عمّا سيحدث للناجين بمرور الوقت.

وفي وقتٍ مبكر من حياتها المهنية، أطلقت الخبيرة "مجموعة هيوستن لفيروس غرب النيل" (Houston West Nile Cohort)، وهو مشروع لا تزال تديره حتى اليوم.

وتابع هذا السجل أكثر من 350 مشاركًا لمدة 15 عامًا بالحد الأدنى، ما يجعله أكبر مجموعة (وأطولها مدةً) من مرضى غرب النيل في الولايات المتحدة. 

ومعظم المعلومات الخاصة بفيروس غرب النيل المعروفة مصدرها الدراسات التي أُجريت على مسار شفائهم.

ويصاب حوالي 1 من كل 5 مصابين بالحرارة، وأعراض شبيهة بالأنفلونزا، ضمنًا الصداع، وألم العين، والإرهاق، وآلام العضلات، والمفاصل، وربما طفح جلدي. 

ويصاب حوالي 1 من كل 150 مصاب بمرضٍ عصبي قد يسبب تورم وتلف الدماغ، والوفاة.

ويموت مئة شخص تقريبًا شخص بسبب عدوى غرب النيل في الولايات المتحدة سنويًا.

توقف التقدم في اللقاحات والعلاجات

وعلى مر الأعوام، طوّر العلماء لقاحات مرشحة واعدة ضد فيروس غرب النيل.

وتمت الموافقة على استخدام العديد منها للخيول، التي قد تصاب أيضًا بمرض خطير بعد التقاط العدوى من البعوض، ولكن لا توجد جرعات متاحة لحماية الأشخاص.

وقالت الدكتورة إيرين ستابلز، عالمة الأوبئة الطبية بقسم الأمراض المنقولة بالنواقل في مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها،  إنّ بعض اللقاحات المرشحة للأشخاص قد تقدمت حتى المرحلة الثانية من التجارب البشرية، لكن لم تصل أي منها إلى دراسة المرحلة الثالثة الأكبر التي تُعتَبَر ضرورية للحصول على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وتقليديًا، تعتمد تجربة المرحلة الثالثة على تسجيل مجموعة كبيرة من الأشخاص، وإعطاء اللقاح لنصفهم، والدواء الوهمي للنصف الآخر، ومقارنة معدلات الإصابة بين المجموعتين.

ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بفيروس غرب النيل، ما يُصعِّب تنفيذ هذا النوع من الدراسات في الوقت المناسب.

وهناك تساؤلات حول السلامة أيضًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أمراض حشرات علاج وأدوية فيروسات بفیروس غرب النیل فیروس غرب النیل غرب النیل فی من العمر

إقرأ أيضاً:

الصحة: لم نرصد أي إصابة بفيروس جدري القرود

كشف الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، تفاصيل استعدادات وزارة الصحة لبداية العام الدراسي الجديد 2024-2025.

وقال حسام عبدالغفار خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود، ببرنامج «صالة التحرير»، والمذاع على قناة صدى البلد، إن الوزارة تعمل على رصد ومتابعة دورية تجنبا لانتشار أي مرض، كما أن هذه حالة الترصد من أهم العوامل التي تقوم بها الوزارة في بداية الدراسي الجديد، حفاظا على الطلاب.

وأوضح حسام عبدالغفار، أن مصر لم ترصد أي حالة مصابة بفيروس جدري القرود حتى الآن، والوضع آمن تماما ولا يوجد ما يثير القلق.

وأكمل: وزارة الصحة لديها العديد من المبادرات الرئاسية التي تولي اهتماما كبيرا بصحة الطلاب خاصة الفئات العمرية الصغيرة في المراحل الابتدائية.

وأطلق المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية يوم الجمعة خطة استجابة على مستوى القارة لتفشي mpox.

يأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع من إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض في 12 دولة أفريقية كحالة طوارئ عالمية.

وقال الدكتور جان كاسيا المدير العام لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا للصحفيين يوم الجمعة إن الميزانية المقدرة للخطة التي تستغرق ستة أشهر تبلغ حوالي 600 مليون دولار، مع تخصيص 55٪ للاستجابة لـ mpox في 14 دولة متضررة وتعزيز الاستعداد في 15 دولة أخرى.

يتم توجيه 45٪ الأخرى نحو الدعم التشغيلي والفني من خلال الشركاء، لم تعط المنظمة أي إشارة إلى من سيمولها، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.

قال كاسيا إن الخطة تركز على المراقبة والاختبارات المعملية والمشاركة المجتمعية، مؤكدًا على حقيقة أن اللقاحات ليست كافية لمكافحة تفشي المرض المنتشر.

وقالت المنظمة إنه منذ بداية عام 2024، كان هناك 5549 حالة مؤكدة من الإصابة بـ mpox في جميع أنحاء القارة، مع 643 حالة وفاة مرتبطة، وهو ما يمثل تصعيدًا حادًا في كل من الإصابات والوفيات مقارنة بالسنوات السابقة.

مقالات مشابهة

  • الهند تسجل أول حالة اشتباه للإصابة بفيروس جدري القردة
  • الهند تسجل أول حالة اشتباه بفيروس جدري القرود
  • موراي يجدد عقده بـ 208 ملايين يورو
  • مجموعة متحالفون التي تضم الولايات المتحدة وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تدعو لخفض تصعيد فوري بـ”مناطق حرجة” في السودان
  • الصحة: لم نرصد أي إصابة بفيروس جدري القرود
  • “صوت من لا صوت لهم: بين حكمة اللورد فاريس وواقع السودان المؤلم”..
  • حظر تجول في أمريكا بسبب فيروس قاتل
  • حظر تجوال وتحذير للسكان.. فيرمونت الأمريكية تستعد لمواجهة فيروس قاتل
  • دراسة تكشف أخطر أنواع الأطعمة التي تزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية
  • أوامر بولاية أميركية ثانية بالبقاء في المنزل بسبب فيروس قاتل