كيف أغضبت شخصية صبرا العرب والإسرائيليين من مارفل؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
تعرّضت "مارفل" لانتقادات حادة من داعمي القضية الفلسطينية والمؤيدين لإسرائيل على حد سواء، إثر إصدار الإعلان التشويقي لفيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" (Captain America: Brave New World) المنتظر أن يعرض في فبراير/شباط 2025.
وتسبب الإعلان بجدل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب شخصية "صبرا" التي من المنتظر أن تشارك في الفيلم بظهورها السينمائي الأول.
وتعود الحكاية إلى شخصية "صبرا" التي أثارت لغطا عام 2022، حين أعلنت "مارفل" عن ضمها لعالمها السينمائي، بعدما ظهرت في إحدى القصص المصورة عام 1980، واستمرت في الظهور في نحو 50 قصة، دون أن تصبح بطلة منفردة.
وتقدم القصص "صبرا" كبطلة إسرائيلية خارقة يحمل زيها ألوان علم إسرائيل وتتوسطه نجمة داود. وتعمل الشخصية عميلة لجهاز الموساد، وتؤدي عددا من المهام لصالح إسرائيل تتضمن القضاء على شخصيات عربية أو إسلامية.
وبعد الإعلان عن طرح الشخصية سينمائيا عام 2022، دعت جهات عدة لمقاطعة الفيلم الذي لم يبدأ إنتاجه حينها، خصوصا أن الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس -التي سبق لها التطوع في الجيش الإسرائيلي- ستؤدي شخصية "صبرا".
منها حساب "مقاطعة" على منصة "إكس" (تويتر سابقا) الذي نشر كاريكاتير لكارلوس لطوف تظهر فيه سيدة فلسطينية تضرب البطلة الخارقة صبرا بعصاها.
الأم الفلسطينية x سيدة الفصل العنصري "صابرا" في سلسلة مارفل
كاريكاتير: كارلوس لاتوف pic.twitter.com/BdaeLTnuk3
— مقاطعة (@Boycott4Pal) September 17, 2022
#مارفل تثير غضبًا واسعًا بعد إعلانها عن تصوير عميلة موساد إسرائيلية تحمل اسم "صبرا" في فيلم كابتن أمريكا الجديد pic.twitter.com/qcBdvC1IqL
— #القدس_ينتفض ???????? (@MyPalestine0) September 13, 2022
"روث بات سيراف" بدلا من "صبرا"وفيما بدا كأنه استجابة للانتقادات والضغوط، قررت "مارفل" تغيير بعض تفاصيل الشخصية التي استبدل اسمها بـ"روث بات سيراف" بدلا من "صبرا"، بعدما اتهم كثيرون الشركة بالاستخفاف بمجزرة مخيم "صبرا" التي وقعت عام 1982.
كما تغيرت بعض تفاصيل أخرى، فرغم بقائها إسرائيلية، فإنها باتت تعمل تحت مظلة منظمة الأرملة السوداء بدلا من الموساد الإسرائيلي.
ووصفت مارفل في بيانها الصحفي "روث بات سيراف" بأنها "مسؤولة حكومية رفيعة المستوى" في اختلاف واضح عن الشخصية في القصص المصورة، ويُلاحظ كذلك عدم ظهورها سوى في لقطتين فقط بالإعلان التشويقي، أحدهما وهي بغرفة التحقيق، وأخرى وهي تطلق الرصاص.
كما لم تظهر الممثلة شيرا هاس في مؤتمر "كوميك كون" هذا الشهر، والذي تُعلن فيه "مارفل" عن أحدث إصداراتها وتروج لها.
ورغم التغييرات التي أجرتها "مارفل"، فإن جهودها لم تفلح في إرضاء الطرفين -على ما يبدو- إذا لا يزال بعض النشطاء العرب مصرين على موقفهم من مقاطعة فيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" بسبب الشخصية، حتى وإن لم تعد تحمل اسم "صبرا"، ولم تعد تعمل مع الموساد الإسرائيلي.
فاستمرت التغريدات التي تنادي بمقاطعة الفيلم نتيجة لظهور شخصية إسرائيلية، مسلطين الضوء على "البروباغاندا" المرتبطة بها.
بما أن عالم مارفل ينهض من تحت الرماد فضروري نفتكر إن ديزني اللي معاها حقوق مارفل مقاطعة
ولو دا مش كفاية ففي مجندة في IOF موجودة في فيلم captain America الجديد
دا غير السوبر هيرو الإسرائيلية صبرا مجهولة المصير
يعني كل الطرق تؤدي إلى المقاطعة وانت وضميرك
— أسماء ???? (@Asmaafateem) July 28, 2024
على كل شخص فانز لمارفل أن يخجل من نفسه ويعلن مقاطعته لشركة مارفل وديزني الشركة الأم لها بعد أن يعرف من من هي شخصية صبرا وما هي البروباغاندا المرتبطة بها من خلال المصادر التالية
1https://t.co/uBWeCIgx8g
2https://t.co/uTiqKgLKRC
3https://t.co/ytGv4kpVrW#CaptainApartheid #Marvel
— فتون (@ftwn52810401) July 22, 2024
أما بعض المؤيدين لإسرائيل، فوجدوا في التغييرات التي أجرتها "مارفل" على الشخصية محوا لهويتها الحقيقية، بل "معاداة للسامية".
ووصفت مديرة تحرير صحيفة "جويش كرونيكال" كارين ديفيد التغييرات التي أجرتها "مارفل" بـ"الجبانة"، مشيرة إلى أنها "لن تحل شيئا"، واعتبرت أن هذه الخطوة من "مارفل" أغضبت اليهود، حيث اتهم أحد مؤرخي القصص المصورة شركة مارفل بـ"المحو اليهودي".
واتهم الكاتب سول صدقا عبر حسابه على "إكس" شركة "ديزني" بعودتها إلى "جذورها المعادية للسامية"، بمحوها تماما الهوية اليهودية لصبرا، "وخضوعها لمليارين من كارهي اليهود"، وسخر من عنوان الفيلم "عالم شجاع جديد" واصفا القائمين على العمل بـ"الجبن والعنصرية".
Disney has returned fully to its antisemitic roots, totally erasing the Jewish identity of Marvel super-Jew character Sabra (played by Shira Haas) so as not to offend the world's 2 billion Jew-haters.
The films ultra ironic title? "Brave New World"
Cowards and bigots. pic.twitter.com/PnOLY0fBMK
— Saul Sadka (@Saul_Sadka) July 15, 2024
أما المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية الإسرائيلية تامار شوارتسبارد، فاتهمت "مارفل" بدورها بأنها تلعب دور الشرير في هذه القصة.
Hey @Marvel, you're the villain in this story, erasing superhero Sabra's Jewish and Israeli identity.
There's a word for that. pic.twitter.com/W8cfzdkgaX
— Tamar Schwarzbard ???????? (@TSchwarzbard) July 16, 2024
واتهم حساب "أوقفوا معاداة السامية" "مارفل" بمعاداة السامية نتيجة لتجريد صبرا من هويتها الإسرائيلية معتبرا ذلك بسبب محاولة الأستوديو إرضاء كارهي اليهود.
صبرا.. قرار خاطئ منذ البداية؟تمتلك أستوديوهات مارفل حقوق العديد من الشخصيات التي يمكن إضافتها إلى أفلامها السينمائية، لكن موقع "فوكس" نقل عن الكاتب كينت ووستر تعليقه على استخدام "صبرا" في فيلم "مارفل" الجديد، "لا أعرف بماذا كان يفكر تنفيذيو عالم مارفل السينمائي عندما ظنوا أن إضافتها فكرة جيدة، يمتلئ عالم مارفل بالشخصيات مثل عالم دي سي، بعضهم يعود إلى الأربعينيات والخمسينيات، هناك عشرات الآلاف من قصص مارفل، وصبرا شخصية ثانوية نسبيا".
الأمر الذي أكده الكاتب طارق رؤوف في مقال نشره موقع "نيردست" قائلا "ليس سرا ميل مارفل لتقدير الجيش، لكن من الصعب أن نرى كيف يمكن لأي من تصرفات إسرائيل أن تصبح قصة فيلم ناجح ومسل، لا يوجد ما يمكن أن يغير من الجندي الإسرائيلي ليصبح بطلا نموذجيا".
ويعتبر "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" أول جزء من السلسلة الشهيرة التي توقفت بوفاة الشخصية الرئيسية "كابتن أميركا" (ستيف روجرز) في 2019.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تياترو الحكايات|علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
علامات فارقة في مسيرة المسرحوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
الفنان علي الكسارابتدع الفنان علي الكسار عام 1916 شخصية «عثمان عبدالباسط» البربرى النوبى، وهى شخصية رجل بسيط يحمل بعض المكر الطيب، وقد أضفى عليها «الكسار» جاذبية خاصة، وقد قدمها أولا من خلال فرقة «الأوبريت الشرقى» مع شريكه مصطفى أمين ثم من خلال فرقة «الأجواق الثلاث»، ومن بعدها فرقته مع «أمين صدقي التى اتخذ لها من مسرح «الماجستيك» مقرا دائما، وذلك حسبما ذكر المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة.
وقد ضمت فرقته نخبة من الفنانين ومن بينهم: رتيبة رشدى، حامد مرسى، زكية إبراهيم، جلبى فودة، محمد بهجت، عقيلة راتب.
ويذكر أن مساحة المنافسة قد اشتدت بين كل من «الكسار» و«الريحاني» فى تقديم مسرحيات «الفرانكوا آراب»، حيث قام «الكسار» بتقديم بعض العروض الاستعراضية ومن أهمها عروض «البربرى فى استكهولم»، «ليلة الحظ»، «البربرى حول الأرض»، وقد تفوق فى هذا المجال «الكسار» على ما يقدمه «الريحانى» باعتراف «الريحانى» نفسه.
وتقتضى الحقيقة أن نقرر أن لكل من المبدعين: أمين صدقى، وبديع خيرى دور كبير فى نجاح مسرح «الكسار»، حيث قدم أمين صدقي لفرقة «الكسار » مسرحيات مهمة وناجحة جماهيرية مثل: «القضية نمرة 14، عقبال عندكم، فلفل، لسه، مرحب، أحلاهم، راحت عليك، فهموه، اللى فيهم، بشائر السعد، شهر العسل، البربرى حول الأرض، البربرى فى الجيش، سوء تفاهم، دولة الحظ، الغجرية، عريس الهنا، حلال عليك، أنا لك وأنت لىّ».
كما أن المبدع بديع خيري كتب أيضا لفرقة «الكسار» عدة مسرحيات متميزة ومن بينها: «ابن الراجا، الوارث، حكيم الزمان، الحساب، بدر البدور، حلم والا علم، غاية المنى، الشيخ عثمان، أبو زعيزع، مافيش منها، ملكة الغابة، قاضى الغرام، خير إن شاء الله، بتاع الزيت، هانت يا بنت الإيه، الغول».
قدم «الريحانى» أول عروضه عام 1916 بكازينو «لآبيه دى روز»، وفى نفس العام قدمت فرقة «أحمد الشامى» عروضها بكازينو «دى باري»، والذى قدمت فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين وعلي الكسار عروضها عليه أيضا، فى حين قدمت فرقة «عمر وصفى» عروضها على مسرح «منيرفا» بشارع بولاق.
وخلال عام 1916 قدم «الريحانى» بعض عروضه أيضا على مسرح الرينسانس «سينما باتيه سابقا»، وذلك قبل أن ينتقل بعروضه إلى مسرحه الجديد «الإجيبسانة».
وقد قام الكسار وأمين صدقى بعد تكوين فرقتهما عام 1919 بتأجير محل «فاسولاكى» بشارع عماد الدين «الذى كان يقدم عروضا للأراجوز»، وافتتحا مكانه تياترو «الماجستيك».
انشق الكسار عن شريكه أمين صدقي، وكون فرقته المسرحية الخاصة بعنوان «على الكسار» وكان مدير إدارتها الخواجة كوستى حاجياناكس، ووكيل إدارتها حامد مرسى، وهى أول فرقة مسرحية كوميدية مصرية تبدأ موسمها التمثيلى 1925 – 1926، وقد افتتحت عملها بمسرحية «الطمبورة» بمسرح الماجستيك فى 8 أكتوبر 1925، تعريب حامد السيد، أزجال بديع خيرى، ألحان زكريا أحمد، أتبعها مسرحية «الخالة الأمريكانية» بمسرح الماجستيك فى 12 نوفمبر من العام نفسه، تعريب عن الإيطالية حامد السيد، وألحان زكريا أحمد، «28 يوم» عربها عن الفرنسية أحمد البابلى، حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، فى 17 يناير 1926، «أنوار» للمؤلف أحمد توفيق، فى 4 فبراير من العام نفسه، «آخر مودة» تعريب أحمد البابلى، فى 4 مارس.
فى حين قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات القديمة التى عرضت أيام جوق صدقى والكسار، من بينها: «ناظر الزراعة، عثمان حيخش دنيا، دولة الحظ، ايدك على جيبك، إمبراطور زفتى»، وأتبعها بمسرحية جديدة بعنوان «نادي السمر» اقتبسها من الفرنسية حامد السيد، أزجال بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، في 29 أبريل من العام نفسه، وكانت مسرحية «الكرنفال» آخر ما قدمته الفرقة فى هذا الموسم 1925 – 1926.