تعرّضت "مارفل" لانتقادات حادة من داعمي القضية الفلسطينية والمؤيدين لإسرائيل على حد سواء، إثر إصدار الإعلان التشويقي لفيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" (Captain America: Brave New World) المنتظر أن يعرض في فبراير/شباط 2025.

وتسبب الإعلان بجدل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب شخصية "صبرا" التي من المنتظر أن تشارك في الفيلم بظهورها السينمائي الأول.

"صبرا".. عميلة الموساد

وتعود الحكاية إلى شخصية "صبرا" التي أثارت لغطا عام 2022، حين أعلنت "مارفل" عن ضمها لعالمها السينمائي، بعدما ظهرت في إحدى القصص المصورة عام 1980، واستمرت في الظهور في نحو 50 قصة، دون أن تصبح بطلة منفردة.

وتقدم القصص "صبرا" كبطلة إسرائيلية خارقة يحمل زيها ألوان علم إسرائيل وتتوسطه نجمة داود. وتعمل الشخصية عميلة لجهاز الموساد، وتؤدي عددا من المهام لصالح إسرائيل تتضمن القضاء على شخصيات عربية أو إسلامية.

وبعد الإعلان عن طرح الشخصية سينمائيا عام 2022، دعت جهات عدة لمقاطعة الفيلم الذي لم يبدأ إنتاجه حينها، خصوصا أن الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس -التي سبق لها التطوع في الجيش الإسرائيلي- ستؤدي شخصية "صبرا".

منها حساب "مقاطعة" على منصة "إكس" (تويتر سابقا) الذي نشر كاريكاتير لكارلوس لطوف تظهر فيه سيدة فلسطينية تضرب البطلة الخارقة صبرا بعصاها.

الأم الفلسطينية x سيدة الفصل العنصري "صابرا" في سلسلة مارفل

كاريكاتير: كارلوس لاتوف pic.twitter.com/BdaeLTnuk3

— مقاطعة (@Boycott4Pal) September 17, 2022

#مارفل تثير غضبًا واسعًا بعد إعلانها عن تصوير عميلة موساد إسرائيلية تحمل اسم "صبرا" في فيلم كابتن أمريكا الجديد pic.twitter.com/qcBdvC1IqL

— #القدس_ينتفض ???????? (@MyPalestine0) September 13, 2022

"روث بات سيراف" بدلا من "صبرا"

وفيما بدا كأنه استجابة للانتقادات والضغوط، قررت "مارفل" تغيير بعض تفاصيل الشخصية التي استبدل اسمها بـ"روث بات سيراف" بدلا من "صبرا"، بعدما اتهم كثيرون الشركة بالاستخفاف بمجزرة مخيم "صبرا" التي وقعت عام 1982.

كما تغيرت بعض تفاصيل أخرى، فرغم بقائها إسرائيلية، فإنها باتت تعمل تحت مظلة منظمة الأرملة السوداء بدلا من الموساد الإسرائيلي.

ووصفت مارفل في بيانها الصحفي "روث بات سيراف" بأنها "مسؤولة حكومية رفيعة المستوى" في اختلاف واضح عن الشخصية في القصص المصورة، ويُلاحظ كذلك عدم ظهورها سوى في لقطتين فقط بالإعلان التشويقي، أحدهما وهي بغرفة التحقيق، وأخرى وهي تطلق الرصاص.

كما لم تظهر الممثلة شيرا هاس في مؤتمر "كوميك كون" هذا الشهر، والذي تُعلن فيه "مارفل" عن أحدث إصداراتها وتروج لها.

ورغم التغييرات التي أجرتها "مارفل"، فإن جهودها لم تفلح في إرضاء الطرفين -على ما يبدو- إذا لا يزال بعض النشطاء العرب مصرين على موقفهم من مقاطعة فيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" بسبب الشخصية، حتى وإن لم تعد تحمل اسم "صبرا"، ولم تعد تعمل مع الموساد الإسرائيلي.

فاستمرت التغريدات التي تنادي بمقاطعة الفيلم نتيجة لظهور شخصية إسرائيلية، مسلطين الضوء على "البروباغاندا" المرتبطة بها.

بما أن عالم مارفل ينهض من تحت الرماد فضروري نفتكر إن ديزني اللي معاها حقوق مارفل مقاطعة
ولو دا مش كفاية ففي مجندة في IOF موجودة في فيلم captain America الجديد
دا غير السوبر هيرو الإسرائيلية صبرا مجهولة المصير
يعني كل الطرق تؤدي إلى المقاطعة وانت وضميرك

— أسماء ???? (@Asmaafateem) July 28, 2024

على كل شخص فانز لمارفل أن يخجل من نفسه ويعلن مقاطعته لشركة مارفل وديزني الشركة الأم لها بعد أن يعرف من من هي شخصية صبرا وما هي البروباغاندا المرتبطة بها من خلال المصادر التالية
1https://t.co/uBWeCIgx8g
2https://t.co/uTiqKgLKRC
3https://t.co/ytGv4kpVrW#CaptainApartheid #Marvel

— فتون (@ftwn52810401) July 22, 2024

أما بعض المؤيدين لإسرائيل، فوجدوا في التغييرات التي أجرتها "مارفل" على الشخصية محوا لهويتها الحقيقية، بل "معاداة للسامية".

ووصفت مديرة تحرير صحيفة "جويش كرونيكال" كارين ديفيد التغييرات التي أجرتها "مارفل" بـ"الجبانة"، مشيرة إلى أنها "لن تحل شيئا"، واعتبرت أن هذه الخطوة من "مارفل" أغضبت اليهود، حيث اتهم أحد مؤرخي القصص المصورة شركة مارفل بـ"المحو اليهودي".

واتهم الكاتب سول صدقا عبر حسابه على "إكس" شركة "ديزني" بعودتها إلى "جذورها المعادية للسامية"، بمحوها تماما الهوية اليهودية لصبرا، "وخضوعها لمليارين من كارهي اليهود"، وسخر من عنوان الفيلم "عالم شجاع جديد" واصفا القائمين على العمل بـ"الجبن والعنصرية".

Disney has returned fully to its antisemitic roots, totally erasing the Jewish identity of Marvel super-Jew character Sabra (played by Shira Haas) so as not to offend the world's 2 billion Jew-haters.

The films ultra ironic title? "Brave New World"

Cowards and bigots. pic.twitter.com/PnOLY0fBMK

— Saul Sadka (@Saul_Sadka) July 15, 2024

أما المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية الإسرائيلية تامار شوارتسبارد، فاتهمت "مارفل" بدورها بأنها تلعب دور الشرير في هذه القصة.

Hey @Marvel, you're the villain in this story, erasing superhero Sabra's Jewish and Israeli identity.

There's a word for that. pic.twitter.com/W8cfzdkgaX

— Tamar Schwarzbard ???????? (@TSchwarzbard) July 16, 2024

واتهم حساب "أوقفوا معاداة السامية" "مارفل" بمعاداة السامية نتيجة لتجريد صبرا من هويتها الإسرائيلية معتبرا ذلك بسبب محاولة الأستوديو إرضاء كارهي اليهود.

صبرا.. قرار خاطئ منذ البداية؟

تمتلك أستوديوهات مارفل حقوق العديد من الشخصيات التي يمكن إضافتها إلى أفلامها السينمائية، لكن موقع "فوكس" نقل عن الكاتب كينت ووستر تعليقه على استخدام "صبرا" في فيلم "مارفل" الجديد، "لا أعرف بماذا كان يفكر تنفيذيو عالم مارفل السينمائي عندما ظنوا أن إضافتها فكرة جيدة، يمتلئ عالم مارفل بالشخصيات مثل عالم دي سي، بعضهم يعود إلى الأربعينيات والخمسينيات، هناك عشرات الآلاف من قصص مارفل، وصبرا شخصية ثانوية نسبيا".

الأمر الذي أكده الكاتب طارق رؤوف في مقال نشره موقع "نيردست" قائلا "ليس سرا ميل مارفل لتقدير الجيش، لكن من الصعب أن نرى كيف يمكن لأي من تصرفات إسرائيل أن تصبح قصة فيلم ناجح ومسل، لا يوجد ما يمكن أن يغير من الجندي الإسرائيلي ليصبح بطلا نموذجيا".

ويعتبر "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" أول جزء من السلسلة الشهيرة التي توقفت بوفاة الشخصية الرئيسية "كابتن أميركا" (ستيف روجرز) في 2019.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات pic twitter com

إقرأ أيضاً:

انتحال الشخصية والابتزاز والتشهير.. توعية طلاب القطيف بالجرائم المعلوماتية

أقامت الكلية التقنية بالقطيف ممثلة بوحدة الخدمات الإرشادية التابعة لوكالة شؤون المتدربين، برنامج ”التوعية الرقمية“، وذلك بتنظيم ورشة عمل للمتدربين بعنوان ”أنواع الجرائم المعلوماتية وعقوباتها“.
وقدّم الورشة المدرب أحمد التاجر رئيس قسم التدرب الإلكتروني ومصادر التدريب بالكلية، حيث بدأ الورشة بتعريف الوعي الرقمي، وهو القدرة على استخدام التكنولوجيا والأدوات الرقمية بطريقة مسؤولة وفعالة وأخلاقية، مؤكدًا للمتدربين أهمية أن يكون لديهم هذا الوعي حتى لا يقعوا فريسة سهلة للمتصيدين الرقميين.
أخبار متعلقة ورشة "صناعة التمور والدبس" بالقطيف تؤهل 25 مستفيدًا"نوادر".. مزاد نوعي يجذب هواة التراث الخليجي بالشرقيةوعرفّ المتدربين بالطريقة الصحيحة للدخول للمواقع والبوابات الإلكترونية، وخصوصًا الصفحات الرسمية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وكيفية الاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها هذه المواقع، ومن أهمها الدخول على نظام رايات والذي يقدم للمتدربين كل ما يحتاجوه من خدمات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتحال الشخصية والابتزاز والتشهير.. توعية طلاب القطيف بالجرائم المعلوماتيةحماية رقميةوقدم التاجر، بعض النصائح والتوصيات للمتدربين، فيما يتعلق بالحماية الرقمية، مثل عدم النقر على الروابط والمرفقات في البريد الإلكتروني، وعدم تنزيل المرفقات من مرسل مجهول، واختيار كلمات مرور قوية ومعقدة، وحفظ نسخ احتياطية للبيانات بشكل يومي من جهاز الكمبيوتر، وأيضًا الحفظ المزدوج في مكانين منفصلين، والالتزام بالتحديثات لمختلف البرامج المعلوماتية ولنظام التشغيل.
وتطرق لأنواع الجرائم المعلوماتية وعقوباتها المشددة، والتي تصل للسجن عدة سنوات وغرامات مالية كبيرة جدًا، وذلك حسب ما جاء في نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر من مجلس الوزراء؛ بهدف التوعية بمخاطر الجرائم المعلوماتية، وإساءة استخدام خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، لاسيما وأنها باتت تنتشر بشكل ملفت على منصات الإنترنت.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتحال الشخصية والابتزاز والتشهير.. توعية طلاب القطيف بالجرائم المعلوماتية
وتناول كذلك تزويد المتدربين بالمعرفة الضرورية عند استخدام التقنية، والتعريف بالإجراءات الوقائية الكفيلة بحماية المستخدم من الوقوع ضحية لأي جريمة معلوماتية، والتعريف بالجهات الرسمية التي يجب التواصل معها عند التعرض لإحدى هذه الجرائم.مكافحة الجرائم المعلوماتيةبالإضافة لإيضاح آليات الشكوى لمن يقعون ضحية لمثل هذا النوع من الجرائم عند التعامل مع خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي من أبرزها: انتحال الشخصية والتشهير والابتزاز وتسريب الخطابات السرية ونشرها وتحميل البرامج غير الموثوقة واختراق المواقع الالكترونية والاحتيال والتغريدات المحرضة والمسيئة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتحال الشخصية والابتزاز والتشهير.. توعية طلاب القطيف بالجرائم المعلوماتية
وأكد التاجر، دور المتدرب في مكافحة الجرائم المعلوماتية، انطلاقًا من مدى الوعي الذي يحمله، حيث بإمكانه القيام بعدة أمور في هذا المجال، مثل الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، وعدم المساهمة بأي شكل من الأشكال بدعم أو الترويج لأية أنشطة أو آراء غير موثقة المصدر، وعدم التعامل الإلكتروني أو منح البيانات الشخصية أو أي معلومات حساسة لأي جهات غير رسمية.
وختم الورشة بالحديث عن أهم أدوات الإبلاغ عن الجرائم المعلوماتية مثل تقديم البلاغات لدى أقرب مركز للشرطة أو عن طريق تطبيق كلنا أمن على الأجهزة الذكية أو من خلال البوابة الالكترونية لوزارة الداخلية «أبشر».

مقالات مشابهة

  • القانونية النيابية تؤكد وصول العديد من التعديلات على قانون الأحوال الشخصية: نعمل على انضاجه
  • إسرائيل: الوثائق الملفقة أغضبت قادة أجهزة أمنية وقد تزيد حدة التوتر
  • حقائق.. تعديل قانون الأحوال الشخصية يثير ثورة نسائية
  • ضاحي خلفان الشخصية الرائدة بمجال العمل الاجتماعي على مستوى دول مجلس التعاون 2024
  • سقوط المتهم بسرقة المتعلقات الشخصية من المواطنين
  • تغريم مرتضي منصور بتهمة سب وقذف كابتن محمود الخطيب وآخرين
  • الأسطورة.. صحفي بلغاري كانت فلسطين قضيته الشخصية (بورتريه)
  • انطلاق تظاهرة مؤيدة لتعديل قانون الأحوال الشخصية في بغداد (فيديو)
  • انتحال الشخصية والابتزاز والتشهير.. توعية طلاب القطيف بالجرائم المعلوماتية
  • حال هجر الزوج.. قانون الأحوال الشخصية يكفل نفقة علاج الزوجة المريضة