قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية رون بن يشاي، اليوم الأربعاء، إن عمليتي الاغتيال التي استهدفت القائد الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، هما تحدٍ مباشر لإيران ولاستراتيجية الوكلاء التي تتبعها.

وأضاف بن يشاي في مقال نشرته الصحيفة، أن "إسرائيل أوضحت أنها مستعدة لخوض حرب شاملة، لكن الآن على الإيرانيين أن يقرروا"، موضحا أن "تل أبيب تجبر القيادة الإيرانية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيخوضون حربا مباشرة وشاملة مع إسرائيل، أو يختارون تهدئة الوضع تدريجيا".



وتابع: "إسرائيل تقول لإيران ووكلائها إنه إذا لم يتوقفوا، فإنها لن تتردد في الذهاب إلى حرب شاملة ليس فقط مع حزب الله وحماس والحوثيين، ولكن أيضا مع إيران".

وشدد على ضرورة استعداد تل أبيب للحرب الشاملة، والتي ستكون فيها الجبهة الداخلية هي الجبهة الرئيسية، وستتعرض لهجمات صاروخية من جميع الأنواع، جنبا إلى جنب مع الطائرات المسيرة المفخخة، التي ستُطلق ليس من لبنان واليمن، ولكن بشكل أساسي من إيران.

وذكر أن المسؤولين الإسرائيليين يعلمون أن هذه المرحلة هي الأخيرة في الانحدار نحو حرب إقليمية، ويرغبون في اختبار فرضية أن طهران لا تريد الآن حربا إقليمية ستجرها إلى مواجهة مع الولايات المتحدة.



وأكد أن الإيرانيين في حالة من عدم اليقين، ويواجهون معضلة ليست سهلة في الوقت الحالي، مستدركا: "على العكس من ذلك يبدو أن إسرائيل من خلال عمليتي الاغتيال، أوضحت لقيادة محور المقاومة في طهران أنها مستعدة لحرب شاملة، لوجستيا ومعنويا، رغم أنها لا ترغب فيها".

وأردف قائلا: "على الإيرانيين أن يقرروا الآن (..)، لا يريدون حاليا حربا إقليمية، ولا حتى حربا محدودة جغرافية، لكنها قوية عسكريا مع إسرائيل، ويفضلون أن تحدث حرب كهذه عندما يكون لإيران سلاح نووي جاهز، وعندها ستحظى هي ووكلائها بحصانة مثل كوريا الشمالية التي تتحدى أمريكا وجارتها كوريا الجنوبية".

ولفت إلى أن إيران تعلم أنه عندما يكون لديها سلاح نووي، فإن الولايات المتحدة لن تسارع إلى مساعدة تل أبيب، مضيفا أنه "صحيح أن إيران حاليا دولة على حافة النووية، لأنها تستطيع إنتاج مادة انشطارية لقنبلة واحدة على الأقل خلال أسبوع إلى عشرة أيام من اليورانيوم المخصب، لكن آلية القنبلة أي الجهاز الانفجاري النووية، وخصوصا ذلك الذي يمكن تركيبه على صاروخ، لن يكون جاهزا في غضون سنة إلى سنة ونصف على الأقل".

وبحسب تقدير المحلل الإسرائيلي، فإن التوقيت الحالي لحرب شاملة بالنسبة لإيران ليس مناسبا، وتفضل أن يستمر الحوثيون وحزب الله في ضرب تل أبيب وإرهاقها، منوها إلى أن الوضع كان حتى يوم أمس مثاليا من وجهة نظر طهران، لكن اليوم بات الخيار صعبا، فهل يقبل خامنئي التحدي الذي طرحه إسرائيل ويذهب إلى الحرب ضدها، أم يقرر التراجع والاكتفاء برد محدود ومدروس على الإهانة التي لحقت به باغتيال هنية.

ولفت إلى أنه من وجهة نظر النظام الإيراني فإن اغتيال هنية أثناء احتفالات تنصيب الرئيس الإيراني الجديد هي إهانة للنظام، وإثبات بأنه ضعيف وقابل للاختراق، وهذا هو تقريبا الأمر الأكثر خوفا من القيادة الإيرانية، أن يدرك الناس ضعف النظام وربما يثورون.

وأشار إلى أنه "من ناحية أخرى، إذا قررت إيران مهاجمة إسرائيل ولم تحقق العملية أهدافها، فستكون هذه إشارة ضعف أخرى للنظام الإيراني. لذا، سيتعين على خامنئي، وأعضاء الحرس الثوري، والآيات الله المحافظين التفكير ملياً في الأمر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب الله هنية حرب شاملة الإيرانيين إيران هنية حزب الله الاحتلال حرب شاملة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب شاملة تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • ليست إسرائيل.. رواية مغايرة حول الجهة المسؤولة عن اغتيال نصر الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [152]
  • سفير مصر السابق بإسرائيل: تل أبيب تسعى لإفشال المفاوضات
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • بزشكيان: إيران تواجه حرباً شاملةً مع العدو الأمريكي
  • بزشكيان: نخوض حرباً شاملة مع أمريكا وملتزمون بعدم مفاوضتها
  • الرئيس الإيراني: نعيش حربا شاملة مع العدو ولدينا خطط لمواجهة العقوبات