صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-08@23:51:40 GMT

مباحثات أم مفاوضات!!

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

مباحثات أم مفاوضات!!

أطياف

طيف أول:

لوطن أمروا حكامه بحرقه، فحفروا له الخندق ليلقوا فيه الجسد..

لكنه

وقف سلاما بلا احتراق!!

وكان لا بد أن تعود الحكومة لرشدها من ضلال الحرب والدمار، وتنظر إلى ما خلف الصراع الأرعن من خراب، في معركة لا كرامة فيها لا للوطن ولا للشعبة، حصادها أعلى نسبة لجوء في العالم مع قتل وتشريد الآلاف من أبناء السودان، أوجاعها لا تحصى ولا تعد فيكفي أنها خلقت وضعا إنسانيا سيئا، وخلّفت دمارا اقتصاديا مزريا، وصنعت فراغا سياسيا عريضا، وضربت النسيج الاجتماعي ضربا مُحزنا، وقطعت أواصر المحبة بين الناس قطعا جائرا فأين كرامة الشعب في هذا الفقد العظيم!!

ومع هذا وجد قرار الخارجية قبولها للتفاوض وسط المواطنين ترحيبا طيبا جلب قسطا جديدا من التفاؤل والأمل لشعب تقلصت أحلامه للحد الذي بات يتمنى فيه معانقة جدار بيته، ولو يضع رأسه على البلاط!!

والخارجية السودانية توافق على الدعوة الأمريكية لمباحثات السلام في سويسرا الطريق الذي لا هروب منه إلا إليه.

لطالما أن الحرب كانت متاهة ظلم وظلام.

وتعود موافقة الحكومة لحصارها الذي فرضه عليها المجتمع الدولي، والذي وضع على كتفها مسؤولية انهيار الوضع الإنساني الذي تمر به البلاد المسؤولية التي لها عقابها وعواقبها.

وأمريكا لم تقدم دعوتها كسابقاتها بلطف فمنذ أن هاتف بلينكن البرهان من مكتب بايدن قبل أكثر من شهر تحدثنا أن المكالمة جاءت لتخبر الجنرال. أما التفاوض أو التدخل العسكري وله أن يختار، وأن الإدارة الأمريكية ستستخدم كل السبل المتاحة لإنقاذ السودان من حربه التي خلفت أكبر كارثة لجوء ونزوح ومجاعة في العالم لتحرز الحكومة الأمريكية هدفا قبل دخولها الانتخابات

وأيضا كان للخلافات الإسلامية العسكرية دور كبير في إضعاف الصوت الرافض للتفاوض، وجعلت خيار القبول يرجح على الرفض داخل المؤسسة العسكرية.

وصمتت الخارجية أكثر من أسبوع، دون أن تعلق على دعوة الخارجية ولأن (السكات رضا) خرجت بالأمس بالموافقة.

ولكن قدمت الخارجية عدداً من الاستفسارات لوزارة الخارجية الأمريكية كشفت عن ضعف الخبرة السياسية والدبلوماسية.

فغريب أن تسأل إإن كانت مباحثات سويسرا بديلاً لجدة..

ومعلوم أن جنيف ستناقش الوضع الإنساني الكارثي في مباحثات تنفيذها بجانب أمريكا المملكة العربية السعودية أي أنها عمل تقوم به (دولتي الوساطة) في الوقت الذي حجزت فيه المباحثات لكل الدول الأخرى مقعد مراقب عدا السعودية فهي شريك أصيل، وهذا يكشف أن جنيف هي امتداد لجدة، ستبحث قضية فتح الممرات الإنسانية؛ وبهذا ستنفذ آخر مطلب رفعت لأجله مفاوضات جدة لذلك وبلا شك هي الطريق الذي يمهد للتوقيع على ورقة الاتفاق النهائي بالسعودية.

ولهذا سميت مباحثات، وليست مفاوضات لأنها تبحث فقط قضايا الوضع الإنساني الذي لن يكون هناك اتفاق على وقف النار دون حسمه.

لذلك أن الفرق بين هذه وتلك ما هو إلا جغرافيا المكان، وستعود بعدها جدة إلى المشهد من جديد

أما الاستفسار الآخر للخارجية السودانية من الجانب الأمريكي جاء، حول معرفة سبب مخاطبة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بقائد الجيش دون رئيس مجلس السيادة!!

وهذا أيضا سؤال أعرج فأمريكا منذ بداية الحرب لم تخاطب البرهان إلا بقائد الجيش؛ لأنها لا تعترف بحكومة بورتسودان.

ومن قبل تحدثنا أن الحكومة السودانية التي ترفض منبر جدة ستأتي يوما ما، وتبحث عنه وبالفعل قالتها الخارجية لا بد أن تكون جدة أساس التفاوض!!

وقلق الخارجية يأتي فقط من خوفها أن تأتي سويسرا بنصوص جديدة أو اتفاق قد يحمل ملامح أكثر قساوة عليها من اتفاق جدة، فقديم معروف خير من جديد مجهول.

طيف أخير

قال التوم هجو للبرهان كيف لك أن لا تصحبنا في مباحثات السلام ونحن الذين قاتلنا معك.

والتوم هنا يسأل ويجيب على نفسه

وهذا لسان حال كل الذين دعموا الحرب.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

مفاوضات غزة - العقبات قد تؤخر وقف الحرب إلى ما بعد نهاية رئاسة "بايدن"

نقلت شبكة سي إن إن الأميركية، اليوم الأحد، عن مسؤولين قولهم إن المفاوضات بشأن غزة تواجه عقبات ربما تؤخر وقف الحرب إلى ما بعد نهاية رئاسة جو بايدن.

وبحسب المسؤولين، فإن عقبات المفاوضات بشأن غزة أثارت شكوك البيت الأبيض حول نهاية الحرب قبل نهاية رئاسة بايدن.

ونقلت سي إن إن عن ديمقراطي مقرب من البيت الأبيض، أن بايدن أصبح مهووسا بقضية "الرهائن" ووقف إطلاق النار بغزة مؤخرا.

تغطية متواصلة على قناة وكالة سوا الإخبارية في تليجرام

اقرأ أيضا/ رئيسا الاستخبارات الأميركية والبريطانية يطلقان نداء مشتركا بشأن غـزة

ومن جانبه، قال مسؤول أميركي: ليس من الواضح تأثير حجب الأسلحة عن إسرائيل على سلوك حكومة تضم بن غفير وسموتريتش.

وأطلق رئيسا الاستخبارات الخارجية الأميركية والبريطانية، اليوم الأحد، نداء مشتركا، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف الحرب المستمرة منذ 337 يومًا.

وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميريكية، وليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات البريطاني، ريتشارد مور، إنهما "يعملان بلا كلل" من أجل وقف إطلاق النار في غزة مستخدمين "بيانًا عامًا مشتركًا" وُصف بأنه "نادر".

ونقلت "أسوشيتد برس" عن بيرنز، ومور، قولها إن وكالتيهما "استغلتا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد".

وفي سياق متصل، قالت القناة 13 الإسرائيلية ، مساء أمس، إن فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل و حماس  ضئيلة للغاية.

وبحسب القناة، فقد جرت الليلة الماضية جلسة نقاش أمنية مصغرة مع رئيس الوزراء  بنيامين نتنياهو  ، وخلص الى أن فرص التوصل لاتفاق مع حركة حماس ضئيلة للغاية.

وأضافت القناة :" كان هناك تشاؤون كبير ، وتم الاستنتاج أن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة وعلى إسرائيل أن تدرس خطتها لمواصلة الهجمات في الشمال والجنوب.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • من بورتسودان.. الصحة العالمية تعلن حصيلة هائلة لقتلى الحرب السودانية
  • الحكومة السودانية ترفض قوة تدخل اقترحتها بعثة حقوق الانسان ويتهمها بالتسيس  
  • تراجع الذهنية السودانية خلال الحرب !
  • الحكومة السودانية ترفض تقريرا لبعثة الأمم المتحدة وتصفه بالمسيس
  • مدير «الصحة العالمية» يبدأ مباحثات مع مسؤولين سودانيين ويعد بتقديم الدعم
  • الخارجية السودانية: بعثة تقصي الحقائق تتماهى مع تحركات يشهدها مجلس الأمن
  • بيان ساخن من الخارجية السودانية واتهامات لبعثة تقصي الحقائق بعد دعوة لنشر قوة دولية محايدة في السودان
  • إعلام أمريكي: مفاوضات غزة تواجه عقبات قد تؤخر وقف الحرب حتى نهاية رئاسة بايدن
  • مفاوضات غزة - العقبات قد تؤخر وقف الحرب إلى ما بعد نهاية رئاسة "بايدن"
  • وثيقة سرية تكشف خطة حماس في مفاوضات صفقة الرهائن