صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-07@16:28:46 GMT

مباحثات أم مفاوضات!!

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

مباحثات أم مفاوضات!!

أطياف

طيف أول:

لوطن أمروا حكامه بحرقه، فحفروا له الخندق ليلقوا فيه الجسد..

لكنه

وقف سلاما بلا احتراق!!

وكان لا بد أن تعود الحكومة لرشدها من ضلال الحرب والدمار، وتنظر إلى ما خلف الصراع الأرعن من خراب، في معركة لا كرامة فيها لا للوطن ولا للشعبة، حصادها أعلى نسبة لجوء في العالم مع قتل وتشريد الآلاف من أبناء السودان، أوجاعها لا تحصى ولا تعد فيكفي أنها خلقت وضعا إنسانيا سيئا، وخلّفت دمارا اقتصاديا مزريا، وصنعت فراغا سياسيا عريضا، وضربت النسيج الاجتماعي ضربا مُحزنا، وقطعت أواصر المحبة بين الناس قطعا جائرا فأين كرامة الشعب في هذا الفقد العظيم!!

ومع هذا وجد قرار الخارجية قبولها للتفاوض وسط المواطنين ترحيبا طيبا جلب قسطا جديدا من التفاؤل والأمل لشعب تقلصت أحلامه للحد الذي بات يتمنى فيه معانقة جدار بيته، ولو يضع رأسه على البلاط!!

والخارجية السودانية توافق على الدعوة الأمريكية لمباحثات السلام في سويسرا الطريق الذي لا هروب منه إلا إليه.

لطالما أن الحرب كانت متاهة ظلم وظلام.

وتعود موافقة الحكومة لحصارها الذي فرضه عليها المجتمع الدولي، والذي وضع على كتفها مسؤولية انهيار الوضع الإنساني الذي تمر به البلاد المسؤولية التي لها عقابها وعواقبها.

وأمريكا لم تقدم دعوتها كسابقاتها بلطف فمنذ أن هاتف بلينكن البرهان من مكتب بايدن قبل أكثر من شهر تحدثنا أن المكالمة جاءت لتخبر الجنرال. أما التفاوض أو التدخل العسكري وله أن يختار، وأن الإدارة الأمريكية ستستخدم كل السبل المتاحة لإنقاذ السودان من حربه التي خلفت أكبر كارثة لجوء ونزوح ومجاعة في العالم لتحرز الحكومة الأمريكية هدفا قبل دخولها الانتخابات

وأيضا كان للخلافات الإسلامية العسكرية دور كبير في إضعاف الصوت الرافض للتفاوض، وجعلت خيار القبول يرجح على الرفض داخل المؤسسة العسكرية.

وصمتت الخارجية أكثر من أسبوع، دون أن تعلق على دعوة الخارجية ولأن (السكات رضا) خرجت بالأمس بالموافقة.

ولكن قدمت الخارجية عدداً من الاستفسارات لوزارة الخارجية الأمريكية كشفت عن ضعف الخبرة السياسية والدبلوماسية.

فغريب أن تسأل إإن كانت مباحثات سويسرا بديلاً لجدة..

ومعلوم أن جنيف ستناقش الوضع الإنساني الكارثي في مباحثات تنفيذها بجانب أمريكا المملكة العربية السعودية أي أنها عمل تقوم به (دولتي الوساطة) في الوقت الذي حجزت فيه المباحثات لكل الدول الأخرى مقعد مراقب عدا السعودية فهي شريك أصيل، وهذا يكشف أن جنيف هي امتداد لجدة، ستبحث قضية فتح الممرات الإنسانية؛ وبهذا ستنفذ آخر مطلب رفعت لأجله مفاوضات جدة لذلك وبلا شك هي الطريق الذي يمهد للتوقيع على ورقة الاتفاق النهائي بالسعودية.

ولهذا سميت مباحثات، وليست مفاوضات لأنها تبحث فقط قضايا الوضع الإنساني الذي لن يكون هناك اتفاق على وقف النار دون حسمه.

لذلك أن الفرق بين هذه وتلك ما هو إلا جغرافيا المكان، وستعود بعدها جدة إلى المشهد من جديد

أما الاستفسار الآخر للخارجية السودانية من الجانب الأمريكي جاء، حول معرفة سبب مخاطبة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بقائد الجيش دون رئيس مجلس السيادة!!

وهذا أيضا سؤال أعرج فأمريكا منذ بداية الحرب لم تخاطب البرهان إلا بقائد الجيش؛ لأنها لا تعترف بحكومة بورتسودان.

ومن قبل تحدثنا أن الحكومة السودانية التي ترفض منبر جدة ستأتي يوما ما، وتبحث عنه وبالفعل قالتها الخارجية لا بد أن تكون جدة أساس التفاوض!!

وقلق الخارجية يأتي فقط من خوفها أن تأتي سويسرا بنصوص جديدة أو اتفاق قد يحمل ملامح أكثر قساوة عليها من اتفاق جدة، فقديم معروف خير من جديد مجهول.

طيف أخير

قال التوم هجو للبرهان كيف لك أن لا تصحبنا في مباحثات السلام ونحن الذين قاتلنا معك.

والتوم هنا يسأل ويجيب على نفسه

وهذا لسان حال كل الذين دعموا الحرب.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: العقوبات الأمريكية الجديدة غير شرعية وغير مبررة

الثورة نت/..

أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، العقوبات الأمريكية الجديدة ضد بلاده.. مؤكداً أنها مناقضة لمعايير القانون الدولي.

وبحسب ما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية، اليوم الجمعة، اعتبر بقائي إجراء واشنطن بحق مجموعة من الكيانات الطبيعية والاعتبارية الإيرانية بزعم دورها في بيع النفط الخام الإيراني، “خطوةً غير مبرّرة وغير شرعية على الإطلاق”.. مُشيراً إلى أنه يخالف القواعد والمعايير الدولية.

كما أكّد بقائي أنّ “إيران تحمّل أمريكا المسؤوليّة الكاملة عن عواقب مثل هذه الإجراءات الأحادية والمتغطرسة”.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الخميس، عن فرض عقوبات مالية، هي الأولى منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً، تستهدف “شبكة دولية” متهمة بنقل النفط الإيراني إلى الصين بزعم تمويل أنشطة طهران العسكرية.

كما أعلن ترامب الثلاثاء، أنه يعتزم استئناف سياسة “الضغوط القصوى” على إيران بسبب مزاعم عن محاولة طهران تطوير أسلحة نووية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: العقوبات الأمريكية الجديدة غير شرعية وغير مبررة
  • ما الذي كشفه غالانت عن خطة هجوم البيجر وتداعيات الحرب في غزة؟
  • مسؤول أوكراني يكشف عن تفاصيل مباحثات مع مبعوث ترامب
  • الخارجية الإيرانية ترد على قرار الإدارة الأمريكية ببيع النفط الخام
  • الخارجية الأمريكية: نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة سيكون مؤقتا
  • القوى المدنية السودانية – أي رؤية للتعامل مع الإدارة الأمريكية؟
  • الحكومة الأمريكية تقدم عروضا للمغادرة الطوعية لموظفي وكالات مخابراتها
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • مباحثات مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية حول سبل النهوض بالقطاع ‏الصحي ‏