مكتب الإرشاد في البيضاء ينظم ندوة ثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
الثورة نت| محمد المشخر
نظم مكتب الإرشاد ووحدة العلماء بمحافظة البيضاء اليوم، ندوة ثقافية بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد حليف القران الامام زيد بن علي عليهما السلام للعام الحالي ١٤٤٦هجرية وتحت شعار”بصيرة وجهاد”
وتطرقت محاور الندوة أهمية إحياء هذه الذكرى للاستفادة من مناقب الإمام زيد عليه السلام ووقوفه ضد الظلم والطغيان وانحراف الأمة عن الحق والوقوف بوجه الطغاة والمستكبرين من خلال الحشد المستمر والجهوزية والتعبئة الكاملة وانتصاراً لقضايا الأمة وفي مقدمتها ودولة فلسطين.
واستعرضت محاور الندوة سيرة الإمام زيد عليه السلام والأسباب التي أدت إلى خروجه لمواجهة الطاغية هشام بن عبدالملك واستشعاره المسؤولية في تصحيح مسار الإسلام.
وفي الندوة استعرض مسؤول التعبئة العامة بمديرية الزاهر زكريا الشامي، نهج الإمام زيد بن علي عليهما السلام في إحياء قيم الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع تعاليم القرآن ومبادئه العظيمة.
ولفت إلى أهمية الثورة التي عكست المواقف الصادقة في مواجهة الاستبداد والغطرسة، وتصحيح مسار الأمة على علم وبصيرة.
وأكد، أن ثورة الإمام زيد بن علي تعد امتدادا لثورة جده الإمام الحسين الذي تحرك لمواجهة الظلم والجور الذي لحق بالأمة.
فيما تطرق الناشط الثقافي بالمحافظة سجاد السيد، إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد كمحطة ثورية يستلهم منها الجميع الدروس والعبر للتحرك نحو تصحيح مسار الأمة ومواجهة المفاهيم والأفكار المغلوطة وإعادة بناء الأمة لمواجهة الأخطار والتحديات.
وبين السيد، مقارنة بين طغاة ذلك العصر وطغاة اليوم أمريكا وإسرائيل وأهمية استلهام الدروس والعبر من شخصية حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام في التصدي لقوى الطاغوت و الاستكبار العالمي ونصرة الأشقاء في غزة.
واستعرض، الدروس المستفادة من حياة الإمام زيد بن علي عليهما السلام وطبيعة المرحلة التي تحرك فيها لإصلاح وضع الأمة بعد حالة الانحراف عن المسار الصحيح الذي جسده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وفق كتاب الله الكريم.. مؤكدا أهمية استلهام الدروس والعبر من حياة الإمام زيد بن علي عليهما السلام ،ومن ثورته لتصحيح مسار الأُمة.
تخللت الندوة، قصيده الشاعر كربلاء الفقير وعدد الفقرات الفنية في محافظة البيضاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام الإمام زید علیه السلام الإمام زید بن علی
إقرأ أيضاً:
رحيل بابا الإنسانية.. علاقته بشيخ الأزهر صنعت جسورًا من السلام والتسامح
أعلن الفاتيكان منذ قليل وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد رحلة مليئة بالعطاء الروحي والإنساني، خاض فيها مسيرة نادرة في الحوار والتقارب بين الأديان، خصوصًا علاقته الاستثنائية التي نسجها مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتي اعتُبرت واحدة من أعمق الروابط بين رمزين دينيين في التاريخ المعاصر.
علاقة البابا فرانسيس وشيخ الأزهر
العلاقة بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية أو عبارات دبلوماسية، بل كانت تجسيدًا حيًا لفكرة الأخوة الإنسانية، التي ترجمها الطرفان إلى مواقف ومبادرات حقيقية، في عالم يموج بالصراعات والكراهية.
بدأت فصول هذه العلاقة في مارس 2013، عندما بادر الإمام الأكبر بتهنئة البابا فرنسيس فور تنصيبه، وهي خطوة كسرت جليدًا دام سنوات بين الأزهر والفاتيكان، مؤكّدًا أن عودة العلاقات مرهونة باحترام متبادل وتقدير صادق للإسلام والمسلمين.
وسرعان ما لقيت هذه الخطوة تجاوبًا من البابا، الذي كان قد صرّح عقب تنصيبه بأيام بأهمية الحوار مع الإسلام، معتبرًا أن لا سلام في العالم دون جسور تواصل بين الأديان.
وبالفعل، أُعيد تفعيل لجنة الحوار بين المؤسستين في 2014، وتم الإعلان رسميًا عن استئناف التعاون بين الجانبين.
اللقاء التاريخي الأول
ثم جاء اللقاء التاريخي الأول في مايو 2016، عندما استقبل البابا فرنسيس الإمام الطيب في الفاتيكان، وهو اللقاء الذي وصفه البابا نفسه بأنه "رسالة في حد ذاته".
ومن هناك بدأت سلسلة لقاءات حافلة بالود والتفاهم العميق، امتدت من القاهرة إلى روما، ومن قاعات المؤتمرات إلى الموائد الخاصة، حيث شارك البابا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام في 2017، وعانق الإمام الطيب أمام أنظار العالم، في مشهد تصدّر عناوين الصحف العالمية.
وثيقة الأخوة الإنسانية
لم تكن العلاقة مجرد لقاءات، بل شراكة فكرية وروحية حقيقية، أسفرت عن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019، والتي مثلت إعلان نوايا عالمي من أجل ترسيخ ثقافة السلام، ومواجهة التطرف والكراهية، والدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصًا الفقراء والمهمشين.
تميز كلا الرمزين بتواضعهما وزهدهما، وبمواقف إنسانية تتجاوز حدود الدين والمذهب، وهو ما جعل العلاقة بينهما تُضرب بها الأمثال، بوصفها نموذجًا نادرًا في التلاقي الفكري والإيماني بين قيادتين دينيتين من أكبر ديانات الأرض.
ورغم اختلاف العقائد والمسارات، إلا أن الإمام الطيب والبابا فرنسيس تقاطعا في لحظة نادرة من تاريخ الإنسانية، لحظة اتفق فيها رمزان دينيان على أن الدين لا يمكن أن يكون أبدًا مصدرًا للكراهية، بل هو جسر للرحمة والعدل.
هذا التفاهم لم يكن سهلًا، بل كان ثمرة سنوات من الجهد والإرادة الحقيقية التي قادها الاثنان في مواجهة موجات العنف والتشدد باسم الدين.
سبب اختيار البابا فرانسيس هذا الإسم لنفسه
البابا فرنسيس، الذي اختار اسمه تيمنًا بالقديس فرانسيس الأسيزي، ظل حتى لحظاته الأخيرة وفيًا لخطّه الإنساني الداعم للفقراء واللاجئين والمستضعفين، مؤمنًا بأن الكنيسة يجب أن تكون ملجأ للجميع، لا منبرًا للفصل والإقصاء.
وبهذا النهج، اقترب قلبًا من قلب الإمام الطيب، الذي طالما دعا إلى خطاب ديني عالمي جديد يضع الإنسان أولًا، أيًّا كانت ديانته أو لونه أو ثقافته.
واليوم، وبعد رحيل البابا فرنسيس، يفقد العالم صوتًا عاقلًا كان ينادي بالمحبة والتعايش، وتفقد الإنسانية رجلاً حمل على عاتقه همّ الفقراء والمهمشين، كما يفقد الإمام الطيب "أخًا وصديقًا"، طالما شاركه الحلم بعالم يسوده السلام والرحمة.