ضمن برنامج "ثقافتنا فى أجازتنا "النوبة أرض التراث والعطاء" ورش حكى بقصر ثقافة أسوان
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
نفذ قصر ثقافة أسوان ضمن برنامج ثقافتنا فى اجازاتنا مسابقة فوريه نفذتها هويدا عبد العال أمينة مكتبة الطفل، وأقيمت ورشة حكي وعرض مسرح عرائس للأطفال عن "الامانة".
ومن جانبه قدم موسى محمد، إلى الأمانة وهى صفة جميلة يجيب أن يتميز بها الشخص، و هى من بالأخلاق الكريمة، ويتميز من يتحلى بها بحب الناس لهم، وتزيد من درجة الثقة لديه ولدى من يتعاملون معه.
وفى سياق الأنشطة المقدمة بفرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود قدمت فرقة السباعية للانشاد الدينى أطفال بقيادة منال مجدى على مسرح قصر ثقافة السباعية مجموعة من الابتهالات منها على باب طه شددنا الرحال، مرحبا يا مرحبا جد الحسين، قمرون، عزى انت يارسول الله.
إستمرارا للفاعليات المنفذة بإشراف إقليم جنوب الصعيد برئاسة عماد فتحى، عقد قصر ثقافة توشكى محاضرة "النوبة أرض التراث والعطاء" ألقها حسن عطا الله بكالوريوس خدمة اجتماعية.
أشار إلى أن جذور حضارة النوبة ترجع إلى عشرة آلاف سنة، وكان القدماء المصريون يسمون النوبة "أرض الأقواس" نسبة لمهارة أهلها فى الرماية، وقد أزدهرت فيها ممالك حضارية كبرى، أمتد نفوذ بعضها على وادى النيل حتى البحر المتوسط شمالا، وكان أهل النوبة هم خط الدفاع الأول لحماية حدود مصر الجنوبية على مر التاريخ، حيث يذخر تاريخ النوبة.
يأتى ذلك إستمرار الفاعليات الهيئة العامة لقصور الثقافة وفى إطار برنامج وزارة الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إقليم جنوب الصعيد إنشاد دينى اخبار أسوان قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
نقد التراث أم نقضه؟
فوزي عمار
أغلبنا ينتقد التراث ويكيل له التهم، وهو أصلا لم يطلع على الكثير منه؛ فالتراث الإسلامي والعربي تقريبا كتب في مواضيع كثيرة من علم الاجتماع والجغرافيا والزراعة والرياضيات، وغيرها من مختلف العلوم.
ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والعمران الذي نُطلق عليه اليوم بالتنمية، والإدريسي الذي رسم خريطة لملك صقلية تعتبر الأكثر تقدما من خرائط العالم القديم، وابن بيطار إمام العشابين العرب والذي أدخل النبات في علوم الصيدلة.
وفي الرياضيات، اخترع المسلمون علم الجَبر وسُمي باسمهم واخترعوا الخوارزميات (نسبة إلى الخوارزمي) حديث الساعة الآن لما له أساس في وسائط التواصل الاجتماعي.
وغير بعيد عن هؤلاء، الجاحظ يكتب أدبًا وفلسفة نقلت عنه إلى عصرنا هذا بإعادة صياغة لطرحه؛ ففي كتابه "المحاسن والأضداد" يقول الجاحظ بأسلوبه البلاغي والفكاهي: "ومن العجائب أن ترى الرجل يمدح الصبر، ويذم الجزع، وهو إذا مسه الشر جزع، وإذا ناله الخير فرح. وتراه يمدح القناعة، ويذم الطمع، وهو لا يزال يجمع المال، ويحرص على الادخار. وتراه يمدح التواضع، ويذم الكبر، وهو لا يزال يحب أن يُعظم ويُكرم. فكأنما مدح هذه الخصال لغير نفسه، وذم أضدادها لغيره".
وهو من نقل عنه المفكر العراقي علي الوردي في كتابه "وُعَّاظ السلاطين"؛ إذ ينتقد الوردي دور الوُعَّاظ الذين يُروِّجون لقيم مثالية، بينما يعيشون هم أنفسهم في تناقض مع هذه القيم. ويضيف الوردي: "الواعظ يدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، وهو يحرص على جمع المال والجاه، وكأنما الزهد للعامة والثراء للخاصة".
ولو بحثنا أكثر لوجدنا تشابهًا بين الجاحظ والفيلسوف الفرنسي إيمانويل كانط يصل لدرجة التناص في مواضيع عدة، ويبدو أن كانط قرأ الجاحظ جيدًا، فقد سبق الجاحظ كانط بتسعمائة عام.
أحد أبرز جوانب التراث الذي يتعرض للنقد هو الفقه الإسلامي، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والعبودية والعقوبات الجنائية؛ فبعض الأحكام الفقهية التي كانت مناسبة لعصرها قد لا تكون ملائمة لعصرنا الحالي.
لذا نحن في حاجة لقراءة التراث العربي والإسلامي قراءة جيدة قبل نقده والطعن فيه بخبط عشواء، ونقضه بدلا من نقده، تحبط أجيالنا القادمة وتقوض ثقتهم في تاريخهم وبالتالي في أنفسهم.
إنَّ التراث العربي والإسلامي ثروة كبيرة، لكنه ليس معصومًا من النقد؛ فالنقد الموضوعي يساعدنا على فهم هذا التراث بشكل أفضل، واستخلاص الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل. ويجب أن نتعامل مع التراث بوعي نقدي، ونفهم أنه جزء من مسيرة الإنسان الطويلة في البحث عن المعرفة والحقيقة.
رابط مختصر