عندما خسر حزب العمال العديد من المقاعد عام 2019 في أجزاء من إنجلترا، أكد الإستراتيجيون والسياسيون والخبراء على الحاجة إلى الاستماع والتعلم وإعادة بناء الثقة مع الناخبين الذين فقدوهم، أما عندما خسر عدة مقاعد هذا العام أمام مرشحين مستقلين معظمهم مسلمون، فكان رد فعله مختلفا إلى حد ما.

وقالت صحيفة "غارديان" في مقال للكاتب أوين جونز إن 8 مستقلين فقط دخلوا مجلس العموم في منافسات لم تنسحب فيها الأحزاب الرئيسية، 5 منهم انتخبوا هذا العام، وكان أحدهم زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، أما الـ4 الآخرون، فهم جميعا مسلمون، فازوا في حملات كان فيها الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة بارزا بشكل كبير في أذهان الناخبين، وإن لم يكن كل من صوت لهؤلاء المرشحين المستقلين من المسلمين، ولم تكن غزة العامل الوحيد في اختيارهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنه غوانتانامو.. واشنطن بوست تتناول الانتهاكات الفظيعة ضد الفلسطينيين بسجون إسرائيلlist 2 of 2"ضغط عاطفي ونفسي".. طبيب يشرح للغارديان المعاناة الإنسانية في غزةend of list انخفاض أصوات المسلمين

والغريب -حسب الكاتب- أن حصة حزب العمال قد انخفضت، من الدوائر الانتخابية التي يزيد عدد سكانها من المسلمين عن 30%، رغم أن تحولا قد حدث بشأن غزة منذ الانتخابات وكان مُرحبا به، وذلك بإعادة التمويل لـ الأونروا وعكس محاولة المحافظين منع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيليين.

والأغرب -بالنسبة للكاتب- هو أن خطابا ساما بدأ ينتشر حول الناخبين المؤيدين لغزة والمرشحين المستقلين، بدلا من التفكير بشكل نقدي في وضع حزب العمال والاستماع إلى مخاوف المغاضبين له، وسرعان ما بدأ التنديد بهم باعتبارهم "طائفيين"، ووصف عمدة ويست ميدلاندز السابق آندي ستريت النتائج بأنها "مثيرة للقلق" وألقى باللوم على "السياسات القائمة على الإيمان الديني"، مع الاعتراف بأن "قضية غزة" بحاجة إلى "حل".

خطاب سامّ

ومن أبرز الشخصيات التي تحيي هذا الخطاب السام جوناثان آشورث الذي كان أحد أهم المتحدثين باسم حزب العمال في الحملة الانتخابية، وكان يتوقع وظيفة مرموقة في الحكومة الجديدة كعضو في مجلس الوزراء، إلا أنه خسر في دائرته أمام طبيب العيون المحلي والناشط المجتمعي، شوكت آدم.

ومنذ ذلك الحين، وضع آشورث نصب عينيه منظمة "التصويت الإسلامي"، التي أنشئت لدعم أعضاء البرلمان الذين عارضوا هجوم إسرائيل على غزة، وألمح إلى أن لها أهدافا شريرة لأنها دعت إلى "معاقبة" أعضاء البرلمان الذين لم يصوتوا لصالح وقف إطلاق النار في غزة، كما زعم أنه كان ضحية "كذبة قذرة وبغيضة" مفادها أن يديه ملطختان بدماء الفلسطينيين.

نظرة مختلفة

ولكن آدم الهادئ -حسب الكاتب- رأى الانتخابات بشكل مختلف، وقال إنه كان يطرق الأبواب حيث لم تكن هناك أغلبية مسلمة في الأحياء وكانوا يسألونه عن غزة، وقال إن آشورث "ربما يكون رجلا لائقا"، ولكنه غاضب ومستاء لأنه "خسر شخصيا تلك الانتخابات ولم يكن يتوقع ذلك".

وأشار الكاتب إلى أن خالد محمود من حزب العمال يزعم أنه تعرض للخداع ويزعم حدوث انتهاكات لقانون الانتخابات، ولكن خصمه الفائز أيوب خان، الذي كان حتى وقت قريب من الديمقراطيين الليبراليين، يقول هو الآخر إنه خاض "حملة نزيهة للغاية" أكدت على سمعته المحلية.

وقد وجهت مرشحة حزب العمال المهزومة هيذر إقبال، اتهامات مماثلة لإقبال محمد، مستشار تكنولوجيا المعلومات الذي أكد للكاتب الكيفية التي خاض بها الملحدون والمسلمون على حد سواء حملات مشتركة، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن يتعلق بغزة فحسب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب العمال

إقرأ أيضاً:

زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي

ليبيا – زهيو: يجب البحث عن حلول غير نمطية للخروج من الأزمة السياسية تحفظات على فكرة الانتخابات التشريعية المنفصلة

أكد رئيس الهيئة التأسيسية لحزب التجمع الوطني الليبي، أسعد زهيو، تحفظه على دعوة النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، إلى إجراء انتخابات تشريعية فقط، مشيرًا إلى أن تجزئة العملية الانتخابية تحمل مخاطر، منها انتخاب رئيس في ظل غياب دستور دائم، فضلًا عن حدة التنافس بين التيارات السياسية، والتي وصلت إلى الاقتتال، مما يعزز المخاوف من إجراء انتخابات رئاسية دون ضمانات استقرار.

إشادة بالتفكير خارج الصندوق

وفي منشور له عبر صفحته على “فيسبوك”، اعتبر زهيو أن طرح النويري يمثل تغييرًا إيجابيًا في نمط التفكير التقليدي، مشيرًا إلى ضرورة أن تنتهج الأطراف السياسية والنخب الوطنية أساليب تفكير غير نمطية، وإيجاد حلول من خارج الصندوق لتجاوز حالة الجمود السياسي المستمرة منذ فشل انتخابات ديسمبر 2021.

رفض الانتخابات البرلمانية بمعزل عن باقي المسارات

وأعرب زهيو عن رفضه لإجراء انتخابات برلمانية منفصلة، مبررًا ذلك بأن الأوضاع الحالية، بما في ذلك فوضى السلاح، والانقسامات السياسية، والفساد المستشري، قد تدفع البلاد نحو مزيد من التأزم، معتبرًا أن الانتخابات البلدية الأخيرة كشفت عن هيمنة القوى الأمنية والعسكرية على نتائجها، مما يعزز المخاوف من تكرار هذا السيناريو في الانتخابات البرلمانية.

دعوة إلى حوار وطني شامل

وشدد زهيو على أهمية تبني مقترحات غير تقليدية، والانخراط في حوار وطني موسع على أسس جديدة، يمكن أن تفضي إلى حلول توافقية تخرج البلاد من حالة الانسداد السياسي، معتبرًا أن إجراء انتخابات دون ضمانات واضحة قد يزيد من تعقيد المشهد.

مقالات مشابهة

  • العراق.. انتخابات على وقع قلق العقوبات والتدخلات الخارجية
  • الانتخابات ومبدأ الشراكة على طاولة مسعود بارزاني ووفد الحزب الإسلامي
  • نائب:حراك سياسي لتعديل قانون الانتخابات
  • الزرقاء: لا تراجع عن التزامن بين الانتخابات التشريعية والرئاسية
  • نائب أردوغان يعلن موعد الانتخابات المبكرة
  • المالكي يغرد وحيدا.. لا قناعة سياسية بتعديل قانون الانتخابات
  • النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا
  • نائب:عدم وجود رغبة سياسية بتعديل قانون الانتخابات
  • زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي
  • غارديان: إسرائيل تقترح خطة تمنحها سيطرة عسكرية أكثر على غزة