«تدرا» تطلق برنامج مركز المعرفة ضمن الأكاديمية الرقمية
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية «تدرا»، برنامج مركز المعرفة المصمم لتدريب الموظفين في المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، بهدف تزويدهم بالمهارات والمعارف التي تتوافق مع أهداف ومتطلبات المركز.
يشتمل البرنامج على تسعة مسارات تدريبية تمزج بين التعلم الذاتي والتفاعلي لعدة مواضيع حول البيانات وطرق تحليلها والاستفادة منها، وتسخير استخدامات الذكاء الاصطناعي لدعم ثورة البيانات، بالإضافة إلى برامج تعزيز التنافسية، ضمن، 9 مسارات تدريبية، عبر تجربة تعليمية تستمر لمدة 43 ساعة.
وفي تعليقه على هذه المناسبة قال المهندس محمد الخميس، نائب المدير العام لقطاع المعلومات والحكومة الرقمية بالإنابة في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية: «نحن فخورون بإطلاق برنامج مركز المعرفة، الذي صُمم خصيصاً لتدريب الموظفين الجدد في المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حيث سيسهم هذا البرنامج بشكل كبير في تطوير كفاءات الموظفين الجدد ورفع مستوى جاهزيتهم للتعامل مع أدوات العصر ومفاهيمه الرقمية».
وأضاف: «يُعد برنامج مركز المعرفة جزءاً من مبادرة الأكاديمية الرقمية، وهو يعكس اهتمام الهيئة بنشر ثقافة التحول الرقمي وبناء الكفاءات الحكومية في مجال التحول الرقمي. ونحن حريصون على التعاون مع كافة الشركاء في الحكومة الاتحادية لتطوير المهارات الرقمية لموظفيهم».
وقالت ثريا الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التمكين الرقمي للبيانات: «إن إطلاق برنامج مركز المعرفة، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، يدعم جودة وكفاءة العمل الحكومي والاستثمار المتواصل في الكوادر الوطنية والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم الوظيفية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات، مما يعزز من رفع مستويات الإنتاجية وتعزيز تنافسية ومكانة دولة الإمارات على المستوى الإقليمي والعالمي في مختلف القطاعات الحيوية الرئيسية في الدولة».
يذكر أن الأكاديمية الرقمية هي منصة أكاديمية افتراضية تأسست بمبادرة من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية بدولة الإمارات. تهدف الأكاديمية الرقمية إلى تعزيز الوعي وتطوير المهارات في مجال التحول الرقمي، عبر تقديم مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية ومقاطع الفيديو التعليمية التي تلائم كافة الفئات. بالإضافة إلى ذلك، توفر الأكاديمية محتوى متقدماً للمتخصصين في مجال التحول الرقمي من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف تعزيز قدراتهم وتمكينهم من تطبيق الممكّنات الرقمية التي تم تطويرها من قبل الحكومة الرقمية لدعم مسيرة دولة الإمارات نحو مستقبل رقمي شامل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة تنظيم الاتصالات هیئة تنظیم الاتصالات والحکومة الرقمیة الأکادیمیة الرقمیة التحول الرقمی
إقرأ أيضاً:
الهوية والمواطنة في عصر التحول الرقمي
جنان العلوية
في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، أصبحت الرقمنة ضرورة لا غنى عنها في مختلف القطاعات، مما يفرض على الدول تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الهويات الوطنية أمام المد الرقمي الكاسح للقيم والأعراف المحلية. سلطنة عُمان، التي تفخر بتاريخها العريق وتراثها الغني، ليست بمعزل عن هذه التغيرات، فهي تسير بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، الأمر الذي يثير تساؤلات جوهرية حول تأثير هذا التحول على الهوية والمواطنة العُمانية. فكيف يمكن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي من جهة والحفاظ على القيم الوطنية من جهة أخرى؟
ومع توسُّع الفضاء الرقمي، تبرز تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الوطنية وما تحمله من عادات وتقاليد وقيم أصيلة. فقد أدى ازدياد الحضور الافتراضي للأفراد إلى ظهور أشكال جديدة للثقافة العُمانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية. ووفقًا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الصادرة في مارس 2024، فإن 94% من العُمانيين يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يتصدر واتساب الاستخدام بنسبة 93%، يليه يوتيوب بنسبة 71%، ثم إنستغرام بنسبة 50%.
ورغم الإيجابيات التي يوفرها هذا الانتشار في نشر الثقافة العُمانية عالميًا، إلّا أنه يطرح تساؤلًا مهمًا: هل تستطيع الأجيال الرقمية الجديدة الحفاظ على الهوية الوطنية وسط التأثيرات الثقافية المتنوعة؟ فالتعرض المستمر للمحتوى العالمي قد يؤدي إلى تراجع بعض العادات والتقاليد لصالح ثقافات أخرى أكثر هيمنة على الفضاء الرقمي. لذا، لا بد من تعزيز المحتوى الرقمي المحلي كوسيلة للحفاظ على هذه الهوية.
ورغم هذه التحديات، فإن التحول الرقمي لا يشكل تهديدًا للهوية العُمانية بقدر ما يوفر فرصًا لتعزيزها، كما يتجلى في الجهود الحكومية والمجتمعية لدعم المواطنة الرقمية. تعمل الحكومة العُمانية على تنفيذ مبادرة التحول الرقمي، التي تهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات الحكومية، وتحسين الخدمات الإلكترونية، وتعزيز سرعة إنجاز المعاملات، وهي خطوات تأتي ضمن رؤية "عُمان 2040" لتحقيق مجتمع رقمي متكامل.
إلى جانب تحسين الخدمات الحكومية، يعزز التحول الرقمي من شعور المواطن بالمسؤولية والمشاركة الفعالة، حيث أصبحت المنصات الإلكترونية أداةً للتواصل المباشر مع المؤسسات، مما يرسخ مفهوم المواطنة الرقمية. ومن بين الجهود البارزة لتعزيز الهوية العُمانية رقميًا، يأتي إنشاء متحف افتراضي يتيح للزوار استكشاف التراث العُماني بطريقة تفاعلية، مما يساعد في ربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وهويتهم الوطنية. كما شهدت السلطنة إطلاق الهوية الترويجية الوطنية التي تعكس القيم والثقافة العُمانية، حيث تم إشراك المواطنين في اختيارها عبر تصويت إلكتروني، مما عزز من الوعي الجماعي بأهمية الهوية الوطنية.
إضافة إلى هذه الجهود، تسهم المؤسسات التعليمية والمبادرات الثقافية في تعزيز الهوية الوطنية من خلال التقنيات الحديثة، مثل تطوير المنصات التعليمية الرقمية التي تتيح للأجيال الجديدة التعرف على التراث العُماني بأساليب تفاعلية. كما أن تعزيز الأمن الرقمي وحماية البيانات الشخصية يعد من الأولويات، لضمان استخدام آمن يعزز القيم الوطنية ويحد من التأثيرات السلبية للعولمة الرقمية. وتعمل الحكومة على دعم المشاريع التقنية الناشئة التي تركز على المحتوى الرقمي العُماني، مما يسهم في نشر الثقافة المحلية عالميًا بطرق تتماشى مع العصر الرقمي.
وبينما تواصل سلطنة عُمان رحلتها الرقمية، يبقى التحدي الأكبر متمثلًا في كيفية تحويل هذه الطفرة التكنولوجية إلى قوة داعمة للهوية الوطنية. وهو تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، لضمان أن يكون الفضاء الرقمي منبرًا يعزز قيم المواطنة والانتماء، تمامًا كما أثبت التاريخ العُماني قدرة العُمانيين على التكيف مع المتغيرات دون فقدان جوهرهم الأصيل.