الجزيرة:
2024-09-08@23:30:10 GMT

الجزيئات الراقصة تعالج تلف الغضاريف

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

الجزيئات الراقصة تعالج تلف الغضاريف

في عام 2019، كان نحو 530 مليون شخص حول العالم يعيشون مع التهاب المفاصل العظمي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. والتهاب المفاصل العظمي هو مرض تنكسي يتسبب بتآكل الأنسجة في المفاصل بمرور الوقت، وهو مشكلة صحية شائعة وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة.

ويمكن أن يتآكل الغضروف في المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل العظمي الشديد، لدرجة أن المفاصل تتحول إلى عظم على عظم بدون وسادة بينهما.

وهذا ليس مؤلما بشكل لا يصدق فحسب، بل لا يمكن للمفاصل في ضوئه أن تؤدي وظائفها بشكل صحيح. وفي هذه المرحلة يكون العلاج الفعال الوحيد هو جراحة استبدال المفصل، وهي مكلفة ومؤلمة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قدم باحثو جامعة نورث وسترن علاجا جديدا قابلا للحقن يَستخدم "الجزيئات الراقصة" السريعة الحركة لإصلاح الأنسجة وعكس الشلل بعد الإصابات الحادة في الحبل الشوكي.

والآن طبق الفريق البحثي نفسه في دراسة جديدة الإستراتيجية العلاجية على خلايا غضروفية بشرية تالفة، وفعّل العلاج تعبير الجينات الضرورية لتجديد الغضروف في غضون أربع ساعات فقط. وبعد ثلاثة أيام، أنتجت الخلايا البشرية مكونات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف.

كما وجد الباحثون أنه مع زيادة حركة الجزيئات زادت فعالية العلاج، وبمعنى آخر كانت حركات الجزيئات حاسمة في تحفيز عملية نمو الغضروف، كما أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في 26 يوليو/تموز الجاري بمجلة الجمعية الكيميائية الأميركية.

ووفقا لموقع يوريك أليرت، يقول قائد الدراسة صمويل آي ستوب الأستاذ بجامعة نورث وسترن والمتخصص في الطب النانوي التجديدي ومدير مؤسس لمعهد سيمبسون كويري للتكنولوجيا الحيوية النانوية ومركزه التابع مركز الطب النانوي التجديدي: "العلاجات الحالية تهدف إلى إبطاء تقدم المرض أو تأجيل الاستبدال الذي لا مفر منه، ولا توجد خيارات تجديدية لأن البشر لا يملكون القدرة الفطرية على تجديد الغضروف في مرحلة البلوغ".

ويضيف: "عندما لاحظنا لأول مرة التأثيرات العلاجية للجزيئات الراقصة، لم نجد أي سبب يجعلها تنطبق فقط على الحبل الشوكي. الآن نلاحظ التأثيرات في نوعين من الخلايا غير مرتبطين تماما ببعضهما البعض؛ خلايا الغضروف في مفاصلنا، والخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. هذا يجعلني أكثر ثقة بأننا اكتشفنا ظاهرة شاملة قد تنطبق على العديد من الأنسجة الأخرى".

الجزيئات الراقصة

افترض ستوب وفريقه أن "الجزيئات الراقصة" قد تشجع الأنسجة العنيدة على التجديد، والجزيئات الراقصة هي تراكيب تتكون من ألياف نانوية اصطناعية تحتوي على عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركاتها الجماعية عبر هيكلها الكيميائي، اكتشف ستوب أن الجزيئات المتحركة يمكنها بسرعة العثور على المستقبِلات الخلوية والتفاعل معها بشكل صحيح، والتي تكون أيضا في حركة مستمرة ومكتظة للغاية على أغشية الخلايا.

وتحاكي الألياف النانوية المصفوفة خارج الخلية بمجرد دخولها الجسم الأنسجة المحيطة بها. ومن خلال مطابقة هيكل المصفوفة ومحاكاة حركة الجزيئات البيولوجية ودمج الإشارات الحيوية للمستقبلات، تستطيع المواد الاصطناعية التواصل مع الخلايا.

يقول ستوب: "المستقبلات الخلوية تتحرك باستمرار من خلال جعل جزيئاتنا تتحرك، "ترقص"، أو حتى تقفز مؤقتا خارج هذه التراكيب المعروفة بالبوليمرات الفائقة الجزيئية، ويمكنها الاتصال بشكل أكثر فعالية مع المستقبلات".

الألياف النانوية المصفوفة خارج الخلية تُحاكي بمجرد دخولها الجسم الأنسجة المحيطة بها (شترستوك) الحركة مهمة

وبحث ستوب وفريقه في الدراسة الجديدة عن المستقبلات لبروتين معين مهم لتشكيل وصيانة الغضروف. ولاستهداف هذا المستقبِل، طوّر الفريق "ببتيدا" دائريا جديدا يحاكي الإشارة الحيوية للبروتين، والذي يسمى عامل النمو المحول بيتا 1 (TGFb1).

ودمج الباحثون بعد ذلك هذا الببتيد في جزيئين مختلفين يتفاعلان لتكوين بوليمرات، كل منهما لديه القدرة على محاكاة عامل النمو المحول بيتا 1. وصمم الباحثون أحد البوليمرات الفائقة الجزيئية بهيكل خاص يسمح لجزيئاته بالحركة بحرية أكبر داخل التجمعات الكبيرة. أما البوليمر الفائق الجزيئي الآخر، فقيّد حركة الجزيئات.

يقول ستوب: "أردنا تعديل الهيكل من أجل مقارنة نظامين يختلفان في مدى حركتهما، وكانت حركة الجزيئات الفائقة الجزيئية في واحدة أكبر بكثير من الحركة في الأخرى".

وعلى الرغم من أن كلا البوليمرين يحاكيان الإشارة لتفعيل مستقبِل عامل النمو المحول بيتا 1، كان البوليمر الذي يحتوي على جزيئات متحركة بسرعة أشد فعّالا بشكل أكبر. وبطرق معينة، كانوا أكثر فعالية من البروتين الذي يُنشط مستقبِل عامل النمو المحول بيتا 1 في الطبيعة.

ويذكر ستوب أنه "بعد ثلاثة أيام أنتجت الخلايا البشرية المعرضة لتجمعات طويلة من الجزيئات الأكثر حركة كميات أكبر من مكونات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف ولإنتاج أحد المكونات في مصفوفة الغضروف المعروف بالكولاجين II، وكانت الجزيئات الراقصة التي تحتوي على الببتيد الدائري الذي يُنشط مستقبِل عامل النمو المحول بيتا 1 أكثر فعالية حتى من البروتين الطبيعي الذي لديه هذه الوظيفة في الأنظمة البيولوجية".

الخطوة التالية

يختبر فريق ستوب حاليا هذه الأنظمة في الدراسات الحيوانية، ويضيف إشارات إضافية لإنشاء علاجات حيوية نشطة للغاية.

ويرى ستوب أنه "مع نجاح الدراسة في خلايا الغضروف البشرية، نتوقع أن يكون تجديد الغضروف معززا بشكل كبير عندما يُستخدم في نماذج ما قبل سريرية عالية الترجمة، ويجب أن يتطور إلى مادة حيوية نشطة جديدة لتجديد نسيج الغضروف في المفاصل".

ويقوم مختبر ستوب أيضا باختبار قدرة الجزيئات الراقصة على تجديد العظام، ولديه بالفعل نتائج أولية واعدة، ومن المرجح أن تُنشر في وقت لاحق من هذا العام. وفي الوقت نفسه، يختبر الجزيئات في العضويات البشرية لتسريع عملية اكتشاف وتحسين المواد العلاجية.

ويهدف فريق ستوب أيضا إلى الحصول على موافقة لإجراء تجارب سريرية لاختبار العلاج لإصلاح الحبل الشوكي.

يقول ستوب: "نحن نبدأ في رؤية الامتداد الهائل للأمراض التي يمكن أن ينطبق عليها هذا الاكتشاف الأساسي عن الجزيئات الراقصة.. يبدو أن التحكم في الحركة الجزيئية الفائقة من خلال التصميم الكيميائي أداة قوية لزيادة الفعالية لمجموعة من العلاجات التجديدية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الغضروف فی من خلال الذی ی

إقرأ أيضاً:

مفاجأة علمية.. اكتشاف مادة تجعل الجلد شفافا لما تحته

لطالما كانت الأنسجة الحيوية عقبة أمام العلماء لفحص الأعضاء الداخلية للجسم بشكل مباشر، ورغم أن تقنيات مثل التصوير المقطعي المحوسب والأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي قد توفر بيانات مهمة عن التركيبة الداخلية للجسم، فإن الصور نادرا ما تكون واضحة تماما وقد تأتي مع آثار جانبية مثل التعرض للإشعاع.

لكن اكتشافا جديدا قد يغير هذا الوضع بشكل جذري، حيث تمكن فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد من تطوير تقنية مبتكرة تجعل الجلد والعضلات شفافة بشكل آمن ومؤقت، مما يسمح برؤية الأعضاء الداخلية بوضوح.

ويعد هذا الإنجاز، المسجل في دراسة منشورة في دورية "ساينس" في 6 سبتمبر/أيلول، خطوة مهمة نحو تحسين التشخيص الطبي وفهم الأمراض المعقدة مثل السرطان وأمراض الجهاز الهضمي.

التقنية الجديدة تعتمد على استخدام صبغة طعام شائعة تعرف باسم التارترازين، وهي نفس الصبغة المستخدمة في العديد من المنتجات الغذائية. الغريب في هذا الابتكار هو بساطته، حيث يتم وضع الصبغة موضعيًا على الجلد لجعل الأنسجة المحيطة شفافة.

يمكن للصبغة أن تكشف ما يقع أسفل جلد الكائن الحي (مؤسسة العلوم الوطنية) كيف يعمل التارترازين؟

يقول زيهاو أوو، الباحث في قسم علوم وهندسة المواد، في جامعة تكساس دالاس الأميركية، والباحث الرئيسي في الدراسة، في تصريحات خاصة لـ"الجزيرة نت": "الأنسجة البيولوجية عبارة عن خليط معقد من الماء والدهون والبروتينات، وكل منها لديه معامل انكسار مختلف، مما يؤدي إلى تشتت الضوء وعدم قدرته على النفاذ بعمق داخل الأنسجة". هذا هو السبب الذي يجعل الأنسجة تبدو حاجزا منيعا للعين المجردة.

ومعامل الانكسار هو التشتت الذي يواجه شعاع الضوء حينما يمر من وسط إلى آخر، فانتقال الضوء إلى الزجاج أو الماء أو الهواء الساخن مثلا يغير من اتجاهه ويشتته، ولكل مادة أو نسيج معامل انكسار مختلف.

ولأن التشتت هو العقبة الرئيسية التي تمنع الضوء من الوصول إلى الأعضاء الداخلية، كان الهدف الرئيسي للباحثين هو تقليل هذا التشتت عن طريق جعل معامل الانكسار في الأنسجة أكثر تجانسا، وهنا يأتي دور صبغة التارترازين. عند امتصاص هذه الصبغة في الأنسجة، تتطابق جزيئات الصبغة مع معامل الانكسار الخاص بالدهون والبروتينات في الجلد، مما يقلل بشكل كبير من تشتت الضوء ويجعل الأنسجة شفافة.

تم اختبار هذه التقنية أولا على شرائح رقيقة من لحم الدجاج، حيث أظهرت الصبغة فعالية في جعل الأنسجة شفافة عند وصولها للتركيزات إلى المستوى المطلوب. ثم تم استخدام التقنية على الحيوانات الحية، حيث قام الباحثون بوضع محلول من المادة على فروة رأس الفئران، مما سمح برؤية الأوعية الدموية وهي تعبر الدماغ بوضوح. في تجربة أخرى، تم تطبيق المحلول على البطن، ليشهد الباحثون حركة الأمعاء وانقباضات القلب بأعينهم الحية دون أجهزة.

التقنية الجديدة تعتمد على استخدام صبغة طعام شائعة تعرف باسم التارترازين (مؤسسة العلوم الوطنية) مزيد من التطبيقات الممكنة

وما يجعل هذا الاكتشاف مثيرا هو تعدد تطبيقاته المحتملة، يوضح أوو في تصريحه لـ"الجزيرة نت": "في دراستنا، أظهرنا أنه يمكننا تصور حركة الأعضاء الداخلية وتدفق الدم في الأوعية الدموية وحتى فحص العضلات بدقة متناهية".

ويضيف الباحث أنه بهذا، فإن القدرة على فحص الأنسجة بدقة على مستوى الميكرون (جزء من المليون من المتر) تجعل هذه التقنية أداة قوية للمجهر المتقدم والتشخيص الطبي. وبالإضافة إلى التطبيقات الطبية المباشرة، مثل تسهيل عمليات سحب الدم أو المساعدة في تحديد الأورام في مراحلها المبكرة، قد تُستخدم التقنية في تحسين التقنيات القائمة على الليزر لعلاج السرطان، حيث تسمح بزيادة نفاذية الضوء إلى عمق الأنسجة، إذ يلعب الضوء دورا محوريا في العديد من العلاجات الطبية.

علاوة على ذلك، تعتبر التقنية غير جراحية وآمنة تماما. حيث تمتص الأنسجة الصبغة بشكل طبيعي وتخرجها من جسم الكائنات الحية في غضون 48 ساعة دون آثار جانبية طويلة الأمد، وفقًا للتجارب التي أجريت على الحيوانات. وبذلك، يمكن استخدام هذه التقنية لمراقبة التغيرات الحيوية المزمنة مثل تطور السرطانات أو تطور الأمراض العصبية على فترات طويلة من الزمن.

مزيج من الفيزياء والطب

تعتمد التقنية على مفاهيم قديمة في الفيزياء البصرية، حيث تم استخدام علاقات كرامر-كرونيج مع قوانين أخرى لتوقع كيفية تأثير الصبغات على مرور الضوء عبر الأنسجة. لم تستخدم تلك المفاهيم من قبل في الطب بهذه الطريقة، لكنها أثبتت فعاليتها في تحسين مرور الضوء عبر الأنسجة.

يشرح أوو: "تربط علاقات كرامر-كرونيج بين امتصاص المحلول ومعامل الانكسار. من خلال إدخال جزيئات ماصة بقوة في الوسط المائي، يزداد معامل الانكسار للمحلول عند أطوال موجية معينة للضوء وتقل اختلافات معامل الانكسار في الأنسجة البيولوجية بقوة. ومن خلال تقليل التشتت في الأنسجة، يمكن للضوء أن ينتشر بشكل أعمق في الأنسجة لتصوير السمات التي لم نتمكن من فحصها من قبل".

وعلى الرغم من أن التقنية قد حققت نجاحا ملحوظا في الفحوصات الحيوانية، فإنها لم تُختبر بعد على البشر. ولذلك، فإن التحدي الأكبر الآن يكمن في التأكد من سلامة استخدامها على الأنسجة البشرية. يشير الباحثون إلى أن العمل جارٍ على تحقيق ذلك، ويتوقعون أن هذه التقنية قد تفتح أبوابا جديدة في مجال التشخيص الطبي غير الجراحي.

مقالات مشابهة

  • علماء يوضحون العلاقة بين التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان
  • «هيئة الدواء» توضح القائمة الكاملة لأسماء أدوية تعالج الجفاف
  • في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة التركية بشكل يفوق الخيال.. هكذا ستتم إعادة بناء أنطاكيا
  • علاج واعد لإيقاف تطور هشاشة العظام
  • مفاجأة علمية.. اكتشاف مادة تجعل الجلد شفافا لما تحته
  • «رشاقة وشباب دائم».. دينا تتصدر التريند بسبب الصيام المتقطع | تفاصيل
  • الصيام والرقص.. دينا تكشف عن سر شبابها "يارب توصلوا لسني وتبقوا زي"
  • صيام بالنهار ورقص بالليل.. الراقصة دينا تكشف سبب رشاقتها وسر شبابها
  • باحثون يكتشفون صبغة غذائية تجعل الجلد "شفافاً"
  • عادات يومية تزيد من خطر الإصابة بخشونة الركبة وكيفية الوقاية منها