إجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع  وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو، يرافقهما وفد رفيع المستوى من اليونيفيل.   تخلل الاجتماع عرض عن أبرز الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان والمنطقة وسبل أحتواء التصعيد منعا لتوسيع رقعة الحرب.

    وأشار بوحبيب إلى أن الخيار العسكري الذي تتبعه الحكومة الاسرائيلية هدفه زج المنطقة في دوامة الحرب الشاملة التي لن تجلب سوى الدمار والخراب للجميع.    وأكّد أن الحل الدائم وضمان الأمن في جنوب لبنان لن يكون الا من خلال السبل الدبلوماسية ووقف إطلاق النار والالتزام التام والناجز بكافة القرارت الاممية ذات الصلة، سيما مندرجات القرار ١٧٠١ الذي يبقى السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف والموت والخراب.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مساهمة بايدن غير المقصودة في الرعب الذي يتكشف في غزة

سرايا - سمح الرئيس بايدن بحسن نية من خلال التزامه الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل -ليس فقط بإطالة أمد الحرب المروعة المأساوية في غزة وتشويه مكانة أميركا الأخلاقية الدولية بشدة، بل من المحتمل أيضا أنه سمح بتفويت فرصة تاريخية للمساعدة في إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

***

إنني أشارك وجهة النظر الشاملة للمسؤولين الحكوميين الأميركيين الاثني عشر الذين استقالوا احتجاجا على سياسة إدارة بايدن فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس. وقد كتبوا في بيانهم المشترك الذي يحمل عنوان "الخدمة في المعارضة" أن "الغطاء الدبلوماسي الأميركي والتدفق المستمر للأسلحة إلى إسرائيل ضمنا تواطؤنا الذي لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة. وهذا أمر ليس مستهجناً أخلاقياً وانتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي والقوانين الأميركية فحسب، ولكنه أيضاً وضع مصلب تهديف على ظهر أميركا".

لقد دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وكذلك دعم إدارة بايدن لجهود الحرب الإسرائيلية والوقوف إلى جانب التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل من خلال تزويدها بكل المساعدات العسكرية اللازمة والغطاء السياسي. وقد ذكرت مرارا وتكرارا أن هجوم حماس غير المسبوق في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 والانتقام الإسرائيلي الذي لا مثيل له قد عززا وجهة نظري الخاصة، التي أتقاسمها مع كثيرين آخرين: أنه لن يكون هناك حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 76 عاما من دون تحقيق حل الدولتين. وما أزال متمسكاً بموقف مفاده أنه سيكون من المستحيل العودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) حيث خُلق نموذج جديد قدم فرصة لا تضاهى لاستئناف مفاوضات السلام التي قد تؤدي إلى حل الدولتين.

كنتُ أؤيد، أنا شخصياً، شل حركة حماس عسكرياً. ومع ذلك، ذكرت مرارا وتكرارا أنه على الرغم من أن إسرائيل قد تكون قادرة على سحق حماس عسكريا، فإنها لن تكون قادرة على تدميرها باعتبارها حركة سياسية تحمل إيديولوجية محددة تدعو إلى تدمير إسرائيل. إلا أنني لم أؤيد قط فكرة أن حماس سوف تكون في وضع يسمح لها بسحق إسرائيل لأسباب عديدة، بما في ذلك حقيقة أن قادة حماس يدركون جيداً أن إسرائيل قوة عسكرية هائلة لا يمكن إلغاء وجودها. وقد بيّنت الحرب أن تحدي حق إسرائيل في الوجود هو بمثابة الانتحار.

كان الرئيس بايدن أول زعيم عالمي يؤكد أنه، في ظل الظروف المتطورة الجديدة، فإن حل الدولتين هو شرط أساسي لإنهاء هذا الصراع المستشري. ومع استمرار الحرب وتزايد عدد القتلى والدمار في صفوف الفلسطينيين ورفض رئيس الوزراء نتنياهو بشكل قاطع مجرد ذكر أي حل على غرار دولة مستقلة، تم إسقاط فكرة حل الدولتين برمتها من معجم بايدن. لكن تدفق الأسلحة إلى إسرائيل كان يتزايد من دون أي شروط مسبقة.

علاوة على ذلك، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرارين لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعوان إلى وقف إطلاق النار، بينما كان الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية تتضاءل ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين يستمر بلا هوادة. وفي الوقت نفسه، فإن القصف الإسرائيلي المتواصل والذي لا يرحم باستخدام القنابل الأميركية الصنع التي كانت تقتل الآلاف في المناطق المكتظة بالسكان، جعل الولايات المتحدة متواطئة في المذبحة المروعة. وحتى كتابة هذه السطور قُتل أكثر من 37.000 فلسطيني وأصبح أكثر من نصف قطاع غزة في حالة دمار.

ذكرتُ ما سبق لأن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة التي يمكنها ممارسة النفوذ اللازم للتغلب على مقاومة نتنياهو لما يلي: (أ). صياغة استراتيجية خروج من غزة، و، (ب). الموافقة على بدء عملية تفاوضية من شأنها أن تتوج بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبصرف النظر عن تعقيد هذا الصراع والمدة التي قد يستغرقها ذلك، لا يوجد حل آخر قابل للتطبيق، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تكتفي بالإدلاء بتصريحات حول الحاجة إلى مثل هذه النتيجة، بل يتعين عليها أن تعمل على تحقيقها.

إن هذا عام انتخابات، وقد شكلت حرب غزة عبئا هائلا على بايدن بسبب الوضع المتضارب الذي يجد نفسه فيه. فمن ناحية، يشعر بأنه مضطر إلى تقديم المساعدة لإسرائيل -ليس فقط بسبب التزام الولايات المتحدة طويل الأمد، ولكن أيضًا لأنه كان مؤيدًا قويًا لإسرائيل طوال حياته السياسية. ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من ميله إلى إبطاء إمدادات الأسلحة من خلال وقف تسليم 2.000 قنبلة تسببت في أضرار لا حصر لها، وخاصة في المناطق الحضرية، فإن الجمهوريين يتهمونه بالمخاطرة بأمن إسرائيل في مثل هذه الساعة المصيرية.

لقد حان الوقت لكي يتصرف بايدن بشكل أكثر حسماً للمساعدة في إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال اتخاذ أربعة إجراءات حاسمة:

الإمدادات المشروطة من الأسلحة

على الرغم مما سبق ذكره، يجب على بايدن الآن أن يربط أي إمدادات إضافية من الأسلحة الأميركية لإسرائيل باستراتيجية خروج تتفق عليها إسرائيل والولايات المتحدة. لا شك أن نتنياهو سيقاوم، خوفاً من انهيار حكومته التي يهدد فيها وزيران مسيانيّان، بن غفير وسموتريتش، بتركها ما لم تتم هزيمة حماس بشكل كامل. ومع ذلك، إذا فشل نتنياهو في الموافقة على أي خطة من هذا القبيل، فيتعين على بايدن أن يوضح تماما لنتنياهو أنه لن يتمكن بعد الآن من الاعتماد على الدعم العسكري والسياسي غير المشروط من الولايات المتحدة.

وقف إطلاق النار

قدم بايدن بالفعل خطة شاملة يمكن أن تؤدي إلى وقف فوري للأعمال العدائية تتضمن وقفًا أوليًا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى. ولا بد من السماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة لتجنب المزيد من المجاعة، وفي الوقت نفسه السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم. وستتضمن المرحلة الثانية مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم. وهنا، حيث أشار بايدن إلى أنه ستكون هناك تفاصيل يجب تسويتها، كنتُ قد ذكرت في الماضي أن المفاوضات في المرحلة الثانية يجب، على الأقل، أن تتناول المعايير العامة لحل دائم يتضمن معالجة الأسباب الجذرية للصراع، والذي يعالج قضايا مثل حصار غزة والتوسع الاستيطاني وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية الأوسع.

إعادة إعمار غزة

وحتى قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتعين على الولايات المتحدة أن تجمع عشرة مليارات دولار بالتعاون مع بعض الدول الأوروبية والعربية للبدء في إعادة إعمار غزة. والشروط الأساسية هنا هي أن تتصالح حماس والسلطة الفلسطينية مع بعضهما البعض وأن يلتزم الطرفان بالتوصل إلى حل سلمي لصراعهما مع إسرائيل. ويجب أن تتم إدارة عملية توفير وتسليم الإمدادات الأساسية من قبل الـ(أونروا) حيث أن لديها خبرة واسعة في هذا المجال، شريطة أن تقوم بالإشراف عليها أطراف يمكن أن تثق بها إسرائيل، مثل الولايات المتحدة وربما بعض الدول الأوروبية. ومن شأن ذلك أن يساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية وبناء الثقة بين الطرفين.

الوساطة والمفاوضات

ينبغي لإدارة بايدن أن تواصل العمل مع الشركاء الإقليميين، وخاصة مصر وقطر وتركيا، لتسهيل الحوار بين إسرائيل وحماس. ليس باستطاعة هذه الأطراف أن تهدف فقط إلى ضمان التزام حماس باتفاقيات وقف إطلاق النار التي يتم التفاوض عليها، وهو أمر بالغ الأهمية، بل يمكنها أيضاً أن تشجع حماس على التصالح مع وجود إسرائيل. وفي هذا الصدد، تستطيع هذه الدول أيضاً أن تعمل، جنباً إلى جنب مع الجهود الجديدة التي تبذلها الصين للتوسط بين السلطة الفلسطينية وحماس، على المصالحة بين الفصيلين. وسيكون هذا أمرًا أساسيًا لتشكيل حكومة فلسطينية منتخبة حديثًا تكون مسؤولة عن كل من غزة والضفة الغربية وتعترف بالدولة الإسرائيلية، وهو ما يتماشى مع موقف السلطة الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو للعام 1993.

ما ورد أعلاه هو الإجراءات الأربعة بالغة الأهمية التي يجب على بايدن اتباعها، ولكن ليس مع استبعاد الخطوات الحيوية الأخرى. في الواقع، ما يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لزيادة تعبئة المجتمع الدولي لدعم هذا الإطار العام. ومن الملحّ إشراك الحلفاء في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية التي يمكن أن تلعب دورا محوريا في إغراء كل من إسرائيل من خلال تطبيع العلاقات معها والحكومة الفلسطينية المنتخبة حديثا من خلال تمويل مشاريع أساسية في الضفة الغربية وغزة. ومن شأن هذه الجهود أن تخلق جبهة موحدة تشجع إسرائيل والفلسطينيين على الالتزام بالمصالحة والسلام.

ونظراً لموقف الولايات المتحدة ونفوذها غير المسبوقين، فإن بايدن ما تزال لديه فرصة فريدة لتغيير ديناميكية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واستخدام مأساة حرب غزة لتعزيز السلام الإسرائيلي الفلسطيني. كان دعمه المطلق لإسرائيل حتى الآن سبباً في إثارة تساؤلات جدية حول الموقف الأخلاقي للولايات المتحدة في حين تعمل عن غير قصد على إطالة أمد الحرب في غزة بكل ما يترتب على ذلك من عواقب مروعة.

لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار؛ وحتى لو فشل بايدن، فيمكنه أن يدعي بشكل مبرّر أنه حاول حاول بصدق.

*د. ألون بن مئير Alon Ben-Meir: صحفي إسرائيلي من أصل عراقي. أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك وزميل بمعهد السياسة الدولية. ولد في بغداد في العام 1937. مختص بسياسات الشرق الأوسط، وخاصة مفاوضات السلام بين إسرائيل والعالم العربي. يعد من داعمي السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومن خصوم اليمين الإسرائيلي المتطرف.


مقالات مشابهة

  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • رئيس الشركة المتحدة للرياضة: منتدى الإعلام الرياضي هدفه نبذ التعصب
  • إسرائيل تطبق سياسة الحرب الشاملة.. وتحاول تهجير الفلسطينيين
  • صواريخ حزب الله تضرب مقر استخبارات قاعدة ميشار الاسرائيلية
  • مساهمة بايدن غير المقصودة في الرعب الذي يتكشف في غزة
  • رئيس الاركان الاسرائيلية: قواتنا تستعد للتحرك هجومياً داخل لبنان
  • بيربوك: الخيار العسكري ليس الحل في غزة
  • وزيرة الخارجية الألمانية: الخيار العسكري البحت ليس الحل في غزة
  • باحث سياسي: نتنياهو وضع المنطقة بالكامل في دوامة يصعب الخروج منها
  • استهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة