جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-11@13:55:19 GMT

ألوان الحرباء

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

ألوان الحرباء

 

 

حميد بن حمد السالمي

يُمكن أن نقول بأنَّ الزواج هو انتقال من عالم "الأنا" إلى عالم "نحن"، فأنت أصبحت متعددا، وشريك الحياة أصبح يُمثلك وتمثله، تنتسب إليه وينتسب إليك، تشتركان سويًّا في السمعة والمكانة والقدر والمصير والهدف في الحياة، وعمَّا قريب تشتركان في الإنجاب والتربية، إنَّ العزلة التي كنت تعيشها والنرجسية التي قد تشعر بها غدت الآن من الماضي، ويتحتَّم عليك التعايش مع نمط حياتك الجديد بقبول تام، وستعي كم هي جميلة هذه الحياة مع مرور الوقت.

ومن أجمل ما ستلحظه في حياتك الجديدة هي المفارقات الممتعة، والتي كانت بمنظورك تحمل طابعا سلبيا؛ فالعناد قبل الزواج قد لا يروق لك، مما يلبث أن يصبح العناد عادة، وقِسْ على ذلك الجنون واللامبالاة والنسيان والتجاهل والنزاع والخصام...وغيرها الكثير، ستستمتع وأنت تشعر باتساع دائرة قدراتك وإمكاناتك على استيعاب هذه المفارقات واحتوائك لها واكتسابك لفنون رائعة، وستدرك كم أنت مذهل وذكي في إدارتك لأزماتك، وكم هي الحياة سهلة وممتعة حينما تقابل وجهها الشاحب بابتسامة.

وهذه المفارقات هي مفاهيم في علاقاتنا الجميلة لا ذنب لها؛ فقد كانت تشتعل لتذيب ثلج هدوئنا الممل الذي كاد أن يقتلنا، فما نلبث نحن أن نرمي عليها الزيت الذي يزيدها اشتعالا فتحرقنا ونجد أنفسنا بمفترق طرق كئيب، وقد كان الواجب أن نسترخي على المدفأة وننصت لبعضنا البعض ونرخي الحبل قليلا وقت الشدة ونشده قليلا وقت استرخائه، وبهذه الطريقة يصبح اتصالنا مثمرا ونحافظ على أجواء مفعمة بالاعتدال والتوازن بدون صقيع يجمد أو لهب يحرق.

هناك روتين قاتل يكتنف الحياة الزوجية يجب أن لا نسمح له أن يتمدد ويتسلل بيننا، ثم يقتل جمال لحظاتنا أو يمتد أكثر من ذلك ويقتل أياما وسنوات من أعمارنا؛ فهمنا لاحتياجات بعضنا البعض يعني فهمنا لكيفية كسر روتيننا الممل وتعطيله قبل أن يسرق منا أجمل اللحظات والمواقف، علينا أن نتبادل الأدوار في تحفيز ما يخمد بدواخلنا من مشاعر وأحاسيس، قد تحتاج الابتسامة لكلمة أو للتذكير بموقف، وقد يحتاج الجسد المتعب لفراش مهيأ ليسترخي، وبالإمكان اختيار الوقت المناسب للمشروب. أما الملابس، فيجب أن تُستبدل باستمرار، وقس على ذلك الوجبات والأصدقاء والترفيه والأعمال وغيرها.

تُعلِّمنا الحرباء درسًا جميلًا وفنا رائعا في اقتناص الفرص واستغلال الحالة المزاجية والرغبة الآنية في استبدال ألواننا، كلما سنحت الفرصة حتى نتمكن من الانقضاض على الروتين وقتله، ليتجدد المزاج وتنتعش الروح، وتتهلل النفس وينشرح الصدر، للذهاب بعيدا هناك؛ حيث استعادة النشاط الذهني والبدني واستمرار دورة السعادة والهناء في كنف الحياة الزوجية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عظم شهيدك| الفريق عبدالمنعم رياض.. “سلم على الشهدا اللي معاك.. سلم على كل اللي هناك”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلام على من أتى الدنيا في صمت وأدى واجبه في صمت ورحل في صمت، وسلام على من أمن الناس دون أن ينتظر مقابل.

التاسع من مارس هو يوم الشهيد، الذي تحتفل به مصر منذ عام 1969، تزامنا مع ذكرى استشهاد القائد العسكري الفريق أول عبد المنعم رياض، على الجبهة المصرية.

وحتى لا ننسى شهداءنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل صون تراب مصر، هنا نتذكرهم ونسلط الضوء على سيرتهم العطرة احتفالا بيوم الشهيد.

ولد عبد المنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919، في قرية "سبرياى"  إحدى ضواحى مدينة طنطا، ويعد الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض، واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين،حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

وقام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في ذلك الوقت  بتكريم عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول، ومنحه  وسام نجمة الشرف العسكرية وهى أعلي وسام عسكري في مصر، ليصبح يوم التاسع من مارس تخليدًا للشهداء ممن ضحوا بأرواحهم للحفاظ على تراب الوطن فى مصر.

وفي التاسع من مارس عام 1969 كانت العسكرية المصرية على موعد مع حادث سطر التاريخ تفاصيله كاملة، عندما لفظ الفريق أول عبدالمنعم رياض أنفاسه الأخيرة شهيدا متأثرا بجراحه على الجبهة مع العدو في حرب الاستنزاف، ضاربا أروع الأمثال في التضحية والفداء من أجل حماية الوطن.

وكان الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي لقبه قادة الاتحاد السوفيتي بالجنرال الذهبي يتقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في أثناء حرب الاستنزاف بين القوات المصرية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، ردا على عدوان عام 1967.

ورغم اشتعال المعارك على الجبهة حينها إلا أنه أراد الاطمئنان على القوات ومتابعة نتائج القتال بنفسه؛ فتوجه إلى الجبهة شمال الإسماعيلية إلا أن مدفعية العدو باغتته بضربة أصيب على إثرها إصابة بالغة، قبل أن يفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، ليسجل له التاريخ واحدة من أروع وأعظم قصص البسالة والشجاعة والفداء.

استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض خلف شعورا بالغضب سيطر على كل المصريين، وجعل الجميع يصر على أن هذا الحادث سيكون نهاية البداية التي ظن العدو الإسرائيلي أنهم سطروها فكان الحادث نهاية للنظر إلى الخلف وبداية التطلع إلى الأمام وتحرير الأرض.

وخرج الشعب في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، لتشييع جثمان البطل الذهبي بعدما منحة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رتبة فريق أول، ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، ليتحول يوم التاسع من مارس من كل عام إلى يوم الشهيد المصري، تخليدًا لذكرى واحد من أشهر العسكريين العرب.

 

مقالات مشابهة

  • النفط يرتفع قليلا رغم مخاوف الرسوم الجمركية والتباطؤ الاقتصادي
  • النفط يرتفع قليلا رغم مخاوف الرسوم الجمركية والركود
  • الكرملين: هناك شبه حرب بالوكالة مستمرة ضد روسيا
  • “الخيانة الزوجية” تضرب عرين حارس برشلونة
  • زوج بدعوى نشوز: زوجتى هجرت مسكن الزوجية وبددت مصوغاتها وتلاحقنى بدعاوى حبس
  • "الخيانة الزوجية" تضرب عرين حارس برشلونة
  • بـفضيحة جنسية.. انتهاء حياة حارس مرمى برشلونة الزوجية
  • يوسف زيدان : لم أفشل في حياتي الزوجية والحب عاطفة
  • عظم شهيدك| الفريق عبدالمنعم رياض.. “سلم على الشهدا اللي معاك.. سلم على كل اللي هناك”
  • فرنسا .. طرح مشروع قانون مثير للجدل لإلغاء الواجبات الزوجية