دعوة عباس لإلقاء كلمة في البرلمان التركي
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أثار التصفيق الحار الذي حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في الكونغرس الأمريكي؛ استياء واسعا في تركيا على المستويين الحكومي والشعبي. وارتفعت أصوات تطالب بالرد على ذلك من خلال دعوة أحد القادة الفلسطينيين ليلقي كلمة في البرلمان التركي، وطالب النائب شاهزاده دمير عن حزب الدعوة الحرة "هدى-بار"، بتوجيه الدعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشهيد إسماعيل هنية، لإلقاء كلمة في البرلمان التركي، فيما طالب نائب عن حزب الرفاه الجديد بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لذات الغرض.
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته لمسقط رأسه، ريزة، انتقد تصريحات ذاك النائب الذي طالب بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية لإلقاء كلمة في البرلمان التركي، وقال إنهم دعوا عباس إلا أنه لم يستجب للدعوة، مضيفا أن الأخير يجب أن يعتذر إلى تركيا بسبب امتناعه عن قبول الدعوة.
الدعوة التي أشار إليها أردوغان، وجَّهها رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إلى رئيس السلطة الفلسطينية، ليلقي كلمة في البرلمان التركي في ذات اليوم الذي ألقى فيه نتنياهو كلمته في الكونغرس الأمريكي. وبعبارة أخرى، أراد رئيس الجمهورية التركي أن يرتفع الرد الفلسطيني على أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي من أنقرة مدوِّيا، إلا أن عباس حرمه من ذلك لأسباب لا تخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني.
أردوغان رفض اتهام حماس بالإرهاب، ووصفها بـ"حركة تحرير وطنية" و"مجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها"، وشبَّهها بالقوى الوطنية التركية التي دافعت عن أراضي الأناضول خلال حرب الاستقلال. ومن المؤكد أن هذه التصريحات أغضبت رئيس السلطة الفلسطينية الذي يرى حماس "عدوه اللدود"
حزب الرفاه الجديد استغل القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حملاته قبل الانتخابات المحلية الأخيرة، إلا أن مطالبته كحزب معارض بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية لإلقاء كلمة في البرلمان التركي يدل على أن قادة الحزب لا يعرفون شيئا عما يحدث في فلسطين؛ لأنهم لو كانوا يتابعون الشؤون الفلسطينية لعرفوا أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني ولطالبوا (مثل "هدى-بار") بدعوة هنية (قبل اغتياله) إلى أنقرة.
محمود عباس انتهت فترة رئاسته في يناير 2008، وكان المفترض أن يسلِّم مهامه إلى رئيس البرلمان الفلسطيني المنتخب، عزيز دويك، وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني، إلا أنه لم يفعل. ويشغل منصب الرئيس منذ ذاك التاريخ كأمر واقع يفرضه من خلال الحيلولة دون إجراء الانتخابات الرئاسية، وبفضل صمت المجتمع الدولي على عدم شرعية رئاسته. كما أن شعبية عباس في الحضيض وفق نتائج كافة استطلاعات الرأي، وأن الأكثرية الساحقة من الفلسطينيين يطالبون رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 88 عاما، بالاستقالة.
هناك اختلاف في موقفي أنقرة ورام الله من حركة حماس والعدوان الإسرائيلي على القطاع. وكان أردوغان وصف في البداية ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بـ"الخطأ"، إلا أنه سرعان ما تراجع، وجاءت تصريحاته بعد ذلك مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، ولافتة إلى أن أصل المشكلة هو وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ومؤكدة أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ما هو إلا نتيجة الظلم الذي يمارسه المحتلون منذ عقود.
أردوغان رفض اتهام حماس بالإرهاب، ووصفها بـ"حركة تحرير وطنية" و"مجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها"، وشبَّهها بالقوى الوطنية التركية التي دافعت عن أراضي الأناضول خلال حرب الاستقلال. ومن المؤكد أن هذه التصريحات أغضبت رئيس السلطة الفلسطينية الذي يرى حماس "عدوه اللدود"، كما يرفض مبدأ مقاومة الاحتلال بالسلاح، على الرغم من أنه حق مشروع يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما يعتبر عباس التنسيق الأمني مع إسرائيل لتكبيل يد المقاومة ومطاردة المقاومين في الضفة الغربية "أمرا مقدَّسا" لا يجوز المساس به بأي حال.
تركيا وقفت دائما على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية، ودعمت الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وسعت إلى إنجاح جهود المصالحة لتعزيز الموقف الفلسطيني أمام إسرائيل. ولكن لا أحد ينتظر منها أن تصمت على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي
عباس في كلمته في القمة العربية الأخيرة اتهم حركة حماس بـ"توفير ذرائع ومبررات لإسرائيل كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلا وتدميرا وتهجيرا"، وادَّعى بأن "موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الدولية، يصب في خدمة إسرائيل". ومن المعلوم أن عباس هو الذي انقلب على خيار الشعب الفلسطيني وإرادته الديمقراطية الحرة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، وهو أكبر عائق أمام إنهاء حالة الانقسام من خلال اشتراطه الاعتراف بإسرائيل وشرعية الاحتلال في 78 في المائة من أراضي فلسطين التاريخية.
سفير فلسطين لدى أنقرة، فائد مصطفى، صرح بأن عباس وافق على تلبية الدعوة لزيارة تركيا، وأن العمل جار على تحديد موعدها من خلال الاتصالات الرسمية عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين. وإن كان عباس سيأتي إلى تركيا ليجرِّم المقاومة الفلسطينية ويكيل الاتهامات لحماس في كلمته في البرلمان التركي؛ فمن المؤكد أن عدم مجيئه أفضل من مجيئه.
تركيا وقفت دائما على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية، ودعمت الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وسعت إلى إنجاح جهود المصالحة لتعزيز الموقف الفلسطيني أمام إسرائيل. ولكن لا أحد ينتظر منها أن تصمت على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والدماء الطاهرة التي يسفكها في قطاع غزة، مراعاة للتوازنات الفلسطينية.
x.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو تركيا الفلسطينيين حماس محمود عباس أردوغان تركيا فلسطين حماس محمود عباس أردوغان مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس السلطة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی کلمته فی من خلال أن عباس إلا أن
إقرأ أيضاً:
بالصور: الهلال الاحمر الفلسطيني يستقبل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين
استقبل الدكتور حيدر القدرة، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة ، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين والأراضي المحتلة، جوليان ليرسون، والوفد المرافق له اليوم وذلك في خانيونس.
وأكد الدكتور القدرة خلال اللقاء على أهمية استمرار تكاتف جهود جميع المؤسسات لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة في قطاع غزة لاسيما في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع منذ عام ونيف، واستعرض الدكتور القدرة الخدمات الطبية والإغاثية والإنسانية التي تقدمها طواقم الجمعية لأبناء الشعب الفلسطيني بالتعاون مع الهيئات المحلية والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
بدوره أثنى بيرسون على جهود طواقم ومتطوعي الجمعية وتدخلاتها الإنسانية منذ اليوم الأول للحرب مشيراً إلى التزام البعثة ببذل كافة الجهود الممكنة للتصدي للأزمة الإنسانية في غزة، وتقديم كل الدعم الممكن والاستمرار في التعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لتحسين الظروف الإنسانية.
وقام الوفد بزيارة مستشفى القدس الميداني، التابع للجمعية في منطقة مواصي خانيونس، واطلع هناك على اهم الخدمات الطبية المقدمة، واستمع من الفريق الطبي لأبرز التحديات والاحتياجات.
زار أحد مخيمات الايواء التابعة للجمعية في خانيونس، والتقى بإحدى العائلات المقيمة هناك، للوقوف عن كثب عن الظروف الحياتية للنازحين هناك واحتياجاتهم الإنسانية.
وتوجه الوفد الزائر إلى المدرسة المظللة، التي انشأتها الجمعية لتعليم الطلاب في المراحل الدراسية الابتدائية، حيث تم استعراض الخطة التعليمية المطبقة في المدرسة وأنشطة الدعم النفسي الاجتماعي التي تنفذ مع الأطفال.
وفي ختام الزيارة، شاهد الوفد الزائر فيلماً يوثق مراحل الاستجابة الإنسانية للجمعية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، واستعراض اشكال الانتهاكات التي لحقت بمنشئات وطواقم وعربات الإسعاف التابعة الجمعية.
المصدر : وكالة سوا