سواليف:
2025-01-24@23:17:49 GMT

شذرات عجلونية (56)

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

#شذرات_عجلونية (56)

ألا حيّها #عجلون من بُرْدَةِ الهوى           أسامرها بدرًا؛ فترسمني شمســا

الدكتور: علي منعم محمد القضاة

القراء الأعزاء؛ أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أينما كُنتُم، وحيثما بِنتُم، نتذاكر سويًّا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأنٍ ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذَّهب، عجلون الحُبِّ والعتب؛ لنطوف العالم بشذراتنا، راجيًا أن تستمتعوا بها.

مقالات ذات صلة صَفقوا للقاتل 2024/07/30

وتدور عجلة الزمن

دارت بنا السنون أربع دورات (سنوات) ونحن نقرع باب مجلس النواب بمرشح جديد نرجو الله له التوفيق، وسوف تواصل شذراتي موضوع الانتخابات والخوض فيها، -عافانا الله مما ابتلى به كثيرا من خلقه-، ولكن شذرتي هذه ستأخذ بُعداً آخر، يكثر اللغط حوله وتتناثر الأحاديث في الخلوات عنه، ولكنني سوف أكون صريحاً ومباشراً في كلامي فهي عادتي التي تعرفون، لا أحب التورية ولا التقية، ولا حتى أحب الفرس ومعتقدهم الباطل بالتقية، ولا أقصد عشيرة القضاة فقط بل في كل أنحاء العالم، وفي كل المناسبات وليس فقط الانتخابات.

لا للمال الأسود

          منذ العودة إلى الحياة البرلمانية، في عام 1989، ومعظم المرشحين يسعون لاجتذاب أكبر عدد من الناخبين، وقد سلك الكثير منهم طرقاً متعددة وكثيرة، ومن إحدى هذه الطرق إلحاق النسب بمن لا ينتسبون لعشيرة المترشح ولا لأهله، ولكن طمعا في أصواتهم، ومنها المال الأسود الذي فاحت رائحته النتنة في كل العالم وليس فقط في الأردن.

          وفي حالة المال الأسود (الرشوة) يخبرنا عليه السلام في الحديث الذي رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، َعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ

          يقول الله سبحانه وتعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب:5]. وفي هذا تنبيه من رب العالمين لكل المترشحين والناخبين، لمن كان قد انتسب إلى غير أبيه لغايات انتخابية، وجب عليه أن يصحح نسبه بالانتساب إلى أبيه في كل المعاملات والمناسبات والوثائق، ولن يثبت له نسبه تزوير الوثائق.

          روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي ذرٍ رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من رجلٍ ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلاَّ كفر.

          كما روى مسلم من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً.

          وَعَنْ أَبي ذَرٍّ أنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: لَيْسَ منْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْر أبيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلاَّ كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَليَتَبوَّأُ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار …، وَهَذَا لفْظُ روايةِ مُسْلِمِ. ((4/1805

          الإسلام يدعو إلى صلة الأرحام

          نظَّمَ الإسلامُ العَلاقاتِ بيْن الأرحامِ، واهتَمَّ اهتمامًا بالغًا بِصِلَةِ الأرحامِ، وأسَّسَ قواعدَ الرَّحمةِ والمودَّةِ في هذه العَلاقاتِ؛ حتى لا يُفسِدَها شَيءٌ. فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أن نعرف من أنسابنا ما نصل به أرحامنا، وهذا أمْرٌ بمَعرفةِ الأنسابِ، ” أعرفوا أنسابكم تَصِلوا أرحامَكم ” وهي القَراباتُ، أي: تعرَّفوها وابْحَثوا عنها، وإنَّما يقَعُ العِلْمُ بأصلِها بتَظاهُرِ الأخبارِ وتَواتُرِها، ولا يُمكِنُ في أكثرِها مَعرفةُ العِيانِ، “تَصِلوا أرحامَكم” أي: مِن أجْلِ أنْ تَصِلوها بالإحسانِ، أو أنَّكم إنْ فعَلْتم ذلك وصَلْتُموها؛ “فإنَّه لا قُرْبَ بالرَّحِمِ إذا قُطِعَتْ وإنْ كانتْ قَريبةً، ولا بُعْدَ بها إذا وُصِلتْ وإنْ كانتْ بَعيدةً”، والمعنى: أنَّ قَطْعَ الأرحامِ يُوجِبُ النُّكرانَ والتنافُرَ بيْن الأقاربِ، وأنَّ الدرجةَ النَّسَبيةَ أقرَبُ مِن غيرِها، وعلى العكسِ؛ فإنَّ الإحسانَ وصِلَةَ الرَّحمِ يُوجِبانِ العِرْفانَ والقُرْبَ بيْن الأقاربِ وإنْ كانوا في الدَّرجةِ النَّسَبيةِ أبعدَ مِن غيرِهم. وفي أحاديثه صلى الله عليه وسلم: الحثُّ على تَتَبُّعِ القَراباتِ ومَعرفتِهم.

          أحاديث نبوية في صلة الأرحام

          روى البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح بلفظ: حدثنا أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو؛ أنه سمع أباه يحدثُ عن ابن عباس؛ أنه قال: “احفظوا أنسابكم، تصلوا أرحامكم؛ فإنه لا بُعدَ بالرحمَ إذا قرُبَتْ، وإن كانت بعيدة، ولا قُربَ بها إذا بَعُدَتْ وإن كانت قريبة، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها”

          وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مَثْرَاة في المال، مَنْسَأة في الأثر”. رواه الترمذي، وأحمد، والحاكم.

ألا هلْ بلّغتُ؟ اللهمِّ فاشهدْ

وبناءً على ما تقدمَ من نصوصٍ شرعيةٍ واضحةِ الدلالة؛ فإن ما يقومُ به بعضُ الناخبين وبعضُ المرشحين للانتخابات من تزويرٍ، أو تلفيقٍ في موضوع الأنساب مخالفةٌ صريحةٌ للحكم الشرعي، وتحدٍّ واضحٌ لتلك النصوص التي تُشكِّل المقياسِ الأولَ والمرجعَ الثابت والأساسيَّ الذي يَحكمُ تصرفاتِ الإنسانِ المسلمِ الذي يتقي اللهَ ويعملُ بقاعدةٍ فقهيةٍ راسخةٍ تقولُ: (لا يُتوصَّلُ إلى الحلالِ بالحرامِ). فهل يستحقُّ ذلك الفتاتُ وتلك المكاسبُ البائسةُ الزائلةُ التي يحصلُ عليها المرشحُ، أو الناخبُ أن يجازفَ بمخالفة الأحكام الشرعية؟ ألا هل بلغتُ؟ اللهم فاشهدْ.    

الدكتور علي منعم القضاة

أستاذ مشارك في الصحافة والإعلام الرقمي

E-mail:dralialqudah2@gmail.com

Mob: +962 77 77 29 878

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عجلون صلى الله علیه وسلم ر أبیه

إقرأ أيضاً:

فضل ليلة الإسراء والمعراج.. إحياء الذكرى بالعبادات والطاعات

تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج، الأحد المقبل، تلك الليلة المباركة التي شهد فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم رحلة مدهشة من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم صعوده إلى السماوات العُلا.

الإسرء والمعراج

الإسرء والمعراج لا تعد ذكرى تاريخية فحسب، بل هي مناسبة روحية ودينية عظيمة، تحث المسلمين على زيادة العبادة والطاعة، وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية على حقيقة وقوعها، وبينت تفاصيلها بما يتوافق مع النصوص الشرعية.

حقيقة الإسراء والمعراج

بينت دار الإفتاء المصرية، أن الإسراء والمعراج حدثًا حقيقيًا وقع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس مجرد رؤية أو رؤية رمزية، بل حدث يقظة بفضل الله عز وجل، مؤكدة على أن جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين يتفقون على وقوع هذه الرحلة المباركة.

ليلة الإسراء والمعراج

أوضحت دار الإفتاء أن الله تعالى اصطفى نبيه في تلك الليلة، حيث أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفي هذا المكان صلى بالأنبياء والملائكة عليهم السلام، ثم ارتقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات السبع، حيث عُرِج به إلى المقام الأعلى، وشهد خلالها العديد من الآيات التي أعدها الله تعالى للمتقين من نعيم الجنة وعذاب النار.

أبرز الآيات التي عُرضت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في ليلة الإسراء والمعراج:

الجنة: يشاهد فيها ما أعده الله له ولأحبائه من الثواب والنعيم، وكان هذا العرض بمثابة بشارة للمسلمين من المتقين الذين يسيرون على هدى الله.

النار: شاهد ما أعده الله لأعدائه من العذاب الأليم، وهذه المشاهد كانت تحذيرًا للكافرين والمشركين، ونذيرًا من الله لعلهم يتوبون ويعودون إلى الطريق المستقيم.

إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات

تشير دار الإفتاء إلى أنه من المستحب إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالعبادات والطاعات، حيث يُستحب للمسلمين في هذه الليلة القيام بالعديد من الأعمال الصالحة مثل:

إطعام الطعام: من خلال تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين.

إخراج الصدقات: لتكريم الفقراء والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية.

السعي على حوائج الناس: يساعد المسلمون في قضاء احتياجات الآخرين وتلبية مطالبهم.

الإكثار من الذكر والاستغفار: وهي من أفضل الطاعات التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذه الليلة المباركة.

ليلة الإسراء والمعراج، ليلة عظيمة في تاريخ الإسلام، وتعتبر من الليالي العظيمة التي يجب أن يتذكرها المسلمون دائمًا، ليس فقط باعتبارها حدثًا تاريخيًا، بل بما تحمله من معاني دينية وروحية عميقة، فقد كانت هذه الرحلة فرصة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليحظى برؤية آيات الله الكبرى، وإرسال رسائل هامة للبشرية.

إحياء ليلة الإسراء والمعراج

في هذه المناسبة المباركة، تذكر دار الإفتاء المصرية المسلمين بضرورة الحفاظ على إحياء هذه الليلة بالعبادات والطاعات، وتوجيه العناية لتحصيل الثواب والنعيم من الله تعالى، والابتعاد عن المكاره والعذاب.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري يفجر مفاجأة.. «الإسراء والمعراج» ليس حصرا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • فضل ليلة الإسراء والمعراج.. إحياء الذكرى بالعبادات والطاعات
  • الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج
  • 7 سنن في يوم الجمعة يجب تحريها حتى يكتمل الثواب
  • قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل pdf
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس في القرآن الكريم
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم