ما الحجج التي يسوقها البعض لتبرير الاستدانة من أجل السفر؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة أجراها موقع التمويل "WalletHub" في عام 2023، أنّ 25% من الأمريكيين يعتقدون أنّ الاستدانة من أجل قضاء إجازة جيدة أمر مستحق.
وتبيّن أنّ سبب وقوع الغلبية تحت وطأة الديون يعود إلى تراكم نفقات السفر على بطاقات ائتمانهم، وأبلغ 20% من المشاركين عن تفضيلهم تخطّي دفع فاتورة بطاقة الائتمان، وإنفاق المال بهدف قضاء إجازة.
وتعتقد إليزابيث كوريد-هالكيت، أستاذة السياسة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا، أنّ الاتجاه الحالي للسفر الذي انتقل من كونه "اختياريا" إلى "أولوية"، بدأ أثناء الأزمة المالية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وازداد بعد جائحة كورونا.
وأوضحت: "لم يكن في وسعنا التنبؤ بالطريقة التي أثرت فيها الجائحة على الأجيال المختلفة بطرق مختلفة، لكن فكرة أن الاستمتاع بالحياة مهم، ومدى أهمية العيش حياة جيدة، ساهم بتغيير كيفية إنفاق الناس لأموالهم".
وبذلك أشارت هالكيت إلى مقابلة أجريت عام 2017، مع قطب العقارات الأسترالي تيم غورنر التي بدا فيها أنه يغمز ضمنًا، إلى جيل الألفية الذي لا يستطيع تحمل تكاليف المشتريات الكبيرة مثل الدفعات الأولى للمنازل، لأنهم ينفقون كل دخلهم المتاح على خبز الأفوكادو المحمص.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
وساوس شيطانية
عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، لا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ بعينها، لأننا حينئذ سنكون قد وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.
إذن، ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار «القطيع»، أو تلك المفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع منطق الأشياء، أو تتنافى مع معطيات العقل والتطور، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!
الآن يعيش كثيرون شعورًا متطرفًا، ما بين «الأخلاقي» و«الإنساني»، حيث تستمر المِحْنَة، خصوصًا عندما تُغْرِقُنَا الحياة بهوامشها وتفاصيلها، لتقودنا إلى شعورٍ بالسُّوءِ تجاه آخرين، فتمتلئ نفوسهم بالرغبة في الانتصار عليهم.. آملين رؤيتهم يتألمون ويسقطون، ليشفوا غليلهم!
«إشكالية» متكررة، يمكننا رصدها عند «التعاطف الإنساني» مع الكوارث أو المصائب، لمَن نكون على خلاف معهم، عبر مِنَصَّات «السوشيال ميديا»، حيث التعليقات الشاذَّة، التي لا تمتُّ إلى الأخلاق أو الإحسان بصلة، بل تنحدر إلى قاعِ الشَّماتة، وكأنَّ معاناة الآخرين قِصَاص يستحقونه!
للأسف، عندما نسمع أن كارثة أو مصيبة حلَّت هنا أو هناك، قد نلحظ بوضوحٍ ذلك التباين الأخلاقي، الذي يقع فيه البعض، أمام حادث إنساني، لتتحول أصداؤه إلى جدلٍ عقيمٍ، ومعارك ضارية من القدح والذمّ والتلاسن عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، تعقبُ تعاطفًا أو شماتةً، لتُغري البعض بنشوة الانتصار والفرح.. وفي الحالتين يبقى شعورًا متطرفًا، يُخَلِّف أثرًا سلبيًّا ينتقص من مساحة الإنسانية ونقائها.
وبما أن الشَّمَاتةُ تعني السماح للكُرْهِ أن يستوطن نفوسنا ومشاعرنا، وللحقد بأن يُلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يتملكنا ويحاصرنا، فإن الأخلاق الدينية والإنسانية، في أقل درجاتها، تدعو لضبط النَّفْس والمشاعر، وعدم إبداء الفرح لِسُوءٍ أَلَمَّ بالآخرين.
ذلك الشعور المتطرف بالشماتة من «أصحاب المواقف المدفوعة مقدمًا»، قد يكون ظنَّا منهم أن الله تعالى أعطاهم صكوك الغُفران ومفاتيح الجِنان، أو أنهم «مُحَصَّنون» غير مُعَرَّضِين للمصائب والابتلاءات، أو أن الدنيا ستكون متقلِّبة على غيرهم فقط!
إذن، يجب الابتعاد عن تلك الاصطفافات الحادَّة، والشماتة، وكَيْل الاتهامات للآخرين، الذين حَلَّت بهم الكوارث، والادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، أو تحديد المصير الأخروي، أو مَنْح صكوك الجنة والنار، لأن ذلك يتنافى كليًّا مع المنطق الإنساني والأخلاقي.. بل يسيئ للعدالة الإلهية المُطْلَقَة!
أخيرًا.. إن مسألة مَنْح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو ثقافيًّا، ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب البائس والشعور المتطرف، ودليل إضافي على الإفلاس الفكري والأخلاقي!
فصل الخطاب:
يموتُ كُثُرٌ وهم على قيد الحياة.. في جُعبة الموت لا توجد كلمة انتهاء، لأن الموت لا يسلب حياةً، ولا يفزع أرواحًا، لكنه فقط قادر على كشف معادن الناس وأخلاقهم وإنسانيتهم.
[email protected]