قدر العراق أن يكون قربانا
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
آخر تحديث: 31 يوليوز 2024 - 11:18 صبقلم: سمير داود حنوش لا يُعرف إن كان ثرثرة كلام أم سيناريو يجري ترتيبه خلف الكواليس، في كل الأحوال فقد توزعت ردود أفعال العراقيين حول تغريدة نشرها المدون الإسرائيلي إيدي كوهين على منصة إكس يحذر فيها الميليشيات العراقية من أن ميناء البصرة سيلاقي نفس مصير ميناء الحديدة إذا أطلقت صواريخها نحو إسرائيل، ورغم أن التغريدة لاقت سخرية واستهزاء من بعض العراقيين، إلا أن البعض الآخر وجدها فرصة للتمعّن ودراسة ما خلف هذه التغريدة.
مفاجآت سياسية من النوع الثقيل بدأ يسجلها المشهد الدولي الذي سيجعل العراق مُرغما على الدخول في دوامته، كانت أولاها انتخاب الرئيس الإصلاحي الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في وقت أربك حسابات القوى الفصائلية التي تهيمن على المشهد السياسي في العراق. ويدعو مسعود بزشكيان إلى سياسة أكثر تسامحا وانفتاحا على الغرب وضرورة عدم البقاء في القفص إلى الأبد. وهو ما يشير إلى توجه يحمل في عمقه تغيرا في الإستراتيجية الإيرانية التي قد تمتد إلى منطقة الشرق الأوسط، لكن ذلك لا يمنع إيران من استخدام أذرعها الموجودة في المنطقة لتنفيذ غاياتها ومآربها وتحقيق منافع حتى ولو على حساب شعوب المنطقة، فقد صرّح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في ملتقى قادة القوات البرية للحرس الثوري بأن “نشاطات المقاومة التي يقوم بها حزب الله في العراق وحزب الله اللبناني وعملية الوعد الصادق، هي أحداث كبرى ستغير تدريجيا الخارطة السياسية للعالم الإسلامي وغرب آسيا”.ماذا لو عاد ترامب إلى الرئاسة في البيت الأبيض ومكتبه يحتفظ بمذكرة القبض التي أصدرها بحقه القضاء العراقي بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، وكيف سيتعامل الرئيس الجديد للولايات المتحدة مع ذلك الموقف العراقي الذي صدر ضده؟ وهل من المعقول ألّا يرد الصفعة لتشمل النظام السياسي برمته؟ بعد تغريدة السفيرة الأميركية في بغداد إلينا رومانوسكي بشأن الحوار الجاري بين العراق والولايات المتحدة وعدم تطرقها إلى ملف الانسحاب، فيما أشارت إلى الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الأمني الثنائي والعلاقات العسكرية، التي تعكس التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم سيادة العراق وأمنه واستقراره وبقراءة أولية للبيان، تظهر سذاجة من يقول إن القوات الأميركية ستخرج من العراق، كما يظهر تراجع الأصوات الداعية إلى انسحاب القوات الأميركية من العراق خصوصا إذا جلس في البيت الأبيض رئيس مثل ترامب. معادلة “ميناء الحديدة مقابل تل أبيب” قد تستدرج دولا أخرى إلى الصراع، فقد أكد الأمين العام لحركة النجباء العراقية أكرم الكعبي أنّ الهجوم الإسرائيلي على الميناء اليمني “لن يُترك من دون رد وعقاب”، ما عزز انتهاء مهلة الأربعة أشهر التي أُعطيت لوقف عملياتها ضد الأميركان، من أجل إعطاء المبادرة للحكومة العراقية للتفاوض مع الأميركان لغرض خروجهم من العراق. والدليل على انتهاء الهدنة هو الصواريخ التي انهالت على قاعدة عين الأسد معلنة البدء بفصل جديد من الاشتباك. انقلاب الفصائل المسلحة على الحكومة العراقية وتعهداتها بالالتزام بوقف الهجمات سيدفع الإدارة الأميركية إلى أخذ زمام المبادرة والتعامل مع الموقف بإرادة أميركية بحتة ودون اللجوء إلى الحكومة العراقية، ما قد يعيد إلى الأذهان محاولات الاستهداف الأميركي للفصائل وقادتها بشكل أو آخر وعلى الأراضي العراقية. اللوبي الأميركي الذي تبنّى اتهام نتنياهو بأن إيران تموّل الاحتجاجات داخل أميركا، يجعلنا نستعيد الذاكرة للأحداث التي سبقت إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عندما تم التحشيد الإعلامي ومن ورائه العسكري لضرب العراق. نتنياهو يريد من عنوان اتهام إيران بالاضطرابات أن يجعل كرة الثلج تكبر، ليصنع رأيا عاما ضد إيران عندما يحين موعد الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. الشرق الأوسط يعيش على صفيح ساخن، ينتظر شرارة صغيرة لاندلاع حريق قد يأكل الأخضر واليابس، يكون وقوده العراق ودولا في المنطقة لا ناقة لها سوى حركات بهلوانية يُراد لها التأثير في السياسة لصالح إيران التي تلعب بالبيضة والحجر، وهي على استعداد لحرق العراق بأكمله من أجل عيون نظامها. فهل سيكون مصير العراق مثل مصير الحديدة؟ نتمنى ونرجو غير ذلك.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت- عاجل
بغداد اليوم - متابعة
كشفت السفارة العراقية في لبنان، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تفاصيل مهمة تتعلق بإيواء العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت عبر منفذ المصنع الرابط بين الدولتين، مبينة أنها تكفلت بتأمين كل متطلباتهم لحين عودتهم الى سوريا او العراق حسب رغبتهم.
وقالت القائم بأعمال السفارة العراقية ببيروت ندى كريم مجول في حديث لـ "بغداد اليوم" إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائبه وزير الخارجية فؤاد حسين يتابعون عمل السفارة والتوجيهات منهم مستمرة لتقديم افضل خدمة لمواطنينا الذين تركوا سوريا باتجاه لبنان، وعليه فان السفارة عملت على تهيئة كل الظروف الملائمة لخدمتهم بغية تجاوز المحنة الحالية التي يمرون بها، سيما وان اغلبهم لا يمتلك قوت يومه.
وعن موضوع مستمسكاتهم الرسمية أوضحت مجول أن السفارة أصدرت جوازات للمواطنين الذين عبروا الحدود السورية باتجاه لبنان بغية تهيئة الأجواء المناسبة لغرض مغادرتهم لبنان باتجاه العراق حال رغبتهم بذلك، حيث ان مدة هذه الجوازات تصل لستة اشهر وبالتالي هي مدة كافية لتحديد خيارهم بالعودة الى سوريا او بلدهم العراق.
وأضافت أنه "تم التنسيق مع السلطات اللبنانية منذ اليوم الأول للازمة بسوريا وتابعت موضوع تسهيل دخول العراقيين الى لبنان والتكفل بعدها بتدقيق اوراقهم امنيا لضمان وضعهم الأمني حسب رغبة الجانب اللبناني، وعليه ذللنا كل العقبات اتجاه مواطنينا لضمان سلامة دخولهم ووصولهم للعاصمة بيروت"، موضحة أن "بعضهم ذهب الى مدينة بعلبك اللبنانية التي تابعت السفارة وضعهم حيث تفاجئت بوجود موكب حسيني مقدم من ال الصدر لتقديم الطعام والشراب على مدار اليوم للعراقيين وغيرهم ممن قدم الى لبنان، وهذا يعبر عن شيم العراقيين في فتح ابوابهم أينما كانوا لخدمة أبناء بلدهم وباقي المواطنين".
وبينت مجول ان السفارة تفتح أبوابها لجميع العراقيين لمعالجة موضوع مستمسكاتهم وجوازات السفر بغية تسهيل مهمتهم كون البعض منهم قد يرغب بالعودة الى العراق من سوريا او لبنان عبر الطائرات المجانية ( طائرات الاجلاء ) التي تحدث عنها رئيس الوزراء لإعادة مواطنينا الى بلدهم كالتزام حكومي اتجاه أبناء الشعب العراقي.
وعن الأطفال العراقيين الذين ولدوا في سوريا وليس لديهم جوازات أكدت مجول أن السفارة يسرت دخولهم الى لبنان مع بداية الازمة بدمشق وبينت انها تواصلت مع مدير عام الأحوال المدنية والإقامة والجوازات في العراق اللواء نشأت الخفاجي لإيجاد الحلول السريعة لهم لغرض اصدار جواز رسمي للأطفال بعدها يتمكنون من اكمال مستمسكاتهم في العراق وبالتالي فانها طرحت جملة من الحلول على اللواء الخفاجي والأخير تعهد بدراستها لتسهيل مهمة الأطفال العراقيين الذين ولدو في سوريا وليس لديهم مستمسك عراقي عدا بيان الولادة السوري وبالتالي فان سفارة العراق ببيروت تنتظر الحل لإصدار الجواز لهم كون إصداره دون موافقات من الجهات المعنية ليس من صلاحياتها.
ونفت مجول ما ذكرته وسائل اعلام وصفحات تواصل اجتماعي عن وجود مواطنين عراقيين عالقين بين الحدود السورية اللبنانية في منفذ المصنع مبينة انها توجهت رفقة وفد من السفارة العراقية وتحدثت مع الجهات الأمنية بالمنفذ المذكور فلم تجد أي مواطن عراقي عدا الذين دخلوا من بداية الازمة.
وأكدت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت عبر "بغداد اليوم" بان السفارة وكونها تمثل وزارة الخارجية العراقية فأنها تتابع ملف العراقيين في لبنان وملف العراقيين القادمين من سوريا الى بيروت وهي تسعى لتذليل أي مشاكل بناء على توجيهات أصدرها وزير الخارجية فؤاد حسين.