osmanyousif1@icloud.com

من أفضل النعم التي قد تُمنح للكاتب هي القدرة على نشر الوعي وتوجيه المجتمع نحو قضايا جوهرية، مثل التعليم، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للتقدم والتنمية. وتحديداً، فإن تعليم المرأة يحمل أهمية خاصة، فقد كرّمها الله تعالى وأعلى من شأنها، وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع، فالمرأة المتعلمة قادرة على تغيير واقعها وواقع مجتمعها.



وصلني عبر البريد الإلكتروني رسالة من السيد آدم إسماعيل، أبدى فيها تقديره لما أقدمه من كتابات في هذا المجال. ومع أنني أشعر بالامتنان لهذا التقدير، إلا أنني لا أرى نفسي أكثر استحقاقاً للثناء من السيد آدم وفريقه في منظمتهم الخيرية التي أطلقوا عليها اسم “راقية”. هذا الاسم وحده يعبر عن ألف مقال أو نص، ويعكس جوهر رسالتهم النبيلة في العمل من أجل الفئات المهمشة والمحتاجة.

نحن نكتب بأصابع باردة في مكاتبنا، بينما يواجه آدم وفريقه حرمان الفقر والجهل والفقر، هذا الثلاثي الذي يُعد من ألد أعداء البشرية منذ الأزل وحتى يومنا هذا. في الوقت الذي تتسابق فيه البشرية نحو التقدم والتطور التكنولوجي، نرى أن هناك من يسعى جاهدًا لمكافحة هذه التحديات التي تواجه مجتمعنا وما هم إلا أعداء للنور ويودون ان يكون الناس جهلاء حتى يسهل السيطرة عليّهم..

إن الحرب التي فرضت على وطننا بلا ذنب اقترفه أهله، زادت من معاناة أبنائنا وبناتنا، وتسببت في تعطيل عجلة التنمية والتعليم. ومع ذلك، نجد من أمثال السيد آدم وفريقه من يعملون بلا كلل أو ملل لإزالة العثرات التي تواجه بناتنا داخل الوطن الجريح. إن جهودهم تمثل شعاع الأمل الذي يضيء لنا الطريق في زمن مظلم.

ومن هنا، فإن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح سبيلاً للمساعدة في تحسين أدائنا وتجاوز العقبات التي قد تعترض طريقنا. شخصياً، أجد أنني استفدت كثيرًا من هذه التقنيات في تجاوز عثرات كتاباتي، وجعلتها أكثر فعالية وتأثيراً. فجميعنا نخطئ ونتعثر، لكن المهم هو الاستمرار في المحاولة والسعي نحو الإصلاح والتحسين.

التعليم والتقدم الاجتماعي:

يظل التعليم هو السلاح الأقوى والمضني لمحاربة الفقر والجهل، فهو القادر على تغيير المجتمع من القاع إلى القمة. وتعليم المرأة بالذات يمثل استثمارًا حقيقيًا للمستقبل، فالمرأة المتعلمة هي القادرة على ان تساهم في تربية وبناء أجيال واعية ومدركة لقيمها ودورها في الحياة. لذا، فإن توفير فرص التعليم للجميع، وخاصة للنساء، يجب أن يكون من الأولويات الوطنية لكل مجتمع يسعى إلى النهوض والتقدم.

ختامًا:
أود أن أعبر عن شكري العميق للسيد آدم إسماعيل ولكل العاملين معه في منظمة “راقية”. إن جهودهم لا تقدر بثمن، وهي بمثابة الإلهام الذي يدفعنا جميعًا للمساهمة في بناء مستقبل أفضل. إن الكتابة وحدها لا تكفي لإحداث التغيير، ولكن العمل الميداني والتفاني في خدمة المجتمع هو ما يصنع الفرق الحقيقي.

نحن في زمن الحرب، والكتابة في مثل هذه الأوقات تفرض علينا مسؤولية أكبر تجاه مجتمعنا. فلنكن جميعًا صوتًا للحق ويدًا للبناء، لعلنا نساهم في إعادة بناء وطننا الجريح والنهوض به نحو مستقبل أفضل.

واخيراً اود ان احزي للأستاذ ادم ورفاقه كامل شكري واحترامي واسأل الله أن يوفقنا جميعاً
لخدمة الوطن..

الاخ الفاضل عثمان يوسف
تحية طيبة
قرأت كتابك حول تعليم وتمكين المرأة في السودان مع عقابيل الحرب ومالاتها غير المعروفة.
قدمت مبادرة لانشاء مراكز راقية في كل قرية في السودان وفي كل حي في المدن.
لتقوم بدور مماثل لاندية الرجال مع اضافات عديدة،لتشمل برنامج للتدريب في كثير من المهارات،مثل:
التغذية والطهي.
التفصيل والخياطة
الكمبيوتر.. الانترنيت كمصدر المعلومات ورفع تلوعي
الزراعة المنزلية.والبستنة
الاسعافات الاولية.وعيادة طبية وفقا الوضع في كل منطقة
انشاء نواة لمكتبة..تنمو بدعم المواطنين...كتاب من كل بيت..مثلا.
مع تقديم المحاضرات..وان تضحي مراكز تدريب وتطوير قدرات المرأة (راقية) ..نقاطا للاشعاع و رفع تلوعي.
تم انشاء مركز راقية بقرية ود بترو بمنطقة الحلاوين بواسطة احدي السيدات بمنزل الأسرة الخالي(كما تعلم توجد منازل كثيرة خالية بقري السودان)..
كذلك انشات الصحفية عواطف عبداللطيف مركز راقية بقريتها قريبا من دنقلا.
مبادرة مراكز راقية للجميع...وهي غير مركزية وتعتمد علي المعدات التي يتبرع بها المواطنين وغيرهم.
كما تتبني نهج التدريب الانتاجي.بما يضمن الاستمرارية .
تحياتي

اسماعيل ادم محمد زين  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: السید آدم

إقرأ أيضاً:

الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها

الأستاذ فتحي الضو:

في ندوة بأيوا ستي عن الحرب ومآلاتها والسيناريوهات المحتملة

* في الندوة التي أقامتها الجمعية السودانية الأميريكية لخدمات المجتمع بأيوا سيتي أمس الأول تحدث الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرار الحرب .

قال إن الحرب هي إمتداد للسياسة بطريقة أو أخري,كما قال المفكر الألماني كارل كلاوزفيتز ولكن الحرب الدائرة الآن هي حرب الجنرالات , حرب تغبيش الوعي وإبعاد الناس المتضررين بالحرب عما يحدث فيها, قال إنها حرب من صنع الجبهة الإسلامية لأنها فقدت السلطة التي أدمنتها طوال الثلاثين سنة الماضية وما زالت تتربص بها , يقول البعض إن هذه الحرب قسمت المجتمع السواني, وهذا غير صحيح, فهي حرب الأغلبية الساحقة مقابل أقلية فلولية من بقايا النظام البائد عسكريين ومدنيين.
و كذلك هناك سؤال غبي يطرح دائما أنت مع الجيش أم الدعم السريع ؟ رد بقوله : أنا لم أستشر في هذه الحرب فلماذا استشار في تعريفها ، الثابت عندي انني ضد هذه الحرب . وقال الضو إن ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سلمية شهد بها العالم اجمع وعلي النقيض منها جاءت الحرب, ولكن الثورة مازالت قائمة وجذوتها لم تنطفي وإن إستهدفت الحرب إستمراريتها.
ويجب أن لانغض الطرف عن الطرفين في هذه الحرب فهما شركاء في إشعالها بتقديرات نسبية في الانتهاكات التي حدثت وان ذلك حسابه آت لا ريب فيه وليس هناك تبرئة لاي كائن قبل ان تنصب موازيين العدالة والى حين ذلك قال إن , الطرفين سواء في جرم هذه الحرب العبثية برعاية الحركة الاسلامية حاملة الوزر الأكبر . * وتحدث فتحي الضو عن ان البلاد تتجاذبها ثلاثة كتل: الكتلة الظلامية وهي معروفة بكتلة أنصار النظام السابق . والكتلة الرمادية وقوامها القوات المسلحة وبعض القوي السياسية الخاملة. والكتلة البيضاء أوالكتلة العذراء ,وهي كتلة الشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر المجيدة وهي التي ستقود البلاد مستقبلا طال الزمن او قصر , والتي نأمل فيها خيرا كثيرا . الواقع السـواني اليوم فيه فرز كبير للكيمان , الكتلة الظلامية هي التي أدخلـت الهوس الديني منذ 1983م, وهي التي تسعي للعودة للسلطة . أما الكتلة الرمادية فهي التي تطمح في السلطة دوما,بتغبيش الوعي وظلت تتخلي عن واجباتهاوأدعت إن لها الأحقية في السلطة . ومن الأسئلة التي تعمد لتغبيش الوعي السؤال القائل من الذي أطلق الرصاصة الأولي, وهو سؤال ليس له معني , الأثنان شاركا في ذات الجرم كما قلنا , هذه أسئلة تطرحها عناصر الجبهة الإسلامية ليدخلوا الناس في " حجوة أم ضبيبنة " !! وتطرق إلي الحروب التي خاضها السودان تاريخيا منذأمد بعيد وحتي عصرنا الحاضر من حـروب الممالك والسـلطنات وحرب الإبادة التي حدثت في العام 1885م وحروب دارفور الأخيرة والحرب التي فصلت الجنوب.. وتمني الضو أن تنتهي هذه الحرب وتخرج بمشروع وطني , والفشل في بناء مشـروع وطني يقـع علي عـاتق النخب التي فشلت في ذلك, ولم تحسـن إدارة التنوع الثقافي والعرقي .. فصار التنوع نقمة عوضا أن يكون نعمة .
* تحدث عن مبادرات السلام وإحتمالات التدخل الدولي, فقال هناك سيناريوهات عديدة وما يحدث الآن هو سناريو "الفناء الذاتي" أو محاولات توازن الضعف , وهو السيناريو المستمر الآن, وقد تأتي مرحلة يتغلب فيها أحدهم علي الآخر . * السيناريو الآخـر هو التدخل المباشـر, وإحتمالات توسع دائرة الحـرب دوليا وإقليميا خاصة وأن منطقة البحرالأحمر منطقة ملتهبة فحوالي 13 في المائة من التجارةالدولية تمر عبر البحر الأحمر . * أما السيناريو الذي أطلقت عليه " التدخـل الرشيد " فهو سيناريو الفصل السـابع الذي يمكن أن تعتمده الأمم المتحدة بمؤشرات بدأت من يوم امس , رغم أعتراض الصين وروسيا مع انه سيناريو مجرب في السودان رغم اعتراض البلدين المذكورين لان لغةٍ المصالح هي التي تسد. وقد تناولـته في كتابي (الطوطم) قبل الحرب حينما تساءلت هل تندلع الحرب الاهلية في السودان ونقلت ما قالته باربارا وولتر في كتابها عن الحروب الأهلية في العالم,قالت إن هناك "32"عامل من عوامل إشعال الحرب الأهلية في العالم, وجدت إن ثلثي ما قالت كان موجودا في السودان .
* فإذا ماصارت حرب السودان مهددة للمجتمع الدولي لن تشاور أحد في التدخل الدولي. المعترضون علي الفصل السابع تحت مزاعم السيادة الوطنية يقول الضو الحقيقة لا سيادة مع الدم المنهمر !! إذا لم يتم ذلك بإرادتك, سيتم جبرا . الأنحياز للفصل السابع يأتي في غياب المبادرات وخاصة الوطنية , الجهود السعودية الأميريكية ليست مبادرة مكتملة الأركان لمعالجة كارثة وطن يزحف نحو التلاشي.. , وأنعدام الجهود الوطنية وغياب الأحزاب السودانية حتي في أضعف الأيمان,مثل البيانات التي صارت شحيحة . وليست هناك جهود تبزل لوقف الحرب .
* تطرق الضو بعد ذلك للآثار السالبة للحرب علي البلاد وعلي الشخصية السودانية المتسامحة وقال اخشى ان تكون هذه الصفحة قد طويت!!. * أدار الندوة الأستاذ أسامة عبد الجليل , بينما رحب بالحضور الأستاذ محمد جورية رئيس الجالية , وشارك عدد كبير في الحوار الذي أعقب حديث الأستاذ فتحي الضو مع بروز أصوات من سدنة النظام السابق بصورة غوغائية تصدى لها بعض الحاضرين واستنكروها وتجاهلها المتحدث.  

مقالات مشابهة

  • حماية المرأة ومواكبة التقدم التكنولوجي.. تطورات قانون الجنايات المصري
  • «هي تستطيع للتنمية»: المشروعات الصغيرة والمتوسطة طوق نجاة للمرأة المعيلة
  • دعاء زهران: المرأة المعيلة من أكثر شرائح المجتمع احتياجًا
  • تشرد وجوع وبطالة.. حقيقة أثر الحرب على المجتمع الإسرائيلي
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • تراجع الذهنية السودانية خلال الحرب !
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • تقرير أمريكي يتحدث عن مخاطر حرمان 625 ألف طفل في غزة من التعليم
  • تحت ضغط المجتمع.. إسبانيا تلغي جائزة مصارعة الثيران التي دامت عقدًا من الزمن
  • الكتابة في زمن الحرب (41)