متى يحدث فك ارتباط غزة بإسرائيل
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
آخر تحديث: 31 يوليوز 2024 - 11:13 صبقلم: فاروق يوسف عام 1967 احتلت إسرائيل غزة التي كانت تابعة لمصر منذ عام 1948. تخلت عنها للسلطة الفلسطينية عام 1993 وانسحبت منها عام 2005. غير أن حركة حماس فصلت غزة عن فلسطين عام 2007. منذ ذلك العام تعزز ارتباط غزة بإسرائيل بطريقة عضوية.لم يكن الفلسطينيون خبراء أكفاء في شؤون الجغرافيا وهم يقدمون خلافاتهم العقائدية على المصلحة الوطنية.
كانت شعاراتهم هوائية وهو ما دفع بهم إلى التضحية بقضيتهم المشتركة في سبيل الانتصار لمبدأ لا يمت بصلة للقضية. كان هناك هوس بالتاريخ تمكن من التغلب على الجغرافيا. غزة منذ أن استقلت بها حركة حماس هي أشبه بجزيرة عائمة في بحيرة سياسية. ليست هي دولة ولا منطقة حرة ولا هي قادرة على إعالة سكانها الذين يتكاثرون بضراوة كما أنها لا تملك ما يؤهلها للاكتفاء الذاتي.أما أن تتحول غزة إلى مدينة حرب فذلك جزء من بداهة الانفصال العقائدي. لولا فكرة الحرب الدائمة وهي فكرة إيرانية لما انفصلت غزة ولا رفعت حركة حماس رايات الجهاد. غير أن السؤال المضني يظل قائما “مَن الذي سمح لحركة حماس بتمويل مشاريع الحرب من أموال المساعدات التي حُرم منها أهل غزة؟”. كل الأموال التي استلمتها حماس كانت تحول إليها من خلال بنوك إسرائيلية. علاقة مغلفة بعلامات استفهام عديدة. ذلك لأن غزة لم تعد جزءا من السلطة الفلسطينية وبالتالي فإنها لم تعد جزءا من فلسطين.اقتصاديا كانت إسرائيل طرفا مستفيدا من التحويلات المالية إلى غزة. لا ضرورة للتفكير في الجانب السياسي. يعرف اليهود ما الذي يعنيه المال في ترسيخ وجودهم. وهم في حالة غزة وسطاء غير أنهم يعرفون في الوقت نفسه أن غزة ماضية إلى هلاكها. فبرغم الحروب السبع (الحرب السابعة لا تزال قائمة) فإن غزة لا تملك ممرا إلى الحياة إلا من خلال إسرائيل. ذلك هو ظلم الجغرافيا. ولكن الجغرافيا بريئة إذا ما عدنا إلى العامل السياسي بكل ما انطوى عليه من انهيارات تاريخية، أُجبر الفلسطينيون على تقديم تنازلات كبرى من أجل أن يحصلوا على دولة لا تزال مجرد فكرة أو حلم في ظل عجز المجتمع الدولي عن التعامل مع الوضع خارج إطار الدائرة الصهيونية المغلقة. عبر كل السنوات التي كانت فيها غزة تعيش خارج فلسطين لم يتمكن أهلها من التحرر اقتصاديا من التبعية لإسرائيل. لا أعتقد أن تلك الحقيقة كانت خافية على القيادات الفلسطينية ولا على خبراء الاقتصاد الفلسطينيين وقبلهم رجال السياسة. كان السؤال الذي يجب مواجهته “ماذا يحدث لو أن غزة فكت ارتباطها نهائيا بإسرائيل وصارت جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية؟”. ذلك سؤال يتعلق بجوهر القضية التي نجح الفلسطينيون في حمايتها من الاندثار وأجبروا العالم من خلال تضحيات جسيمة على الإنصات لصوتها الذي تمثل برجلها التاريخي ياسر عرفات يوم وقف على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة زعيما لشعب، حافظ على انتمائه إلى أرضه التي سُرقت بمباركة العالم كله. في حالة قيام الدولة الفلسطينية وغزة جزء منها تنتفي الحاجة إلى منظمات الإغاثة الدولية. وفي حالة غزة المحررة من هيمنة حماس كما نص الاتفاق الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في بكين مؤخرا فإن الأموال التي كانت تصلها بدافع عقائدي ستتوقف. لم تكن تلك الأموال تُدفع من أجل عيون أهل غزة وإلا ما كان في إمكان حركة حماس استعمالها في حفر أنفاقها وإنشاء مدنها تحت الأرض. غزة هي عبارة عن لغم بشري ينبغي عدم الاستهانة به. إذا ما انتهت الحرب لن يكون إعمارها هو الموضوع الأكثر حضورا وخطرا، بل مستقبلها. لن تكون إسرائيل مجبرة على لعب الدور الذي لعبته عبر الستين سنة الماضية. يمكن لها أن تعوض حاجتها من العمالة الفلسطينية بطرق ميسرة. وبما أن السلطة الفلسطينية ستكون عاجزة بالتأكيد عن إعادة تأهيل غزة فلا بد من مؤتمر دولي لا لجمع التبرعات كما يحدث بين حين وآخر، بل للتفكير في مستقبل غزة بالضياع.سيقال “إن غزة كانت ضائعة دائما”. ذلك قول لا يحسب للمستقبل حسابا. فغزة كانت دائما تعيش في غرفة إنعاش ولكن ماذا يحدث لو توقفت تلك الغرفة عن العمل؟ على الفلسطينيين أن يستعدوا لذلك الموقف الذي يجب ألا يكون بالنسبة إليهم نوعا من الطوارئ.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
قلق رهيب بإسرائيل.. حزب الله يطلق 200 صاروخ اليوم واجتماع طارئ لنتنياهو
أفادت صحف عبرية بوجود حالة من الاستنفار والترقب داخل حكومة الكيان المحتل وحالة طوارئ داخل مؤسسات ومرافق الاحتلال وذلك مع استمرار عمليات حزب الله الصاروخية بشكل ضخم غير مسبوق من حيث الشدة منذ بداية الشهر الجاري على الأقل.
وأدت صواريخ حزب الله، اليوم، إلى تعليق العمل في مطار بن جورويون الرئيسي وتوقف عملياته لبعض الوقت، تزامنا مع ذلك سقوط صواريخ أدت لعدد من الإصابات.
وأدي هذا التكثيف من قبل حزب الله إلى حالة قلق داخل الاحتلال حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية ناقلة عن مصادر مطلعة خاصة بها أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد مساء اليوم مشاورات أمنية بشأن التوصل إلى تسوية في لبنان.
وأفادت تقارير وسائل إعلام العبرية بان ما يتجاوز الـ 200 صاروخ أطلقت منذ صباح اليوم نحو شمال ووسط الكيان الاحتلالي.
ولفتت وسائل الإعلام إلى أن 4 ملايين إسرائيلي دخلوا إلى الملاجئ اليوم خوفًا من صواريخ حزب الله التي كادت تقتل عددا كبيرا منهم إذ تصادف وجودهم في الشوارع، ولم يصاب أحد قبل قليل إلا حالة بإصابة خطيرة في كفار بلوم بالجليل الأعلى إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان عليها.
من جانبها، أفادت مقاومة حزب الله بأنها مجاهديها تصدوا صباح اليوم الأحد 24-11-2024 لطائرة مسيّرة اسرائيليّة من نوع هرمز 450 في أجواء البقاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على المغادرة كما استهدف مجاهدو المُقاومة تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، بصليةٍ صاروخية.
وتعليقًا على عمليات الحزب اليوم، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله اليوم أكثر شراسة وعنفا منذ بداية القتال وهذا يعكس أكاذيب المتحدث باسم جيش الإحتلال اليومية حول العمليات في جنوب لبنان حيث ان الدفعات الصاروخية من لبنان لا تتوقف ويتم الآن تفعيل صفارات الإنذار بمنطقة ميرون في الجليل الأعلى.