خاص البوابة: الرياضي الأردني محمد زياد عبداللطيف يكشف كواليس عالم التسلق
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
البوابة - التسلق يعتبر للبعض رياضة متهورة، فيما يعتبره المتسلق الأردني محمد زياد عبداللطيف شغفًا يتبعه قلبه وتشتاق له روحه ويطالب به جسده، حاملًا في جعبته رصيدًا من الإنجازات والمغامرات التي نفخر بها.
وفي لقاء شيق أجريناه مع محمد عبد اللطيف في موقع "البوابة" الشرق الأوسط كشف لنا أسرار رياضة التسلق، والمصاعب التي واجهها خلال مسيرته المحفوفة في المخاطر، كما عكس لنا جمال تلك الرياضة وروعتها.
أرى نفسي شابًا رياضيًا محبًا للطبيعة، كما أمتلك شغفًا كبيرًا لخوض تجارب تحبس الأنفاس وترفع مستوى الأدرينالين في دمائي.
ويرى محمد أن كلمة "مغامر" تُعد "فضفاضة" إلى حدٍ ما، وتختلف باختلاف الشخص، فالبعض يرى أن قيادة المركبات "مغامرة"، فيما يرى آخرون أن تسلق الجبال وتحدي ظروفها القاسية مغامرة كذلك.
ماذا يختلف محمد عبد اللطيف اليوم عما كان عليه في 2014؟مع مرور الوقت وخوض المزيد من التجارب في عالم الجبال والتسلّق، يكتسب المغامر مهارات جديدة تجعل منه فردًا أكثر هدوءًا واتزانًا وأكثر تكيّفًا مع المتغيرات والعواقب، نظرًا لما تفرضه طبيعة الجبل على المتسلق من ظروف استثنائية تختلف اختلافًا كليًّا عن ظروف حياته اليومية الرتيبة.
أرى محمد اليوم بأنه "أفضل" عمّا كان عليه منذ دخول عالم التسلق والمغامرة في 2014، أصبحت أتعامل مع المغامرات الجديدة وما يسبقها من تحضيرات بشكلٍ أكثر سلاسة وأقل توترًا، في السابق، كان القلق يتملكني قبل شهر من الانطلاق في المغامرة، أما الآن فالوضع بات أكثر سلاسة.
كيف تصف علاقتك بالجبل؟الجبل هو الحياة، فالمتسلق يكتسب مزيدًا من المهارات الحياتية مع مرور الوقت، كما يصبح إنسانًا مختلفًا بشكل كلي مع خوض المزيد من المغامرات.
وكل جبل يختلف عن الجبال الأخرى، كما أن كل جبل يتمتع بخصوصية ورهبة تجعل تسلقه أمرًا مشوقًا لي، وهذا ما يدفعني دومًا لاتخاذ هذا القرار، وتحدي نفسي وتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا العالم المشوق.
ما هي معدات تسلّق الجبال؟لكل جبل عدة تسلق خاصة به، فالجبال الثلجية أو الجليدية تتطلب معدات تختلف اختلافًا كليّا عن تلك التي تفرضها الجبال الصخرية أو الصحراوية أو الطينية، نظرًا لما تفرضه طبيعة تلك الجبال وطبوغرافيتها على المتسلّق من ظروف قاهرة.
فالجبال الثلجية تتطلب ملابس إضافية، وسترات مخصصة للمناطق الباردة، بالإضافة إلى أحذية رياضية مزودة بعدة مقاومة للانزلاق، وكريم واقي من الشمس، ونظارت شمسية توفر مستوى عالي من الحماية من أشعة الشمس، وغيرها الكثير.
وبناءً على ذلك، فإن على كل مغامر أن يجري بحثًا مكثفًا حول عدة التسلّق المناسبة لكل جبل قبل التوجه في مغامرته، فبعض الجبال تحتاج لعدّة خفيفة الوزن، كما أن توقيت القيام بأي مغامرة يفرض على المُتسلّق ظروفًا جديدة هامة تتعلق بالحالة الجوية ودرجات الحرارة.
فأثناء تسلق جبل كلمنجارو قبل أشهر، مررنا بغابات استوائية ضخمة فرضت علينا واقعًا استثنائيًا من الظروف الجوية، فالأمطار تهطل هناك بشكلٍ مفاجئ وبكميات غزيرة.
بالمجمل، حقيبة المتسلق تشمل:
الملابس الخارجية والداخلية (تختلف باختلاف طبيعة الجبل)
وجبات طعام صحيّة مليئة بالكربوهيدرات
عصا التسلق
كريم للوقاية من أشعة الشمس
مياه
مكملات غذائية (فيتامينات ومعادن مناسبة)
إسعافات أولية
قبعة
إضاءة (فلاش)
حذاء رياضي (يختلف باختلاف طبيعة الجبل)
حبال إضافية والمعدات الخاصة بها
ما هي التحديات التي تواجها أثناء التسلّق؟لكل جبل خصوصية يتفرد بها عن الجبال الأخرى، بدءًا من طبيعتها وانتهاءً بارتفاعها، لكنها جميعًا تشترك بعدة تحديات وعواقب، ومنها:
الجو القاسي
صعوبة الطرق والمسارات المؤدية إلى القمة
الهياكل الجليدية الثابتة والمتحركة
التغذية والشرب
الأمراض والإصابات
ما هي وجبات الطعام المناسبة للمتسلقين؟يفضل أن يتجنب المتسلق وهو في طريقه نحو القمة، التي قد يتجاوز ارتفاعها الـ4000 متر، الوجبات الغذائية التي تحوي على اللحوم الحمراء أو البيضاء؛ لأن عملية هضمها يحتاج إلى نسبة كبيرة من الأوكسجين وهو ما يفقده المتسلق عاليًا.
وبناءً على ذلك، يعتمد المتسلق بشكلٍ أساسي على الوجبات التي تحوي نسبة عالية من الكربوهيدرات (بطاطا، أرز، معكرونة)؛ لأن عملية هضمها تعد أسهل بالنسبة للجسم، كما تمده بالطاقة اللازمة.
ما هي رياضة التسلق بالنسبة لك؟التسلق أسلوب حياة بالنسبة لي، وتجاوز حدود "التهور" وأصبح أمرًا يسيطر على تفكيري وحياتي بشكل عام.
كما أن قرار خوض أي مغامرة جديدة أصبح أكثر سهولة بالنسبة لي، خاصة بعد خوضي العديد من المغامرات وتسلقي ثلاث قمم جبال تعتبر الأشهر من أصل سبعة.
وعدد محمد بعض الجبال التي قام بتسلقها، من بينها:
جبل كلمنجارو في تنزانيا (5895 متر)
حبل كاثرين بمصر (2629 متر)
أكونكاغوا بأمريكا الجنوبية (6961 متر)
إلبروس بروسيا (5642 متر)
أرارات بأرمينيا (5137 متر)
الرصاص بتونس (795 متر)
ما هو الجزء المفضل لديك في أي رحلة تسلق؟بالنسبة لي، الجزء المفضل في مغامرات التسلق هي المراحل التي تلي المواقف الصعبة، حين أدخل إلى الخيمة للراحة، وأنفصل عن العالم الخارجي مع إطلالة رائعة في الهواء الطلق.
وأشار محمد أن المتسلق وأثناء رحلته بتجاه قمة الجبل، يشعر بالندم الشديد وتنتابه مشاعر القلق والخوف، لكنه في ذات الوقت ينسى كل شيء بمجرد وصوله للقمة وتحقيق هذا الإنجاز؛حينها يبدأ التخطيط والتفكير بوجهته القادمة.
هل تفضل التسلق الحر أم الجماعي؟للسلامة العامة، أفضل التسلّق الجماعي برفقة خبراء مختصين بالجبل، بالإضافة إلى مرشدين الذين غالبًا ما يكونون من السكان المحليين القريبين من الجبل، والمحظوظ هو من يجد رفيقًا مناسبًا لخوض تجربة التسلق معه.
هل هناك أبحاث معينة تقوم بها قبل خوض أي تجربة تسلق؟بالطبع، لأن الخطأ على الجبال "ممنوع" و"مؤذٍ".
كيف تدير عملية التسلق مع شخص قليل الخبرة والموهبة؟من الرائع أن تخوض تجربة تسلق الجبال برفقة أناس جدد، إن كانوا أقل خبرة أو موهبة منك، فهي فرصة مهمة للتعرف عليهم عن قرب ومشاركتهم خبرتك في هذا المجال.
كما أن الجبال قد تمنحك فرصة مصادفة شخصيات موهوبة في مجال مختلف، لتبدأ بعدها مرحلة التعارف واكتساب مهارات جديدة.
هل هناك متسلق ترغب في خوض تجربة التسلّق معه؟نعم، أرغب فعلًا في خوض تجربة التسلق برفقة صديقي الإيطالي ليوناردو.
دورك في دعم السياحة في الأردن؟أتمنى أن أقدم صورة رائعة عن رياضة تسلق الجبال في الأردن، وهو ما دفعني إلى تحويل حسابي إلى "العام" ومشاركة مغامراتي مع المتابعين حول العالم.
هل ترغب في تحقيق رقم قياسي على مستوى العالم في مجال تسلق الجبال؟للأسف، أصبحت "الأرقام القياسية" في مجال تسلق الجبال "ترند" لدى الكثيرين، الذين فقدوا "المتعة" أثناء خوض هذه المغامرة وفوتوا على أنفسهم لحظات رائعة في قلب الطبيعة الخلابة.
كما أن رياضة التسلق تعد من أخطر الألعاب الرياضية، لذا فإن من يخوضها بغرور قد يفقد حياته للأبد، لأن غرورهم قد يدفعهم للذهاب نحو أماكن لا يمكن لأي أحد أن يخرج منها على قيد الحياة، وهذا ما حدث مع العديد من المتسلقين خاصة في الآونة الأخيرة.
كما أن غرور البعض يدفعه لتخفيف مستوى السلامة العامة التي قد يستخدمها أثناء خوض هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر، وهو ما يعرض حياته للخطر.
هل أنت قلق إذا أصبحت رياضة التسلق أكثر شعبية؟بالتأكيد، مشهد طوابير المتسلقين أمام القمم الجبلية الشهيرة مؤسف للغاية، فعلى سبيل المثال، يشهد جبل كليمنجارو عددًا مهولًا من المتسلقين الذين أفقدوا المكان جماله وخصوصيته ويتسبب في إزعاج الكثيرين.
كما أن توافد عدد كبير من المتسلقين إلى القمم الجبلية يزيد من خطورة تسلّقه، خاصة في القمم الجليدية، فمشهد عشرات المتسلقين الموصولين بحبل واحد أمر في غاية الخطورة.
ولا يمكن أن نغفل عن جزئية "السلامة العامة في الجبل"، لذا من الضروري جدًا عدم الاستهانة بهذا الأمر، فهناك جبال أصبحت في غاية الخطورة مع ارتفاع عدد الوفيات عليه.
صعوبة التنفس أثناء التسلق؟مما لا شك فيه أن جميع المتسلقين يواجهون صعوبة في التنفس أثناء تسلق الجبال، وهو ما واجهته في إحدى المغامرات التي قمت بها.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الأردن ق الجبال کما أن
إقرأ أيضاً:
من يرث الأرض بعد انقراض البشرية؟.. عالم بريطاني يكشف مفاجأة عن «الوحش البحري»
الكائن الحي الذي سيرث حكم الأرض بعد انقراض البشرية.. من سيرث الأرض بعد انقراض البشرية؟ هكذا أصبح تفكير علماء الأحياء لا سيما أنه كان من المعتقد من علماء الأحياء أن من سيبقى لفترة طويلة على وجه الكرة الأرضية بعد انقراض البشرية، هي الصراصير.
قدم البروفيسور تيم كولسون، العالم البريطاني المتخصص في مجال الحيوان والأحياء، مفاجأة عمن سيرث الأرض بعد انقراض البشرية، كاشفا أنه الوحش البحري الإخطبوط، مؤكدا أنه يمتلك الخصائص المناسبة للسيطرة على العالم بعد انقراض البشر، وهو نوع غير متوقع من الممكن أن يغير مفاهيمنا حول التطور والذكاء.
وأكمل البروفيسور تيم كولسون، قائلا: «من دون البشر كنوع مهيمن، يمكن لأنواع أخرى أن تتولى تدريجيا أدوارا بيئية جديدة، على الرغم من أنها قد لا تشبه الحضارة البشرية على الإطلاق وإن حدث انقراض للبشرية من على الكوكب سيكون ذلك مسرحا لإعادة التوازن للأنظمة البيئية وظهور أشكال جديدة من الذكاء».
اخطبوط بحري ما هي قدرة الأخطبوط لحل المشكلات المعقدة؟وأوضح البروفيسور كولسون لصحيفة The European أن قدرة الإخطبوط في حل المشكلات المعقدة تكمن طريقة التواصل مع أفراد نوعه، ويأتي ذلك عبر التغيرات اللونية لتجعل منه مرشحا مثاليا ليكون عقل البحر، ومن غير المرجع لكائنات الإخطبوط أن تتكيف مع حياة الأرض مثل البشر، ولكن يمكنها أن تبني مجتمعات تحت الماء تشبه المدن التي يراها البشر على الأرض.
قدرات الإخطبوط البحريوتابع العالم البريطاني: «أن كائن الأخطبوط أصبح متطورا عن الماضي، وأصبح يصطاد خارج المياه، مشبها أن ذلك مثل صيد البشر للأسماك تنقلهم فوق وتحت الماء، بل وقد يستغرق الأمر منهم مئات الآلاف أو حتى ملايين السنين حتى يتطوروا للقيام بذلك. ومع التقدم التطوري، من الممكن أن يطوروا طرقا للتنفس خارج الماء، وفي النهاية يصطادون الحيوانات الأرضية مثل الغزلان والأغنام والثدييات الأخرى، على افتراض أنهم نجوا من الحدث الكارثي الذي دفع البشر إلى الانقراض».
وأوضح كولسون: «من المعروف أن الأخطبوط بإمكانه العيش خارج المياه ما يقارب الــ 30 دقيقة بينما يبلغ متوسط عمر هذا المخلوق ما بين عام وخمسة أعوام، اعتمادا على النوع الخاص به وإن سيطرة الأخطبوطات على الكوكب هي مجرد تكهنات مني، حيث إن التطور المفترض في نظريته غير متوقع ويعتمد على عدد لا يحصى من العوامل ولا يمكننا أن نقول على وجه اليقين المسار الذي سيتخذه في حالة انقراض البشر".
اقرأ أيضاًما حقيقة ظهور الأخطبوط العملاق في إندونيسيا؟.. صور مرعبة على الشاطئ
هاشتاج ادعم اخطبوط إفريقيا يتصدر «تويتر»
بسبب أخطبوط.. غضب صهيوني من ناشطة سويدية (فيديو)