نفّذ العدوّ الإسرائيليّ تهديده الذي كان أطلقه بعد سقوط صاروخ في منطقة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ وأدّى إلى مقتل العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وأغارت طائرة مسيّرة على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل "حزب الله". وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة وغربيّة أنّ المُستهدف هو فؤاد شكر المسؤول البارز في "المقاومة" والمُقرّب جدّاً من السيّد حسن نصرالله، بينما أشارت تقارير إلى أنّه نجا من الهجوم.


 
واللافت أنّ إسرائيل أوضحت فور شنّها الغارة على الضاحية الجنوبيّة أنّها أنهت "ردّها"، واكتفت باستهداف من زعمت أنّه المسؤول عن الهجوم على مجدل شمس. ويقول محللون عسكريّون إنّ الجيش الإسرائيليّ كما أشار، أنهى "ردّه" بـ"ضربة حارة حريك"، واكتفى بهذا الإستهداف مُؤكّداً أنّه لا يُريد الإنجرار إلى الحرب، وأنّه يُريد الحفاظ على المناوشات اليوميّة الحاصلة بينه وبين "حزب الله" منذ 8 تشرين الأوّل، وأنّ هدفه هو اغتيال شخصيّات مهمّة من "المقاومة" للحدّ من عملياتها العسكريّة ضدّ المواقع الإسرائيليّة.
 
ويرى المحللون أنّ العدوّ ينتظر ردّ "حزب الله" الآن، وهناك سيناريوهان لا ثالث لهما: الأوّل توجيه "الحزب" هجوماً كبيراً على منطقة إسرائيليّة بارزة للردّ على استهداف الضاحية الجنوبيّة واكتفائه بضرب مواقع عسكريّة للجيش الإسرائيليّ، ما سيعني العودة إلى "قواعد الإشتباك" مع التصعيد قليلاً، والثاني هو قصف "المقاومة" لمنطقة سكنيّة داخل إسرائيل، إنطلاقاً من قاعدة "المدنيّ مقابل المدنيّ" وخصوصاً وأنّ الجرحى والشهداء في "غارة حارة حريك" هم من المدنيين، ما قد يُشعل المُواجهة بين تل أبيب و"الحزب"، ويزيد من فرص اندلاع الحرب.
 
وبحسب المحللين العسكريين، فإنّ إستهداف إسرائيل للضاحية الجنوبيّة في أوّل مرّة، عندما اغتالت المسؤول في "حماس" صالح العاروري، دفع بـ"الحزب" إلى قصف مستوطنة صفد ومواقع عسكريّة إسرائيليّة فيها في كانون الثاني الماضي. ويقول المحللون إنّ "حزب الله" أعلن قبل "الردّ الإسرائيليّ" أنّه لن يسكت إذا استهدف العدوّ أيّ منطقة لبنانيّة، وسيُبادر إلى الردّ بناءً على الهدف الإسرائيليّ ومكان الغارة.
 
ويعتبر المحللون أنّ للضاحية الجنوبيّة رمزيّة كبيرة لـ"حزب الله"، فمُغامرة إسرائيل مرّة ثانيّة باستهدافها يعني أنّ "المقاومة" قد تقصف بالصواريخ والمسيّرات معاً حيفا أو مستوطنات بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، في عدّة دفعات. ويرى المحللون أنّ استهداف فؤاد شكر هو تطوّرٌ خطيرٌ في مجريات الحرب، وبينما لا يزال مصيره مجهولاً وليس معلوماً بشكلٍ دقيقٍ إذا غادر المبنى المُستهدف في حارة حريك أو أُصيب بجروحٍ بليغة أو استشهد، فإنّ ردّ "المقاومة" سيكون مقسوماً لـ3 أجزاء: الردّ على استهداف القياديّ الكبير في "الحزب"، والردّ على قصف الضاحيّة، والردّ على استهداف المدنيين وإلحاق الأضرار بالمنازل والسيارات والممتلكات وبمستشفى بهمن.
 
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة اعتبرت أنّ ردّ إسرائيل لا يرقى إلى توسيع النزاع في غزة ليطال لبنان، فإنّ الأنظار مُوجّهة إلى ردّ "حزب الله"، وإمكانيّة أنّ يكون أوسع من استهداف العدوّ لحارة حريك. ولكن وفق المحللين العسكريين، فإنّ "الحزب" لن يُعطي الذريعة للعدوّ لتوسيع الحرب، وقد يُدخل مناطق إسرائيليّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك" لتوجيه رسالة إلى تل أبيب أنّها كلما وسّعت من ضرباتها داخل العمق اللبنانيّ، كلما قصف بالصواريخ والمسيّرات مستوطنات جديدة.
 
في المقابل، هناك خشية كبيرة من إنتقام "حزب الله" بعد استهداف الضاحية الجنوبيّة، ويقول المحللون العسكريّون إنّ ضغوطاً كبيرة ستُمارس عليه في لبنان وخارجه كيّ يكون ردّه مدروساً، وكيّ لا يُشعل المنطقة بالمزيد من الحروب. ويختم المحللون بالقول إنّ ردّ "المقاومة" حتميّ ولن يكون أقلّ مما فعلته إسرائيل في حارة حريك.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبی ة إسرائیلی ة حارة حریک حزب الله

إقرأ أيضاً:

خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء اسرائيل في النقاط الـ 5 في الجنوب

كتبت" الديار": تزامن إصرار اسرائيل على البقاء في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان بعد 18 شباط هي: جبل بلاط، وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص، مع تسريبات عن تفهم اميركي للطرح الاسرائيلي الذي ستحاول مندوبة ترامب الى لبنان مورغان اوناغوس تسويقه مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتها منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت  وحضورها اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة.
وفي معلومات مؤكدة، ان الخلافات بين أعضاء لجنة وقف اطلاق النار حول هذه المسألة، تفاقمت وتشعبت مؤخرا  في ظل إصرار فرنسي ـ لبناني مع مندوب اليونيفيل على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاق وتنفيذ لانسحاب الشامل من كل الاراضي اللبنانية قبل 18 شباط، لان بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط سيعرض الاستقرار للخطر وبالتالي انهيار وقف النار.
وبرز تباين اميركي فرنسي واسع حول هذه المسألة التي قد تعرقل عمل لجنة وقف النار. وهنا يطرح السؤال الكبير: كيف سيتعامل لبنان مع الضغوطات الاميركية لتشريع بقاء اسرائيل في 5 نقاط، في ظل معلومات عن انتفاضة شعبية متواصلة يستعد لها أهالي الجنوب في الايام المقبلة والدخول إلى القرى التي ما زالت تحتلها اسرائيل مهما كانت النتائج؟ هذا بالاضافة الى موقف حاسم لرئيس الجمهورية اذا لم تلتزم اسرائيل بالاتفاق، وابلغ وزير الخارجية المصري رفضه تمديد وقف النار بعد 18شباط، فيما طالب الوزير المصري اسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان.

مقالات مشابهة

  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • الوثيقة التاريخية لشهداء المقاومة عظماء الأمة إلى شبابها ومستقبلها
  • حماس جاهزة لجولة المفاوضات الثانية وتحذر اسرائيل من المماطلة
  • مسؤول حزب الله في البقاع: انتصرنا في هذه المعركة
  • ترامب يبدأ بمشروع “اسرائيل الكبرى” من بوابة التهجير وإعادة الإعمار
  • طوفان العودة طريق النصر
  • حسين فضل الله: لن يكسر المقاومة أي تهديد أو تهويل
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور محمد الضيف
  • خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء اسرائيل في النقاط الـ 5 في الجنوب