لبنان ٢٤:
2025-03-09@12:44:18 GMT
اسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة.. كيف سينتقم حزب الله؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
نفّذ العدوّ الإسرائيليّ تهديده الذي كان أطلقه بعد سقوط صاروخ في منطقة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ وأدّى إلى مقتل العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وأغارت طائرة مسيّرة على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل "حزب الله". وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة وغربيّة أنّ المُستهدف هو فؤاد شكر المسؤول البارز في "المقاومة" والمُقرّب جدّاً من السيّد حسن نصرالله، بينما أشارت تقارير إلى أنّه نجا من الهجوم.
واللافت أنّ إسرائيل أوضحت فور شنّها الغارة على الضاحية الجنوبيّة أنّها أنهت "ردّها"، واكتفت باستهداف من زعمت أنّه المسؤول عن الهجوم على مجدل شمس. ويقول محللون عسكريّون إنّ الجيش الإسرائيليّ كما أشار، أنهى "ردّه" بـ"ضربة حارة حريك"، واكتفى بهذا الإستهداف مُؤكّداً أنّه لا يُريد الإنجرار إلى الحرب، وأنّه يُريد الحفاظ على المناوشات اليوميّة الحاصلة بينه وبين "حزب الله" منذ 8 تشرين الأوّل، وأنّ هدفه هو اغتيال شخصيّات مهمّة من "المقاومة" للحدّ من عملياتها العسكريّة ضدّ المواقع الإسرائيليّة.
ويرى المحللون أنّ العدوّ ينتظر ردّ "حزب الله" الآن، وهناك سيناريوهان لا ثالث لهما: الأوّل توجيه "الحزب" هجوماً كبيراً على منطقة إسرائيليّة بارزة للردّ على استهداف الضاحية الجنوبيّة واكتفائه بضرب مواقع عسكريّة للجيش الإسرائيليّ، ما سيعني العودة إلى "قواعد الإشتباك" مع التصعيد قليلاً، والثاني هو قصف "المقاومة" لمنطقة سكنيّة داخل إسرائيل، إنطلاقاً من قاعدة "المدنيّ مقابل المدنيّ" وخصوصاً وأنّ الجرحى والشهداء في "غارة حارة حريك" هم من المدنيين، ما قد يُشعل المُواجهة بين تل أبيب و"الحزب"، ويزيد من فرص اندلاع الحرب.
وبحسب المحللين العسكريين، فإنّ إستهداف إسرائيل للضاحية الجنوبيّة في أوّل مرّة، عندما اغتالت المسؤول في "حماس" صالح العاروري، دفع بـ"الحزب" إلى قصف مستوطنة صفد ومواقع عسكريّة إسرائيليّة فيها في كانون الثاني الماضي. ويقول المحللون إنّ "حزب الله" أعلن قبل "الردّ الإسرائيليّ" أنّه لن يسكت إذا استهدف العدوّ أيّ منطقة لبنانيّة، وسيُبادر إلى الردّ بناءً على الهدف الإسرائيليّ ومكان الغارة.
ويعتبر المحللون أنّ للضاحية الجنوبيّة رمزيّة كبيرة لـ"حزب الله"، فمُغامرة إسرائيل مرّة ثانيّة باستهدافها يعني أنّ "المقاومة" قد تقصف بالصواريخ والمسيّرات معاً حيفا أو مستوطنات بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، في عدّة دفعات. ويرى المحللون أنّ استهداف فؤاد شكر هو تطوّرٌ خطيرٌ في مجريات الحرب، وبينما لا يزال مصيره مجهولاً وليس معلوماً بشكلٍ دقيقٍ إذا غادر المبنى المُستهدف في حارة حريك أو أُصيب بجروحٍ بليغة أو استشهد، فإنّ ردّ "المقاومة" سيكون مقسوماً لـ3 أجزاء: الردّ على استهداف القياديّ الكبير في "الحزب"، والردّ على قصف الضاحيّة، والردّ على استهداف المدنيين وإلحاق الأضرار بالمنازل والسيارات والممتلكات وبمستشفى بهمن.
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة اعتبرت أنّ ردّ إسرائيل لا يرقى إلى توسيع النزاع في غزة ليطال لبنان، فإنّ الأنظار مُوجّهة إلى ردّ "حزب الله"، وإمكانيّة أنّ يكون أوسع من استهداف العدوّ لحارة حريك. ولكن وفق المحللين العسكريين، فإنّ "الحزب" لن يُعطي الذريعة للعدوّ لتوسيع الحرب، وقد يُدخل مناطق إسرائيليّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك" لتوجيه رسالة إلى تل أبيب أنّها كلما وسّعت من ضرباتها داخل العمق اللبنانيّ، كلما قصف بالصواريخ والمسيّرات مستوطنات جديدة.
في المقابل، هناك خشية كبيرة من إنتقام "حزب الله" بعد استهداف الضاحية الجنوبيّة، ويقول المحللون العسكريّون إنّ ضغوطاً كبيرة ستُمارس عليه في لبنان وخارجه كيّ يكون ردّه مدروساً، وكيّ لا يُشعل المنطقة بالمزيد من الحروب. ويختم المحللون بالقول إنّ ردّ "المقاومة" حتميّ ولن يكون أقلّ مما فعلته إسرائيل في حارة حريك.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبی ة إسرائیلی ة حارة حریک حزب الله
إقرأ أيضاً:
صراع محتدم بين منطقَي المقاومة والديبلوماسية.. حزب الله: نخشى تكرار تجربة
في الأيام القليلة الماضية شهد المشهد السياسي اللبناني مبارزة محتدمة بين دعاة اعتماد خيار الضغوط الديبلوماسية سبيلا أوحد لمواجهة إسرائيل، والمتمسكين بمقولة إن المواجهة العسكرية مع هذا العدو أسلوب ثبتت نجاعته في محطات سابقة، ولا يمكن الاستغناء عنه. وكتب ابراهيم بيرم في "النهار": بدا واضحا حجم التباين بين المنطقين في الداخل اللبناني حيال مستقبل الوضع في الجنوب، وهو ما أوحى بمزيد من الاحتدام بينهما في قابل الأيام، خصوصا أن الدولة في حاجة إلى أن تنفي عن نفسها شبهة التقصير والعجز عن تحقيق ما تتعهد به، في حين أن حزب الله المعلن انكفاءه عسكريا يهمه كثيرا أن يبرر احتفاظه بسلاحه وبخيار المقاومة.وفي هذا السياق، لا ينكر الحزب بلسان أحد نوابه حسن عزالدين أنه قرر أخيرا إعلاء الصوت مطالبا الدولة بأن تفي بتعهدات أطلقتها سابقا لناحيتين: الأولى أن تبدي جدية أكبر في الرد على الاعتدءات والخروق الإسرائيلية المتمثلة بالتمدد وبالاعتداءات المتكررة التي تؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء، والثانية أن تقدم دلائل حسية تثبت أن نهج ضغوطها الديبلوماسية سيؤتي ثماره عما قريب.
ويضيف عزالدين لـ"النهار": "بصراحة نقول إن الدولة مقصرة حتى في هذا المجال، إذ إن آخر شكوى قدمت ضد الممارسات العدوانية الإسرائيلية تعود إلى 14 شباط الماضي، وآخر اجتماع دعيت إليه لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار يعود إلى ما قبل هذا التاريخ، في حين أن إسرائيل وسعت جهارا مدى النقاط الخمس التي أعلنت أنها ستحتفظ بها على طول الحدود، وكثّفت انتهاكها للقرار 1701 ولاعتداءاتها المتنوعة التي قاربت وفق الإحصاءات الأممية الآلاف". ويتابع: "يحق لنا إثارة الهواجس والمخاوف، فالجنوبيون سبق أن عانوا عدوانية إسرائيل مدى أعوام، رغم أن القرار الدولي 425 نص عام 1978 على انسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي. ومع ذلك، أعلنا أخيرا أننا نقف وراء جهود الدولة ونؤازرها لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من جهة ووقف الخروق لسيادتنا من جهة أخرى. والمقاومة ما انطلقت أصلا منذ ذلك التاريخ وتعززت بعد عام 1982 إلا لأن الإسرائيلي ماطل في تنفيذ ذلك القرار، لذا خشيتنا هنا مشروعة أن يلقى القرار 1701 المصير عينه وتستمر معاناة شعبنا".
ورداً على سؤال، يجيب: "لسنا في وارد مطالبة الدولة بتحديد مهلة زمنية لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي، لكننا في المقابل نرفض أن يطالب البعض بنزع سلاح المقاومة وإسقاطها كخيار وكورقة قوة للبنان، والقضم الإسرائيلي المستمر للجنوب السوري دليل على أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لكي تفعل عدوانيتها، فالأمر يحصل على رغم أن سوريا الماضية والحاضرة لم تفتح الحرب على إسرائيل".