اسرائيل استهدفت الضاحية الجنوبيّة للمرّة الثانيّة.. كيف سينتقم حزب الله؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
نفّذ العدوّ الإسرائيليّ تهديده الذي كان أطلقه بعد سقوط صاروخ في منطقة مجدل شمس في الجولان السوريّ المحتلّ وأدّى إلى مقتل العديد من الأشخاص بينهم أطفال، وأغارت طائرة مسيّرة على مبنى في حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل "حزب الله". وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة وغربيّة أنّ المُستهدف هو فؤاد شكر المسؤول البارز في "المقاومة" والمُقرّب جدّاً من السيّد حسن نصرالله، بينما أشارت تقارير إلى أنّه نجا من الهجوم.
واللافت أنّ إسرائيل أوضحت فور شنّها الغارة على الضاحية الجنوبيّة أنّها أنهت "ردّها"، واكتفت باستهداف من زعمت أنّه المسؤول عن الهجوم على مجدل شمس. ويقول محللون عسكريّون إنّ الجيش الإسرائيليّ كما أشار، أنهى "ردّه" بـ"ضربة حارة حريك"، واكتفى بهذا الإستهداف مُؤكّداً أنّه لا يُريد الإنجرار إلى الحرب، وأنّه يُريد الحفاظ على المناوشات اليوميّة الحاصلة بينه وبين "حزب الله" منذ 8 تشرين الأوّل، وأنّ هدفه هو اغتيال شخصيّات مهمّة من "المقاومة" للحدّ من عملياتها العسكريّة ضدّ المواقع الإسرائيليّة.
ويرى المحللون أنّ العدوّ ينتظر ردّ "حزب الله" الآن، وهناك سيناريوهان لا ثالث لهما: الأوّل توجيه "الحزب" هجوماً كبيراً على منطقة إسرائيليّة بارزة للردّ على استهداف الضاحية الجنوبيّة واكتفائه بضرب مواقع عسكريّة للجيش الإسرائيليّ، ما سيعني العودة إلى "قواعد الإشتباك" مع التصعيد قليلاً، والثاني هو قصف "المقاومة" لمنطقة سكنيّة داخل إسرائيل، إنطلاقاً من قاعدة "المدنيّ مقابل المدنيّ" وخصوصاً وأنّ الجرحى والشهداء في "غارة حارة حريك" هم من المدنيين، ما قد يُشعل المُواجهة بين تل أبيب و"الحزب"، ويزيد من فرص اندلاع الحرب.
وبحسب المحللين العسكريين، فإنّ إستهداف إسرائيل للضاحية الجنوبيّة في أوّل مرّة، عندما اغتالت المسؤول في "حماس" صالح العاروري، دفع بـ"الحزب" إلى قصف مستوطنة صفد ومواقع عسكريّة إسرائيليّة فيها في كانون الثاني الماضي. ويقول المحللون إنّ "حزب الله" أعلن قبل "الردّ الإسرائيليّ" أنّه لن يسكت إذا استهدف العدوّ أيّ منطقة لبنانيّة، وسيُبادر إلى الردّ بناءً على الهدف الإسرائيليّ ومكان الغارة.
ويعتبر المحللون أنّ للضاحية الجنوبيّة رمزيّة كبيرة لـ"حزب الله"، فمُغامرة إسرائيل مرّة ثانيّة باستهدافها يعني أنّ "المقاومة" قد تقصف بالصواريخ والمسيّرات معاً حيفا أو مستوطنات بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، في عدّة دفعات. ويرى المحللون أنّ استهداف فؤاد شكر هو تطوّرٌ خطيرٌ في مجريات الحرب، وبينما لا يزال مصيره مجهولاً وليس معلوماً بشكلٍ دقيقٍ إذا غادر المبنى المُستهدف في حارة حريك أو أُصيب بجروحٍ بليغة أو استشهد، فإنّ ردّ "المقاومة" سيكون مقسوماً لـ3 أجزاء: الردّ على استهداف القياديّ الكبير في "الحزب"، والردّ على قصف الضاحيّة، والردّ على استهداف المدنيين وإلحاق الأضرار بالمنازل والسيارات والممتلكات وبمستشفى بهمن.
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة اعتبرت أنّ ردّ إسرائيل لا يرقى إلى توسيع النزاع في غزة ليطال لبنان، فإنّ الأنظار مُوجّهة إلى ردّ "حزب الله"، وإمكانيّة أنّ يكون أوسع من استهداف العدوّ لحارة حريك. ولكن وفق المحللين العسكريين، فإنّ "الحزب" لن يُعطي الذريعة للعدوّ لتوسيع الحرب، وقد يُدخل مناطق إسرائيليّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك" لتوجيه رسالة إلى تل أبيب أنّها كلما وسّعت من ضرباتها داخل العمق اللبنانيّ، كلما قصف بالصواريخ والمسيّرات مستوطنات جديدة.
في المقابل، هناك خشية كبيرة من إنتقام "حزب الله" بعد استهداف الضاحية الجنوبيّة، ويقول المحللون العسكريّون إنّ ضغوطاً كبيرة ستُمارس عليه في لبنان وخارجه كيّ يكون ردّه مدروساً، وكيّ لا يُشعل المنطقة بالمزيد من الحروب. ويختم المحللون بالقول إنّ ردّ "المقاومة" حتميّ ولن يكون أقلّ مما فعلته إسرائيل في حارة حريك.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبی ة إسرائیلی ة حارة حریک حزب الله
إقرأ أيضاً:
رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.
ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.
ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.
وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.
كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.
وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة
اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية