عربي21:
2025-04-26@04:23:59 GMT

ما مصير حماس بعد اغتيال هنية؟

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

لو كانت حركة حماس ستنكسر باغتيال رموزها وقادتها لحدث ذلك فعلاً في العام 2004 عندما اغتالت إسرائيل مؤسس الحركة وزعيمها الشيخ أحمد ياسين، ومعه كافة القادة الكبار آنذاك، لكنَّ الحركة واصلت الصعود وبعد أقل من ثلاث سنوات على تصفية الصف الأول من قادتها كانت تسيطر على قطاع غزة، وسرعان ما حولته إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ باتجاه المواقع الإسرائيلية.



في الحركات المؤسسية فإن غياب الأفراد لا يؤثر على المسيرة، بل يزيدها قوة ويضخ فيها مزيداً من الحيوية، وهذا ما حدث سابقاً مع حركة حماس ومع الجهاد الإسلامي ومختلف الفصائل الأخرى.

في العام 2002 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، فكان الرد بتشكيل كتائب مسلحة باسمه تتبع للجبهة، وهي التي استطاعت أن تُعيد الحيوية من جديد في هذه الحركة اليسارية التي كانت تواجه الضعف والانكفاء منذ العام 1990.

لدى إسرائيل تاريخ طويل من الاغتيالات التي استهدفت بها الفصائل الفلسطينية، سواء حماس أو فتح أو الجهاد الإسلامي أو غيرهم، وحصيلة هذا المشوار الطويل من الاغتيالات هو أن تل أبيب فشلت في القضاء على هذه الحركات، لا بل إنها كانت تشهد طفرة وحيوية بعد كل موجة من الاغتيالات.

بنية حركة حماس تعتمد على عاملين أساسيين يُقللان من أهمية الأفراد في صناعة القرار ودورهم في القيادة، وخاصة في الجناح السياسي الذي كان يقوده هنية.

العامل الأول هو المؤسسية، حيث إن حماس مكونة من هيئات ومجالس ويتم اتخاذ القرار فيها بالشورى والتصويت والمداولات واستمزاج الآراء، بما يجعل أي قرار في نهاية المطاف هو حصيلة رأي عام لدى الحركة وليس موقفاً فردياً من شخص ما.

أما العامل الثاني فهو أنها حركة عقائدية، تستمد أدبياتها من نصوص الدين الإسلامي وتاريخه النضالي، وهي غنية بالحث على الصمود ووعود ما بعد الموت بالنسبة للشهداء.
والخلاصة هو أن اغتيال إسماعيل هنية لن يشكل ضربة إسرائيلية لحركة حماس ولن يؤثر في مسار الحرب بغزة، تماماً كما حدث باغتيال نائبه صالح العاروري قبل شهور والذي لم يحقق لإسرائيل سوى الإنجاز الرمزي المطلوب تسويقه أمام الرأي العام الداخلي.

أما القول بأن اغتيال هنية هو اختراق أمني إسرائيلي، فهو غير صحيح بالمطلق، بل المشهد على العكس من ذلك تماماً، حيث إن الرجل كان في زيارة رسمية وعلنية لإيران وشارك في حفل تنصيب الرئيس، وهو مناسبة شاهدها العالم بأكمله، وهذا جعل من السهل جداً رصده وتتبعه بواسطة الأقمار الصناعية، ومن ثم اغتياله.

ما حدث هو أنَّ إسرائيل فشلت طوال الشهور العشرة الماضية في الوصول لهنية، ولم تتمكن منه إلا عندما خرج الى العلن في مناسبة عامة. وهو الأمر ذاته الذي حدث مع العاروري أيضاً حيث كان موجوداً في مكتبه الرسمي ببيروت، وهو مكان ليس من الصعب معرفته أو تحديده، ولم يكن متوارياً أو متخفياً أو هارباً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس غزة هنية حماس غزة هنية مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة

في قلب الأراضي المحتلة عام 1948، نشأت الحركة الإسلامية كامتداد طبيعي لصحوة دينية ووطنية بين فلسطينيي الداخل، حاولت أن تُعيد صياغة الهوية الفلسطينية في ظل واقع المواطنة القسرية داخل دولة الاحتلال.

تبلورت هذه الحركة بداية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، متأثرة بخطاب جماعة الإخوان المسلمين، لكنها سرعان ما طورت نهجها الخاص تحت قيادة الشيخ عبد الله نمر درويش، خاصة من خلال الجمع بين الدعوة الدينية والعمل الاجتماعي والخيري.

كان عام 1996 لحظة الانقسام الكبير داخل الحركة، فانشطرت إلى جناحين، حدث هذا على وقع اصطدام الحركة بالإجابة عن سؤال: هل تُشارك في الكنيست الإسرائيلي أم لا؟:

• الجناح الجنوبي (البراغماتي): اختار دخول الكنيست والعمل من داخل النظام الإسرائيلي، وركّز على المطالب المدنية والميزانيات وتحسين الخدمات للعرب، على رأسه اليوم منصور عباس.

• الجناح الشمالي (المبادئي): تمسّك برفض المشاركة في مؤسسات دولة الاحتلال، واعتمد خطابا يربط بين النضال الوطني والهوية الإسلامية، خاصة في ملف القدس والمسجد الأقصى، وكان من أبرز رموزه الشيخ رائد صلاح.

بقي هذا الانقسام يُعمّق التباين في الرؤى والأدوار، إلى أن قامت حكومة الاحتلال بحظر الجناح الشمالي عام 2015، واعتبرته "منظمة غير قانونية"، مما جرد هذا التيار من قدرته التنظيمية والإعلامية.

اليوم، ومع تصاعد الجرائم في غزة وتفجر الاستيطان في الضفة، يُعاد طرح السؤال نفسه بشكل أكثر إلحاحا: أين تقف هذه الحركة الآن؟لكن الأهم: ماذا يفكر الشباب؟ وماذا يريدون أن يصنعوا؟

الحركة الإسلامية بين مبادئية مخنوقة وواقعية مراوغة

أمام مشهد الدم والتهجير في غزة والضفة، تظهر مفارقة صارخة في مواقف الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

• الجناح الشمالي ما يزال، رغم الحظر، محافظا على خطابه المناهض للاحتلال، ويُدين بوضوح الجرائم، لكنه فاقد للفاعلية بسبب التضييق والملاحقة الأمنية وربما بسبب ضعف الإرادة والقدرة على التحدي.

• أما الجناح الجنوبي، وبعد دخوله الحكومة الإسرائيلية عام 2021، فقد غابت مواقفه الحاسمة، ومال إلى الصمت أو التبرير، ما أفقده شعبيته، خاصة في الأوساط الشبابية.

النتيجة؟ حركة تبدو مشتتة بين جناحٍ مكمّم وجناحٍ مُهادِن، وكلاهما عاجز عن أن يكون تعبيرا صادقا عن النبض الشعبي المتفاعل مع مآسي الشعب الفلسطيني في كل الجغرافيا.

لماذا لا يعرف العرب كثيرا عن "الداخل الفلسطيني"؟

رغم أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تعرف عن غزة كل تفصيل، وتتابع أخبار الضفة الغربية منذ عقود، إلا أن الداخل الفلسطيني -أو ما يُعرف بأراضي 48- بقي في الظل، خارج دوائر الاهتمام الشعبي والإعلامي وحتى النضالي في كثير من الأحيان.

هذا الغياب لم يكن صدفة، بل نتيجة لتراكمات متعددة:

فالانخراط القسري لعرب الداخل في منظومة المواطنة الإسرائيلية جعلهم في نظر الكثيرين "خارج معادلة الاحتلال المباشر"، ما حرمهم من الرمزية النضالية الواضحة.

كما أن القبضة الإسرائيلية على فضائهم الإعلامي والاجتماعي حالت دون إيصال صوتهم بحرية إلى العالم العربي، في الوقت الذي كانت فيه ساحات غزة والضفة مرئية، دامية، وصاخبة بالمقاومة والقهر.

يُضاف إلى ذلك أن الأنظمة العربية -تواطؤا أو خوفا- تجنبت دعم الداخل خشية الصدام مع إسرائيل، فتركتهم في فراغ تمثيلي، حتى في الخطاب الإسلامي العابر للحدود، ظل الداخل حاضرا في المناسبات، غائبا عن الاستراتيجية.

والمحصلة أن الوعي العربي تشكّل برواية ناقصة، عزلت الداخل عن قلب القضية، رغم أن فلسطينيي 48 هم من يواجهون يوميا سياسات الأسرلة والتهويد والاستيطان ضمن قلب الدولة العبرية ذاتها.

إن إعادة الاعتبار للداخل الفلسطيني ليست مسألة معرفة فقط، بل مسؤولية وعي ومقاومة، لأن تحرير الرواية مقدمة لتحرير الأرض والإنسان.

الجيل الجديد: بين الحُلم بالخلاص ورفض الترويض

الجيل الفلسطيني الشاب داخل أراضي 48 لم يعد مقتنعا بهذه المعادلة. هؤلاء لا يرون أنفسهم في خطابات الخضوع، ولا ينتظرون منابر قد أُطفئت، بل ينحازون تلقائيا إلى من يقف مع غزة، ومع الأقصى، ومع كل وجه فلسطيني مكلوم.

إنهم يرفضون التعايش المفروض، ويُصغون إلى أنين الخليل، ويرون في الشيخ جراح قضيتهم كما النقب والجليل. لا يثقون بالكنيست، ولا بمن يتحدث عن "تحسين ظروف الحياة" في حضرة الموت، بل ويبحثون عن بديل، صوت، منصة، حركة تشبههم.

ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه هذا الجيل؟

• خطاب تحرري إسلامي وطني جامع، يربط الداخل بكامل الجغرافيا الفلسطينية دون انفصام.

• تنظيم غير تقليدي، لا زعامة فيه ولا بيروقراطية، بل قيادة جماعية ولا مركزية.

• منصات مستقلة إعلامية ومجتمعية تعبّر عن الهوية وتقود الفعل.

• توظيف أدوات العصر من وثائقيات وبودكاست وفن بصري لمخاطبة الداخل والعالم.

ما الذي قد يدفعهم للانطلاق؟

• الإحباط من الأحزاب والمؤسسات، التي لم تعد تمثلهم.

• الانتماء الوجداني المتجدد للقضية الكبرى، والتي لم تعد حكرا على الضفة أو غزة، بل تمتد إليهم.

• احتكاكهم بنماذج عالمية لحركات شبابية صنعت التغيير من الهامش.

جيل يبحث عن فعل.. ليس لهذا الجيل ما يخسره، لكنه يرى كل ما يمكن أن يُستعاد، يريد أن يفعل لا أن يُدار، أن يشارك لا أن يُستدرج، جيل يبحث عن أن يكون جزءا من التحرر، لا مجرد متلقٍ للميزانيات أو وعود "العيش المشترك".

ربما لم يُولد بعد التنظيم الذي يُشبه لكنه يلوح في الأفق. وهو، إن قرر أن يتحرك، لن يسير خلف أحد.. بل سيقود الجميع.

مقالات مشابهة

  • الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة
  • جيش الاحتلال يزعم نجاح حركة حماس بإدخال أموال إلى غزة
  • Visa : زيادة ملحوظة في حركة السفر إلى الإمارات خلال رمضان 2025
  • 38.7 ألف رحلة.. نمو الحركة الجوية في 22 مطارًا بالمملكة خلال 3 أشهر
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي رئيس الوزراء الهندي
  • 1.8 مليار درهم أرباح «دبي الإسلامي» خلال الربع الأول بنمو 8%
  • حركة حماس تطالب بموقف دولي حقوقي لوقف العدوان على المنظمات الصحية في غزة
  • إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع إدارة الأمن العام، تضبط كميات كبيرة من المواد المخدّرة في درعا، كانت معدّة للتهريب إلى الخارج وذلك في إطار العمليات المستمرة لمكافحة تجارة المخدرات وتجفيف منابع التهريب وتعقّب المتورّطين فيها
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • 1.7 مليار درهم أرباح «أبوظبي الإسلامي» بنمو 18% خلال الربع الأول