الجزيرة:
2025-01-30@07:07:55 GMT

اغتيال هنية في طهران.. ما تبعات الإقدام عليه؟

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

اغتيال هنية في طهران.. ما تبعات الإقدام عليه؟

اغتيل فجر اليوم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الاغتيال، لكن الشكوك تحوم على الفور حول إسرائيل، التي تعهّدت بقتل هنية وغيره من قادة حماس؛ بسبب الهجوم الذي شنّته في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز حوالي 250 آخرين.

تطور خطير

بعد دقائق من الإعلان رسميًا عن اغتيال هنية، وصف موقع "إسرائيل اليوم" عملية الاغتيال بـ "التطور الخطير" الذي "من شأنه أن يعيد تشكيل الحرب المستمرّة منذ أكثر من تسعة أشهر في غزة".

العملية بالغة الخطورة، وهي زلزال حقيقيّ، قد يضرب الشرق الأوسط، وقد يتضرر منه الداخل الإسرائيلي نفسه، ولعل ذلك الذي حمل تل أبيب ـ المتهم الأول حتى الآن ـ على الصمت والتهرب من أي أسئلة من صحفيي المنصات الإخبارية العالمية.

وأيًا ما كان الأمر.. فهل إسرائيل "سعيدة" باغتيال أهم قيادة عربية معادية لها؟! ليس بوسع أحد أن يقطع بذلك! فالشارع الإسرائيلي مشغولٌ بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة، وليس باغتيال قادة فلسطينيين.

توقيت العملية، ربما يعيد نتنياهو إلى هدف في ميدان رماية الإسرائيليين مجددًا، الذين يعتبرونه أكبر عائق أمام إبرام صفقة تعيد أبناءهم الأسرى في غزة. بل ربما يُنظر إلى عملية اغتيال هنية بوصفها عملًا ليس في صالح الأمن القومي الإسرائيلي، وإنما في خدمة سيناريوهات نتيناهو المتعددة والمتنوعة لإفشال أي جهود لإنهاء الحرب، وتسوية ملف الأسرى؛ خوفًا من استئناف محاكمته في قضايا فساد، بات من المؤكد أنها ستقوده إلى السجن بعد أن تضع الحرب أوزارها.

عملية الاغتيال، من المرجح أنها قد نُفذت بدون استشارة سيد البيت الأبيض "الضعيف" معتمدة على أنه غير قادر حتى على العتاب أو التوبيخ.. فالبيان الأميركي قال إنه على "علم بالتقارير التي تتحدث عن اغتيال هنية"، فضلًا عن تصريحات وزير الدفاع الأميركي الذي أعاد ذات المعنى وأنه علم بـ"خبر" العملية، مثله مثل عامة الناس وليس كأكبر راعٍ للبلطجة الإسرائيلية في المنطقة.

انفلات العقل السياسي الإسرائيلي

بيدَ أنه ليس من شك في أن هاريس نائبة الرئيس "المغيب" والذي لا يُخفي حاجته المستمرة إلى النوم فيما يشتعل العالم من حوله ـ  المرشحة المحتملة، في مواجهة منافس جمهوري عدواني وشرس – هي الآن في ورطة وأمام سؤال انفلات العقل السياسي الإسرائيلي، وعجز إدارتها "المؤقتة" عن وقف تهوره ونزقه وإحراج واشنطن أمام حلفائها الإقليميين، وتحملها سداد فواتير هوس نتنياهو بالسلطة ولو على حساب العالم كله، خاصة أن الحدث جلل، ويمسّ بسمعة الولايات المتحدة الأميركية، وبنفوذها  وقدرتها في التأثير على  قنوات وأوعية صناعة القرارات الإقليمية السيادية في الشرق الأوسط.

فضلًا عن تكلفة تورّطها في المنطقة حال دخلت إسرائيل في حرب أوسع تمتد من طهران والعراق شمالًا وإلى صنعاء جنوبًا مرورًا بلبنان وحزب الله المسلح، بما يعيد إسرائيل إلى ما قبل وجودها.

ومن المرجح أن تفضي العمليّة إلى مراجعة أميركية لخطابها التبريري للعربدة الإسرائيلية في المنطقة، إذ بات شعار "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها" شيكًا على بياض استخدمه نتنياهو لإضافة المزيد إلى رصيده السياسي بكل حمولته الشخصية القلقة من المحاكمة بعد الحرب، وخصمًا من رصيد واشنطن في منطقة مضطربة ولا يفصلها عن الفوضى إلا غياب الحضور الأميركي بشقّيه: العسكري والسياسي.

صفعة للسرديات العربية

ولذا فإنه ليس من شك في أن اغتيال هنية "تهوّر" لا تُقدم عليه قيادة سياسية رصينة وعاقلة، فهو قد جاء بعد سويعات قليلة من محاولة اغتيال قيادة عسكرية وازنة لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت، وقبل أن يقرّر الحزب سقف الرد على العملية.. فعلامَ كان يراهن نتنياهو وهو يوقّع على قرار اغتيال أرفع مسؤول سياسي ودبلوماسي في حماس، وأن يتم ذلك في داخل إيران التي تنتشر أذرعها العسكرية في أربع عواصم عربية، وصواريخها قادرة على إلحاق الأذى بنصف إسرائيل؟!

العملية إهانة لإيران.. واستفزاز ليس بوسع المراقب، أن يستشرف مآلاته والخطوة التالية له. إذ يتعين على السلطات الإيرانية الإجابة عن سؤال: لِمَ اغتيل في طهران تحديدًا؟!.. وليس في أية عاصمة أخرى من تلك التي كان يقيم فيها أو زائرًا إليها كمفاوض ممثلًا لحماس؟!

وتبقى الإشارة هنا إلى أن اغتيال هنية يعتبر أكبر صفعة للسرديات العربية التي أحرجتها عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من صمود أسطوري على غير أي مثال سابق في تاريخ الشعوب التي كافحت من أجل استقلالها.

إذ لم تنفك ـ تلك السرديات  قبل اغتياله ـ عن الادعاء بأنه يرفل في دفء الفنادق المخملية خارج فلسطين، تاركًا شعبه تفترسه آلة الحرب الإسرائيلية الهوجاء والعمياء، حيث استشهد أخيرًا هنية، ومن قبله ثلاثة من أبنائه حازم ومحمد وأمير في غارة جوية إسرائيلية في 10 أبريل/نيسان الماضي، كما فقد أربعة من أحفاده، هم ثلاث فتيات وصبي، في الهجوم نفسه.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اغتیال هنیة

إقرأ أيضاً:

وزير دفاع الاحتلال: سنبقى في جنين بعد انتهاء العملية العسكرية

أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال سيحتفظ بوجوده في مدينة جنين بعد انتهاء العملية العسكرية الحالية في المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية.
وقال كاتس في أثناء زيارته المدينة: "مخيم اللاجئين في جنين لن يكون كما كان من قبل، وستظل قواتنا بعد انتهاء العملية الحالية في المدينة"، وفقًا لما نقله عنه مكتبه.
أضاف كاتس أن العملية ستتوسع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن عملية كبيرة تحت اسم "الجدار الحديدي" في جنين بتاريخ 21 يناير الحالي.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل 17 شخصًا في منطقة جنين بسبب العملية، من بينهم مدنيون.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الاحتلال يواصل تجريف البنية التحتية في مخيم جنين - وفااستشهاد 17 فلسطينيًا

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيًا وإصابة واعتقال العشرات، بالإضافة إلى تدمير وحرق عشرات المنازل، وتجريف البنية التحتية.

كما أقدم عشرات المستوطنين على توسيع بؤرة استيطانية بالأغوار الشمالية، وسط تعزيزات أمنية مشددة من قوات الاحتلال، الأمر الذي عرقل عمل المزارعين الفلسطينيين في المنطقة.

أخبار متعلقة رغم انتهاكات الاحتلال.. الجيش اللبناني يستكمل الانتشار في جنوب الليطانيفي ظروف غامضة.. مقتل 8 من أبرز قادة الدعم السريع السودانية

مقالات مشابهة

  • وزير دفاع الاحتلال: سنبقى في جنين بعد انتهاء العملية العسكرية
  • غرفة القاهرة تنظم دورة تدريبية حول التطبيقات العملية للتعاقدات العامة
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • نعيم قاسم يعلن اغتيال مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله: إسرائيل سقطت
  • إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين
  • إسرائيل: العملية العسكرية شمال الضفة تتوسع لطولكرم بعد أسبوع من حملة الجدار الحديدي
  • مخاوف إماراتية من تبعات حراك جديد للعليمي للتقارب مع صنعاء
  • القاضية الأوغندية التي رفضت إدانة إسرائيل بالإبادة بغزة متهمة بالانتحال