يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

أعلن رئيس الحكومة الشرعية أحمد عوض بن مبارك يوم أمس الأول أن  50% من أطفال اليمن  يعانون من سوء التغذية المزمن.

وقال في كلمة ألقاها خلال فعالية بمدينة عدن بمناسبة اليوم العالمي للسكان الذي صادف 11 يوليو/ تموز الماضي، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن” التحديات التي تواجه الحكومة في الجانب السكاني تتمثل بـ 45% من السكان تقل أعمارهم عن 16 عاماً، و65 بالمئة في سن العمل، في حين يعاني 50 بالمئة من الأطفال من سوء تغذية مزمن، و21 بالمئة منهم يعانون من التقزم نتيجة لذلك”.

وتزداد معاناة غالبية أطفال اليمن من سوء التغذية نتيجة تدهور الوضع المعيشي الذي تسبب به الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي أوصل الناس إلى حالة عدم استطاعتهم توفير القوت الضروري لأسرهم.

وبحسب أخصائيين في التغذية فإن سبب انتشار هذا المرض يعود في الأول إلى الوضع المعيشي المتدهور الذي تعيشه غالبية أسر اليمن بالإضافة إلى إصابة بعض الأطفال بالأمراض كالإسهالات الحادة وكذلك ضعف التوعية الغذائية لدى الأمهات “.

بهذا الشأن يقول الدكتور مازن عزيز(رئيس قسم التغذية العلاجية رقود TFC- بمركز 22 مايو محافظة تعز)” يعاني معظم أطفال في  اليمن بشكل عام  وتعز بشكل خاص من سوء التغذية الحاد والمتوسط وهذا يعود  نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية الصعبة للأسر؛  جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ  تسعة أعوام”.

وأضاف مازن لموقع” يمن مونيتور” انتشر هذا المرض بشكل كبير في ظل تراجع واضح للخدمات الصحية وقلة الدخل لأرباب الأسر وهنالك أسباب عديدة للإصابة بسوء التغذية لكن السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بهذا المرض هو الفقر المدقع الذي يعاني منه المجتمع ما يؤدي إلى عدم القدرة على توفير أساسيات البيت من مأكل ومشرب مناسب يحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الأطفال بهذه المرحلة”.

وأردف” اليوم أغلب الأسر اليمنية لا تجد المدخول الكافي لها لتعيش بأمن غذائي على الأقل، يأتي  بعد ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بسوء التغذية: الأمراض التي تصيب الأطفال مثل الإسهالات وغيرها، وكذلك قلة الوعي التغذوية لدى الأمهات بشأن التغذية السليمة  للأطفال؛ إذ  يشكل الوعي التغذوي دورًا مهما في الوقاية من الإصابة بسوء التغذية”.

وأشار الدكتور مازن في حديثه لموقع” يمن مونيتور” إلى أن” مركز  22 مايو في محافظة تعز مديرية المظفر في قسم التغذيه استقبل  في عام 2023 (464)حالة تعاني من سوء التغذية من بينهم (75)حاله تعاني من سوء تغذية حاد وخيم مع مضاعفات رقدت في قسم التغذية العلاجية (TFC)”.

وتابع” ومنذ بداية عام 2024إلى يومنا هذا استقبل المركز (534) حاله من بينهم (88) حاله تعاني من سوء تغذيه حاد وخيم مع مضاعفات رقدت في قسم التغذية العلاجية؛ إذ إن جميع الحالات تلقت الرعاية الكاملة في المركز” مؤكدًا أن” المركز يستقبل الحالات من جميع مديريات المحافظة”.

وشدد مازن على ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي ودعم المراكز الخاصة بسوء التغذية العلاجية فالبلاد داخلة في مجاعة وسوء تغذيه وتفشي الكثير من الأمراض والأوبئة وغيرها” مشيرًا إلى أن” القطاع الصحي في اليمن يعاني من انهيار نتيجة محدودية الموارد المالية للسلطات الصحية ونتيجة نقص الإمدادات والتجهيزات وعلى الرغم من ذلك نحاول نحن الأطباء أن نعمل بكل استطاعتنا على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين”.

وواصل” من الضروري جدا توعية الأمهات بأهمية التغذية السليمة والصحية للأطفال وتعريفهن بالعناصر الغذائية المتوازنة التي يجب أن يحصل عليها الطفل وتحديد الأغذية المناسبة والصحية له مثل الفواكه والخضروات والأسماك والأجبان وكيفية عمل الشبيسة الصحية للأطفال وماهي الأغذية التي يجب تجنب تناولها للأطفال مثل السكريات والحلويات والأغذية المعلبة”.

واختتم” الطفل في السن المبكر من مرحلة الطفولة يحتاج إلى رعاية كاملة واهتمام من قبل الوالدين فهو في مرحلة بناء عقلي وجسماني والرضاعة الطبيعية الخالصة مهمة بالنسبة له والتغذية التكميلية له ينبغي أن تكون من نهاية الشهر السادس وبجانبه الرضاعة الطبيعية فمهم جدا أن تكون الأم على دراية بأهمية الرضاعة الطبيعية للطفل فهي تكسب الطفل المناعة الجيدة والبناء المتكامل”.

قصص من المعاناة

أم ميلان امرأة من مديرية المظفر محافظة تعز، تحكي قصة طفلتها ميلان البالغة من العمر 8 أشهر والتي تعاني من سوء تغذية حاد تقول لموقع يمن مونيتور” عندما وضعتُ ميلان كان وزنها 2 كليو فقط، من يوم ولادتها وهي تعاني من سوء تغذية حاد”.

وأضافت” قمت برضاعتها الرضاعة الطبيعية وكانت لا تحصل على حصتها الكاملة من الحليب بسبب عدم حصولي أنا على تغذية كاملة حتى أنا أعاني من سوء التغذية من فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة، لم أستطع أن أعتني بها العناية الكاملة بسبب وضعنا المعيشي المتعب”.

وأردفت” زوجي يعمل بالأجر اليومي فأحيانا يحصل على فرصة عمل وأحيانا لا يحصل عليها وهذا يعود علينا بالضرر الكبير وكما يقال” فاقد الشيء لا يعطيه، وهكذا مرت الشهور وطفلتي لا يزيد وزنها إلا شيئًا بسيطا فالان وهي بهذا العمر وزنها4.7 كيلو”.

وتابعت” كانت طفلتي تصاب بالحمى باستمرار وأنا أعالجها من مكان لآخر لكن جسدها لا يستجيب للعلاج ولا تظهر عليها علامات الشفاء من المرض، تعبت كثيرًا وأنا أتنقل بها من مكان لآخر حتى أشاروا لي بمركز 22 مايو بأنه يقدم الرعاية السليمة للأطفال المصابين بهذا المرض وجئت إليه فقرروا رقود في المركز حتى يتم متابعة حالتها بعناية”.

وواصلت” اليوم هو اليوم الثالث لي في هذا المركز الذي ترقد فيه ابنتي وأنا أشعر بنوع من الأمل أن تتعافى من هذا الداء وأن أراها مثل بقية الأطفال الذين هم بعمرها”.

واختتمت” الوضع المعيشي متعب جدا ليس بالنسبة لي وحدي ولكن للشعب بأكمله، اليوم الناس لم تعد تحصل على القوت الضروري الذي يبني الجسد بالشكل السليم، الناس يعيشون على العافية فقط و ياليتهم يحصلون عليها”.

أطفال الريف الأكثر عرضة للمرض

ويبقى أطفال الريف الأكثر عرضة لمرض سوء التغذية؛ نتيجة بعدهم عن الحضر بأسواقه وحالة الريفيين المعيشية الصعبة خاصة في زمن الحرب الذي أصبح فيه أرباب الأسر عاطلين عن العمل لا يقدرون على توفير القوت الضروري لأسرهم.

ميساء غالب طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف، تعاني من سوء تغذية حاد، هزيلة الجسد وزنها لا يصل إلى 5 كيلو، لا تستطيع الحبو بعد، مع أنه من المعتاد عليه أن الأطفال إذا وصلوا لسن أربعة أشهر يقومون بالحركة والتي تسمى” القلب” وهي حركة يقوم بها الأطفال قبل الحبو، لكن ميساء حتى هذا اليوم وبعد مرور عام ونصف على ميلادها ظهرها ما يزال ملازمًا الفراش ليل نهار.

وتعيش ميساء مع أسرتها في ريف تعز مديرية سامع، أبوها يعمل بالأجر اليومي في ظل انعدام فرص العمل نتيجة الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في اليمن، ما جعل حياة أسرتها المعيشية سيئة للغاية مثلها مثل الكثير من الأسر الريفية معدومة الموارد.

عندما ولدت ميساء كانت هزيلة الجسد وزنها فقط 2 كيلو، ومرت الأيام وهي تعتمد على حليب أمها التي تفتقد تماما للتغذية السليمة فلم يكن حليبها كافيًا لبناء جسد ميساء بالشكل الطبيعي كبقية الأطفال من أترابها.

مرث الشهور حتى وصلت سن 7 أشهر وميساء طريحة فراشها، بدأت أمها تحملها للمركز الطبي الخاص بالمنطقة والذي يعتني بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية فتم إعطاؤها ما يسمى بـ”بلمبي نت” لكن هذا لم يفدها بشيء فحالتها لا تتحسن على الإطلاق”.

قام المركز بتحويل ميسيا إلى قسم T F Cفي مستشفى أطباء بلا حدود في الحوبان لكن أباها أعادها بسبب عدم مقدرة على تكاليف السفر والعودة، فبقت في بيتها إلى جوار أمها التي تنتظر الفرج من الرحمن الرحيم”.

وتستمر معاناة أطفال اليمن من الأمراض والأوبئة التي تفتك بحياة الكثير منهم في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل في اليمن وفي ظل ضعف الجانب الطبي نتيجة قلة الموارد.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأطفال الجوع اليمن سوء التغذية التغذیة العلاجیة من سوء التغذیة بسوء التغذیة یمن مونیتور أطفال الیمن هذا المرض

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة

يمانيون../
أصدر معهد أمريكي مختص بدراسات الحرب تقريراً مطولاً يكشف عن تنامي القدرات العسكرية اليمنية بشكل ملحوظ، ما جعل من اليمن قوة مناوئة للولايات المتحدة، وتهديداً استراتيجياً لمصالحها في الشرق الأوسط والمحيطين الهندي والهادئ.

وذكر التقرير، الذي أعده الباحث الاستراتيجي “بريان كارتر”، أن الإدارة الأمريكية فشلت في الحد من التهديد الذي يمثله اليمنيون، ولم تتمكن من منع تعزيز قدراتهم العسكرية التي باتت تشكل تحدياً يرتبط مباشرة بخصوم واشنطن على المستوى الدولي. وأوضح أن العمليات العسكرية اليمنية أجبرت الولايات المتحدة على إعطاء الأولوية للبحر الأحمر، وهي أولوية تتعارض مع استراتيجيتها المعلنة في التركيز على المحيط الهادئ.

القدرات العسكرية المتنامية

أشار التقرير إلى أن اليمنيين اكتسبوا خلال عام من العمليات القتالية في البحر الأحمر خبرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك معلومات حساسة عن نظم الدفاع الأمريكية. وأبدى مخاوف من احتمال مشاركة هذه المعلومات مع خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا، مما قد يعزز من فعالية الهجمات اليمنية مستقبلاً.

وأضاف التقرير أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من بناء مخزون كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، التي تمثل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة. كما أكد أن الهجمات اليمنية باتت أكثر دقة وفعالية في عام 2024، ما يعكس تطوراً مستمراً في القدرات القتالية.

فشل أمريكي في مواجهة التصعيد

انتقد التقرير محدودية الجهود الأمريكية في التصدي للعمليات اليمنية، مشيراً إلى فشل واشنطن في إحداث تأثير حاسم على القدرات الهجومية اليمنية. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر والمناطق المحيطة يضع الولايات المتحدة في موقف صعب، حيث تضطر إلى تحويل تركيزها عن تهديدات أخرى استراتيجية، مثل التحديات في مضيق تايوان.

تحذيرات من السيطرة اليمنية

من أخطر ما ورد في التقرير تحذيره من إمكانية أن ينجح اليمنيون في إحكام السيطرة على منطقة الخليج، خاصة في ظل تصاعد التوترات العالمية. واعتبر التقرير أن هذا السيناريو يمثل تهديداً وجودياً للمصالح الأمريكية وشركائها الإقليميين.

تجاهل السياق الإنساني

في الوقت ذاته، تجاهل التقرير أهداف العمليات اليمنية المعلنة، والتي ترتكز على رفع الحصار عن اليمن ووقف الإبادة الجماعية في غزة، إضافة إلى استهداف الملاحة الصهيونية والشركات المتعاونة معها في البحر الأحمر والمحيط الهندي.

رسالة لصنّاع القرار

أنهى التقرير بتحذير صريح لصناع القرار الأمريكيين، داعياً إلى مراجعة السياسات الحالية لمواجهة التصعيد اليمني، ومحذراً من استغلال هذه التهديدات لتأجيج التوترات مع دول المنطقة ودفعها نحو مزيد من التدخل العسكري ضد اليمن.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي: اليمن يتحول إلى قوة استراتيجية تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة
  • 22 منظمة حقوقية تطالب بحماية أطفال اليمن من العنف والتجنيد
  • منتخب اليمن يواصل استعداداته لخليجي 26 في معسكر ماليزي مكثف
  • بالأرقام.. هكذا حوّل العدو الإسرائيلي أطفال غزة ولبنان إلى وقود لآلته الحربية
  • اليمن على حافة الانهيار: أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة (تقرير)
  • الأمم المتحدة: الأطفال في اليمن معرضون للأمراض وسوء التغذية والعنف
  • توقف التغذية الكهربائية عن الحسكة نتيجة عطل فني ‏
  • تقرير دولي صادم: مخاطر تهدد مستقبل اليمن!
  • تقرير دولي: اليمن تواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي