سوء التغذية يواصل التهام أجساد أطفال اليمن! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
أعلن رئيس الحكومة الشرعية أحمد عوض بن مبارك يوم أمس الأول أن 50% من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية المزمن.
وقال في كلمة ألقاها خلال فعالية بمدينة عدن بمناسبة اليوم العالمي للسكان الذي صادف 11 يوليو/ تموز الماضي، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن” التحديات التي تواجه الحكومة في الجانب السكاني تتمثل بـ 45% من السكان تقل أعمارهم عن 16 عاماً، و65 بالمئة في سن العمل، في حين يعاني 50 بالمئة من الأطفال من سوء تغذية مزمن، و21 بالمئة منهم يعانون من التقزم نتيجة لذلك”.
وتزداد معاناة غالبية أطفال اليمن من سوء التغذية نتيجة تدهور الوضع المعيشي الذي تسبب به الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي أوصل الناس إلى حالة عدم استطاعتهم توفير القوت الضروري لأسرهم.
وبحسب أخصائيين في التغذية فإن سبب انتشار هذا المرض يعود في الأول إلى الوضع المعيشي المتدهور الذي تعيشه غالبية أسر اليمن بالإضافة إلى إصابة بعض الأطفال بالأمراض كالإسهالات الحادة وكذلك ضعف التوعية الغذائية لدى الأمهات “.
بهذا الشأن يقول الدكتور مازن عزيز(رئيس قسم التغذية العلاجية رقود TFC- بمركز 22 مايو محافظة تعز)” يعاني معظم أطفال في اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص من سوء التغذية الحاد والمتوسط وهذا يعود نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية الصعبة للأسر؛ جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ تسعة أعوام”.
وأضاف مازن لموقع” يمن مونيتور” انتشر هذا المرض بشكل كبير في ظل تراجع واضح للخدمات الصحية وقلة الدخل لأرباب الأسر وهنالك أسباب عديدة للإصابة بسوء التغذية لكن السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بهذا المرض هو الفقر المدقع الذي يعاني منه المجتمع ما يؤدي إلى عدم القدرة على توفير أساسيات البيت من مأكل ومشرب مناسب يحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الأطفال بهذه المرحلة”.
وأردف” اليوم أغلب الأسر اليمنية لا تجد المدخول الكافي لها لتعيش بأمن غذائي على الأقل، يأتي بعد ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بسوء التغذية: الأمراض التي تصيب الأطفال مثل الإسهالات وغيرها، وكذلك قلة الوعي التغذوية لدى الأمهات بشأن التغذية السليمة للأطفال؛ إذ يشكل الوعي التغذوي دورًا مهما في الوقاية من الإصابة بسوء التغذية”.
وأشار الدكتور مازن في حديثه لموقع” يمن مونيتور” إلى أن” مركز 22 مايو في محافظة تعز مديرية المظفر في قسم التغذيه استقبل في عام 2023 (464)حالة تعاني من سوء التغذية من بينهم (75)حاله تعاني من سوء تغذية حاد وخيم مع مضاعفات رقدت في قسم التغذية العلاجية (TFC)”.
وتابع” ومنذ بداية عام 2024إلى يومنا هذا استقبل المركز (534) حاله من بينهم (88) حاله تعاني من سوء تغذيه حاد وخيم مع مضاعفات رقدت في قسم التغذية العلاجية؛ إذ إن جميع الحالات تلقت الرعاية الكاملة في المركز” مؤكدًا أن” المركز يستقبل الحالات من جميع مديريات المحافظة”.
وشدد مازن على ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي ودعم المراكز الخاصة بسوء التغذية العلاجية فالبلاد داخلة في مجاعة وسوء تغذيه وتفشي الكثير من الأمراض والأوبئة وغيرها” مشيرًا إلى أن” القطاع الصحي في اليمن يعاني من انهيار نتيجة محدودية الموارد المالية للسلطات الصحية ونتيجة نقص الإمدادات والتجهيزات وعلى الرغم من ذلك نحاول نحن الأطباء أن نعمل بكل استطاعتنا على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين”.
وواصل” من الضروري جدا توعية الأمهات بأهمية التغذية السليمة والصحية للأطفال وتعريفهن بالعناصر الغذائية المتوازنة التي يجب أن يحصل عليها الطفل وتحديد الأغذية المناسبة والصحية له مثل الفواكه والخضروات والأسماك والأجبان وكيفية عمل الشبيسة الصحية للأطفال وماهي الأغذية التي يجب تجنب تناولها للأطفال مثل السكريات والحلويات والأغذية المعلبة”.
واختتم” الطفل في السن المبكر من مرحلة الطفولة يحتاج إلى رعاية كاملة واهتمام من قبل الوالدين فهو في مرحلة بناء عقلي وجسماني والرضاعة الطبيعية الخالصة مهمة بالنسبة له والتغذية التكميلية له ينبغي أن تكون من نهاية الشهر السادس وبجانبه الرضاعة الطبيعية فمهم جدا أن تكون الأم على دراية بأهمية الرضاعة الطبيعية للطفل فهي تكسب الطفل المناعة الجيدة والبناء المتكامل”.
قصص من المعاناة
أم ميلان امرأة من مديرية المظفر محافظة تعز، تحكي قصة طفلتها ميلان البالغة من العمر 8 أشهر والتي تعاني من سوء تغذية حاد تقول لموقع يمن مونيتور” عندما وضعتُ ميلان كان وزنها 2 كليو فقط، من يوم ولادتها وهي تعاني من سوء تغذية حاد”.
وأضافت” قمت برضاعتها الرضاعة الطبيعية وكانت لا تحصل على حصتها الكاملة من الحليب بسبب عدم حصولي أنا على تغذية كاملة حتى أنا أعاني من سوء التغذية من فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة، لم أستطع أن أعتني بها العناية الكاملة بسبب وضعنا المعيشي المتعب”.
وأردفت” زوجي يعمل بالأجر اليومي فأحيانا يحصل على فرصة عمل وأحيانا لا يحصل عليها وهذا يعود علينا بالضرر الكبير وكما يقال” فاقد الشيء لا يعطيه، وهكذا مرت الشهور وطفلتي لا يزيد وزنها إلا شيئًا بسيطا فالان وهي بهذا العمر وزنها4.7 كيلو”.
وتابعت” كانت طفلتي تصاب بالحمى باستمرار وأنا أعالجها من مكان لآخر لكن جسدها لا يستجيب للعلاج ولا تظهر عليها علامات الشفاء من المرض، تعبت كثيرًا وأنا أتنقل بها من مكان لآخر حتى أشاروا لي بمركز 22 مايو بأنه يقدم الرعاية السليمة للأطفال المصابين بهذا المرض وجئت إليه فقرروا رقود في المركز حتى يتم متابعة حالتها بعناية”.
وواصلت” اليوم هو اليوم الثالث لي في هذا المركز الذي ترقد فيه ابنتي وأنا أشعر بنوع من الأمل أن تتعافى من هذا الداء وأن أراها مثل بقية الأطفال الذين هم بعمرها”.
واختتمت” الوضع المعيشي متعب جدا ليس بالنسبة لي وحدي ولكن للشعب بأكمله، اليوم الناس لم تعد تحصل على القوت الضروري الذي يبني الجسد بالشكل السليم، الناس يعيشون على العافية فقط و ياليتهم يحصلون عليها”.
أطفال الريف الأكثر عرضة للمرض
ويبقى أطفال الريف الأكثر عرضة لمرض سوء التغذية؛ نتيجة بعدهم عن الحضر بأسواقه وحالة الريفيين المعيشية الصعبة خاصة في زمن الحرب الذي أصبح فيه أرباب الأسر عاطلين عن العمل لا يقدرون على توفير القوت الضروري لأسرهم.
ميساء غالب طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف، تعاني من سوء تغذية حاد، هزيلة الجسد وزنها لا يصل إلى 5 كيلو، لا تستطيع الحبو بعد، مع أنه من المعتاد عليه أن الأطفال إذا وصلوا لسن أربعة أشهر يقومون بالحركة والتي تسمى” القلب” وهي حركة يقوم بها الأطفال قبل الحبو، لكن ميساء حتى هذا اليوم وبعد مرور عام ونصف على ميلادها ظهرها ما يزال ملازمًا الفراش ليل نهار.
وتعيش ميساء مع أسرتها في ريف تعز مديرية سامع، أبوها يعمل بالأجر اليومي في ظل انعدام فرص العمل نتيجة الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في اليمن، ما جعل حياة أسرتها المعيشية سيئة للغاية مثلها مثل الكثير من الأسر الريفية معدومة الموارد.
عندما ولدت ميساء كانت هزيلة الجسد وزنها فقط 2 كيلو، ومرت الأيام وهي تعتمد على حليب أمها التي تفتقد تماما للتغذية السليمة فلم يكن حليبها كافيًا لبناء جسد ميساء بالشكل الطبيعي كبقية الأطفال من أترابها.
مرث الشهور حتى وصلت سن 7 أشهر وميساء طريحة فراشها، بدأت أمها تحملها للمركز الطبي الخاص بالمنطقة والذي يعتني بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية فتم إعطاؤها ما يسمى بـ”بلمبي نت” لكن هذا لم يفدها بشيء فحالتها لا تتحسن على الإطلاق”.
قام المركز بتحويل ميسيا إلى قسم T F Cفي مستشفى أطباء بلا حدود في الحوبان لكن أباها أعادها بسبب عدم مقدرة على تكاليف السفر والعودة، فبقت في بيتها إلى جوار أمها التي تنتظر الفرج من الرحمن الرحيم”.
وتستمر معاناة أطفال اليمن من الأمراض والأوبئة التي تفتك بحياة الكثير منهم في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل في اليمن وفي ظل ضعف الجانب الطبي نتيجة قلة الموارد.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأطفال الجوع اليمن سوء التغذية التغذیة العلاجیة من سوء التغذیة بسوء التغذیة یمن مونیتور أطفال الیمن هذا المرض
إقرأ أيضاً:
بتهمة الضلوع في زيجات أطفال.. توقيف المئات في الهند
قُبض على أكثر من 400 شخص ليل السبت الأحد في شمال شرق الهند لتورطهم في زيجات أطفال، على ما أعلن مسؤول محلي، ما يرفع عدد التوقيفات في هذه القضايا إلى حوالي 5000 منذ 2023.
وأكد رئيس حكومة ولاية آسام هيمانتا بيسوا سارما الذي يسعى للقضاء على ظاهرة زواج الأطفال في منطقته بحلول العام 2026 "سنواصل اتخاذ تدابير شجاعة لوضع حد لهذه الآفة الاجتماعية".
وبحسب سارما، أوقف 416 شخصا خلال عمليات نفذتها الشرطة ليلا، ومثلوا أمام القاضي الأحد.
ورغم أن عدد حالات زواج الأطفال انخفض بشكل كبير منذ مطلع القرن الحالي في الهند، فإن هذه الممارسة لا تزال منتشرة على نطاق واسع في هذا البلد الذي يضم أكثر من 220 مليون طفل متزوج، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وفي ولاية آسام، أوقف حوالي 4800 شخص، بينهم أهل وموظفون في هيئات السجل المدني، منذ الحملة التي بدأت في فبراير 2023.
والسن القانونية للزواج هي 18 عاما في الهند، لكن ملايين الأطفال يضطرون للزواج في سن أصغر، خصوصا في المناطق الريفية الفقيرة.
ويأمل الكثير من الأهالي في تحسين أوضاعهم المالية من خلال هذه الزيجات.
وتطال زيجات القصّر بشكل رئيسي الفتيات اللواتي يضطررن لترك المدرسة لرعاية المنزل.
وغالبا ما يتبع الزواج المبكر حالات حمل، ما قد يسبب مشكلات صحية جسدية وعقلية ومضاعفات أثناء الولادة.
وفي حكم تاريخي صدر في أكتوبر 2017، قضت المحكمة العليا بأن الاتصال الجنسي مع زوجة يقل عمرها عن 18 عاما يشكل اغتصابا.
واعترفت المحكمة العليا بأن زواج الأطفال يؤثر على الفتيات في كل جوانب حياتهن وينتهك حقوقهن.