سر الزاعجة المصرية.. كيف تستخدم تردد الطنين للتعرف على الإناث؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
رغم الأعداد الكبيرة للكائنات الحية وتشابهها في كثير من الوظائف، فإن العلم يكتشف كل فترة آليات فريدة تتميز بها كائنات حية عن غيرها، وتشكل طرق المغازلة والتزاوج بين ذكور وإناث الكائنات الحية تنوعا مدهشا.
ففي دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة "ناغويا" اليابانية ونشرت في مجلة "آي ساينس"، اكتشف الباحثون كيف تميز ذكور بعوضتي الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض بين الإناث من كلا النوعين.
ويمكن هذا الاكتشاف العلماء من تطوير إستراتيجيات لمكافحة البعوض باستخدام أصوات طيران اصطناعية لها نفس ترددات أجنحة إناث البعوض.
كائن صغير وقدرة مدهشةلاحظ العلماء خلال العقود الماضية أنه عندما يغزو بعوض الزاعجة المنقطة بالأبيض المناطق التي يهيمن عليها بعوض الزاعجة المصرية، قد يحدث إزاحة للأخيرة إلى مناطق أخرى أو من الممكن أن يتعايش النوعان في المنطقة نفسها.
وعندما يحل وقت الغسق تشكل ذكور البعوض سربا ينتظر طيران الإناث الخصبة. وعندما تدخل أنثى إلى المجموعة يستخدم الذكر سمعه الممتاز لسماع صوت أجنحتها، ثم الاقتراب منها ومحاولة التزاوج. ولكن المشكلة أن إناث الأنواع الأخرى المختلفة يمكن أن تدخل إلى المجموعة أيضا، لذلك كان الباحثون مهتمين بمعرفة كيفية تجنب الذكور للتزاوج مع النوع الخاطئ.
ولوحظ أنه عند حدوث التزاوج بين الأنواع المختلفة، فإنه يصب في صالح الزاعجة المنقطة بالأبيض على حساب الزاعجة المصرية، وقد يكون هذا هو السبب العلمي لنزوح بعوض الزاعجة المصرية من بعض المناطق التي تغزوها الزاعجة المنقطة بالأبيض.
ويمكن للذكور التمييز بين أصوات طيران الإناث المميزة لكل نوع. حيث إن تردد ضربات الأجنحة في الزاعجة المنقطة بالأبيض أعلى منه في الزاعجة المصرية، وربما يعود ذلك إلى أن أطوال أجنحتها أقصر بمقارنة بالزاعجة المصرية.
وقام فريق البحث بتركيب ميكروفونات في أقفاص تكاثر البعوض لقياس أصوات ترددات خفقات أجنحة الذكور والإناث ومقارنتها بين الأنواع. واكتشفوا أن ترددات صوت أجنحة كل من ذكور وإناث بعوض الزاعجة المنقطة أعلى من ترددات صوت أجنحة بعوض الزاعجة المصرية.
ثم بعد ذلك قاموا بتشغيل أصوات أجنحة أنثوية اصطناعية لها نفس ترددات ضربات أجنحة الإناث، ولاحظوا أن ذكور بعوض الزاعجة المنقطة تستجيب باستمرار لترددات صوتية أعلى من ذكور بعوض الزاعجة المصرية.
وبحسب الدراسة، لاحظ الباحثون أن ذكور الزاعجة المنقطة بالأبيض أقل عرضة بشكل ملحوظ لإظهار انحناء البطن استجابة لتحفيز صوت الإناث، كما أن مدة الانحناء أقصر بخلاف ذكور الزاعجة المصرية. وانحناء البطن هو سمة أخرى من سمات الاستجابة الصوتية قبل التزاوج لدى البعوض.
ولكي تستطيع الذكور سماع أصوات رفرفات الأجنحة، فإنها تضبط وظائفها السمعية من خلال الإشارات المرسلة من أدمغتها إلى آذانها للاستماع إلى التردد الصحيح. وهذه الآلية مماثلة لما يفعله البشر للمساعدة في التخلص من الضوضاء أثناء النوم أو سماع صوت أحد الأصدقاء في مكان به أصوات صاخبة.
وتكمن أهمية هذا النظام الحسي في أنه يمنع التزاوج بين الأنواع المختلفة من البعوض، مما يسهل التعايش بين النوعين في مواقع محددة.
كيف يمكن استخدام هذا الاكتشاف لمكافحة البعوض؟تكمن أهمية مكافحة بعوضتي الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة بالأبيض، أنهما من الناقلات الأساسية للأمراض القاتلة مثل حمى الضنك وحمى زيكا، ويمكنهما نقل الفيروسات عندما تتغذيان على دم البشر عن طريق اللدغ.
وتستخدم مصائد وضع البيض للسيطرة على أعداد البعوض عندما تصل إلى مستويات غير مرغوبة. حيث تعمل عن طريق جذب الإناث لوضع البيض ثم قتلها.
ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى إمكانية استخدام مصائد يتم تزويدها بأصوات اصطناعية مشابهة لأصوات ضربات أجنحة الإناث، وبالتالي يمكن جذب الذكور ثم اصطيادها. لذا يمكن استخدام مصائد تجمع بين الطريقتين وضع البيض والمصائد الصوتية.
لكن أزوسا كاميكوتشي الباحث الرئيسي بالدراسة من جامعة ناغويا ذكر في تصريح لـ "الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني أن طريقة المصائد الصوتية ليست فعالة بالشكل الكافي في الوقت الراهن، فهناك حاجة لمعرفة أكثر تطورا بالأصوات الأكثر جاذبية لكل نوع تحديدا، لتمكننا من تصميم مصائد صوتية محسنة خاصة بكل نوع.
ويرى كاميكوتشي أنه إذا كان الذكور من هذين النوعين اللذين شملتهما الدراسة يستخدمون الاختلافات في نغمات الطيران للعثور على إناث من النوع نفسه، فمن المحتمل أن يشمل ذلك الأنواع الأخرى من البعوض أيضا. وبالتالي يمكن تعميم هذه الدراسة على نطاق أوسع.
ولكن تظهر مشكلة أخرى متعلقة بالمصائد، حيث يؤكد الباحثون أنه على الرغم من إمكانية استخدام مصائد وضع البيض والمصائد الصوتية لمنع البعوض من التكاثر والقضاء عليه، فإن هذه النتيجة ليست مرغوبة. فالبعوض يلعب دورا بيئيا مهما كملقح للنباتات وغذاء للبرمائيات، لذا قد تحدث مشاكل بسبب محاولة إزالته من النظام البيئي.
وبدلا من ذلك، يأمل الباحثون في استخدام المصائد للسيطرة فقط على الأعداد الكبيرة في حالة زيادتها إلى مستويات غير مرغوبة، حيث يزداد في تلك الحالة خطر الأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
“فوربس”: روسيا تستخدم أنظمة حرب إلكترونية جديدة لمكافحة الطائرات المسيرة الأوكرانية
روسيا – تستخدم روسيا في منطقة العملية العسكرية الخاصة مجموعة واسعة من أنظمة الحرب الإلكترونية الجديدة المصممة لمواجهة الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وأشارت مجلة “فوربس” الأمريكية إلى أن تميز هذه الأنظمة لا يعود فقط إلى فاعليتها ضد الطائرات المسيرة، بل أيضا إلى الخبرة العميقة التي اكتسبتها روسيا في هذا المضمار.
وذكرت المجلة على سبيل المثال نظام التشويش الإلكتروني “سيرب- في إس 6 دي” المزود بكاشف سلبي (غير النشط) عالي الدقة وقادر على التعرف على عدد من الطائرات المسيرة الأوكرانية بما فيه طائرات FPV الانتحارية الصغيرة الحجم، ونظرا لأن هذا النظام يعمل بشكل مستور، يصعب تحديد موقعه بواسطة وسائل الاستطلاع الإلكترونية.
بعد اكتشاف الطائرة المسيرة، يحاول “سيرب” التشويش على إشارات الاتصال والملاحة الخاصة بها. ويمتلك النظام 6 قنوات اتصال وقدرات معالجة رقمية سريعة، ما يمكّنه من تعطيل عمل عدة طائرات مسيرة في وقت واحد، واستهداف عدة طائرات مسيرة تبعد مسافة حتى 5 كم.
وهذا مجرد واحد من الأنظمة الجديدة التي بدأت القوات المسلحة الروسية في استخدامها في العام الماضي.
واستطردت المجلة قائلة:” قد تم الإعلان مؤخرا عن تزويد القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأحدث أنظمة “سارمات-ميغلا” و”سارمات-كينتافور” التي تتميز بفعالية غير عادية. وإذا أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها، فقد تحد من قدرة الطائرات المسيرة الأوكرانية، مما يمنح روسيا تفوقا كبيرا على ساحة القتال”.
المواصفات التقنية الرئيسية لنظام الحرب الإلكترونية “سارمات-كينتافور”:
1. نطاق التشويش الفعال:
– يصل إلى 10-15 كم ضد الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة (مثل FPV drones وUAVs التكتيكية).
– قادر على تعطيل إشارات GPS/GLONASS، واتصالات الراديو (RF)، وحتى قنوات التحكم عن بُعد.
2. تعدد المهام:
– يمكنه التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد بفضل معالجة إشارات رقمية سريعة.
ويُشَوِّش على نطاقات ترددية متعددة، بما في ذلك:
433 MHz لطائرات FPV، 900 MHz – 2.4 GHz للاتصالات اللاسلكية، 5.8 GHz لنقل الفيديو.3. التقنيات المستخدمة:
يعتمد على كاشف سلبي متطور لتحديد مصادر الإشارات دون كشف موقعه.
ويستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي للتمييز بين الإشارات الصديقة والمعادية.
وقابل للنشر السريع (يمكن تركيبها على مركبات أو منصات ثابتة).
4. التكامل مع أنظمة أخرى:
يعمل بتنسيق مع أنظمة مثل “سارمات-ميغلا” و”سيرب-VS6D” لخلق حقل تشويش متكامل.
ويمكن ربطه بشبكات الدفاع الجوي الروسية (مثل “بانتسير-S1”) لتعطيل الطائرات المسيرة قبل اعتراضها.
الأداء في ساحة المعركة (حسب تقارير “فوربس” والتحليلات العسكرية):
فعال ضد: طائرات FPV الأوكرانية المستخدمة في الهجمات الانتحارية. طائرات الاستطلاع مثل Leleka-100 وR18. أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (تعطيل GPS). ميزة التخفي: يصعب اكتشافه لأنه لا يشع إشارات نشطة، بل يعتمد على التشويش الانتقائي. استخدامه في أوكرانيا: تم نشره بالقرب من الخطوط الأمامية، مما قلل من فعالية الهجمات المسيرة الأوكرانية بنسبة 30-50% في بعض القطاعات.المصدر: روسيسكايا غازيتا