عُقدت بأكاديمية الأوقاف الدولية المكونات العلمية والتثقيفية (المكون الشرعي) للدفعة السابعة من الدورة المتكاملة المحاضرة الأولى لليوم الرابع، اليوم الثلاثاء، بحضور الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين الأسبق بعنوان: "مخاطر الإلحاد"، والمحاضرة الثانية للدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية بعنوان "الكليات الست"، وذلك لعدد (92) إمامًا وواعظة من الدفعة السابعة في الدورة المتكاملة، وقدم للمحاضرة دكتور/ أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف.


وفي كلمته أكد الدكتور بكر زكي عوض أن قضية الإلحاد قضية خطيرة وأن وزارة الأوقاف تتصدى لهذا الخطر، وأن قضية الإلحاد من القضايا القديمة الجديدة وليست وليدة العصر، وأن الإلحاد هو العدول عن الشيء الصحيح إلى غيره بعد أن اتضحت معالمه، فكل إنسان يعلم أن هناك خالقا ، وعندما خلق الله الإنسان ركّب فيه أسبابًا داخلية تدعوه للإيمان مثل الفطرة والعقل والحواس، لكن هناك عوامل عديدة تؤثر في تلك الفطرة مثل البيئة والأسرة والمجتمع، مؤكدًا أن الإلحاد يمثل ظاهرةً محدودةً للغاية، لكن من يروج لها يحاول نشرها وإنشاء مواقع لها بأسماء مختلفة ومتعددة من أجل الإيهام بأن الإلحاد منتشر.


وأوضح، أن مفردة الإلحاد وردت في القرآن الكريم خمس مرات كلها تدور حول الاعوجاج وعدم اتباع الطريق المستقيم ، يقول تعالى :"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ، ويقول سبحانه : "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِي وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِي مُّبِينٌ"، ويقول (عز وجل): “إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" ، ويقول تعالى: "وَاتْلُ مَا أُوحِى إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا"، ويقول سبحانه : " قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا"، موضحًا أن الإلحاد نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده بل حاربوا كل الأديان السماوية.


وفي محاضرته أكد الدكتور عبد الله النجار أن الدين جاء لرعاية مصالح العباد ودفع الضُرِّ عنهم، فحيثما وجدت المصلحة في شيء كان هو المشروع في دين الله (عز وجل)، وإذا غلبت المفسدة كان هو المحظور في دين الله (عز وجل)، ومن هنا كان حفظ النفس الذي من أجله أنزل الله تبارك وتعالى الشرائع وبه تحفظ الأديان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن الحق المطلق لله (عز وجل) وحده ولا يقابله واجب عليه (سبحانه وتعالى)، ومن رحمة الله (تبارك وتعالى) بعباده أن خلع بعض سمات حقه على عباده الضعفاء، وألزم المجتمع كله أن يحفظ لهم حقوقهم، وقد أطلق العلماء على هذه الحقوق الكليات الست، مضيفًا أن التيسير هو شرع الله (عز وجل) والفقيه هو الذي يجيد التيسير ويحسن التيسير بدليل، حيث ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما خُيِّر بين أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه"، وأن الكليات الضرورية لا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بها، واتفقت عليها الإنسانية على مر الأزمان، كما اتفقت عليها جميع الأديان، وهي: "الدين، النفس، العقل، العرض، المال، الوطن".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوقاف الإلحاد وزارة الأوقاف

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: العفو والصفح أفضل من الدعاء على الظالم

أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال شخص عبر عن معاناته مع ظلم تعرض له منذ أربع سنوات، وكان يتمنى أن ينسى هذا الظلم ولكن لم يتمكن من ذلك، مما جعله يدعو على الشخص الذي ظلمه كلما تذكر الأمر.

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أنه في مثل هذه الحالات، يجب على الإنسان أن يتذكر أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.

وقال: "الاصل أن لا نرد الإساءة بالإساءة، لكن إذا كان الظلم الذي وقع علينا عظيمًا لدرجة أننا لا نتمكن من دفعه، في هذه الحالة نقول 'حسبي الله ونعم الوكيل'، حيث نُفوض الأمر لله سبحانه وتعالى".

حكم التربح من نشر فيديوهات على مواقع التواصل؟.. الإفتاء تحسم الجدلحكم الذهاب لمعالج بالقرآن لفك السحر؟.. أمين الفتوى يجيب

وأضاف أن الدعاء على الظالم قد يكون أكبر من الظلم نفسه، موضحًا: "يمكن أن تكون الدعوة على الظالم أشد مما فعل معك من ظلم، وبالتالي الأفضل أن نقول 'حسبي الله ونعم الوكيل' بدلاً من الدعاء عليه بشكل مباشر.

وأشار الدكتور عبد السميع إلى أن العفو والصفح عن الظالم له أجر وثواب أكبر عند الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا: "من عفى وأصلح، فله أجره عند الله، والعفو له مكانة عظيمة في الإسلام".


وقال: "بعض الأولياء الصالحين قالوا أنهم لم يستخدموا هذه الكلمات «حسبي الله ونعم الوكيل» في حياتهم لأنهم كانوا يتحلون بالصبر والحلم، وكانوا يفضلون العفو والصفح على الدعاء على الآخرين".

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية
  • مفتي الجمهورية السابق: مواجهة الإلحاد تتطلب إنشاء منصات إلكترونية للرد
  • علي جمعة: الإيمان بالقدر خيره وشره من أهم مظاهر الرضا بالله ربا وحاكما
  • علي جمعة: قبول القدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله
  • معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
  • أمين الفتوى: العفو والصفح أفضل من الدعاء على الظالم
  • أول الدين وآخره.. خطيب المسجد النبوي: الله خلق الخلق لعبادته وحده
  • حكم قضاء الصلاة المفروضة المتروكة عمدًا أو نسيانًا
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • بالدليل العقلي والعلمي.. محمد داود يواجه المُلحدين بكتاب «حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد»