بعدما فقد الثقة بالمصارف... أين يخبئ اللبناني أمواله؟
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
"لا ثقة" وبالخطّ العريض، منحها اللبنانيون للمصارف منذ بدء الأزمة. فالإجماع على أن البنوك سرقت أموال المودعين لم ينطلق بين ليلة وضحاها، بل هو نتاج مسار سنوات من المماطلة والوعود الواهية، ناهيك عن تعاميم لا تعدّ ولا تحصى تفيد الجميع، إلا اللبناني الذي وضع جنى عمره في مصارف ظنّها ستستره في آخرته. ولكن أين يخبئ المواطنون أموالهم اليوم؟ وما هي أوجه الإستثمار الأنسب لهم؟
اعتنق اللبنانيون شتّى السبل وأقدمها في محاولة منهم لحماية ما تبقى من مدخراتهم من بطش الذين كانوا مؤتمنين على توفيرها لهم في أيامهم السوداء.
وفي هذا الإطار، أشار الخبير الإقتصادي د. باتريك مارديني إلى أن الإدخار في لبنان بات يحصل بطريقتين، الأولى محلية والثانية خارجية، بحيث أن كل من لديه وصول إلى النظام المصرفي العالمي يعمد إلى وضع أمواله خارج لبنان.
وفي حديث إلى "لبنان 24"، شدد مارديني على أن الجزء الأكبر من الشعب اللبناني الذي ليس باستطاعته ادخار أمواله في المصارف العالمية بسبب عوامل كثيرة، يدّخر ماله داخل منزله سواء في خزنة آمنة أو "تحت المخدّة والسجادة".
واعتبر أنه في حين أن هذه الطريقة بالإدخار لا تؤمّن مدخولاً، إلا أنها الأنسب بنظر الكثير من اللبنانيين الذين فقدوا الثقة بمصارفهم أو من يتخوفون من إعادة هيكلة المصارف وفي ظل عدم إقرار خطة نهائية للقطاع.
وقال مارديني إن جزءاً من الأموال المدّخرة منزلياً هو "كاش" وبالدولار الأميركي، بينما جزء آخر فيحاولون استثماره بأصول معينة سواء عن طريق شراء الذهب أو التنويع بين الدولار وعملة أخرى، إلا أن خيارات الإستثمار محدودة جداً، على حدّ تعبيره.
من هنا، أكد مارديني أنه في مرحلة معينة كان أحد خيارات الإستثمار في لبنان هو العقارات، إلا أن اليوم وضع هذا القطاع سيء، مشيراً إلى أن "العقارات وصلت اليوم للقعر، وبالتالي من المفضّل أن يتريّث من لديه عقار ما يريد بيعه، إلى حين تحسّن الأوضاع لما بعد انتهاء الحرب وعودة الإستقرار.
واعتبر أن مشكلة القطاع العقاري هو أن شققاً كثيرة هي اليوم فارغة نتيجة تهريب عدد كبير من المواطنين أموالهم عبرها مع بداية الأزمة من خلال شرائها من دون السكن فيها، إلا أن هذه الشقق الفارغة اليوم تؤكد وجود فائض في العرض، ما يؤدي إلى استمرار تدني الأسعار.
وعن بدائل الذهب والعقارات، كشف مارديني أن هناك حديثاً متنامٍ عن أن لبنانيين كثر باتوا يشغّلون أموالهم بالعملات المشفّرة مثل البيتكوين، وهو ما بات معروف عالمياً بأنه ممرّ وضمانة تماماً كالذهب. إلا أنه بسبب عدم قدرة اللبنانيين على الوصول إلى الأسواق المالية العالمية، يمكنهم شراء البيتكوين.
وشدد على أن من أودع أمواله في بنوك خارج لبنان، فلديه فرصة كبيرة بالوصول إلى الأسواق المالية العالمية، مثل وضع أموالهم في سندات ملكية أميركية على سبيل المثال حيث يتمّ دفع فوائد عالية، أو يمكن الإستثمار بأسهم الشركات التي تشهد نموّاً، فضلاً عن المواد الأولية والذهب والنفط.
كما أكد مارديني أن عبارة "تهريب الأموال" للخارج ليست في محلّها بهذا السياق، إذ أن لبنان يتمتّع باقتصاد حرّ، على اعتبار أنه يمكن للجميع تحويل الأموال إلى لبنان لأنهم متأكدون أن بإمكانهم إخراجها مجدداً من البلاد في أيّ وقت أرادوه، وبالتالي لا يمكن تهريب ما هو للمواطن، بل هي عملية تحويل طبيعية ومتاحة، وهي ما تبقي لبنان "على قدميه".
وعن إمكانية عودة اللبنانيين للمصارف، رأى مارديني أن الأخيرة هي حاجة للبلد، بدليل أن اليوم يتردد الشباب بالإقدام على الزواج نظراً لعدم قدرتهم على شراء بيت بسبب تعذّر أخذ قرض، والأمر عينه ينطبق على شراء سيارة أو تأسيس شركة، مشيراً إلى أن عدم قدرة المصارف على لعب دورها الطبيعي كوسيط بين المقترض والمستثمر، يؤّثر سلباً على البلد.
وأضاف: "لا يمكن إعطاء القروض من دون الحصول على ودائع، وهو ما يتعذر على المصارف القيام به في الوقت الراهن".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
الجيش اللبناني يتهم الاحتلال بالمماطلة بالانسحاب من جنوب لبنان
اتهم الجيش اللبناني، السبت، جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة في الانسحاب من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين والذي ينص على انسحاب الاحتلال خلال مدة 60 يوما، من المقرر أن تنتهي غدا الأحد.
ودعا الجيش اللبناني، في بيان، المواطنين اللبنانيين إلى "التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي".
مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، تدعو قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، وتشدد على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات… pic.twitter.com/qoGU7wkf23 — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 25, 2025
وشدد البيان على "أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم"، مشيرا إلى أن "الوحدات العسكرية تعمل على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة".
وأشار إلى أن الجيش اللبناني "يتابع الوضع العملاني بدقة ولا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي".
ولفت إلى "المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقد مهمة انتشار الجيش"، مشددا على أن الجيش اللبناني "يحافظ على الجهوزية لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي".
والجمعة، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان سيستمر أكثر من 60 يوما.
وقال مكتب نتنياهو، إن "انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان سيستمر لأكثر من 60 يوما"، زاعما أن ذلك يعود "إلى عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل من جانب لبنان".
وذكر البيت الأبيض أن تمديد وقف إطلاق النار لفترة مؤقتة وقصيرة أمر ضروري، في حين قال الجيش اللبناني إنه واصل تنفيذ الخطة لتعزيز انتشاره جنوبي نهر الليطاني منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حسب رويترز.
ويسود لبنان وقف هش لإطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني /نوفمبر عام 2024، أنهى قصفا متبادلا بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله"، بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول /سبتمبر الماضي.
ووفق بيانات رسمية لبنانية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مئات الخروقات للاتفاق، ما أسفر عن استشهاد 37 شخصًا وإصابة 45 آخرين.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى جنوب الخط الأزرق خلال 60 يوما، بالإضافة إلى انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية على طول الحدود، ومنح الجيش اللبناني وحده الحق في حمل السلاح بالمنطقة الجنوبية.