رأي الوطن : اتفاقية تعزز الفرص الاستثمارية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
يُمثِّل توطين الصِّناعة القائمة على المعادن أهمِّية كبرى في تطوير العديد من الصِّناعات، خصوصًا الصِّناعات المرتبطة بصناعة الحديد والصُّلب؛ وذلك لِمَا تُقدِّمه من قِيمة محليَّة مضافة، تفتح الآفاق للعديد من الصِّناعات الأخرى، التي توفِّر فرص عمل كبيرة للكوادر الوطنيَّة، وتُشكِّل إسهامًا مميَّزًا في النَّاتج المحلِّي الإجماليِّ، حيث تحتلُّ مِثل تلك الصِّناعات موقعًا متميِّزًا في هيكل الصِّناعات التحويليَّة؛ بوصفها صناعة متميِّزة ذات أهمِّية كبيرة للتنمية الصناعيَّة، تساعد على انتشار العديد من الصِّناعات الأخرى، وتفتح المجال لجذب المزيد من الاستثمارات المتنوِّعة ذات الأهمِّية الاقتصاديَّة الكبرى، التي تعمل على بناء منظومة صناعيَّة متكاملة، ذات أثَرٍ اقتصاديٍّ كبير على المنظومة الصناعيَّة التي تُعدُّ إحدى أهمِّ أدوات التنويع الاقتصاديِّ التي تسعى إلى تحقيقه العديد من الدوَل.
وتمتلك سلطنة عُمان خطَّة وطنيَّة طموحة لتطوير الصِّناعات المعدنيَّة، خصوصًا المرتبطة بصناعة الحديد والصُّلب، وتتيح رؤية «عُمان 2040» الطموحة فرصًا استثماريَّة واسعة في قِطاع الصِّناعات التعدينيَّة، حيث خرجت بالعديد من المبادرات المهمَّة في هذا القِطاع، خصوصًا مع ما تملكه من مُدُن صناعيَّة تمتلك موقعًا جغرافيًّا ذات مميِّزات لوجستيَّة تجعلها قريبة من الأسواق العالميَّة شرقًا وغربًا. لذا تسعى إلى توطين العديد من الصِّناعات التي تتكامل أدوارها، حيث تُسهمُ ـ في حدِّ ذاتها ـ في تطوير غيرها من الصِّناعات المرتبطة بقِطاع التعدين وصناعته المختلفة، حيث سيكُونُ لتلك الخطوات المهمَّة دَوْر فعَّال في تعظيم النَّاتج المحلِّي الإجماليِّ، عَبْرَ ما يُقدِّمه من قِيمة مضافة، تُسهمُ في توفير فرص العمل المطلوبة.
ويأتي توقيع ميناء صحار والمنطقة الحُرَّة اتفاقيَّة تأجير أرض مع شركة معادن صحار النبيلة لإقامة مصنع لإنتاج قوالب معدنَي الفاناديوم والنيوبيوم في المنطقة الحُرَّة بصحار، بتكلفة إجماليَّة قدرها (7) ملايين دولار أميركي، خطوةً مهمَّة في تحقيق تلك الأهداف المرجوَّة، حيث سيُسهم المشروع بشكلٍ كبير في إثراء قِطاع المعادن في المنطقة من خلال تعزيز تنوُّع المنتجات الصناعيَّة، حيث يُستخدم (الفاناديوم والنيوبيوم) كإضافات في قِطاع تصنيع المعادن، ممَّا يُعزِّز قوَّة ومتانة أنواع مختلفة من المعادن، وسيُتيح هذا المشروع ـ الذي سيشغل مساحة تبلغ 5000 متر مربَّع ـ فرصًا لتزويد مصانع السبائك الفائقة في أسواق الولايات المُتَّحدة وأوروبا بمعدَنِ الفاناديوم ومعدَنِ النيوبيوم المطلوب، والذي يدخل في العديد من الصِّناعات الأخرى. إنَّ الفرص الواعدة التي تُتيحها المناطق الصناعيَّة والحُرَّة والاقتصاديَّة في البلاد، وعلى رأسها المنطقة الحُرَّة بصحار للمستثمرين، من منطلق الاستفادة من المزايا الاستراتيجيَّة التي تُقدِّمها وقُربها من الأسواق الرئيسة، سيُسهمُ مع الاتفاقيَّة الجديدة في توسيع نطاق مجموعة المعادن وتعزيز القِيمة المحليَّة، حيث تُشكِّل الاتفاقيَّة إنجازًا كبيرًا وخطوةً مهمَّة في الجهود المستمرَّة للتنويع الصِّناعيِّ في منطقة صحار الحُرَّة، كما يعكس إنشاء المصنع التزام الميناء والمنطقة الحُرَّة بتعزيز بيئة صناعيَّة مستدامة، إلى جانب دَوْرهما الاستراتيجيِّ في دفع سلسلة التوريد وتعزيز تكامليَّة عناصر الجذب للميناء والمنطقة الحُرَّة، كما يُمثِّل المشروع فرصةً لجذب المزيد من الاستثمارات من الشركات التي تعتمد على هذه المعادن الحيويَّة ممَّا سيُعزِّز التطوير المستمرَّ للمنطقة الحُرَّة بصحار.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
تونس تشهد العديد من «الهزّات الأرضية» خلال أيام.. هل هنالك إمكانية لحدوث «زلزال»؟
شهدت تونس منذ بداية فبراير الجاري، عدة هزات أرضية ضرب معظمها ولاية سيدي بوزيد، وآخر الهزات التي ضربت تونس وقعت يوم أمس الأربعاء، حيث بلغت قوتها 3.5 درجات، على بُعد 8 كلم شرق المكناسي، وشعر بها عدد من سكان المعتمدية، فما أسباب هذه الهزات وهل هنالك إمكانية لحدوث زلزال؟
وول ذلك، أوضح رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان الحامدي، أن “أسباب تسجيل هذه الهزات تعود بالأساس إلى نشاطات تكتونية تحت سطح الأرض”.
وبحسب إذاعة “موزاييك اف ام التونسية”، أشار الحامدي، “إلى أن المنطقة التي تشهد هذه الهزات تقع بالقرب من حدود الصفائح التكتونية، وبحكم أن البلاد التونسية تقع في الضفة الشمالية للصفيحة الإفريقية التي هي في حركة مستمرة نحو الصفيحة الأوروآسيوية، فإن هذه المناطق تشهد تراكم توترات وطاقة هائلة بسبب انزلاق صفائح (اندساسها تحت صفائح أخرى) أو تلاقيها (تصادمها) أو تباعدها”.
وبين رئيس مصلحة البحث والتطوير أن “المناطق التي شهدت الهزات الأرضية توجد فيها شبكة متداخلة من الفوالق والصدوع النشطة حاليا، والتي عندما تتراكم فيها كمية كبيرة من الطاقة تصل إلى حد معين فتتلاشى متمثلة في هزّات أرضية نشهدها على السطح، وهذا ما يبرر كون هذه المناطق متحركة وتشهد منذ بداية الشهر الحالي عدة هزات أرضية”.
وأشار حسان الحامدي، إلى أن “الهزة الأولى كانت الرئيسية، ووقعت بمنطقة المكناسي في ولاية سيدي بوزيد، في الثالث من فبراير، بقوة 4.9 درجات على سلم ريختر، ثم تلتها عدة هزات ارتدادية ضعيفة نوعا ما ومرتبطة بالرجّة الرئيسية، باعتبار تقاربها معها في الزمن وحدوثها في الأماكن ذاتها والقريبة منها.
وشدد على أن احتمال حدوث زلزال مدّمر ينتج عن هذه الهزات ضعيف، موضحا أن إمكانية حدوث هزات أخرى أمر وارد”.
ولفت الحامدي إلى “أن الهزات الأرضية المسجلة لم تسبب أضرارا كبيرة على مستوى البنية التحتية أو الأرواح البشرية، ما عدا بعض الشقوق في بعض البنايات”.