جريدة الوطن:
2025-04-17@06:57:38 GMT

رأي الوطن : اتفاقية تعزز الفرص الاستثمارية

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

رأي الوطن : اتفاقية تعزز الفرص الاستثمارية

يُمثِّل توطين الصِّناعة القائمة على المعادن أهمِّية كبرى في تطوير العديد من الصِّناعات، خصوصًا الصِّناعات المرتبطة بصناعة الحديد والصُّلب؛ وذلك لِمَا تُقدِّمه من قِيمة محليَّة مضافة، تفتح الآفاق للعديد من الصِّناعات الأخرى، التي توفِّر فرص عمل كبيرة للكوادر الوطنيَّة، وتُشكِّل إسهامًا مميَّزًا في النَّاتج المحلِّي الإجماليِّ، حيث تحتلُّ مِثل تلك الصِّناعات موقعًا متميِّزًا في هيكل الصِّناعات التحويليَّة؛ بوصفها صناعة متميِّزة ذات أهمِّية كبيرة للتنمية الصناعيَّة، تساعد على انتشار العديد من الصِّناعات الأخرى، وتفتح المجال لجذب المزيد من الاستثمارات المتنوِّعة ذات الأهمِّية الاقتصاديَّة الكبرى، التي تعمل على بناء منظومة صناعيَّة متكاملة، ذات أثَرٍ اقتصاديٍّ كبير على المنظومة الصناعيَّة التي تُعدُّ إحدى أهمِّ أدوات التنويع الاقتصاديِّ التي تسعى إلى تحقيقه العديد من الدوَل.


وتمتلك سلطنة عُمان خطَّة وطنيَّة طموحة لتطوير الصِّناعات المعدنيَّة، خصوصًا المرتبطة بصناعة الحديد والصُّلب، وتتيح رؤية «عُمان 2040» الطموحة فرصًا استثماريَّة واسعة في قِطاع الصِّناعات التعدينيَّة، حيث خرجت بالعديد من المبادرات المهمَّة في هذا القِطاع، خصوصًا مع ما تملكه من مُدُن صناعيَّة تمتلك موقعًا جغرافيًّا ذات مميِّزات لوجستيَّة تجعلها قريبة من الأسواق العالميَّة شرقًا وغربًا. لذا تسعى إلى توطين العديد من الصِّناعات التي تتكامل أدوارها، حيث تُسهمُ ـ في حدِّ ذاتها ـ في تطوير غيرها من الصِّناعات المرتبطة بقِطاع التعدين وصناعته المختلفة، حيث سيكُونُ لتلك الخطوات المهمَّة دَوْر فعَّال في تعظيم النَّاتج المحلِّي الإجماليِّ، عَبْرَ ما يُقدِّمه من قِيمة مضافة، تُسهمُ في توفير فرص العمل المطلوبة.
ويأتي توقيع ميناء صحار والمنطقة الحُرَّة اتفاقيَّة تأجير أرض مع شركة معادن صحار النبيلة لإقامة مصنع لإنتاج قوالب معدنَي الفاناديوم والنيوبيوم في المنطقة الحُرَّة بصحار، بتكلفة إجماليَّة قدرها (7) ملايين دولار أميركي، خطوةً مهمَّة في تحقيق تلك الأهداف المرجوَّة، حيث سيُسهم المشروع بشكلٍ كبير في إثراء قِطاع المعادن في المنطقة من خلال تعزيز تنوُّع المنتجات الصناعيَّة، حيث يُستخدم (الفاناديوم والنيوبيوم) كإضافات في قِطاع تصنيع المعادن، ممَّا يُعزِّز قوَّة ومتانة أنواع مختلفة من المعادن، وسيُتيح هذا المشروع ـ الذي سيشغل مساحة تبلغ 5000 متر مربَّع ـ فرصًا لتزويد مصانع السبائك الفائقة في أسواق الولايات المُتَّحدة وأوروبا بمعدَنِ الفاناديوم ومعدَنِ النيوبيوم المطلوب، والذي يدخل في العديد من الصِّناعات الأخرى. إنَّ الفرص الواعدة التي تُتيحها المناطق الصناعيَّة والحُرَّة والاقتصاديَّة في البلاد، وعلى رأسها المنطقة الحُرَّة بصحار للمستثمرين، من منطلق الاستفادة من المزايا الاستراتيجيَّة التي تُقدِّمها وقُربها من الأسواق الرئيسة، سيُسهمُ مع الاتفاقيَّة الجديدة في توسيع نطاق مجموعة المعادن وتعزيز القِيمة المحليَّة، حيث تُشكِّل الاتفاقيَّة إنجازًا كبيرًا وخطوةً مهمَّة في الجهود المستمرَّة للتنويع الصِّناعيِّ في منطقة صحار الحُرَّة، كما يعكس إنشاء المصنع التزام الميناء والمنطقة الحُرَّة بتعزيز بيئة صناعيَّة مستدامة، إلى جانب دَوْرهما الاستراتيجيِّ في دفع سلسلة التوريد وتعزيز تكامليَّة عناصر الجذب للميناء والمنطقة الحُرَّة، كما يُمثِّل المشروع فرصةً لجذب المزيد من الاستثمارات من الشركات التي تعتمد على هذه المعادن الحيويَّة ممَّا سيُعزِّز التطوير المستمرَّ للمنطقة الحُرَّة بصحار.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي

بقلم : سمير السعد ..

في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.

“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”

بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.

ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.

رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:

“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”

في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.

الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:

“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”

هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:

“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”

الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.

إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.

وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.

عن الشاعر:

ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.

عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • “إيفزا دبي” تستعرض الفرص الاستثمارية أمام الشركات الألمانية
  • خلال زيارة رسمية تمتد يومين.. وزير الصناعة يبحث الفرص الاستثمارية المتبادلة بين المملكة وإندونيسيا في قطاعات عدة
  • اتفاقية المعادن النادرة بين أوكرانيا وأميركا.. الثروات مقابل الدعم
  • التقي مساعد وزير الاستثمار ورجال أعمال..مدبولي: اتفاقية الاستثمارات تعزز التعاون بين المملكة ومصر
  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • وفد إيراني يستعرض الفرص الاستثمارية في شمال الشرقية
  • اجتماع للجنة حصر الأصول غير المستغلة بدمياط لبحث الفرص الاستثمارية