لبنان ٢٤:
2025-01-29@05:56:21 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه "حزب الله" فتح جبهة الجنوب مساندةً لحركة "حماس" في قطاع غزة ونحن نسمع التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان وإعادته إلى العصر الحجري. ومنذ الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، أي أكثر من تسعة أشهر، لم تتخطّ هذه التهديدات الخطّ المرسوم للاعتداءات اليومية، التي حوّلت القرى الجنوبية الأمامية على طول "الخطّ الأزرق" إلى كومة من الدمار بعدما هجرها معظم أهلها.

ومنذ ذاك التاريخ حتى اليوم تراوحت "التهديدات العنترية" لوزراء متشدّدين في حكومة الحرب ولبعض القادة العسكريين بين السقفين الأعلى والأقل علوًا، من دون أن تقترن هذه النبرات العالية بأي آلية تنفيذية، وذلك لأكثر من سبب. وقد يكون أهمها أن تل أبيب تضرب الأخماس بالأسداس مع كل اعتداء تقوم به، لأنها تعرف أن ردّة فعل "المقاومة الإسلامية" ستكون فورية وسريعة وموجعة قياسًا إلى حجم الاعتداءات، وأن ردّها سيكون على قاعدة "الصاع صاعين".    فإذا كان التهجير يطال أهالي القرى الجنوبية المحاذية للحدود يقابل بشيء من التسليم والرضى فإن تهجير سكان المستوطنات الشمالية يشكّل ضغطًا شعبيًا على حكومة نتنياهو. وإذا كانت الحياة الطبيعية ممنوعة على الجنوبيين فهي ممنوعة أيضًا على الإسرائيليين الشماليين. وإذا كان الدمار شاملًا هنا فهو أكثر شمولًا هناك. وإذا كان القصف بالمسيّرات يستهدف عناصر حزبية، ومن بينها قادة ميدانيون، فإن الردّ غالبًا ما يكون بالمستوى نفسه، وإن كانت تل أبيب لا تعلن عن قتلاها كما يفعل "الحزب". وإذا طال القصف المدنيين من أهالي الجنوب فإن صواريخ "المقاومة" تكون بـ "مرصاد العين بالعين والسنّ بالسنّ والبادئ أظلم". وإذا كانت المسيّرات الإسرائيلية قادرة على استهداف الضاحية الجنوبية أو مواقع لـ "حزب الله" أو لإيران في سوريا فإن "هدد الضاحية" قادر على تزويد القيادة العسكرية الميدانية ببنك أهداف محتملة في العمق الجغرافي الإسرائيلي، وأن هذه الأهداف، كما تقول القيادة العسكرية في "الحزب" ستكون حتمًا في مرمى القدرة الصاروخية في أي ردّ على أي هجوم إسرائيلي أيًّا يكن نوعه وحجمه.   من بين الأمثال اللبنانية الكثيرة، التي تعبّر عن الواقع خير تعبير، وهي المستمدة من تراكم الخبرات والتجارب، واحد يقول بما معناه بأن "يللي بيكّبر حجرو ما بيقدر يكبو لبعيد". فلا إسرائيل في وارد إيصال صواريخها الكبيرة إلى المدى البعيد، ولا "حزب الله" في هذا الوارد أيضًا، لأن المساعي التي تجري من تحت الطاولة توحي بأن الأمور ذاهبة إلى عكس ما هو ظاهر للعيان.
وفي اعتقاد أوساط ديبلوماسية غربية فإن القول المأثور "اشتدي أزمة تنفرجي" يمكن أن ينطبق تمامًا على الواقع السياسي المناقض ظاهريًا للواقع الميداني، سواء في قطاع غزة، وبالتحديد في رفح، وفي الجنوب اللبناني. وتؤكد هذه الأوساط أن الحرب أيًا تكن التسمية التي تُعطى لها لن توصل سوى إلى المزيد من العنف والمزيد من القتل والمزيد من الخراب والدمار. وهذا ما سمعه نتنياهو في واشنطن ولم يعجبه كثيرًا، لأن ليس لديه خطّة جاهزة لليوم الذي سيلي بعد أن يسكت المدفع وتتوقف آلة الموت في حصد أرواح الأبرياء، وكان آخرهم في مجزرة مجدل شمس.
وتقول الأوساط نفسها أن الحل السياسي لأزمة العصر لن يكون على أيدي نتنياهو، الذي يهمه أن يبقى الوضع متفجرًا حفاظًا على رأسه، ولكن في المقابل فإن حركة "حماس" لن تكون في الواجهة عندما يُعاد النظر في التركيبة الهرمية في القطاع، من دون الإشارة إلى ما ستكون عليه وضعية "حزب الله" بعدما "أدى قسطه للعلى" في مساندته "المقاومة الفلسطينية" في غزة، وبالأخصّ عندما يوضع مصير سلاحه على طاولة المفاوضات الدولية والإقليمية وحتى المحلية الداخلية، في ضوء ما يمكن أن يكون قد توصّلت إليه المفاوضات الأميركية – الإيرانية من نتائج قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية عمليًا في فترة "الصمت الانتخابي"، خصوصًا إذا لم يوفق الجمهوريون في إيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرّة جديدة.
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار

استطاع "حزب الله" أن يستغل الدقيقة الأولى من عدم التزام العدوّ الاسرائيلي بمهلة الستين يوماً ليحقّق انتصارًا إعلاميًا وعملياً لم يحقّقه طوال الأيام الستين الفائتة ولا حتى خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان،  حيث استعاد من جديد مشهد الانتصار رغم كل الأثمان التي دفعها. 

يبدو أن "حزب الله" قد حالفه الحظّ نتيجة التلكّؤ الإسرائيلي، إذ إن بقاء إسرائيل في بعض القرى الجنوبية بعد انتهاء المُهلة المحددة مكّنه من فرض معادلة تحرير جديدة مستخدماً في ذلك سلاحاً مُختلفاً وهو بيئته الحاضنة التي يبدو أنها قررت الذهاب بعيداً في مواجهة الاحتلال باللحم الحيّ. 

لم يكن "حزب الله" يريد استخدام سلاحه، بعيداً عما إذا كان قادراً على ترميم قدراته العسكرية من عدمه، ذلك لأن استعمال هذا السلاح من شأنه أن يزيد من مخاطر الحرب، الامر الذي لا يريده "الحزب" بأي شكل من الأشكال، فكان جمهور المقاومة هو السلاح الثابت في مشهد اليومين الماضيين حيث انكشف سقف العدوّ الاسرائيلي الذي بدوره أيضاً لا يريد الحرب وإلا لكان ذهب الى ارتكاب مجازر شنيعة بالمدنيين ما سيوصل في نهاية المطاف الى استعادة جزء كبير من الرّدع الذي خسره "الحزب" في المرحلة الفائتة.

 الردع اليوم بات مرتبطاً بشكل كبير بالمشهد المتحوّل سواء في غزّة أو في لبنان، وهذا المشهد سيؤدي حتماً الى ازمة سياسية كبرى داخل اسرائيل بسبب عدم تحقيق نتنياهو لأي نتائج فعلية للحرب بعد الاغتيالات والدمار والتشريد، ما سيعرّضه حتماً لمساءلة جدية وربما تتجه تل أبيب نحو فوضى سياسية عارمة لا يمكن احتواؤها بسهولة. 

هذا كله يعني ان الانشغال الاسرائيلي في أزمته الداخلية اضافة الى تثبيت قوى المقاومة لانتصارها في قواعدها الشعبية، ما يعني بطبيعة الحال اعادة ترميم القدرات،  قد يكون اسهل تحد اليوم. لذلك بات من المُرجّح أن تعود قوى المقاومة في المنطقة لتثبيت قوتها وتتصلّب تدريجياً خلال الأشهر وربما السنوات القليلة المقبلة، وهذا ما كان المحللون يتوقعون عدم حصوله نهائيًا أو يتوقّعون الحاجة الى عشر سنوات او عشرين كأقل تقدير لتحقيقه. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • نصر مُغيظ في غزة.. وبذرة التحرر المُضرجة بالطوفان!
  • نصر مُغيظ في غزة.. وبذرة التحرر أُضرجت بالطوفان!
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار
  • عدد أسرى الاحتلال الأحياء في المرحلة الأولى أكبر من المتوقع
  • سلموه.. الخضري يعلق على أزمة زيزو ومحمود فتح الله يرد
  • ن هي الأسيرة “أربيل يهود” التي تلح حكومة الاحتلال على إطلاق سراحها؟
  • بعد أزمة عبد المجيد عبد الله.. عبد الله الرويشد يتصدر التريند بسبب قبلة
  • والد أنغام يرد على أزمة استدعاء الشرطة لابنته
  • عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما
  • التهاب الفم.. متى يكون مجرد إزعاج عابر أو يستدعي زيارة الطبيب؟