لبنان ٢٤:
2024-09-08@22:44:09 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه "حزب الله" فتح جبهة الجنوب مساندةً لحركة "حماس" في قطاع غزة ونحن نسمع التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان وإعادته إلى العصر الحجري. ومنذ الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، أي أكثر من تسعة أشهر، لم تتخطّ هذه التهديدات الخطّ المرسوم للاعتداءات اليومية، التي حوّلت القرى الجنوبية الأمامية على طول "الخطّ الأزرق" إلى كومة من الدمار بعدما هجرها معظم أهلها.

ومنذ ذاك التاريخ حتى اليوم تراوحت "التهديدات العنترية" لوزراء متشدّدين في حكومة الحرب ولبعض القادة العسكريين بين السقفين الأعلى والأقل علوًا، من دون أن تقترن هذه النبرات العالية بأي آلية تنفيذية، وذلك لأكثر من سبب. وقد يكون أهمها أن تل أبيب تضرب الأخماس بالأسداس مع كل اعتداء تقوم به، لأنها تعرف أن ردّة فعل "المقاومة الإسلامية" ستكون فورية وسريعة وموجعة قياسًا إلى حجم الاعتداءات، وأن ردّها سيكون على قاعدة "الصاع صاعين".    فإذا كان التهجير يطال أهالي القرى الجنوبية المحاذية للحدود يقابل بشيء من التسليم والرضى فإن تهجير سكان المستوطنات الشمالية يشكّل ضغطًا شعبيًا على حكومة نتنياهو. وإذا كانت الحياة الطبيعية ممنوعة على الجنوبيين فهي ممنوعة أيضًا على الإسرائيليين الشماليين. وإذا كان الدمار شاملًا هنا فهو أكثر شمولًا هناك. وإذا كان القصف بالمسيّرات يستهدف عناصر حزبية، ومن بينها قادة ميدانيون، فإن الردّ غالبًا ما يكون بالمستوى نفسه، وإن كانت تل أبيب لا تعلن عن قتلاها كما يفعل "الحزب". وإذا طال القصف المدنيين من أهالي الجنوب فإن صواريخ "المقاومة" تكون بـ "مرصاد العين بالعين والسنّ بالسنّ والبادئ أظلم". وإذا كانت المسيّرات الإسرائيلية قادرة على استهداف الضاحية الجنوبية أو مواقع لـ "حزب الله" أو لإيران في سوريا فإن "هدد الضاحية" قادر على تزويد القيادة العسكرية الميدانية ببنك أهداف محتملة في العمق الجغرافي الإسرائيلي، وأن هذه الأهداف، كما تقول القيادة العسكرية في "الحزب" ستكون حتمًا في مرمى القدرة الصاروخية في أي ردّ على أي هجوم إسرائيلي أيًّا يكن نوعه وحجمه.   من بين الأمثال اللبنانية الكثيرة، التي تعبّر عن الواقع خير تعبير، وهي المستمدة من تراكم الخبرات والتجارب، واحد يقول بما معناه بأن "يللي بيكّبر حجرو ما بيقدر يكبو لبعيد". فلا إسرائيل في وارد إيصال صواريخها الكبيرة إلى المدى البعيد، ولا "حزب الله" في هذا الوارد أيضًا، لأن المساعي التي تجري من تحت الطاولة توحي بأن الأمور ذاهبة إلى عكس ما هو ظاهر للعيان.
وفي اعتقاد أوساط ديبلوماسية غربية فإن القول المأثور "اشتدي أزمة تنفرجي" يمكن أن ينطبق تمامًا على الواقع السياسي المناقض ظاهريًا للواقع الميداني، سواء في قطاع غزة، وبالتحديد في رفح، وفي الجنوب اللبناني. وتؤكد هذه الأوساط أن الحرب أيًا تكن التسمية التي تُعطى لها لن توصل سوى إلى المزيد من العنف والمزيد من القتل والمزيد من الخراب والدمار. وهذا ما سمعه نتنياهو في واشنطن ولم يعجبه كثيرًا، لأن ليس لديه خطّة جاهزة لليوم الذي سيلي بعد أن يسكت المدفع وتتوقف آلة الموت في حصد أرواح الأبرياء، وكان آخرهم في مجزرة مجدل شمس.
وتقول الأوساط نفسها أن الحل السياسي لأزمة العصر لن يكون على أيدي نتنياهو، الذي يهمه أن يبقى الوضع متفجرًا حفاظًا على رأسه، ولكن في المقابل فإن حركة "حماس" لن تكون في الواجهة عندما يُعاد النظر في التركيبة الهرمية في القطاع، من دون الإشارة إلى ما ستكون عليه وضعية "حزب الله" بعدما "أدى قسطه للعلى" في مساندته "المقاومة الفلسطينية" في غزة، وبالأخصّ عندما يوضع مصير سلاحه على طاولة المفاوضات الدولية والإقليمية وحتى المحلية الداخلية، في ضوء ما يمكن أن يكون قد توصّلت إليه المفاوضات الأميركية – الإيرانية من نتائج قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية عمليًا في فترة "الصمت الانتخابي"، خصوصًا إذا لم يوفق الجمهوريون في إيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرّة جديدة.
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الهواري: المجتمعات التي تمتلئ بالأمل قادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل

قال محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني أهل هلال ربيع تبارى الخطباء والدعاة والكتاب إلى ميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسون منه الأنوار والأسرار والإشراقات مشيرا  خلال خطبته بالجامع الأزهر بعنوان: «الأمل صناعة نبوية لا تستغني عنها المجتمعات» ان ميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ميلادَ أمة، وإشراق حضارة، وصناعة إنسانية، وإحياء قيم وأخلاق.


مضيفا أنه كان صلى الله عليه وسلم عظيم الأمل فلم ييأس، واسع الرجاء فلم يقنط، قوي العزيمة فلم يجزع، فالحاجة إلى الأمل في ظل الواقع المر، وما أحوج الناسَ إلى الأمل في ظل ما يعانون مرارته يوما بعد يوم مما حل بالأمة من مشكلات داخلية وخارجية، تلك العبادة القلبية التي قل من يفطن لمعناها ويعمل بمقتضاها، أن يعيش على معنى توقع الجميل من الله.

خطبة اليوم الجمعة من المسجد النبوي.. الموت مآل كل إنسان خطبة الجمعة: لماذا يتهاون بعض الناس بقدسية الزواج؟! أن مع العسر يسرا


أكد الهواري أن الأمل يتمثل في أن يوقن الإنسان أن مع العسر يسرا، وبعد الكسر جبرا، وبعد الضعف قوة، وبعد المرض عافية، وبعد الداء شفاء وبعد الشدة فرجا وبعد الضيق سعة، وبعد الدنيا وما فيها جنة عرضها السماوات والأرض، موضِّحًا أن صنفا من البشر يعيشون على يأس وقنوط وإحباط فهم في قلق وهم واضطراب وخوف وفزع،


أوضح الأمين المساعد أن اليأس قطيعة إيمانية بين العباد وربهم؛ ولذا لا عجب أن يورد القرآن اليأس والكفر في سياق واحد، وما أروع ما قال يعقوب لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)،


استكمل اله الهواري وفي الجانب الآخر نجد الإيمان والأمل متلازمين، فالمؤمن أوسع الناس أملًا، وأكثرهم تفاؤلًا، وأبعدهم عن التشاؤم والتبرم والضجر؛ إذ الإيمان معناه الاعتقاد بقوة عليا تدبر هذا الكون لا يخفى عليها شيء، ولا تعجز عن شيء، الاعتقاد بقوة غير محصورة، ورحمة غير متناهية، وكرم غير محدود، الاعتقاد بإله قدير رحيم، يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، يمنح الجزيل، ويغفر الذنوب، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، إله هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها. إله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، إله يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الضال إذا وجد، والغائب إذا وفد، والظمآن إذا ورد، إله يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أو يزيد، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو، مشيرا إلى أنه كانت حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلة من الأمل، وكأنما يقدم لنا بهذه الحياة الشريفة النموذج الأمثل لكل مبتلى من فرد أو مجتمع أو أمة.


وتابع: عاش النبي في مكة ثلاثة عشر عامًا يدعو قومه إلى الإسلام، فيلقون دعوته بالاستهزاء، وقرآنه بالإعراض، وآياته بالتكذيب، وأصحابه بالأذى والتعذيب، فما لانت له قناة، ولا انطفأ في صدره الأمل،.


أشار الهواري إلى أنه عندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، ويبدأ في كفاح مرير مع طواغيت الشرك، وأعوان الضلال، حتى تأتي غزوة الأحزاب فيتألب الشرك الوثني بكل أدواته مع الغدر اليهودي بكل تاريخه الدموي، ويحيط بالمسلمين مؤامرة من الداخل والخارج، ويشتد الأمر على النبي وأصحابه، حتى يصوره القرآن بقوله: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالًا شديدًا) (الأحزاب: 10، 11) في هذه الساعات الرهيبة التي يذوي فيها عود الأمل، ويخبو شعاع الرجاء، يحدث النبي أصحابه عن الغد المأمول، والمستقبل المرجو، وهم يحفرون الخندق حول المدينة؛ ليصدوا به الغزاة، ويعوقوا به الطغاة، تعرض لهم صخرةٌ لا تأخذُ فيها المَعَاوِلَ،

 

أشار  الأمين المساعد الى  أن المجتمعات التي تمتلئ بالأمل هي المجتمعات القادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل، وإن الأوطان التي يشيع فيها اليأس هي مجتمعات مقيدة لا تتقدم، ولا ترتقي، ولعل الله يصنع لنا من ليلنا الحالك أنوار فجر مشرق يبدد الظلمات، ويحقق الغايات، فالأمل صناعة نبوية، وفريضة دينية، وحاجة مجتمعية، من تخلى عنها تخلى عن الحياة، وما طعم الحياة إن كانت بلا أمل؟ وما متع الدنيا إن كانت الحياة بلا أمل؟، وإن أولى الناس بالأمل هم أهل الإيمان الذين يعتصمون بالله البر الرحيم، العزيز الكريم، الغفور الودود، الذين ينظرون إلى الحياة بوجه ضاحك، ويستقبلون أحداثها بثُغر باسم، لا بوجه عبوس قمطرير.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف العدو بأسراب المسيرات
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • النائب الحاج حسن: إسناد المقاومة لغزة دفاع استباقي عن لبنان
  • دعموش: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك
  • حزب الله يشن سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • الخارجية الفرنسية: ندعم جهود الوساطة التي تضطلع بها البعثة الأممية تمهيدًا لحل أزمة المركزي
  • حزب الله: المقاومة ازدادت قوة وهي لا تؤخذ بالتهديدات والتهويلات
  • حزب الله يستهدف عدة مواقع للعدو الصهيوني
  • الهواري: المجتمعات التي تمتلئ بالأمل قادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل
  • خطيب المسجد الحرام: إذا أخطأت فاعتذر وإن أذنبت فأقلع