لبنان ٢٤:
2024-11-25@10:53:48 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

اشتدّي أزمة تنفرجي

منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه "حزب الله" فتح جبهة الجنوب مساندةً لحركة "حماس" في قطاع غزة ونحن نسمع التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان وإعادته إلى العصر الحجري. ومنذ الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، أي أكثر من تسعة أشهر، لم تتخطّ هذه التهديدات الخطّ المرسوم للاعتداءات اليومية، التي حوّلت القرى الجنوبية الأمامية على طول "الخطّ الأزرق" إلى كومة من الدمار بعدما هجرها معظم أهلها.

ومنذ ذاك التاريخ حتى اليوم تراوحت "التهديدات العنترية" لوزراء متشدّدين في حكومة الحرب ولبعض القادة العسكريين بين السقفين الأعلى والأقل علوًا، من دون أن تقترن هذه النبرات العالية بأي آلية تنفيذية، وذلك لأكثر من سبب. وقد يكون أهمها أن تل أبيب تضرب الأخماس بالأسداس مع كل اعتداء تقوم به، لأنها تعرف أن ردّة فعل "المقاومة الإسلامية" ستكون فورية وسريعة وموجعة قياسًا إلى حجم الاعتداءات، وأن ردّها سيكون على قاعدة "الصاع صاعين".    فإذا كان التهجير يطال أهالي القرى الجنوبية المحاذية للحدود يقابل بشيء من التسليم والرضى فإن تهجير سكان المستوطنات الشمالية يشكّل ضغطًا شعبيًا على حكومة نتنياهو. وإذا كانت الحياة الطبيعية ممنوعة على الجنوبيين فهي ممنوعة أيضًا على الإسرائيليين الشماليين. وإذا كان الدمار شاملًا هنا فهو أكثر شمولًا هناك. وإذا كان القصف بالمسيّرات يستهدف عناصر حزبية، ومن بينها قادة ميدانيون، فإن الردّ غالبًا ما يكون بالمستوى نفسه، وإن كانت تل أبيب لا تعلن عن قتلاها كما يفعل "الحزب". وإذا طال القصف المدنيين من أهالي الجنوب فإن صواريخ "المقاومة" تكون بـ "مرصاد العين بالعين والسنّ بالسنّ والبادئ أظلم". وإذا كانت المسيّرات الإسرائيلية قادرة على استهداف الضاحية الجنوبية أو مواقع لـ "حزب الله" أو لإيران في سوريا فإن "هدد الضاحية" قادر على تزويد القيادة العسكرية الميدانية ببنك أهداف محتملة في العمق الجغرافي الإسرائيلي، وأن هذه الأهداف، كما تقول القيادة العسكرية في "الحزب" ستكون حتمًا في مرمى القدرة الصاروخية في أي ردّ على أي هجوم إسرائيلي أيًّا يكن نوعه وحجمه.   من بين الأمثال اللبنانية الكثيرة، التي تعبّر عن الواقع خير تعبير، وهي المستمدة من تراكم الخبرات والتجارب، واحد يقول بما معناه بأن "يللي بيكّبر حجرو ما بيقدر يكبو لبعيد". فلا إسرائيل في وارد إيصال صواريخها الكبيرة إلى المدى البعيد، ولا "حزب الله" في هذا الوارد أيضًا، لأن المساعي التي تجري من تحت الطاولة توحي بأن الأمور ذاهبة إلى عكس ما هو ظاهر للعيان.
وفي اعتقاد أوساط ديبلوماسية غربية فإن القول المأثور "اشتدي أزمة تنفرجي" يمكن أن ينطبق تمامًا على الواقع السياسي المناقض ظاهريًا للواقع الميداني، سواء في قطاع غزة، وبالتحديد في رفح، وفي الجنوب اللبناني. وتؤكد هذه الأوساط أن الحرب أيًا تكن التسمية التي تُعطى لها لن توصل سوى إلى المزيد من العنف والمزيد من القتل والمزيد من الخراب والدمار. وهذا ما سمعه نتنياهو في واشنطن ولم يعجبه كثيرًا، لأن ليس لديه خطّة جاهزة لليوم الذي سيلي بعد أن يسكت المدفع وتتوقف آلة الموت في حصد أرواح الأبرياء، وكان آخرهم في مجزرة مجدل شمس.
وتقول الأوساط نفسها أن الحل السياسي لأزمة العصر لن يكون على أيدي نتنياهو، الذي يهمه أن يبقى الوضع متفجرًا حفاظًا على رأسه، ولكن في المقابل فإن حركة "حماس" لن تكون في الواجهة عندما يُعاد النظر في التركيبة الهرمية في القطاع، من دون الإشارة إلى ما ستكون عليه وضعية "حزب الله" بعدما "أدى قسطه للعلى" في مساندته "المقاومة الفلسطينية" في غزة، وبالأخصّ عندما يوضع مصير سلاحه على طاولة المفاوضات الدولية والإقليمية وحتى المحلية الداخلية، في ضوء ما يمكن أن يكون قد توصّلت إليه المفاوضات الأميركية – الإيرانية من نتائج قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية عمليًا في فترة "الصمت الانتخابي"، خصوصًا إذا لم يوفق الجمهوريون في إيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرّة جديدة.
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله والقوات المسلحة اليمنية يُعيدان رسم خريطة الصراع الإقليمي

 

 

تشهد المنطقة العربية تحولات جذرية في المشهد العسكري والسياسي، حيث أطلق حزب الله والقوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية التي تُعيد رسم خريطة الصراع الإقليمي. فمن جهة، أعلن حزب الله عن بداية فصل جديد من المقاومة، بعد أن وجه ضربة موجعة لإسرائيل باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية وهيئة أركانها في تل أبيب بصواريخ متطورة. ومن جهة أخرى، أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرة استثنائية على إحباط أي عدوان على أراضيها، مستهدفة حاملة طائرات أمريكية ومدمرات حربية في البحر الأحمر.
عملية حزب الله غير المسبوقة في تل أبيب تُمثل تحولًا جذريًا في موازين القوى في المنطقة. فرسائل حزب الله، التي عبر عنها الأمين العام الشيخ معين قاسم، تؤكد أن لا مكان آمن للكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مهما بلغت قدراته العسكرية من تطور.
هذه العمليات ليست ردود فعل عابرة، بل هي جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى فرض واقع جديد على الصراع مع إسرائيل. فإطلاق الصواريخ من القرى التي ادعى نتنياهو سيطرته عليها يُظهر زيف ادعاءاته ومهزلة زعمه بالسيطرة على قرى جنوب لبنان.
تُعاني إسرائيل من حالة قلق وتصدعات في جبهتها الداخلية، حيث تواجه الحكومة انتقادات لاذعة بسبب فشلها في مواجهة التحديات المتصاعدة. يزداد قلق المواطنين الإسرائيليين من عجز حكومتهم عن حماية أراضيهم، مما يثير تساؤلات جدية حول قدرة المؤسستين العسكرية والسياسية على مواجهة التحديات الراهنة.
أظهر حزب الله، من خلال استخدام صواريخ متطورة كـ”فادي 6″ و”قادر 2″، تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، مما يُشكل تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل. ويؤكد الشيخ معين قاسم على استمرار الضربات وعدم وجود ملاذ آمن لجنود العدو، مما يعزز معنويات مقاتلي المقاومة في ظل تراجع معنويات جيش الاحتلال المُثقل بالخسائر.
فشل الحملة البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ودخولها في مناورة برية ثانية، يُظهر ضعف قدراتها العسكرية ويُفضح أكاذيب نتنياهو حول احتلاله لقرى لبنانية. فقد أطلق حزب الله صواريخه من تلك المناطق، مُثبتًا زيف ادعاءاته أمام الرأي العام العالمي.
وليس فشل إسرائيل في لبنان وحده ما يُثير القلق، بل تُضاف إليه العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، والتي استمرت لثمان ساعات واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لنكولن” ومدمّرتين حربيتين، باستخدام مسيرات وصواريخ مجنحة وبالستية. تُظهر هذه العملية قدرة اليمن على إحباط أيّ عدوان على أراضيها، وتُؤكّد على تصاعد قدرات المقاومة في المنطقة، مُرسلةً رسالةً قويةً حول قدرة المقاومة على مواجهة القوى العظمى.
تطرح هذه التطورات تساؤلات جوهرية حول مستقبل المنطقة: هل تُشير هذه العمليات إلى بداية مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة وإسرائيل؟ وهل ستُؤدّي إلى تصعيدٍ أكبر في التوتر الإقليمي؟
من الواضح أن المقاومة في المنطقة، ممثلةً بحزب الله والقوات المسلحة اليمنية، تزداد قوةً وقدرةً على مواجهة أيّ عدوان، مُفضحةً في الوقت ذاته ادّعاءات إسرائيل حول سيطرتها وفاعليتها العسكرية.

مقالات مشابهة

  • بين الخطاب والممارسة.. هل تتخلى المقاومة عن غزة؟
  • قصف متبادل هو الأعنف بين إسرائيل وحزب الله.. هل يكون تمهيدا لاتفاق؟
  • حزب الله يستعرض مشاهد من استهدافه مستوطنة معالوت ترشيحا
  • هل تصمُد جبهة لبنان؟
  • حزب الله يكثّف عملياته ضد الاحتلال الصهيوني: هجمات نوعية بطائرات مُسيّرة وصواريخ موجهة
  • اليد العليا لرجال الله
  • حزب الله والقوات المسلحة اليمنية يُعيدان رسم خريطة الصراع الإقليمي
  • "هجوم البسطة".. هل يكون بداية استراتيجية جديدة ضد حزب الله؟
  • سامي مرسي يعلق على مواجهة مانشستر يونايتد
  • العدو وهدف ضرب (وحدة الساحات)..!