ولنا كلمة: الدلالة وارتفاع أسعار الأسماك!!
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
عادة قديمة تناقلتها الأجيال وأصبحت من ثقافة المجتمعات البشرية، حيث لا يخلو بلد منها وإن كانت تختلف في الأسلوب وطريقة العرض وكذلك طبيعة المعروض، فالمناداة أو الدلالة (المزايدة) التي تتجسد في أشخاص يتولون إدارة عملية بيع المواد التي يجلبها التجار وسط دائرة صغيرة محاطة بالمشترين، تُعدُّ من الظواهر المألوفة في مجتمعنا العُماني، منها ما يرتبط بمناسبة مثل قبل أيام الأعياد ومنها تمارس بشكل يومي، خصوصًا في الأسواق المشهورة في بعض الولايات مثل نزوى وأسواق الأسماك في بعض الولايات الساحلية، إلَّا أنَّ هذه الممارسة، خصوصًا تلك التي لها علاقة ببيع الأسماك، أصبحت لها وما عليها بعد، لاستغلالها بشكل غير حضاري مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك بطريقة لا تتوافق مع السعر الحقيقي.
فمن خلال مشاهدات لاحظها بعض المتسوقين في أسواق الأسماك في بعض الولايات، يُعزى ارتفاع الأسعار إلى سببين رئيسين أوَّلهما الدائرة الثلاثية التي يضعها صاحب السمك في حلبة المناداة، حيث يقف ثلاثة من معارفه يزايدون على قيمة السمكة؛ لكي تصل إلى سعر معيَّن أعلى بكثير من قيمتها الحقيقية، وبما أنَّ المتسوقين قدِموا من أجل شراء السمك فليس أمامهم سوى الرضوخ إلى السعر الذي وصلت إليه تلك المناداة، فيدفع القيمة على مضض وهو مدرك أنَّه ليس سعرها الحقيقي لكن وضع أمام خيار لا ثاني له إمَّا أن يقبلَ أو غيره سيُقدِم على ذلك، والأمر الآخر أنَّ مَن يقوم بإدارة المناداة من يُسمَّى بالدلال في كثير من الأحيان يبدأ بسعر مرتفع من عنده وليس من عند المتسوقين، لضمان الحصول على نسبة أعلى من الربح له كما أرجعها البعض، على اعتبار أنَّ له في كُلِّ بيعة نسبة معينة بحيث كلَّما ارتفع سعر السمكة زادت نسبته وارتفع إيراده، فإن صحَّ ذلك (ولا نُعمِّم هنا) فإنَّه يُمثِّل استغلالًا غير مقبول، ولا بُدَّ من التدخل لوقفه؛ لضمان الحفاظ على السعر المعقول الذي يتوافق مع إمكانات غالبية المتسوقين، بدليل أنَّ أسعار الأسماك في أسواق بعض الولايات التي أوقفت هذه الممارسة السعر أقل بكثير عن غيرها من الولايات التي لا تزال متمسكة بها.
ربَّما البعض يرجع الارتفاع إلى عدم توافر المعروض من الأسماك في هذه الولايات، إلَّا أنَّ ذلك ليس مبررًا أن تكونَ بهذه الأسعار المرتفعة في سوق السمك، ثم ترتفع أيضًا في محال بيع الأسماك، لذا يرى الكثير أن يوقفَ أسلوب المناداة أو الدلالة الذي يُمثِّل الوسيط بين البائع والمشتري نتيجة ذلك الاستغلال، وتكون العلاقة في عملية البيع بين البائع أي الصياد والمشتري، وأن تعتمد الجهات المعنية من جانب آخر على ضمان تاوفر حاجة السوق المحلي من الأسماك قبل التفكير في التصدير، فالمجتمع المحلي أولى بثروات بلده التي تصدر إلى الجوار ثم يذهب ليشتريها من هناك، والأدهى من ذلك أنَّها متوافرة هناك بأسعار أقل من سعرها في الداخل.
كلمة أخيرة.. أوقفوا طريقة البيع عبر المناداة أو الدلالة لضمان أن تكونَ الأسماك أقل سعرًا.
طالب بن سيف الضباري ✱
✱ dhabari88@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بعض الولایات الأسماک فی
إقرأ أيضاً:
علي المراشدة رئيساً لجمعية كلباء لصيادي الأسماك
كلباء محمد الوسيلة:
انتخب أعضاء الجمعية العمومية لجمعية كلباء التعاونية لصيادي الأسماك، في الاجتماع السنوي، علي سالم جمعة المراشدة رئيساً للجمعية في الانتخابات التي جرت السبت الماضي، تحت رعاية هيئة الشارقة للثروة السمكية بالمركز الثقافي في مدينة كلباء.
وتقدمت هيئة الشارقة للثروة السمكية بالتهاني لرئيس المجلس والأعضاء الجدد المنتخبين وهم علي محمد علي الزعابي، ومحمد يعقوب يوسف سواويد، وجاسم حميد الزعابي، وسعيد حسن المطروشي الزعابي، ويوسف إبراهيم الجسمي.
وناقش اجتماع الجمعية العمومية واعتمد التقارير الإدارية والمالية الخاصة لعام 2024، إلى جانب انتخاب الرئيس وخمسة أعضاء لمجلس الإدارة للفترة القادمة، بعد أن جرت الانتخابات عبر الاقتراع السري بحضور ممثلين من الجهات المعنية.
وأكد علي أحمد أبوغازيين، رئيس هيئة الشارقة للثروة السمكية، أهمية هذه الانتخابات في تعزيز دور الجمعية وخدمة قطاع الصيادين ودعمهم، مشيداً بجميع الأعضاء في ممارسة حقهم الانتخابي والمساهمة في اختيار قيادة جديدة تواصل مسيرة التطوير والدعم للصيادين في المنطقة.
وكانت الجمعية دعت أعضاءها الراغبين في الترشح لعضوية مجلس الإدارة إلى تقديم طلباتهم، على أن تستوفي جميع الشروط المطلوبة، كما حثت الأعضاء على الحضور والمشاركة في العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن حضورهم يعد أمراً جوهرياً لإنجاح العملية الانتخابية وضمان تمثيل عادل لمصالح الصيادين، بما يصب في مصلحة تطوير الجمعية وتوفير الخدمات التي تلبي احتياجاتهم، وينعكس إيجاباً على مستقبل المهنة واستدامتها.