تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه قيام أحد الأشخاص بإخراج أموال موضوعة في «عقد»، كما لو كان في فرح، ويقوم بإعطائه كـ«نقطة» للقارئ الشيخ محمود القزاز، خلال تلاوته في أحد العزاءات، قائلاً: «هذا مقدم حتى تقرأ عزائي».

 

أثار الفيديو غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي متسائلين عن موقف القارئ الشيخ محمود القزاز من هذا الفعل، هل كان يعلم مسبقا بهذا الفعل؟ أم أنه فعل متكرر وقد اعتاد عليه الشيخ.

 

قال القارئ الشيخ محمود القزاز في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، إنه لم يكن يعلم مطلقا بفعل هذا الرجل، مبديا اندهاشه واستنكاره لهذا الفعل الذي لا يليق بقارئ قرآن على الإطلاق.

 

وأكد القزاز أنه يرفض مثل هذه الأفعال التي تخرج القارئ من جلال القرآن ولحظات الخشوع والحالة الروحانية التي يدخل فيها أثناء التلاوة.

 

 مطالبا الجميع باحترام القرآن وأهل المتوفى إذا كانت التلاوة في عزاء.

 

وخرج صاحب واقعة إلقاء «النقطة» على قارئ القرآن بعزاء الدقهلية، في مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» فيما بعد، ليوضح حقيقة ما حدث في العزاء الذي شهد الواقعة.

 

أكد صاحب واقعة إلقاء «النقطة» على قارئ القرآن بعزاء الدقهلية، أن الشيخ محمود القزاز لم يكن يعلم بهذا الموقف، مشيرًا إلى أنه فعل الأمر بينه وبين نفسه دون إخبار أي شخص. 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟

فى‭ ‬الفيلم‭ ‬الإيطالى‭ ‬الشهير‭ ‬Il Postino‭ ‬‮«‬ساعى‭ ‬البريد‮»‬‭ (‬1994‭)‬،‭ ‬يقوم‭ ‬ساعى‭ ‬البريد‭ ‬فى‭ ‬قرية‭ ‬إيطالية‭ ‬صغيرة‭ ‬بإهداء‭ ‬فتاة‭ ‬يحبها‭ ‬قصيدة‭ ‬يدّعى‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬تأليفه،‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬الشاعر‭ ‬التشيلى‭ ‬المنفى‭ ‬بابلو‭ ‬نيرودا‭. ‬عندما‭ ‬وبّخه‭ ‬نيرودا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفعل،‭ ‬رد‭ ‬الشاب‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬فقط‭ ‬لأنك‭ ‬كتبت‭ ‬القصيدة،‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬أنها‭ ‬ملكك‭. ‬الشعر‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭.‬‮»‬
قد‭ ‬يدهشنا‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬فى‭ ‬عصرنا‭ ‬الذى‭ ‬يحمى‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬بقوانين‭ ‬صارمة،‭ ‬ولكن‭ ‬كلمات‭ ‬ساعى‭ ‬البريد‭ ‬تفتح‭ ‬بابًا‭ ‬للتأمل‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬ملكية‭ ‬الشعر‭. ‬فمن‭ ‬يملك‭ ‬القصيدة‭ ‬حقًا؟‭ ‬هل‭ ‬يملكها‭ ‬الشاعر‭ ‬الذى‭ ‬أبدعها؟‭ ‬أم‭ ‬القارئ‭ ‬الذى‭ ‬يتفاعل‭ ‬معها،‭ ‬ويجعلها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حياته،‭ ‬ورمزًا‭ ‬لتجاربه‭ ‬وأحلامه؟‭ ‬لمن‭ ‬تنتمى‭ ‬رائحة‭ ‬الوردة؟‭ ‬هل‭ ‬هى‭ ‬للشجرة‭ ‬التى‭ ‬تطرحها،‭ ‬أم‭ ‬للعابر‭ ‬الذى‭ ‬يتنفس‭ ‬عبيرها‭ ‬ويسعد‭ ‬به؟
فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الكتابة‭ ‬والتناسخ‮»‬،‭ ‬يستشهد‭ ‬الناقد‭ ‬المغربى‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬كيليطو‭ ‬بحادثة‭ ‬طريفة‭ ‬عن‭ ‬الموسيقار‭ ‬الشهير‭ ‬وولفغانغ‭ ‬أماديوس‭ ‬موزارت،‭ ‬الذى‭ ‬تنازل‭ ‬طوعًا‭ ‬عن‭ ‬بعضٍ‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أعماله‭ ‬لصديق‭ ‬مبتدئ‭. ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬يعكس‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الإبداع‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬مسألة‭ ‬الملكية‭ ‬الشخصية،‭ ‬ليصبح‭ ‬مشاعًا‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬
فى‭ ‬التراث‭ ‬العربي،‭ ‬تناول‭ ‬النقاد‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬منذ‭ ‬قرون‭. ‬ابن‭ ‬رشيق‭ (‬ت‭. ‬1070‭ (‬1071‭/‬،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬نقاد‭ ‬الأدب‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬أشار‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬العمدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬السرقات‭ ‬الادبية،‭ ‬منها‭ ‬الاصطراف،‭ ‬ويتفرع‭ ‬إلى‭ ‬اجتلاب‭ ‬أو‭ ‬استلحاق،‭ ‬وإلى‭ ‬انتحال،‭ ‬ثم‭ ‬الإغارة،‭ ‬فالغصب،‭ ‬فالمرافدة‭. ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬جميعا،‭ ‬يكون‭ ‬النص‭ ‬المسروق‭ ‬حاضرا‭ ‬بعينه‭ ‬لفظا‭ ‬ومعنى‭ ‬فى‭ ‬منتوج‭ ‬الشاعر‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬قد‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬بيت‭ ‬شعرى‭ ‬لشاعر‭ ‬آخر‭ ‬بمحض‭ ‬إرادته‭. ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬يعكس‭ ‬فهمًا‭ ‬أكثر‭ ‬تعمقًا‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬والملكية‭ ‬الأدبية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬القصيدة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬بل‭ ‬حساب‭ ‬مشترك‭ ‬فى‭ ‬بنك‭ ‬الابداع،‭ ‬إرث‭ ‬جماعى‭ ‬تتناوبه‭ ‬الاجيال‭.‬
لم‭ ‬تكن‭ ‬الحدود‭ ‬التى‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الاقتباس‭ ‬المشروع‭ ‬والسرقة‭ ‬مجرد‭ ‬مسألة‭ ‬قانونية‭ ‬فحسب‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬اعتماد‭ ‬الشاعر‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬غيره،‭ ‬وأين‭ ‬يكمن‭ ‬‮«‬تعالق‭ ‬النصوص‮»‬‭ ‬ومتى‭ ‬يبدأ‭ ‬الإبداع‭ ‬الفردى‭.‬
فى‭ ‬السياق‭ ‬الغربي،‭ ‬قدّم‭ ‬الناقد‭ ‬الأدبى‭ ‬هارولد‭ ‬بلوم‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الانحراف‮»‬‭ (‬clinamen‭) ‬لفهم‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الشعرية‭. ‬مستندًا‭ ‬إلى‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الرومانى‭ ‬لوكريتيوس‭ (‬ت‭. ‬51‭ ‬ق‭.‬م‭.)‬،‭ ‬الذى‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انحراف‭ ‬الذرة‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الاخرى‭ ‬وهذا‭ ‬الانحراف‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يجعل‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬الكون‭ ‬ممكنًا‭. ‬طبّق‭ ‬بلوم‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬الشعر،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬ينحرف‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬سابقه‭ ‬المبدع‭ ‬ليصنع‭ ‬تصحيحًا‭ ‬أو‭ ‬تغييرًا‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬قصيدة‭ ‬جديدة‭. ‬وهذا‭ ‬‮«‬الانحراف‮»‬‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الإبداع‭ ‬الشعرى‭ ‬مميزًا‭ ‬وأصيلًا،‭ ‬ويشكل‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬استجابة‭ ‬إبداعية‭ ‬للقصائد‭ ‬السابقة‭.‬
وكما‭ ‬أنّ‭ ‬الشعر‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬ملكًا‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه،‭ ‬كذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للشاعر‭ ‬أن‭ ‬ينحرف‭ ‬عن‭ ‬أسلافه‭ ‬ليبدع‭ ‬شيئًا‭ ‬جديدًا‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬زمنه‭ ‬وتجربته‭.‬
 

مقالات مشابهة

  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟
  • الداخلية تكشف ملابسات واقعة العثور على جثة مُكبلة اليدين والقدمين بالبحيرة
  • كشف ملابسات واقعة العثور على جثة أحد الأشخاص بالبحيرة
  • المجلس الإسلامي بدولة الجنوب يكشف ملابسات مقتل أمام مسجد بجوبا على يد لاجئ سوداني
  • امن الإسماعيلية يكشف ملابسات مقتل مسنة بمنطقة العطارة والجاني يعترف بالتفاصيل
  • وفاة طفلة في مستشفى حكومي بالمنوفية
  • بعد تقديم واجب العزاء.. محامي أسرة ضحية الدهس من اللاعب أحمد فتوح يكشف تفاصيل جديدة
  • «أمن القاهرة» يكشف عن ملابسات فيديو «حركات رعونة» على الطريق العام
  • كشف ملابسات فيديو سير قائد سيارة ملاكي عكس الاتجاه بالجيزة