من تكتيكات الدعاية في الخطاب السياسي
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
من تكتيكات الدعاية في الخطاب السياسي:
+ يستخدم كتاب الدعاية أساليب تدليس كثيرة – كما يلجأ أحيانا كتاب أخرين لا يمكن وصفهم بانهم من كتاب دعاية – إلي إستخدام أساليب كسب فكري وسياسي غير مشروع، نستعرض بعضا منها.
+ مغالطة رجل القش ه التي يتم فيها إختراع حجة لم يأت بها الخصم ثم دحض هذه الحجة المختلفة، ثم ينتفخ كاتب الدعاية المستهبل وكانه صرع خصمه الفكري بتدمير رجل القش الذي صنعه بيديه ثم نسبه لخصمه.
+ علي سبيل المثال يمكن أن يقول إنسان (أ) معتدل لم يتلوث بعد بضرورة صيانة مبدأ السيادة الوطنية وعدم القبول بتدخل أجنبي غليظ في تحديد مصير الشعب السوداني. وهذا مطلب بسيط ومفهوم في نسبية الأشياء ولا يعني غياب كامل للتاثير الأجنبي ولكنه يدرك الحدود وما يمكن التعايش معه بحكم الواقع وما يجب رفضه مهما كان الثمن فهناك أشياء لا تقبل المساومة.
+ ولكن كاتب الدعاية لا يستطيع مواجهة هذه الحجة لانها من أبجديات الوطنية وإحترام الذات . ومع ذلك فإن كاتب الدعاية لن يقنط فما زال بإمكانه السفسطة وتصوير الإنسان (أ) وكانه يدعو إلي شن حرب دون كيشوتية علي العالم الخارجي. أو أنه شيوعي متحجر يضع في قمة أولويات السياسة السودانية هزيمة الراسمالية العالمية أو إسلامي شبه إرهابي يهمه تحرير فلسطين ولو علي حساب تدمير السودان. وهكذا يتفادى كاتب الدعاية نقطة الإنسان (أ) الأساسية وينسب إليه مواقف خيالية ثم يصرع رجل القش الذي صنعه بلكمة قاضية.
+ ومن الأساليب ذات الصلة مغالطة الاقتباس خارج السياق العام أو الخاص للنص وتبسيط حجة الخصم بشكل مفرط، ثم مهاجمة هذه النسخة المزورة بالتبسيط وهزيمتها بلا قومة نفس.
+ ومن أساليب التدليس فبركة حجة الخصم بتهويل جانب منها بصورة مبالغة فيها وعزله عن السياق، ثم مهاجمة هذه الجانب المبالغ فيه.
+ فمثلا لو قام الإنسان (أ) بنقد موضوعي ضد إنسان (ب) واحد، أحد، ومحدد في قضية واحدة لا ثاني لها، بدلا من دحض هذا النقد يقوم كاتب الدعاية بتصوير موقف الإنسان (أ) و كأنه هجوم شامل علي قبيلة إنسان (ب) أو مجموعته العرقية أو جنسه أو نوعه الإجتماعي. فلو قال الإنسان (أ) أن الإنسان (ب) فاسد في قضية معينة ومعرفة، من الممكن إتهام الإنسان (أ) بالقبلية أو الجهوية أو العنصرية أو التحيز الجنسي، أو أو أو.
+ وهكذا يتم التخلص من راي الإنسان (أ) غير المريح بتصويره وكانه كائن عنصري أو ذكوري شوفيني أو مسهل لمثل هذه الموبقات بلا دليل من ماض أو حاضر سوي إنه أختلف مع إنسان محدد أو مجموعة محددة في قضية محددة.
+ وهكذا يتم إشهار كروت خطاب هويات مفخخ لإجبار الراي العام علي قبول أي رواية مهما كان خطرها وضعف حجتها لان التصدي للأكاذيب يحمل معه خطر إتهامات خطيرة مستلفة من كتاب حقوق مشروعة لأقليات أو مجموعات مستضعفة بعد أن يتم تفخيخه كسيف ونشره لحماية الباطل من مساءلة واجبة . كلمة حق أريد بها باطل.
+ المناقش الجاد الأمين يواجه ما يعرف ب”حجة الرجل الفولاذي” وهي نقيض حجة رجل القش. “وتنطوى علي مواجهة أقوى شكل من أشكال حجة الشخص الآخر، حتى لو لم يقدمها صاحبها بشكلها الأقوي. قد يتضمن ذلك إزالة الافتراضات المعيبة أو نقاط الضعف غير الأساسية في النص التي يسهل دحضها أو تطوير أقوى النقاط في حجة الخصم ثم مواجهتها والاشتباك معها.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم تحت عنوان "الخطاب الديني وتعزيز الأمن الفكري" وذلك ضمن حملة "اتحقق قبل ما تصدق" والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وذلك للتصدي للشائعات والحملات التي تستهدف زعزعة الأمن القومي وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية والتشكيك في الإنجازات القومية والتي يتم تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، اللواء أسامة أبو الليل مساعد مدير أمن الفيوم السابق، محمد هاشم مدير مركز النيل، حنان حمدي مدير البرامج بالمركز، الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة بأوقاف الفيوم، الشيخ محمد خورشيد مدير إدارة أوقاف مركز الفيوم وبمشاركة عدد كبير من الأئمة والعاملين بأوقاف الفيوم.
بدأت الندوة بالتقديم لموضوع اللقاء بكلمة حنان حمدي والتي أكدت خلاها على أهمية الحملة الإعلامية التي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي والتي تستهدف التصدي للشائعات والحملات تستهدف زعزعة الأمن القومي في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة التي تستوجب توحيد الجهود الداخلية وتعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة تلك التحديات والتأكيد على ضرورة التحري وعدم تصديق كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية الموثوقة، مؤكدة على دور رجال الدين في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الأمن الفكري.
فيما أشار محمد هاشم إلى الدور الفاعل لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات في رفع الوعى والتثقيف لكافة شرائح المجتمع من خلال اللقاءات والندوات والحلقات النقاشية كأحد أهم الوسائل الاتصالية التي تقوم بها مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية مؤكدا على أهمية المرحلة الراهنة التي تستوجب من الجميع التصدي لحروب الشائعات التي تنال من وحدة وتماسك المجتمع وأثنى على على التعاون الفاعل بين مديرية أوقاف الفيوم ومركز النيل للإعلام في بناء الوعي لدى كافة شرائح المجتمع مؤكدا على الدور المؤثر لأئمة وخطباء المساجد.
ومن جانبه أكد الدكتور محمود الشيمي على الدور الفاعل للأئمة والخطباء في المساجد في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناهضة كافة أشكال التطرف في الفكر والتأكيد على وسطية الإسلام، مشيرًا إلى أن قضية الشائعات حاربها الإسلام وحذر منها كما جاء في قوله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، وذلك لما للشائعات من اثار في أحداث الفتنة والوقيعة داخل المجتمعات مؤكدا على ضرورة التحري وعدم الانسياق وراء بعض الشائعات المغرضة التي تستهدف وحدة الصف.
وأشار إلى أن الخطاب الديني من أهم القضايا في حياة المسلمين اليوم خاصة فى ظل الغزو الثقافي، ومظاهر الاختراق وبث الأفكار والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام خاصة مع وجود ما يسمى بعصر السموات المفتوحة ووسائل الاتصال الحديثة عبر شبكات الإنترنت والذى أفرز المثير من الحملات المعادية التي تستهدف وحدة وتماسك الوطن وبث الكثير من الشائعات لخدمة هذا الغرض، لافتا إلى أن الخطاب الديني المعاصر يساهم في بناء الفكر والوعي ويسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناقشة القضايا الحياتية من منظور ديني وسطى، مؤكدًا على أن الدولة المصرية والقيادة السياسية تهتم بتعزيز الفكر الوسطي ودعم المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة تجنبا للانحراف والغلو والتشدد قائلًا: إن الأمن الفكري يعد منهجًا قويمًا يساعد الفرد على أن يصل لمرحلة الاعتدال في تناوله للقضايا التي يتعرض لها بشكلٍ فرديٍ أو جماعيٍ؛ لتصبح سلوكياته في مسارها الصحيح الذي يتسق مع نبل القيم المجتمعية.
وفي كلمته أكد اللواء أسامة أبو الليل أن مصر تواجه في المرحلة الراهنة الكثير من التحديات خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المليئة بالصراعات والحروب، لافتًا أن الدولة المصرية و بفضل قيادتها الرشيدة هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي مازالت متماسكة بقوة شعبها ومؤسساتها الوطنية من الجيش والشرطة المدنية، لافتا إلى أن هذه المكانة وهذا الوضع يقلق الكثير من الأعداء والمتربصين لهذا الوطن.
وأكد أن الشائعات تعد أحد أهم الوسائل التى تستخدمها القوى المعادية لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن داخل المجتمع والتحريض على مؤسسات الدولة مشددا على ضرورة التماسك المجتمعي وعدم الانسياق وراء تلك الشائعات المغرضة، مؤكدا أن شوائب الفكر تؤدي بالضرورة إلى تهديد الأمن القومي والوطني للبلاد، وأشار إلى أن الدولة تعمل جاهدة لمحاربة والتصدي للشائعات من خلال توفير المعلومات والحقائق عبر المؤسسات الرسمية والموثوقة، لافتا إلى أن هناك معلومات أمنية وحساسة لا يمكن الإفصاح عنها وهذا لا يقلل من شأن فكرة الشفافية وحرية تداول المعلومات وأكد على دور خطباء المساجد في تنمية الوعى والفكر.
وفى ختام اللقاء أوصى الحضور بضرورة تكثيف برامج التوعية وتضافر كافة الجهود الحكومية والأهلية لمحاربة الشائعات والحفاظ على وحدة المجتمع وتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب.