كتبت" الشرق الاوسط": سواء نجحت الضربة الإسرائيلية في «تحييد» القائد العسكري المستهدف في «حزب الله» أو لا، يجدر التفكير في تداعيات العملية التي حصلت مساء الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت.

فإسرائيل سارعت إلى القول عبر وسائل إعلام عدة إن «الهجوم» على ضاحية بيروت انتهى بالنسبة إليها، وإن الأمر يتوقف الآن على رد فعل «حزب الله».


الجو الإسرائيلي يبدو متجهاً نحو الاكتفاء بما تعدّه حكومة بنيامين نتنياهو رداً على ما حصل في بلدة مجدل شمس في الجولان، خصوصاً أن اغتيال مسؤول عسكري كبير في «حزب الله» (يتردد على نطاق واسع أنه فؤاد شكر المستشار العسكري للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله) يُرضي بلا شك الرأي العام الإسرائيلي. اللافت أن واشنطن التي لا تنفك تكرر أنها لا تريد حرباً واسعةً في الشرق الأوسط سارعت إلى إبداء «تفهّم» للعملية الإسرائيلية مع أنها حصلت في ضاحية بيروت، أي عملياً في ما يُعرف بـ«بيروت الكبرى»، بما يخالف الرغبة في حصر الاشتباك في الجنوب.
أما على الضفة اللبنانية، فيبدو المشهد مختلفاً لأن «حزب الله» لا يعدُّ نفسه مسؤولاً عما حصل في مجدل شمس، وقد سبق له أن نفى نفياً قاطعاً استهداف البلدة. ومن هنا، تقول مصادر في الحزب إن ما حصل في الضاحية الجنوبية هو اعتداء إسرائيلي وتجاوز متكرر لقواعد الاشتباك القائمة منذ تشرين الأول الماضي وليس رداً على شيء. ويسوّقون أمثلة كثيرة على انتهاك إسرائيل لقواعد الاشتباك، منها استهداف صحافيين في بدايات الحرب وقصف مناطق سكنية واغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت.
بناءً على ذلك تتسع دائرة التساؤل عن المرحلة المقبلة، فهل يمتنع «حزب الله» عن الرد أم يرد بضربة ويثير رد فعل إسرائيلياً جديداً، وتتدحرج الأمور نحو مواجهة شاملة تُسقط الخطوط الحمر التي رسمها الطرفان بحكم الأمر الواقع.
والحرب المحتملة ماذا ستكون؟ هل هي حرب قصف مدمّر متبادل؟ أم أن حرباً برية ستقع ويحصل توغّل بري إسرائيلي في جنوب لبنان؟ ومعلوم أن «حزب الله» يتوعّد في المقابل بتوغّل في أراضي الجليل الأعلى، المنطقة المتاخمة للحدود الجنوبية اللبنانية. وماذا عن حرب إقليمية ممكنة؟ من سيشارك فيها؟ وما هو نطاقها المحتمل؟
في موازاة ذلك، من سيقوم بجهود دبلوماسية لاحتواء الوضع؟ هل هناك غير الدور الأميركي الذي لم ينجح حتى الآن رغم محاولات متكررة وزيارات عدة لآموس هوكشتاين في تهدئة الجبهة اللبنانية الإسرائيلية؟
وبينما قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب، في تصريح تلفزيوني، إنه اتصل بالدوائر المعنية في واشنطن وسمع تأييداً صريحاً للعملية الإسرائيلية، قال سفير لبناني سابق في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية لا تريد توسع الحرب لأن تحولها إلى مواجهة إقليمية هو تطور خطير لا يعلم أحد إلى أين سيقود العالم كله. يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة هي في خضم الأشهر الانتخابية مع كل ما في السباق الحالي من تعقيدات ومفاجآت.
أجواء الضاحية الجنوبية - إن جاز التعبير - تؤكد أن «حزب الله» سيرد رداً مدروساً ودقيقاً أياً تكن العواقب، وأن هذا الرد سيكون «نوعياً» واستراتيجياً.
خلاصة القول إن ضربة الضاحية نقلت المواجهة إلى مرحلة جديدة يترقبها اللبنانيون بقلق كبير على المصير.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

جثث تحت الركام في الضاحية والخيام.. خبرٌ يكشف التفاصيل

أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات في بيان، أن "عناصر الدفاع المدني واصلت، لليوم الخامس على التوالي، عمليات رفع الأنقاض في بلدة الخيام، بمتابعة المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني".   وأشارت إلى أن "العناصر تمكنت من انتشال جثمان شهيدة من التابعية السورية تحت ركام معمل نصوح للألبان والأجبان، أما في حي الجلاحية في بلدة الخيام، فلم يتم العثور على أي مفقودين حتى الآن".
وفي سياق متصل، أوضحت أنه "واستنادا إلى معلومات حديثة توافرت لديها حول 7 أشخاص ما زالوا ضمن عداد المفقودين في منطقة حارة حريك - بناية أيوب، قرب العاملية بسبب العدوان الإسرائيلي على المنطقة في 27 أيلول الماضي، أجرت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لديها مسحاً ميدانياً شاملا للموقع أسفر عن العثور على جثامين 3 شهداء تم نقلهم الى مستشفى بيروت الحكومي لإجراء فحوص DNA للتحقق من هويتهم".
وأكدت أنها "ستستكمل عمليات البحث ورفع الأنقاض في الخيام وحارة حريك غداً إلى أن يتم العثور على جميع المفقودين".

مقالات مشابهة

  • الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)
  • ‏الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض مسيرة قادمة من جهة الشرق
  • رسالة من البطريرك يونان في عيد الميلاد بشأن الشرق الاوسط.. هذا ما جاء فيها
  • بعد 3 أشهر .. العثور على 3 جثث في موقع اغتيال نصر الله بالضاحية الجنوبية
  • حزب الله يحاذر الرد على الخروقات الإسرائيلية وانتشال جثث الشهداء متواصل
  • العثور على 3 جثث في موقع اغتيال نصر الله بالضاحية الجنوبية
  • جثث تحت الركام في الضاحية والخيام.. خبرٌ يكشف التفاصيل
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية
  • باكستان: ندين التوغل الإسرائيلي في «الشرق الأوسط»
  • التكويع يصل بيروت.. ماذا فعل سياسيون لبنانيون مؤيدون للأسد بعد سقوطه؟