أضواء كاشفة: طلبة الدبلوم العام والمستقبل المنشود
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
لمْلَمَ العام الدراسي الفائت آخر أوراقه بظهور نتيجة الدبلوم العامِّ ليبدأَ الطلَّاب رحلة البحث عن المجال الأكاديمي الذي يُحدِّد المسار الوظيفي الذي يرغبون في السَّير فيه وكُلُّهم أمَل في أن يحصلوا على النجاح في مستقبلهم.. وقَدْ أعلن مركز القَبول المُوحَّد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار موعد نتائج الفرز الأوَّل للعام الأكاديمي 2023ـ2024م يوم 16 أغسطس الجاري لِيتنافسَ أكثر من 40 ألف طالب ـ مِنهم 20 ألفًا حصلوا على معدَّل عام 80 بالمائة وأعلى بَيْنَهم 9 آلاف حصلوا على 90 بالمائة وأعلى ـ على برامج جامعة السُّلطان قابوس والبعثات الخارجيَّة وغيرها من البرامج الدراسيَّة المميزة داخليًّا وخارجيًّا.
بالطبع لقَدْ عانى طلَّاب الدبلوم العامِّ في السَّنة الدراسيَّة الماضية من الكثير من الضغوطات؛ كونها سنة مفصليَّة وفارقة في تاريخهم؛ لأنَّها تُحدِّد مستقبل الطالب، ومجموع درجاتها يوجِّهه نَحْوَ المسار الأنسب من مسارات الجامعة ثمَّ المجال الوظيفي الذي سوف يقتحمه.. لذلك نرى الأُسر التي لدَيْها طالب أو طالبة في الدبلوم العامِّ تعلن حالة الطوارئ ويتحوَّل البيت لثكنة دراسيَّة يلتزم فيها الطالب باستغلال كُلِّ دقيقة لِيبذلَ جهده من أجْل الدراسة، فنراه يسهر الليالي في المذاكرة ويتخلَّى عن هواياته من أجْل عدم إضاعة الوقت بعيدًا عن الدراسة.
المُشْكلة أنَّ أولياء الأمور حال ظهور النتيجة نرى تضاربًا في ردود أفعالهم.. فمِنْهم مَن يتقبَّل النتيجة بصدر رحب؛ لأنَّه يدرك تمامًا أنَّ ابنه أدَّى ما عليه وبذلَ كُلَّ ما في وسعه من أجْل الحصول على هذه الدرجات.. بَيْنَما نجد البعض الآخر يوبِّخ أبناءه ويتَّهمهم بالتقصير حتى لو حصدوا درجات مرتفعة، متناسين أنَّ القدرات العقليَّة والذهنيَّة تختلف من إنسان لآخر، وأنَّ الله سبحانه وتعالى هو مَن حدَّد لهم هذه الدرجات التي ترسم مستقبلهم المقدَّر لهم.
لا شكَّ أنَّ ما مرَّ به الطلبة كان صعبًا، ويكفي أنَّهم تحمَّلوا الضغط النَّفْسي الذي تثقله الأُسرة والمُجتمع عليهم.. ولقَدْ رسموا أحلامًا لِغَدِهم ومستقبلهم وعلينا مساعدتهم في تحقيقها حتى ينالوا ثمرة تعَبِهم وكدِّهم ومذاكرتهم.. فجميعنا مرَّ بهذه المرحلة ووجدنا آباءنا بجوارنا يشجِّعوننا ويدعموننا بالقلب المُحِب والعقل الواعي، وبالتَّالي علينا ردُّ جميل الآباء باتِّباع نفس السلوك تجاه الأبناء ومساعدتهم لتجاوز التحدِّيات التي تواجههم وتحيط بهم من كُلِّ جانب، وفتح قنوات للحوار الهادئ الرزين على أن يكُونَ رأينا استشاريًّا فقط وليس ملزمًا للطالب، بل يجِبُ منْحُه مساحة من الحُريَّة لاختيار ما يريد وتحديد مستقبله كيفما يشاء.
نبارك للطلبة المتفوِّقين الناجحين، ونتمنَّى لهم المزيد من النجاح والرُّقي، وتحقيق أحلامهم وتطلُّعاتهم بما يَعُودُ عليهم وعلى وطنهم بالخير والازدهار.. ونقول لِمَن لَمْ يوفَّق هذا العام لا تحزن، فهذه ليست نهاية المطاف وما زالت أمامك فرصة لتصنع المعجزات وعليك الخروج من التجربة بفكر وعزيمة أقوى لتحقيق النَّجاح المنشود العام القادم.
✱✱✱
يظلُّ الإنسان طوال عمره يُنقِّب ويبحث عن السَّعادة، ويسعى من أجْل تحقيقها إلى الوصول لأهداف معيَّنة يعتقد أنَّها ستُحقِّق له السَّعادة المنشودة.. فالبعض يرى أنَّ السَّعادة في المال والبعض الآخر يراها في الشهرة وآخرون في الأولاد أو الوظيفة المميزة أو المكانة الاجتماعيَّة المرموقة أو العيش برفاهيَّة ورخاء أو الصحَّة الجيِّدة أو وجود العائلة الكبيرة والأصدقاء المُخلِصين وغير ذلك، حيث يختلف مفهوم السَّعادة من شخص لآخر طبقًا لشخصيَّته وطريقة تربيته وتكوينه ومدى احتياجه لشيء مُعيَّن.
ويعكف العلماء والباحثون على البحث عن الوسائل التي تُحقِّق السَّعادة الفعليَّة.. قديمًا قالت الحكمة «السَّعادة لا تُشترَى بالمال» وقَدْ أثبتتِ الدراسات الحديثة صحَّة هذه المقولة، حيث تبَيَّنَ أنَّ المال والشهرة ليس وحدهما وسائل كفيلة بجلب السَّعادة للإنسان.. كما أكَّدت دراسات حديثة أخرى أنَّ الأشخاص الذين يعملون ساعات أقلَّ ويقضون بعض الأوقات في القيام بهواياتهم المفضَّلة أو يجتمعون مع عائلاتهم أكثر سعادة ممَّن يعملون لساعات طويلة ويجنون من ورائها دخلًا شهريًّا كبيرًا؛ أي أنَّ استغلال كُلِّ الوقت لجمع المال يضيع على الإنسان إحساسه بقيمة هذا المال والشعور بسعادته به.. والغريب أنَّ بعض الإحصاءات الرسميَّة أكَّدت أنَّ أقلَّ الدوَل سعادة هي الدوَل الغنيَّة وبالتَّالي فإنَّ سعادة الشعوب ليست مرتبطة بالفقر ومستوى الدخل.
وقَدْ حصدت بلادنا مراكز متقدِّمة في مؤشِّر السَّعادة العالَمي.. ولعلَّ السَّعادة التي يشعر بها الشَّعب العُماني نابعة من راحة البال التي ينعم بها والتي وفَّرتها له قيادتنا الحكيمة التي أخذت على نَفْسِها عهدًا بتحقيق الأمن والأمان والاستقرار للشَّعب الوفيِّ فوضع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه وأمدَّ في عمره ـ الخطط التنمويَّة التي توفِّر الاستقرار والأمان على المدى القريب والبعيد.
لا شكَّ أنَّ تنوُّع الأعباء التي يواجهها الإنسان وزيادة متطلبات الحياة والضغوط والمستلزمات اليوميَّة تُسهم بشكل كبير في شعور الإنسان بالقلق والتوتُّر والخوف والاكتئاب والألَم، وتجعل من السَّعادة حلمًا بعيد المنال.. إلَّا أنَّ هذا ليس صعبًا؛ لأنَّ نظرة الإنسان الإيجابيَّة للحياة والإيمان بالله وعدم الحزن على ما فاته يمنحه القدرة على التعايش مع مشكلات الحياة، ويُحقِّق له التوازن النَّفْسي الذي يؤدِّي به إلى الشعور بالرِّضا والسَّعادة.
لا شكَّ أنَّ أهمَّ ما يُحقِّق السَّعادة للإنسان هو الرِّضا الداخلي والسَّلام النَّفْسي وراحة البال والتفاؤل الذي يؤدِّي إلى النجاح الحقيقي إلى جانب التخلُّص من سيطرة المادِّيَّات على حياته؛ لأنَّها تدخله في حلقة مفرغة لَنْ يخرجَ مِنْها إلَّا بعد أن يمرَّ به العمر ويشعر أنَّ أيَّامه ضاعت هباء.. كذلك الشعور بالاستقلاليَّة والاعتداد بالذَّات والرِّضا عن النَّفس فيما يفعله الإنسان والتقارب مع الآخرين والثِّقة بالنَّفْسِ.. كُلُّ هذه الأمور تُسهم في الإحساس بالسَّعادة.. بالإضافة إلى وجود الأمن والطمأنينة التي يَعدُّها النَّاس موجودة كتحصيل حاصل في الظروف الطبيعيَّة، وعِندما يحدث مَكْروه يتمنَّون أن يحصلوا على الراحة والسَّعادة النفسيَّة.
فهيَّا بنا عزيزي القارئ نترك اليأس والحزن ونُقبِل على الحياة بقلب مفتوح وبابتسامة رقيقة؛ حتى تُحقِّقَ السَّعادة المنشودة لك ولِمَن حَوْلَك.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الدبلوم العام م العام الذی ی التی ت ة التی التی ی
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون من أخطار كبيرة لهذا العلاج.. قد تؤدي للموت
حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من علاج البنزوديازيبينات، مثل لورازيبام وكلورديازيبوكسيد المعروفة بقدرتها على التسبب بالإدمان الشديد. والتي قد تصاحبها أعراض انسحاب صعبة، قد تكون قاتلة أحيانا.
تستخدم هذه الأدوية، التي تسمى عادة بنزوات أو مهدئات، عادة لعلاج القلق ونوبات الهلع واضطرابات النوم مثل متلازمة تململ الساقين. ولكن يمكن استخدامها أيضا لأسباب أخرى، مثل مساعدة الأشخاص على إدارة أعراض انسحاب الكحول.
تشمل البنزوديازيبينات الشائعة الأخرى الديازيبام (الفاليوم)، والكلونازيبام (كلونوبين)، والألبرازولام (زاناكس).
على عكس مضادات الاكتئاب، التي قد تستغرق أسابيع لبدء مفعولها، يمكن لمعظم البنزوديازيبينات أن توفر الراحة في غضون دقائق - مما يريح المسافرين المتوترين وغيرهم ممن يحتاجون إلى تخفيف سريع للقلق في حالة محددة. ولكن إذا تم تناول الدواء لفترات أطول، يمكن للمرضى أن يطوروا تحملا له في غضون أسابيع من بدء تناوله، حتى مع استخدامه وفقا للوصفة الطبية، وفقا للدكتورة لودميلا دي فاريا، رئيسة مجلس الصحة النفسية للمرأة في الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
وأضافت: "هنا يقع الناس في المشاكل"، ويبدأون في تناول المزيد من الدواء حيث "لا تعود الجرعة نفسها كافية للتخلص من الأعراض".
بالإضافة إلى ذلك، تدوم أدوية مثل كلونازيبام وديازيبام في الجسم لفترة أطول من الأدوية قصيرة المفعول مثل ألبرازولام. وقالت: "لا يدرك الناس ذلك. لذلك يتناولون جرعات متعددة ويتراكم الدواء"، مما قد يؤدي إلى "الشعور بالدوار".
أدت كل هذه العوامل مجتمعة إلى إساءة استخدام الأدوية على نطاق واسع. في عام 2019، ووفقا لأحدث البيانات المتاحة، صرفت الصيدليات ما يقدر بنحو 92 مليون وصفة طبية للبنزوديازيبين، وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تشير الأبحاث إلى أن هذه الأدوية توصف في أغلب الأحيان للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما.
في عام 2020، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحديثا للمعلومات المقدمة للأطباء والمرضى لجميع أنواع البنزوديازيبينات للتحذير من مخاطر الاعتماد الجسدي، وأعراض الانسحاب، وسوء الاستخدام، والإدمان.
قال الدكتور إيان نيل، أخصائي أمراض الشيخوخة إن من الأفضل شرح هذه المخاطر للمريض قبل تناوله أول قرص. لكن هذا لا يحدث دائما. وحتى لو تلقى المريض استشارة طبية مناسبة، "فإن قولها شيء، وتجربتها شيء آخر".
وأضاف أنه غالبا ما يرى مرضى يتناولون بالفعل مزيجا من الأدوية الأخرى، ولا يدركون مخاطر الجمع بين البنزوديازيبينات، وهي مثبطة، وأدوية أخرى لها أيضا تأثيرات مهدئة، مثل منومات أو بينادريل.
كما يفضل ألا يتناول شارب الكحول أو مستخدم القنب، أي بنزوديازيبين. فعندما يجمع الناس موادا مثبطة، فقد يؤثر ذلك حتى على تنفسهم.
إن فئة كبار السن الذين يعالجهم الدكتور نيل معرضة للخطر بشكل خاص لأن البنزوديازيبينات تستقلب بشكل مختلف مع تقدمنا في العمر، حيث تبقى في الجسم لفترة أطول. ونتيجة لذلك، قد يكون كبار السن الذين يتناولونها أكثر عرضة للسقوط أو حوادث السيارات. كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية الهذيان لدى مرضى الخرف.
لكن هذه الأدوية قد تكون محفوفة بالمخاطر للأشخاص من جميع الأعمار، ولهذا السبب توصف عادة لفترة قصيرة - عادة أربعة أسابيع أو أقل - وتعتبر الملاذ الأخير لعلاج الحالات المزمنة، بحسب الدكتور نيل.
وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن ما يقرب من 20% من الأشخاص الذين يتناولون البنزوديازيبينات يسيئون استخدامها. إذا أصبح الشخص معتمدا عليها، فقد يكون الإقلاع عنها صعبا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أعراض الانسحاب الشديدة.
يمكن أن تشمل هذه الأعراض اضطرابات النوم، والتهيج، والتعرق، وخفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في المعدة مثل القيء الجاف.
يجب أن يتم تقليل جرعة الدواء تدريجيا، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب.
يشبه الأمر هبوط طائرة تدريجيا، كما يقول الدكتور جون توروس، الطبيب النفسي في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن.
وأضاف أنه أثناء ذلك، يمكن للمريض تجربة طرق مختلفة للحصول على مزيد من النوم والتحدث إلى معالج نفسي حول استراتيجيات تساعد في إدارة القلق.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أدوية أخرى مثل الكلونيدين، والتي يمكن استخدامها لعلاج القلق والمساعدة في أي أعراض انسحاب.
وأضاف الدكتور توروس أنه في النهاية، من الأفضل دائما محاولة تحديد السبب الجذري للقلق ومعالجته. "تمنحك البنزوات راحة سريعة في الدماغ، ولكن بعد يوم واحد يزول مفعولها - ويختفي هذا الشعور السريع بالراحة".